#يحدث_الآن |
وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري أحمد #عطاف يلقي كلمة خلال اشغال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالقاهرة
وزير الخارجية الجزائري: تلتئم القمةُ العربية الاستثنائية هذه وَسَطَ حالةٍ غير مسبوقة من التِّيهِ والتَّوَهَانْ على خلفيةِ التلاشي المُتسارع لأركان منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، وهي التي تشهد اليوم مظاهر الانطواء على الذات، والنزعة الأحادية، والاستخفاف بالقانون الدولي، وكذا فرض منطق القوة.
وزير الخارجية الجزائري: في هذا السياق العام، وفي طريقه نحو فرض مشروعه الوطني، وإكسابه الشرعية والمشروعية، وحمل المجموعة الدولية لقول كلمة الحق بشأنه، واجه الشعب الفلسطيني شتى التحديات، وتحمل أكثر المعاناة شدة وقساوة، وقدم من التضحيات ما لا يعد ولا يحصى ولا يوصف.
وزير الخارجية الجزائري: غير أن ما يعتري سبيله اليوم هو الأخطر، والأخطر بكثير، فالخطر اليوم هو خطرُ تبديدِ شعبٍ بعد محاولة إبادتِه، والخطر اليوم هو خطرُ تصديرِ شعبٍ بعد مصادرة أَرْضِهْ، والخطر اليوم هو خطرُ إجهاضِ مشروعٍ وطني بتجريده من حامليه.
وزير الخارجية الجزائري: وفي جملةٍ مُعَبِّرةٍ واحدة، الخطر اليوم هو خطر إخراج شعب من التاريخ، وهو الشعب الفلسطيني، ومنع دولة من دخول الفضاء الجيوسياسي المعاصر، وهي الدولة الفلسطينية.
وزير الخارجية الجزائري: من هذا المنظور، فإن الجزائر تضم صوتَها اليوم لأصوات أشقائها العرب لتُؤكد رفضَها القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وَلِتُندد بالمحاولاتِ اليائسة لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، ولتُدِين جميعَ المناورات الحثيثة لضم الضفة الغربية وانتزاعها من حُضْنِها الفلسطيني الأصيل.
وزير الخارجية الجزائري: وبذات القدر، تؤكد الجزائر على ضرورة إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني واحترامه، لاسيما في وجه ما تجلّى مؤخراً من رغبةٍ جَامِحَة في تهميش الصوت الفلسطيني وتغييب دوره ضمن ترتيبات ما بعد العدوان على غزة. فهذه الترتيبات، يجب أن تُثَبِّتَ أُسُسَ قَضِيَّتِنَا، لا أن تُضْعِفَهَا، ويجب أن توضح المعالم، لا أن تَطْمِسَهَا، على درب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة.
وزير الخارجية الجزائري: نحن مطالبون اليوم بالالتفافِ حول أشقائنا الفلسطينيين: فَهُمْ بحاجة إلى دعمنا لتثبيت وقف إطلاق النار، وَهُمْ بحاجة إلى دعمنا لإطلاق جهود إعادة الإعمار، وَهُمْ بحاجة إلى دعمنا لإذكاء شعلة الحل الدائم والعادل والنهائي، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف.
وزير الخارجية الجزائري:كلها أولوياتٌ تقتضي مساهمةَ الجميع ومشاركةَ الجميع، كلٌّ من موقعه، وكلٌّ بما جَادَتْ به مُقَدَّرَاتُه، وَكلٌّ بما سَمَحَتْ به ظُرُوفُه. والجزائر لن تكون إلا طرفاً فاعلاً في هذا المسعى، وهي تواصل الاضطلاع بعهدتها العربية في مجلس الأمن الأممي.
وزير الخارجية الجزائري: فَلْتَكُنْ رسالتُنا واضحة وهادفة، ولتكن كلمتُنا واحدة وموحدة، وليكن صَفُّنَا بُنياناً مرصوصاً حولَ أشقائنا الفلسطينيين، وحول قضيتِهم وقضيتِنا وقضيةِ الإنسانية جمعاء.









