مصنع (سيرتا) الجديد، لإنتاج الأجزاء المطاطية أو المطاطية المعدنية أو الألومنيوم، التصنيع الدقيق، القولبة والحقن، الهندسة العكسية، وبأحدث الألأت والمعدات التقنية، حيث ينتج 35 قطعة حتى الأن، الهدف الإكتفاء الذاتي الوطني، وقد فتح باب الطلب الأجنبي الأن للتصدير.
يُشترط على ممارسة نشاط تصنيع السيارات في الجزائر تحقيق نسبة 10% في نهاية السنة الثانية، و20% في نهاية السنة الثالثة، و30% في نهاية السنة الخامسة، ابتداءً من الحصول على الموافقة. أما المشكلة التي واجهتها جميع الوحدات التي أُطلقت قبل عام 2019، فهي استنادها إلى مواصفات تُحدد حساب معدل الإدماج وفقًا لمعايير قديمة (مثل حجم التدريب، وعدد الوظائف، إلخ).
بدأ مصنع رينو الجزائر للإنتاج الإنتاجي، الذي بدأ الإنتاج في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بتقديم عدة طلبات موافقة لدى السلطات الجزائرية منذ عام 2020، لكنه لم يحظَ بأي نتائج إيجابية رغم ضخ 15 مليار دينار لتجهيز البنية التحتية بما يتوافق مع متطلبات المواصفات الجديدة المتعلقة بتصنيع السيارات. حاولنا الاستفسار عن المزيد حول العمل المبذول لتجهيز المصنع للمواصفات الجديدة، ولكن لم نتلقَّ أي رد من الإدارة.
مساء الجمعة، وخلال لقائه التقليدي مع ممثلي وسائل الإعلام، أكد رئيس الجمهورية، الذي أشار إلى أن إقبال المواطنين على السيارات لا يزال علامة على التقدم الاجتماعي في البلاد، على رغبة الحكومة في البناء على أسس متينة لإطلاق صناعة سيارات حقيقية. وفي هذا الصدد، سيعلن عن "تحديد أسماء المصنّعين العالميين الذين من المتوقع أن يبدأوا العمل قريبًا"، دون أن يُسمّهم (بانتظار إتمام الاتفاقيات)، مضيفًا أن هذه الشركات "مستعدة للبدء بمعدلات اندماج تصل إلى 40%". ويبدو اسما هيونداي وفولكس فاجن واضحين، إذ أن المفاوضات قد تقدمت بشكل ملحوظ، ومن المتوقع أن يُبرم اتفاق شراكتهما في الجزائر قريبًا.
ولكن مع العلم أن المواصفات تحدد المستوى المطلوب من التكامل المحلي بنسبة 30٪، فإن رسالة رئيس الدولة لا يمكن أن تكون أكثر وضوحًا بشأن طموحات هؤلاء المصنعين، والتي من شأنها أن تعكس رغبة حقيقية في تلبية الطموحات الجزائرية، إلى حد تجاوز نسبة 30٪ المطلوبة في المواصفات، كما هو الحال مع مجموعة Stellantis التي أعلنت عن تحقيق 35٪ من التكامل المحلي في عام 2026 لمصنع فيات في تفراوي (وهران) الذي تم افتتاحه في ديسمبر 2023. وتستند قناعات رئيس الجمهورية بشأن نجاح صناعة السيارات إلى ظهور نسيج صناعي مما يعني أن العديد من المكونات المنتجة في الجزائر يتم تركيبها على المركبات التي ينتجها مصنع فيات محليًا في وهران. سيذكر "إطارات إيريس تايرز، وأحزمة الأمان الكهربائية، والمقاعد، والنوافذ الخلفية والزجاج الأمامي، وغيرها". لكن بالنسبة له، تكمن أهمية المصنع الذي يضم 40% من المكونات المصنعة محليًا في أنه إذا وظف 2000 شخص، فهذا يعني التعاقد من الباطن الذي سيوظف 120 ألف عامل.
ولذلك، يعتقد أن مشاريع مصانع السيارات "مشاريع مستقبلية وليست مشاريع جاهزة".