الخبر المتداول حول توقف صفقة «J-10CE» بين مصر والصين بسبب اعتراض أمريكي ،الذي ذكره موقع موقع 163 الصيني يتسق مع نمط ثابت في العلاقات العسكرية المصرية-الأمريكية منذ الثمانينيات. فالولايات المتحدة تعتبر نفسها المزوّد الرئيسي، أو بالأحرى الحارس الأعلى لسقف التسليح المصري، خصوصًا في مجال القوة الجوية التي تُعدّ الركيزة الأهم في ميزان القوى الإقليمي.
وعندما تقترب مصر من عقد صفقة نوعية مع طرف غير أمريكي او اوروبى —سواء روسيا (-35 / Su) أو الصين (J-10CE)—يتدخّل الجانب الأمريكي، إما بضغط سياسي مباشر، أو عبر التلويح بأدوات النفوذ مثل قطع المكوّنات، أو تعطيل الصيانة، أو وقف التسليمات الحساسة أو تعطيل جزء من المعونة العسكرية.
الولايات المتحدة في النهاية تعمل وفق مبدأين استراتيجيين:
1-الحفاظ على التفوق الجوي للعدو الصهيوني كمبدأ ثابت في العقيدة الأمنية الأمريكية.
2-منع مصر من كسر تبعيتها التسليحية لأن امتلاك بدائل حقيقية يضعف النفوذ الأمريكي السياسي والعسكري.
ومن هنا، فإن الاستمرار في الارتهان الكامل للولايات المتحدة في الفرع الجوي تحديدًا يُعد خطأً استراتيجيًا مكلفًا؛ لأنه يجعل أي محاولة للتحديث النوعي مرهونة برضا واشنطن، ويُبقي سقف القوة الجوية المصرية أقل مما تحتاجه البيئة الإقليمية.
وفي كل مرة تقترب فيها مصر من صفقة متطورة—سواء صينية، روسية، أو حتى بعض الأنظمة الأوروبية—يحدث نفس السيناريو: اعتراض أمريكي → ضغوط → تراجع مصري، ما يؤدي في النهاية إلى:
1-ضعف القدرة على بناء تنويع تسليحي نوعي متطور حقيقي يوازن ميزان الردع الجوي ضد العدو الصهيوني.
2-استمرار الثغرات في القدرات الجوية بعيدة المدى.
3-فقدان فرص تحديث نوعية يمكن أن تغيّر ميزان القوة.
4-الإضرار باستقلالية القرار العسكري على المدى الطويل.
العروض الأمريكية التي تُطرح كبدائل—مثل AIM-120D أو NASAMS-3 أو تحديثات F-16—رغم أهميتها، فإنها تبقى امتدادات للسقف الذي ترسمه واشنطن، ولا تمثّل استقلالًا حقيقيًا في خيارات التسليح. (ذكر الموقع الصيني أن أمريكا عرضت بدائل لمصر منها صواريخ جو-جو متوسطة المدى من طراز AIM-120D ونظام الدفاع الجوي المتقدم NASAMS-3، إلى جانب صيانة وتحديث لمقاتلات F-16 التي تملكها مصر لكي توقف الصفقة).
إن هذا النمط يضع القرار العسكري المصري داخل دائرة النفوذ الأمريكي ويمنح واشنطن قدرة شبه كاملة على التحكم في سقف القوة الجوية المصرية، وهو ما يؤثر مباشرة على هامش المناورة الاستراتيجية للدولة.
ومادامت مصر تتراجع في كل مرة أمام الاعتراضات الأمريكية، فإن إغلاق الفجوة النوعية في سلاح الجو سيظل أمرًا بعيد المنال، بل وسيستمر تآكل ميزان الردع لصالح العدو الصهيوني الذي يحصل على أحدث الأنظمة دون قيود أو شروط.
الامر نفسه على الجانب البري حينما قررت مصر التعاقد على صفقة ضخمة من الدبابات الروسية مع التجميع المحلي تدخل الامريكان بعرض تحديث 555 دبابة للطراز M1A1SA

