وجود شبكة قطارات يسهّل التنقل السريع بين المدن والدول ويساهم في التكامل الاقتصادي، ويعزز من حركة البضائع والأشخاص بين السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان. فمشروع "قطار الخليج" هدفه ربط العواصم والمدن الاقتصادية الكبرى بخط نقل فعال وسريع. فالاعتماد على السيارات والطائرات المحلية مكلف ويزيد من الازدحام والتلوث، في حين أن القطارات تقلل من الانبعاثات وتساهم في تحقيق أهداف الاستدامة التي تلتزم بها الدول الخليجية.
المترو يخدم الحركة الداخلية ضمن المدن، بينما القطارات تربط المدن ببعضها. الإمارات تدشن خطوط مترو حديثة داخل دبي وأبوظبي، لكنها بنفس الوقت تحتاج القطارات لربط دبي بأبوظبي والعين والمدن المجاورة بسرعة وكفاءة، وكذلك لتسهيل النقل إلى دول الخليج الأخرى مستقبلًا. كما إن الكثافة السكانية داخل المدن ليست السبب الوحيد لإنشاء قطارات أو مترو، بل طبيعة النمو الاقتصادي، وجود مطارات ضخمة، الحاجة لسفر العمالة والطلاب وحتى السياح بشكل منتظم وبأعداد ضخمة بين المدن، كلها عوامل تجعل القطارات ذات قيمة استراتيجية وليست مجرد رفاهية. فما يعتبر رفاهية اليوم يصبح ضرورة مع النمو السكاني والتوسع العمراني. نفس الانتقادات وُجِّهت للمترو في دبي عند إطلاقه، لكنه أثبت خلال سنوات قليلة أنه ضروري بسبب الزحام والطلب المتزايد وتنويع مصادر النقل. فقطار بسرعة 200 كلم/س يعتبر مناسب للتنقل بين المدن المتقاربة، ولكنه قد لا يكون كافياً لمسافات أطول أو لمنافسة الطيران على بعض المسارات، خصوصاً مع التوسع العمراني المستقبلي والطموحات الاقتصادية لدول المنطقة.