إسرائيل: حماس تحاول إعادة بناء قوتها قرب "الخط الأصفر" في غزة
تل أبيب- معا- أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية في قيادة "المنطقة الجنوبية" أن اليومين الأخيرين شهدا تصاعدا حادا في "الاحتكاكات" بين قوات الاحتلال وعناصر من حركة حماس، إضافة إلى سكان فلسطينيين، على طول ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الفاصل بين مواقع الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة والمنطقة التي تسيطر عليها حماس، وكذلك قبالة سواحل القطاع.
وبحسب المصادر، فإن حركة حماس "تعمل بخلاف ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتحاول إعادة تشكيل منطقة الحدود واستعادة حريتها الميدانية وإظهار أنها صمدت وتعيد بناء قوتها من جديد".
وأضافت، أن بعض هذه "الاحتكاكات" ناتج عن عودة عدد من الفلسطينيين إلى مناطقهم لمعاينة منازلهم بعد انسحاب الجيش، إلا أن "جزءا كبيرا من تلك التحركات يقوم به عناصر من حماس سعوا إلى إنقاذ أسلحة وذخائر، أو إعادة بناء بنى تحتية عسكرية، أو جمع معلومات استخبارية، أو فرض قواعد جديدة على الأرض".
وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلي أصدر تعليمات إلى قواته بالرد "بشكل حازم وواضح" على أي اقتراب من القوات، لمنع وقوع تهديدات مباشرة أو اشتباكات ميدانية.
وفي موازاة ذلك، وجّه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش إلى "تحديد الخط الأصفر ميدانيا بشكل واضح"، وذلك لتفادي وقوع اشتباكات بين الجانبين، ولـ"تثبيت واقع جديد على الحدود مع القطاع"، وفق قوله.
وشهد يوم أمس حادثا خطيرا عندما رصدت قوات الاحتلال مركبة "مشبوهة" تجاوزت "الخط الأصفر" وتقدمت نحو جنود الاحتلال العاملين في شمال القطاع.
وزعمت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الجنود أطلقوا نيرانا تحذيرية تجاه المركبة، إلا أنها واصلت التقدم، مما اعتُبر تهديدا مباشرا. وردا على ذلك، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة باتجاه المركبة، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيا، بحسب ما أفادته مصادر محلية في غزة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن "القوات منتشرة وفقا لترتيبات وقف إطلاق النار، وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري".
وفي حادث آخر، ذكر الجيش أنه رصد أمس مجموعة من المسلحين خرجوا من فتحة نفق في منطقة خانيونس، واقتربوا من قوات الاحتلال المتمركزة هناك، فتم استهدافهم بغارة جوية مباشرة.
ويأتي هذا التصعيد الميداني وسط حالة من التوتر المتصاعد في المناطق الحدودية، في الأسبوع الثاني من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في وقت تشير فيه التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحركة تحاول "إعادة ترميم قوتها العسكرية وإعادة التموضع في مناطق جنوب القطاع".