نشرت قسد مقطع فيديو بتاريخ 30/12/2024 توثق فيه تدمير منظومتي رادار + منظومة تشويش تركية عن طريق ضربات باستخدام مسيرات انتحارية
السؤال حقيقة كيف استطاعت هذه المسيرات من ضرب منظومة التشويش هذه؟
منظومة التشويش بالأصل معدة لاعتراض بيانات الاتصال للعدو ومن ضمن هذه البيانات هي بيانات الاتصال بين مشغل المسيرة والمسيرة.
مما يزيد الدهشة أن الطرف المهاجم لم يستخدم اسلوب الاغراق الهجومي، بل يظهر الفيديو طائرة انتحارية مسيرة واحدة هي من نفذت الهجوم!
هناك عدة احتمالات يمكن لأحدها او جميعها مجتمعة أن تكون السبب في هذه العملية المهمة.
أولا لماذا هذه العملية مهمة بالأساس؟
عمليات التشويش واسلحة الحرب الالكترونية تبرز على انها من اهم اساليب الدفاع ضد طائرات الدرون، وتستثمر العديد من الجيوش مواردها لتطوير منظومات الحرب الالكترونية لجعلها اكثر كفاءة ومن ثم تشكيل كتائب مخصصة لنشرها في الجبهات لتشكيل خط دفاع يلعب دورا حاسما في تحييد سلاح المسيرات الذي يتعاظم خطره يوما بعد يوم.
من الدول التي استثمرت بشكل كبير في منظومات الحرب الالكترونية هي تركيا، لأنها رأت ما تستطيع ان تفعله مسيراتها بالعدو، فعلى افتراض انها تواجهت يوما ما مع عدو يضاهيها او يفوقها بتقنيات الدرونات تحركت وزارة الدفاع للاستثمار في منظومات الحرب الالكترونية حتى لا تذوق القوات التركية ما اذاقته لغيرها باستخدام هذا السلاح.
فلذلك عندما يتم تدمير منظومة تشويش لدولة استثمرت كثيرا في اسلحة الحرب الالكترونية وتم التدمير باستخدام طائرة مسيرة واحدة بدائية انتحارية فهذا أمر يجب التوقف عنده!!
هل يعني هذا ان منظومات التشويش ليست السلاح الفعال ضد المسيرات ويجب البحث عن بدائل اخرى؟
أم ان هذه الحالة فردية وتمثل ضعف التكنلوجيا التركية وعدم نضجها حتى الآن؟
في الحقيقة لم اجد أحدا تكلم عن سبب هذا الاختراق الذي حصل، لكن عن طريق مناقشات سابقة في آلية عمل انظمة التشويش وضعت الاحتماليات الآتية ولا استطيع الجزم ان احدا منها هو السبب الحقيقي لما حدث.
الاحتمالية الاولى:
منظومات التشويش تعمل على نطاق تردد معين بمعنى اذا كانت تعترض نطاق 5GHz فإنها لن تعترض اشارة طائرة مسيرة تعمل على نطاق 2.4GHz مثلا، وإذا كانت المسيرة تعمل بمبدأ التنقل بين الترددات في النطاق الواحد فهذا يعني صعوبة اعتراضها حتى لو كانت المنظومة تعمل بنفس النطاق، مثلا لو كانت المسيرة تستقبل بنطاق 2.4GHz لكنها تتنقل بين 2.40~2.49 GHz فإن منظومة التشويش ستواجه تحديا لاعتراضها حتى لو كانت تشوش اشارات نطاق 2.4GHz.
الاحتمالية الثانية:
قسد مدعومة من أميركا، من الممكن ان اميركا قدمت معلومات لوجستية (اقمار صناعية-صور جوية) عن احداثيات هذه المنظومة، وربما ايضا قدموا منظومات تشويش وحرب الكترونية لاخماد منظومة التشويش التركية مما ادى الى فشلها في تحييد خطر المسيرة الانتحارية المهاجمة.
الاحتمالية الثالثة:
القاعدة التركية كانت قيد الانشاء والتجهيز، فلربما هذه المنظومات (الرادار والتشويش) لم تكن قيد التشغيل العملياتي.
الاحتمالية الرابعة:
منظومة التشويش المستهدفة لم تكن بذات الكفاءة التشغيلية كباقي المنظومات التركية كمنظومة كورال مثلا، بل كانت منظومة استطلاعية لمعرفة قدرات العدو على مواجهة الحرب الالكترونية ومن ثم اتخاذ القرار بنشر منظومات حرب الكترونية اقوى بالاعتماد على المعلومات التي جمعوها من نشر المنظومة الاولى
الاحتمالية الخامسة:
التكنلوجيا التركية في الحرب الالكترونية ليست ناضجة بما يكفي وتحتاج تحديثا وتطويرا بناء على التجارب الميدانية المأخوذة من ظروف حرب حقيقية.
هذه الاحتماليات التي أظن احدها او بعضها مجتمعة كانت السبب في مثل هذه العملية النوعية التي حققتها قسد.
و أرجو من الإخوة ذوي الشأن العلمي في هذا المجال إبداء رأيهم وتحليلاتهم لفهم كيف تمت هذه العملية النوعية.
دمتم بود