متابعة مستمرة مستقبل سوريا بعد التحرير

الطريق الصعب أمام سوريا بعد احتضان ترامب للشرع.


بلومبرغ

🔸 كان لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض مع دونالد ترامب بمثابة تحول ملحوظ في الأحداث بالنسبة للجهادي السابق.

🔸 حملت الزيارة وعداً بتخفيف العقوبات على بلاده وتعليقاً إضافياً لمدة ستة أشهر لمجموعة شاملة من القيود المنصوص عليها في ما يُعرف بقانون قيصر.

🔸 تعهد الشرع بالانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وتأمل الولايات المتحدة أن يُمثل هذا تحولاً جيوسياسياً هاماً لبلد كان متحالفاً مع إيران وروسيا ضد الغرب.

🔸 أشاد الرئيس الأميركي بنظيره السوري، واصفاً إياه بـ"القائد القوي جداً" القادم من "بيئة صعبة". وصرح ترامب لاحقاً للصحفيين بأنه يريد لسوريا "النجاح، شأنها شأن بقية دول الشرق الأوسط".

🔸 رغم المشاعر الإيجابية والصورة العامة المُحسّنة للشرع، فإن مشاكل سوريا تتجاوز بكثير العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة. لا تزال البلاد تعاني من آثار حرب أهلية دامت أكثر من عقد، دمرت جزءاً كبيراً من بنيتها التحتية ودفعت معظم سكانها إلى براثن الفقر.

🔸 يواجه الشرع تحديات داخلية جمة، منها العنف الطائفي، وشرعية الحكومة، والأزمة الاقتصادية. ورثت الحكومة الانتقالية السورية مشهداً أمنياً معقداً، تعجّ به مجموعات متمردة وميليشيات لا حصر لها.

🔸 واتهمت جماعات حقوق الإنسان القوات الحكومية والمسلحين المرتبطين بها بتفاقم العنف ضد الأقليات هذا العام وحتى التحريض عليه جزئياً.

🔸 ويتعين على القيادة السورية الجديدة أيضا أن تتعامل مع العلاقات الدبلوماسية الصعبة مع لاعبين آخرين في المنطقة بما في ذلك دول الخليج وتركيا وإسرائيل، في حين تستمر روسيا وإيران في التمتع بالنفوذ.

🔸 بعد احتضانه التاريخي من قبل ترامب، لا يزال الشرع يواجه العديد من التحديات في رسم اتجاه جديد لبلاده.
 
حتى مع دعم ترامب، فإن إعادة بناء سوريا ستكون أصعب على الشرع من إسقاط الأسد.

هارتس – زافي برئيل

🔸 يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن كمقامر قرر وضع كل أوراقه في رهان واحد: أحمد الشرع، الزعيم الذي اقتحم السلطة في سوريا وربما في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

🔸 لكن على عكس المقامر الذي لا يسعه إلا أن يصلي أن يسقط النرد لصالحه بعد ليلة من الخسائر، أحضر ترامب النرد الخاص به ويعمل على التأكد من أن الطاولة تميل لصالحه.

🔸 في يوم الاثنين، التقى للمرة الثالثة بالشرع، أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض على الإطلاق، وكلا الرجلين يعرف مدى اعتماد كل منهما على الآخر.

🔸 قد يُصبح نجاح الشرع أهم إنجاز دبلوماسي واستراتيجي لترامب منذ توليه منصبه، في حين أن شرعية الشرع وقدرته على حكم سوريا تعتمدان على استمرار دعم ترامب. السؤال الآن هو: كيف نُعرّف النجاح، وكيف نُوظّفه؟

🔸 يُقدم الشرع لترامب جائزة مغرية: انضمام سوريا إلى التحالف الدولي، والانضمام إلى كتلة موالية للغرب، وفوق كل شيء موالية لأميركا، والانفصال عن المدار الروسي الذي حدد تحالفاتها سابقاً. كما تعهد بكبح نفوذ إيران في المنطقة، والسعي إلى ترتيبات أمنية مع إسرائيل، وربما الانضمام لاحقاً إلى اتفاقيات أبراهام.

🔸 من جانبه، قدم ترامب لشريكه الجديد عدة تسهيلات. أولها كانت المصافحة العلنية الودية في الرياض في مايو، عندما أشاد ترامب بـ"الشاب الجذاب" ذي "الماضي القوي". تلك اللحظة منحت الشرع الشرعية التي سعى إليها. رُفع اسمه من قائمة الإرهاب الدولية، وعلق ترامب مؤقتاً العقوبات على سوريا، مشيراً إلى أن البلاد أصبحت الآن مفتوحة للاستثمار والمساعدات - ليس فقط من الولايات المتحدة، بل من جميع أنحاء العالم.

🔸 ومع ذلك، لم يصل الشرع إلى المكتب البيضاوي وحيداً. بل مثّل مجموعة قوية من الداعمين الذين يتمتعون بنفوذ كبير على ترامب، والذين مكن دعمهم صعوده.

🔸 في قلب هذه الأزمة تقف المملكة العربية السعودية وحاكمها محمد بن سلمان. كان بن سلمان القوة الدافعة وراء اعتراف ترامب بالشرع. وإلى جانبه تقف الإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا.

🔸 كل من هذه الدول، وجميعها مجتمعة، لا تعمل الآن فقط كداعم اقتصادي وأمني للحكومة السورية الجديدة، بل أيضاً كضامن لنجاح مغامرة ترامب.

🔸 ولكن شبكة الدعم التي نجح رجل الدولة الشرع في تجميعها في أقل من عام ستجد صعوبة في إزالة العقبات الكبرى أمامه.

🔸 يتطلب الانضمام إلى التحالف ضد داعش جيشاً محترفاً ومجهزاً تجهيزاً جيداً، لكن الجيش السوري "الجديد" لا يزال في بداياته. تُدرّب تركيا قوات، وتُموِّل السعودية وقطر التعزيزات العسكرية، ومن المقرر أن تتشارك الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية والأسلحة، كجزء من الاتفاقية.

🔸 نفذت القوات السورية والأميركية بالفعل خمس عمليات مشتركة ضد داعش، وحققت نجاحات ملحوظة. لكن لكي يتولى الجيش السوري مسؤولية الحملة، لا يحتاج فقط إلى الوقت، بل إلى قيادة كفؤة، وفرز المجندين لمنع تسلل المتطرفين، والسيطرة على الميليشيات التي لا تزال تعمل بشكل مستقل.

🔸 اقترحت سوريا، بالاشتراك مع تركيا، بناء سجون لعشرات الآلاف من معتقلي داعش المحتجزين حالياً في معسكرات يديرها الأكراد. تدعم الولايات المتحدة هذه الفكرة، لكنها تتطلب تجنيد آلاف الحراس والتوصل إلى اتفاق مع الأكراد.

🔸 يخشى الأكراد أن يُعرّض تسليم دمشق مهمة قتال داعش للخطر وأن يصبحوا غير ضروريين.

🔸 ولم تُحسم الترتيبات الأمنية مع إسرائيل بعد. ورغم المحادثات المباشرة ورغبة ترامب في الإعلان عن اتفاق خلال زيارة الشرع، لا تزال بعض التفاصيل الأساسية عالقة.

🔸 وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق.. ونفت دمشق صحة التقرير، ولكن حتى لو كان دقيقاً، فإن التساؤلات تظل قائمة حول سلطة القاعدة، والحدود الدقيقة للمنطقة، وما إذا كانت السوريون قادرون على العمل داخلها، وما سيحدث لأسلحة الدروز في منطقة السويداء، وما إذا كانت إسرائيل قادرة على الحفاظ على علاقتها المباشرة مع المجتمع الدرزي هناك.

🔸 بينما تتوقف هذه التساؤلات الأمنية على قرارات ترامب والشرع، قد يكون التحدي المدني الماثل أكبر. ستتطلب إعادة إعمار سوريا موارد ضخمة تتجاوز بكثير ما تم التعهد به حتى الآن.

🔸 إلى جانب المساعدات الإنسانية الأولية وتمويل رواتب الجيش، تنتظر الأموال الطائلة رفع العقوبات الأميركية. حتى ذلك الحين، لن يُخاطر أي مستثمر أو دولة، بما في ذلك المانحون العرب، بتقديم تبرعات.

🔸 رفع العقوبات خطوة ضرورية للتعافي، لكنها ليست كافية بحد ذاتها. ستحتاج الحكومة السورية إلى إقرار تشريعات لتنظيم نظامها المصرفي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومكافحة الفساد وغسل الأموال، ووضع شروط منح عقود إعادة الإعمار.

🔸 لقد أثبت الشرع مهارة في هزيمة المعارضين في ساحة المعركة، ولكنه قد يتعلم قريباً أن الفوز في معركة المال والثقة والشرعية سيكون أصعب بكثير من الإطاحة بالأسد

 
جانب آخر من التغطية بالتزامن مع زيارة الشرع لواشنطن:

تقرير لواشنطن تايمز..

ناشطون يوجهون رسالة إلى ترامب نيابة عن
المسيحيين المضطهدين قبيل زيارة الشرع.

🔸 ستقدم مجموعة من القادة المسيحيين رسالة إلى الرئيس ترامب تدعوه والقادة في الكونغرس إلى التصرف نيابة عن المسيحيين المضطهدين في سوريا.

🔸 الرسالة، التي قادها ديدي لاوجيسن من منظمة "أنقذوا المسيحيين المضطهدين"، ستطلب من ترامب أن يخاطب الشرع بشكل مباشر بشأن المذبحة التي تتعرض لها الأقليات الدينية.

🔸 وشكر القادة ترامب على "قيادته الأخيرة في مكافحة الاضطهاد المسيحي في نيجيريا"، واصفين إياه بأنه "الزعيم العالمي الوحيد الذي يقاتل من أجل الحرية الدينية".



تقرير لبي بي سي..

"قُتلوا لأنهم علويون": الخوف بين الأقليات في سوريا بعد سقوط الأسد.

🔸 تشهد مناطق عدة في سوريا موجة من الهجمات والاغتيالات ذات الطابع الانتقامي والطائفي منذ سقوط نظام بشار الأسد.
🔸 تقول عائلات الضحايا إن الاستهداف يتم بسبب الانتماء الطائفي فقط، بينما تخشى بعض الأسر من اضطرارها إلى الرحيل.
🔸 وتشير تقديرات لمنظمات حقوقية إلى مقتل ما لا يقل عن 40 علوياً في هجمات متفرقة بمحافظة حمص بين يونيو وأكتوبر.


تقرير لفوكس نيوز..

ترامب يحمل مفتاح إنقاذ المسيحيين في سوريا في اجتماع حاسم بالبيت الأبيض.

🔸 لدى الولايات المتحدة فرصة نادرة وحاسمة لحماية الأقليات الدينية المعرضة للخطر في سوريا، مع لقاء ترامب بالشرع في البيت الأبيض.
🔸 إن دعم نظام حكم اتحادي لامركزي للسلطة سيساعد على ضمان بقاء المسيحيين والدروز وغيرهم من المجتمعات المستضعفة.
🔸 وإلى حين ترسيخ جهود اللامركزية، تُعد قدرات الدفاع الذاتي لهذه الأقليات الدينية ضرورية لحمايتها من العنف الطائفي و"التطهير الديني".


 
مراسل القناة 12 العبرية وأكسيوس باراك راڤيد:

📍مسار المفاوضات الإسرائيلي السوري الحالي عالق لأن إسرائيل غير معنية بالتقدم فيه نتيجة عدم استعدادها لتقديم التنازلات التي تطالب بها سوريا بالانسحاب "تقريبا" من كل المناطق التي دخلتها بعد الثامن من ديسمبر

📍 إسرائيل تتعامل بشك كبير مع السلطة السورية على عكس ما يبدو عليه تعامل ترامب، ومن يحارب في الكونغرس لإبقاء العقوبات على سوريا هي الحكومة الإسرائيلية

 
حركة معارضة للهجري بالسويداء: تحرك مدني وتواصل عربي تركي.
====================

صحيفة المدن

🔸 تطرح بعض هيئات المجتمع المدني في السويداء، مقترحات من شأنها تسريع عجلة الحلول، كان آخرها مقترح لقاء تشاوري جامع في السويداء، تعمل عليه "مبادرة مثقفي ونشطاء المجتمع المدني في السويداء".

🔸 يقوم الحوار المقترح على جملة من العناوين، أبرزها رفض التفرد بقرار السويداء ومصيرها، ووضع إطار تشاوري لمواجهة فوضى السلاح والأمن والإدارة والخروج من حالة الاستعصاء، والتوافق على آلية حكم محلي على أساس اللامركزية مع الدولة السورية تنسجم مع خريطة الطريق.

🔸 وقال مصدر في السويداء على صلة بمنظمي المبادرة، إن أصحاب المبادرة هم شبان يحاولون أن ينشطوا على الخط السياسي الاجتماعي، ويصفهم بـِ "المفكرين وأصحاب الاجتهاد الفكري والرؤيوي".

🔸 ويشير إلى أنهم "مستقلون لا يتبعون لأية مرجعية في السويداء"، نافياً أن يكون هؤلاء على صلة بالشيخ الهجري، أو بنظام الأسد. لكنهم في الآن عينه، وفقاً للمصدر، "قوى مدنية ضعيفة سيصطدمون بقوة الهجري وفصائله المسلّحة".

🔸 لم يحدد موعد الحوار، ولا مكانه، ولا الشخصيات التي ستُدعى إليه، وفق ما يقول المصدر، مضيفاً أن ما انتشر هو "مجرد فكرة الحوار بهدف جس النبض في السويداء، وتقصّي مدى قابلية الفكرة المطروحة".

🔸 ويقول المصدر: "النقمة ضد الهجري آخذة بالاتساع، والأصوات المعارضة للجنة القانونية التابعة للهجري، ترتفع على نحو أوضح من ذي قبل". ويتابع: "من المتوقع أن يحاول الهجري امتصاص هذه المبادرة أو حتى تفخيخها عبر ناسه لحرف مسارها وإفشالها".

🔸 إلى ذلك، علمت المدن من مصدرين أن اتصالات عربية وتركية تجري مع شخصيات في السويداء من خارج دائرة الهجري في محاولة لحلحلة الأزمة.

🔸 ويقوم التواصل التركي على فكرة تشكيل لجنة مشتركة من الوجهاء والمثقفين وعشائر البدو، لكن لا أدوات تنفيذية لها على أرض الواقع حتى الآن. ويرى المصدران أن "المساعي تصطدم بتعنت الهجري".

🔸 ويكشف أحد المصدرين أيضاً معلومات عن حراك لترتيب لقاء في الأردن، يضم ممثلين عن السويداء، وممثلين عن الأردن والولايات المتحدة. ويقول إن المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس براك "نشط على هذا الخط".
 

في جنوب سوريا، لا يرى البدو الذين شردتهم الاشتباكات الطائفية سوى القليل من الأمل في العودة.
=============


رويترز

عندما اجتاحت أعمال عنف طائفية محافظة السويداء في جنوب سوريا في يوليو تموز، قالت عائلة صبيح إن مسلحين من الدروز اقتادوا أفرادها واحتجزوهم في مدرسة مع أبناء عشائر بدوية أخرى، وعندما اختفى الحراس بعد ثلاث ليال حاولوا الهرب.

وتعرضوا بعدها لإطلاق نار ليذهب كل منهم في اتجاه. وتفرق صبيح عن زوجته فصل، وقالا إن ثلاثة من أفراد العائلة قتلوا بمن فيهم ابنتهما ملك البالغة من العمر 20 عاما والتي كان من المقرر أن تتزوج في اليوم التالي.

واتهم فيصل جماعات مسلحة موالية لرجل الدين الدرزي البارز الشيخ حكمت الهجري بطرد السنة من السويداء. وهو ما أكده أكثر من 12 نازحا من البدو أجرت رويترز مقابلات معهم.

وقال فيصل عن جيرانه الدروز "كنا عايشين سويا، خبزنا من نفس الفرن، ومياهنا من نفس المكان".
وتابع قائلا "الآن لم يتركوا عشائر، ما خلوا حدا، ما خلوا عشائر بدو بالمحافظة نهائيا، كلهم اتهجروا".

ويدعم مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت جزءا من رواية فيصل، تظهر فيه عائلات بدوية في مكان يملكه دروز في قرية أم الزيتون، حيث قال إنهم احتجزوا.

والآن، تقيم العائلة المكونة من 10 أفراد في قرية نوى الواقعة في محافظة درعا المجاورة، حيث يعملون في حقول أحد المزارعين الذي وفر لهم خيمة للنوم فيها.

وعائلة صبيح من بين عشرات الآلاف من العشائر البدوية والدروز الذين نزحوا خلال أسبوع من إراقة الدماء انهار معه تعايش هش دام لعقود وأنهى تقريبا وجود البدو في معظم أنحاء السويداء. وذكرت مجموعتان تراقبان الأوضاع هناك أن تلك الأحداث أودت بحياة ما يزيد على ألف معظمهم من الدروز.

ورغم مرور أشهر، لا يلوح في الأفق أمل يذكر في عودة قريبة للنازحين البدو إلى السويداء مع استمرار حالة الخوف والعداء ومظالم قائمة لدى الجانبين. والسويداء محافظة تقطنها أغلبية درزية في بلد يشكل فيه السنة الأغلبية.

ويقول زعماء من الدروز تحدثت إليهم رويترز إنهم حاولوا حماية عائلات البدو، ونفوا وجود حملة لتهجيرهم وطردهم. لكن قياديا كبيرا لإحدى الجماعات المسلحة الدرزية قال إن عودة البدو غير مقبولة في الوقت الحالي، واتهم مقاتلين من البدو بالمشاركة فيما وصفه بتطهير عرقي بحق الدروز تمارسه جماعات متطرفة والحكومة بقيادة الإسلاميين.

وقال طارق المغوش القيادي في الحرس الوطني الذي شكلته حديثا جماعات مسلحة موالية للهجري للدفاع عن الدروز إن عودة البدو "إلى السويداء حاليا هو أمر مرفوض تماما على مجتمع السويداء. كانوا مركز انطلاق الفتنة. كانوا أشبه بكتلة سرطانية داخل جسم سليم".

وأضاف أن قوات درزية جمعت أفراد عائلات بدوية في ملاجئ مخصصة لحمايتهم من أي أعمال انتقامية وساعدت في تسهيل إجلاء نحو ألفي شخص بعد هدنة مدعومة من الولايات المتحدة.

ونفى أن تكون جماعات مسلحة درزية قد شنت هجمات على مدنيين من البدو، وتساءل كيف تمكنت عائلة صبيح من معرفة من أطلق النار عليهم وسط الاشتباكات. وأضاف أن من الدروز أيضا من ينتظرون العودة إلى ديارهم بعد تهجيرهم من أكثر من 30 قرية باتت تحت سيطرة الحكومة.

وفي بيان لرويترز، قال مكتب الهجري إنه حظر الاعتداء على البدو ووصفهم بأنهم "جزء أصيل من نسيجنا الاجتماعي".

وأشار البيان إلى أن "انسحابا جماعيا لأبناء العشائر" من السويداء تزامن مع رحيل القوات الحكومية قائلا إن هذا "يعد مؤشرا واضحا على تورط بعض هذه المجموعات في أعمال العنف". ولم يجب مكتب الهجري على أسئلة حول عودتهم.

ورفضت وزارة الإعلام السورية اتهامات الدروز بارتكاب إبادة جماعية في السويداء، قائلة إن الطرفين ارتكبا انتهاكات. وأضافت أن الكثير من البدو نزحوا من المنطقة بسبب هجمات شنتها جماعات موالية للهجري، مما خلق "مناخا من الخوف وعدم الاستقرار".

وقالت وزارة الإعلام السورية لرويترز إن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في أحداث العنف في السويداء، وقبضت على نحو 10 أفراد من قوات الأمن للاشتباه في ارتكابهم انتهاكات.

فرت عائلة صبيح مع عشرات آخرين ولجأوا لجيرانهم الدروز الذين عرضوا عليهم الحماية في اليوم السابق.

وقال فيصل "من أول نصف ساعة على أساس صرنا بأمان عند الجماعة وما حدا بيخرب علينا"، وذلك حتى وصول قيادي للدروز وإعلانه أنه أصبح المسؤول. وأضاف فيصل "بتلك اللحظة عرفنا أننا مأسورين".

تحققت رويترز من مقطعي فيديو يظهران عائلات بدوية في مكان يملكه دروز. في أحد المقطعين، يُسمع صوت شخص من وراء الكاميرا يخبر رجالا من البدو متجمعين في شرفة بأنهم آمنون قائلا "أنتم بأمان الله".

ثم يوجه اتهاما للسنة قائلا في المقطع "أنتم السنة الذين تنتمون إليهم... ذبحوا أطفالنا، أتوا مسافة ألف كيلومتر ليذبحوا".

وقال فيصل إن هذا صوت قائد جماعة مسلحة درزية وأخبرهم أن الفيديو سيرسل إلى أقاربهم، في إشارة على ما يبدو إلى مسلحين من البدو. ثم سأل "أين نساؤهم؟".

ويفتح باب غرفة مكتظة بالعشرات، معظمهم من النساء والأطفال. ويقول الرجل إنهم آمنون أيضا، لكنه حذر من أن الوضع لن يكون على ما يرام إذا جاء أقاربهم إلى أم الزيتون.

وقال "أقرباؤكم اللزم إذا وصلوا إلى هنا ما رح يصير منيح، هذا ليس تهديدا، هذا تهديد وفعل".
وتابع قائلا "نحن سنحافظ عليكم، لكن إذا وصلوا ستكونون أنتم وإياهم في حال واحد".

ويظهر في مقطع آخر شيخ درزي يطلب من العائلات مغادرة أم الزيتون.

وظهر وهو يحذر ملوحا بإصبعه بإشارة للتهديد "لو تواجهنا نحن وإياكم وتطلقون علينا النار، لن يتبقى منكم أحد".

وقال فيصل إنه في وقت لاحق من ذلك اليوم نُقل البدو في مركبات إلى مدرسة حيث احتجزوا تحت حراسة مسلحة حتى 19 يوليو تموز.

وتمكنت رويترز من التأكد من موقع المقطعين من خلال مقارنة المباني والأشجار في أحدهما مع صور الأقمار الصناعية.

ويظهر في المقطعين أشخاص بالملامح والملابس نفسها. وأشار نصري، شقيق فيصل، إلى نفسه في أحد المقطعين، إلى جانب والده وملك ابنة فيصل.
وعندما سئل المغوش عن المقطعين، قال إن الشيخ طلب من البدو المغادرة من أجل سلامتهم، ولا ينبغي أخذ ما قاله الرجلين على أنه تهديد.

وقال "هناك دماء تسيل على الأرض... قد يتجاوز الإنسان أحيانا لفظيا لكن هذا لا يعني تعميم الحالة".

تقدر الحكومة السورية أن حوالي 150 ألف درزي و70 ألف بدوي نزحوا من المنطقة في يوليو تموز. وبقي معظم الدروز في السويداء، بينما توجه معظم البدو إلى مناطق أخرى من سوريا بحثا عن ملجأ في مدارس أو فنادق أو منازل أقاربهم.

لكن مصطفى العميري، وهو محام ومتحدث باسم النازحين البدو، يقدر عددهم بأكثر من ذلك. وقال إن كل البدو تقريباً من سكان السويداء، ويقدر عددهم بما لا يقل عن 120 ألفاً، غادروا المنطقة.

وقال مازن عزي، وهو باحث وصحفي درزي أحال مكتب الهجري رويترز إليه، إن عدد البدو في السويداء يبلغ 35 ألفاً فقط غادر منهم 25 ألفاً.

وقال مكتب الهجري إنه يرفض أي اتصال مع الحكومة، واتهمها بتبني "الفكر الإرهابي التكفيري" وهو ما رفضته وزارة الإعلام السورية ووصفته بأنه "افتراء".

وقال اثنان من سكان أم الزيتون من الدروز إن مسلحين من البدو أحرقوا منازل لدروز خلال هجوم على القرية. وقال أحدهما بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة إن "لا أحد يقبل" بعودة البدو في الوقت الحالي.

وتريد عائلة صبيح استعادة جثة ابنتهم بأي طريقة لكنهم يخشون أن البحث عنها لن يكون مهمة آمنة.
عندما تفرق أفراد العائلة، وجدت فصل ابنتها ملك وهي تنزف من جرح رصاصة في ظهرها. وروت أنهما احتمتا عند شجرة، لكن مسلحين من الدروز حاصروهما ووضعوا فصل في شاحنة وملك في أخرى.

وقالت فصل إنها نقلت إلى قرية قريبة حيث احتجزت لعدة أيام قبل نقلها في حافلة إلى درعا، حيث التأم شملها مع فيصل. وأخبرها الأشخاص الذين احتجزوها إن ابنتها نقلت للمستشفى لكنها توفيت هناك.

وقال الشقيقان فيصل ونصري إن والدهما البالغ من العمر 70 عاما وابنة نصري ذات الأعوام الثلاثة قُتلا أيضا خلال تلك الأحداث.

ولا يزال فيصل، الذي تمكن من تجنب الوقوع في الاحتجاز، يشعر بالصدمة من السرعة التي انهارت بها حياتهم.

وقال إنه عمل لمدة 17 عاما في لبنان لبناء منزل في أم الزيتون، حيث كان يربي الماشية ويزرع القمح والشعير والتين والزيتون والرمان والعنب. لكن كل ذلك اختفى في لحظات.

وتساءل في أسى "صعب بهذه الأوضاع، كيف بدو يرجع الواحد؟ البيت راح.. دمرونا".

 
يديعوت أحرونوت: جبهة التهريب الجديدة في إسرائيل: الأسلحة والأموال تتدفق من سوريا عبر الجولان.

🔸 على طول الحدود الإسرائيلية السورية المضطربة، حيث انهار القانون والنظام منذ فترة طويلة، هناك مسار جديد مربح: تهريب الأسلحة عبر مرتفعات الجولان لتلبية الطلب المتزايد في السوق السوداء في إسرائيل.

🔸 هناك شبكة تهريب جديدة وخطيرة، تمتد من القرى السورية القريبة من الحدود إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

🔸 في المناطق الحدودية الفوضوية جنوب سوريا، لا توجد حكومة فاعلة، ولا شرطة، ولا أجهزة إنفاذ قانون. وقد سمح هذا الفراغ للمهربين والميليشيات والجماعات الإرهابية بالتعاون لتحقيق الربح.

🔸 وقعت حادثة أخرى مؤخراً خلال أعمال شغب في الجولان، عندما عبر عدد من الدروز إلى سوريا وعادوا ببندقية كلاشينكوف وذخيرة. وكشفت عملية شرطة منفصلة عن مخبأ ذخيرة مهربة مدفون بالقرب من مجدل شمس، عشرات الطلقات عيار 7.62 ملم مخصصة لشبكات الجريمة الإسرائيلية.

 

تجربة لاحد الطرق في درعا لعرضه على المحافظة
نحن في طور التنمية والتحديث البنية التحتية سوف تكون الافضل في المنطقة💚
 
عودة
أعلى