متابعة مستمرة مستقبل سوريا بعد التحرير

الكرملين: روسيا تبني علاقاتها مع قيادة سوريا الجديدة وتأمل استمرار تطور المسار الثنائي بشكل مستقل، بغض النظر عن اتصالاتها مع واشنطن
 
احتمع اليوم الشيخ راكان الخضير من تجمع عشائر الجنوب مع مستشار الرئيس أحمد الشرع لشؤون العشائر جهاد عيسى (أبو أحمد زكور)، والشيخ عبد المنعم ناصيف رئيس مجلس القبائل والعشائر، إلى جانب عدد من وجهاء وشيوخ العشائر، وذلك لبحث الأوضاع الراهنة ونقل رسالة ومطالب أبناء عشائر بدو السويداء للدولة

 
579415249_1273696098122113_7077550664951130868_n.jpg
 
مجلة الإيكونوميست: يرسّخ اجتماع البيت الأبيض شراكة براغماتية بين أعداء سابقين، ويعزز الشرعية الدولية للشرع. والأفضل من ذلك أنه يمنحه عصاً جديدة قوية لتحذير خصومه في جناحه الجهادي في الداخل: أولئك الذين يرفضون الانصياع قد يواجهون الآن غضب الدولة السورية، بل وغضب أميركا وحلفائها الكثيرين.
 
ترامب يهدف إلى إعادة التوازن في الشرق الأوسط مع سوريا والسعودية في المركز.
=====

جيروزاليم بوست

🔸 إن الأحداث في الشرق الأوسط تتحرك بسرعة مذهلة - بعضها من بطولة إسرائيل، وبعضها الآخر يجري بدونها.

🔸 في يوم الاثنين، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بالرئيس السوري أحمد الشرع ــ وهو تحول مذهل بالنسبة لرجل أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه. ستلي زيارة الشرع، الأسبوع المقبل، زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

🔸 وتشير الزيارات المتتالية إلى أن واشنطن منخرطة بعمق في إعادة معايرة كبرى لبنيتها في الشرق الأوسط - بإضافة سوريا والمملكة العربية السعودية كركائز أساسية إلى جانب إسرائيل والأردن ومصر.

🔸 ويشير القرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا ودعوة الشرع إلى واشنطن إلى أن دمشق أصبحت مقبولة ــ مؤقتاً على الأقل ــ في المعادلة الإقليمية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة.

🔸 بالنسبة لترامب، الجاذبية واضحة. يمكنه الإشارة إلى انتصار آخر واضح في السياسة الخارجية: إعادة تأهيل عدو سابق، والتفوق على إيران وروسيا وتأمين موطئ قدم جديد في بلد لطالما ارتبط اسمه بالفوضى.

🔸 بالنسبة للشرع، الحسابات بسيطة بنفس القدر. التقاط صورة في المكتب البيضاوي هو أسرع طريقة للإشارة إلى أن سوريا لم تعد منبوذة دولياً.

🔸 ولكن من وجهة النظر الإسرائيلية فإن هذا التطور يثير بعض الأسئلة المهمة.

🔸 الآن، تُحوط إسرائيل رهاناتها. إذا أثبت الشرع أنه مُصلح حقيقي، يُمكن لإسرائيل أن تُوقع معاهدة عدم اعتداء مع سوريا، ثم تسحب قواتها في نهاية المطاف. ولكن إذا كان تحوله مجرد تكتيك فإن إبقاء القوات في جنوب سوريا يبقى ضماناً ضد أي مفاجأة أخرى.

🔸 التحدي يكمن في التوقيت. واشنطن والقدس تسيران وفق توقيتين مختلفين. الولايات المتحدة ترغب في أن تتكشف هذه التغييرات بسرعة، بينما تفضل إسرائيل أن تنضج ببطء.

🔸 قد يكون ترامب حريصاً على الانتقال من المصافحة إلى العناوين الرئيسية، لكن إسرائيل سترغب في معرفة ما إذا كانت التغييرات في دمشق حقيقية أم مجرد كلام - وهي عملية قد تستغرق سنوات.

🔸 إن ما ترسمه واشنطن الآن ليس مجرد شبكة من الصفقات الثنائية، بل خريطة أوسع نطاقاً ــ جغرافيا سياسية تمتد عبر الشرق الأوسط.

🔸 ويبدو أن الهدف هو تحويل ما كان يُعرف في السابق بـ"الهلال الشيعي" الإيراني إلى قوس موالٍ للغرب يمتد من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط.

🔸 في شكله الأكثر طموحاً، من الممكن أن يبدأ هذا القوس في المملكة العربية السعودية، ويمر عبر الأردن، ويشمل سوريا التي أعيد تنظيمها حديثاً تحت مظلة الشرع، ويمتد عبر إسرائيل، ويستمر إلى مصر ــ مما يخلق حزاماً متجاوراً تقريباً من الدول الصديقة لواشنطن أو على الأقل غير المعادية لها.

🔸 في هذه الخريطة المتطورة، سوف تجد إيران ــ وليس إسرائيل ــ نفسها محاصرة. وهذه الرؤية ــ التي يمكننا أن نسميها مبدأ ترامب ــ تدين بالكثير للتحولات التكتونية التي أطلقتها تصرفات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.

 
عودة
أعلى