التعاون السوري الإماراتي يمهد لإحياء مشروع مترو دمشق الأضخم
المترو مشروع استراتيجي وحيوي لتطوير منظومة النقل في دمشق ويساهم في تخفيف الازدحام المروري والحد من التلوث.
الثلاثاء 2025/08/05
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
شريان دمشق الجديد برعاية إماراتية
دمشق – بحث وزير النقل السوري يعرب بدر ومحافظ دمشق ماهر إدلبي مع وفد من شركة إماراتية، الجوانب الفنية والتمويلية والتنفيذية لمشروع "مترو دمشق"، وذلك خلال اجتماع في دمشق، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين.
ويعود هذا المشروع، الذي يُعد أضخم مشروع نقل عام في تاريخ سوريا، إلى الواجهة بعد أكثر من أربعة عقود من التجميد، حاملا معه آمالا بتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية للعاصمة السورية، وذلك بدعم وتمويل إماراتي حاسم.
وذكرت الوكالة أن المسؤولين السوريين بحثا مع "وفد من الشركة الوطنية للاستثمار، ومقرها الشارقة بدولة الإمارات برئاسة حمد حسن الحمادي، الجوانب الفنية والتمويلية والتنفيذية لمشروع مترو دمشق، تمهيدا للوصول إلى مسودة مشروع مذكرة تفاهم لتنفيذ واستثمار المشروع".
وأكد الجانبان على "أهمية المترو كأحد المشاريع الإستراتيجية الحيوية لتطوير منظومة النقل العام في العاصمة، لما له من دور في تخفيف الازدحام المروري، والحد من التلوث البيئي، وخدمة شريحة واسعة من المواطنين".
ونقلت "سانا" عن وزير النقل السوري قوله إن "مشروع مترو دمشق يمثل خطوة إستراتيجية على طريق تطوير شبكة النقل العام في العاصمة"، مشيرا إلى أن "الحكومة تعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لتأمين التمويل والتقنيات اللازمة بما يضمن تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية، وبما ينعكس إيجابا على حياة المواطنين اليومية".
من جهته، أوضح محافظ دمشق أن المحافظة ستوفر كل التسهيلات المطلوبة لإنجاح المشروع باعتباره أحد الحلول الجوهرية لمعالجة الازدحام المروري في المدينة، لافتا إلى أن المترو سيُسهم في تحسين البيئة الحضرية وتخفيف الانبعاثات، إضافة إلى تقديم خدمة عصرية وآمنة لساكني دمشق وزوارها، وفقا للوكالة.
وشدد المجتمعون على أن المشروع سيشكل نقلة نوعية في النقل الحضري، مع الإشارة إلى أن عدد الرحلات المنتجة سيرتفع مع تزايد عدد السكان والتنقلات اليومية.
و"مترو دمشق" هو أحد المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير منظومة النقل العام في العاصمة السورية. كما يهدف إلى تخفيف الازدحام المروري، والحد من التلوث البيئي، وخدمة عدد كبير من المواطنين في دمشق، ويبلغ طوله حوالي 16.5 كيلومترًا، ويمتد من مدينة المعضمية حتى منطقة القابون.
ويشكل التمويل الإماراتي المقدم من "الشركة الوطنية للاستثمار" ومقرها الشارقة، حجر الزاوية في إحياء مشروع "مترو دمشق". مع تقدير مدير شؤون النقل البري في وزارة النقل، علي إسبر، في تصريح لقناة "الإخبارية السورية" الشهر الماضي الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 1.2 مليار يورو، فإن هذا الدعم المالي يمثل عاملا حيويا لتمكين الحكومة السورية من تحقيق هذا الطموح الاستراتيجي.
ولا تقتصر مشاركة شركة إماراتية على الجانب المالي فقط، بل تمتد لتشمل الخبرة الفنية والتقنية اللازمة لتنفيذ مشروع ضخم ومعقد كهذا.
ويعكس هذا التعاون أهمية العلاقات الثنائية في دعم المشاريع التنموية الكبرى، مما يمنح المشروع دفعة قوية نحو التنفيذ بعد سنوات من التوقف.
ومشروع "مترو دمشق" لا يُنظر إليه على أنه مجرد وسيلة نقل، بل كخطوة استراتيجية متعددة الأبعاد.
ويؤكد المسؤولون السوريون أن المشروع سيُسهم في التخفيف من الازدحام المروري الخانق، والحد من التلوث البيئي في العاصمة، مما يعود بالنفع على جودة حياة المواطنين.
ويمتد الخط الأخضر على مسافة 16.5 كيلومترا، ويضم 17 محطة، ومن المتوقع أن يخدم حوالي 840 ألف راكب يوميا، مما يجعل له تأثيرا مباشرا على شريحة واسعة من السكان.
كما أن كفاءة التشغيل، التي تشمل زمنا للرحلة لا يتجاوز 30 دقيقة وسرعة قصوى تصل إلى 80 كيلومترا في الساعة، تُبرز مدى التطور الذي سيضيفه هذا المشروع إلى منظومة النقل العام في دمشق.
ويتميز المشروع بجدواه الاقتصادية المرتفعة، والتي تجعله جذابا للجهات الاستثمارية الكبرى، حيث أشار علي إسبر، إلى أن المشروع سيحقق عائدات تشغيلية مرتفعة بفضل كثافة الرحلات اليومية، بالإضافة إلى الإمكانات الاستثمارية للمحطات التبادلية التي تقع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية. هذه العائدات المباشرة وغير المباشرة ستُسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وعلاوة على ذلك، سيوفر المشروع –بحسب إسبر- فرص عمل واسعة للعمالة المحلية، مع خطة لتدريب الكوادر السورية على جميع أنظمة التشغيل، مما يضمن استدامة المشروع على المدى الطويل. كما أن سهولة التنقل التي يوفرها المترو ستُسهم في تعزيز النشاط التجاري والسياحي داخل المدينة، مما يضيف بعدا تنمويا آخر للمشروع.
وعلى الرغم من الحماس الكبير، يواجه المشروع تحديات كبيرة، أبرزها فترة التنفيذ الطويلة المقدرة بخمس إلى سبع سنوات، بالإضافة إلى الحاجة إلى تأمين التمويل والتقنيات اللازمة لضمان تنفيذ المشروع وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
مع ذلك، فإن إظهار التزام الجانب الإماراتي بالتمويل والتعاون الفني، بالإضافة إلى التسهيلات التي وعدت بها محافظة دمشق، يعطي دافعا قويا لتجاوز هذه العقبات.
ويمثل مشروع "مترو دمشق" أكثر من مجرد خط نقل، بل هو رمز لعودة الأمل في التنمية وإعادة الإعمار في سوريا، مدعوما بشراكات إقليمية حيوية.alarab