استاذي الكريم لي تعليقات على كثير مما تفضلت به و ارجوا ان يتسع لها صدرك.
١. طرحت مرارا و تكرارا مخاوفك كطرف من الاقلية المسيحية عن التغيرات الحاصلة في سوريا و هذا حق شرعي و منطقي و عقلاني. لكن بالمقابل ماذا عن مخاوف الأكثرية المظطهدة و التي تعرضت لحملات إبادة و تشييع و قتل و نفي و تعذيب ممنهج و موثق بالمقاطع و الصور. أليس لهذه الأكثرية مخاوف ان يعاد اظطهادها من إقلية اخرى بدعم غربي مثلا او صهيوني يوصلهم للسلطة ليقوموا بإعادة حقبة العلويين الكئيبة .!!
٢. تتكلم عن الاصوليين بنظرة سيئة . هل العلمانية المتطرفة في نظرك حققت نتائج في بلداننا. قارن العلمانيين في افغانستان و تركيا بالاصوليين و بانصاف و تجرد احكم من كان ذو الأداء الافضل؟ في عهد الاتاتوركيين ماكنا نرى الا انقلابات و اداء اقتصادي بائس. في عهد الاصولية و رجوع الحجاب و فتح المساجد و تحفيظ القرآن تقدمت تركيا صناعيا و اقتصاديا . و في افغانستان توحدت البلد و فرض الأمن وقضي على المخدرات و تحسنت البنية التحتية عن ذي قبل. طبعا لا امتدح النظاميين بشكل عام فنواقصهم كثيره و لكن الإنصاف (الذي امرني به رب العالمين) يجعلني احكم بلا تردد انهم اخير بكثير من النظام العلماني الذي تريدنا ان نسلكه.
٣. بقاء المسيحين في بلادنا بعد ١٤٠٠ سنه من الرسالة النبوية دليل ماذا؟ أليس هذا اكبر دليل على أن التسامح الديني ركن اساس في تعاليم المسلمين؟ الم يمر حكم اصولي خلال هذه الفترة. هل سمعت عن العهدة العمرية ؟ هل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليبرالي؟ عمر بن الخطاب اصولي متطرف حسب مقياسك و مع ذلك كتب عهدا و اودعه في كنيسة يتعهد فيها بحقوق النصارى و اهل الذمة . ارجع و أقرأها لتفهم انك ما كان ان يمكن أن يبقى نصراني في بلاد المسلمين لولا وجود تعاليم اسلامية راسخة قائمة على مبدأ عظيم (لكم دينكم ولي دين).
و اخيرا يا صديقي. ارجوا ان لاتكون ممن ينفخ في رماد الفتنة من حيث لا يحتسب. اتمنى من الله التوفيق لمن يحكم سوريا بأن ينهي معاناة الشعب من حكم الوحوش الآدمية من متخلفي القرداحة الهمج الرعاع.
مع الشكر لرحابة صدرك