- اطماع فرنسية قديمه -
لم تبدأ الاطماع الفرنسية في المغرب فقط سنة 1911 او حتي في بداية القرن ال20 , بل الموضوع اقدم من الزمن ده بكتير , لكن خلونا نبدأ من اول حدث نقدر نقول عليه كان اول مؤشر علي بداية الاطماع الفرنسية في تلك البقعه المهمه من المنطقة .
1) الحملة الفاشلة علي العرائش "1765" :-
كانت المغرب كغيرها من مناطق المغرب العربي المطله علي ساحل البحر الابيض المتوسط تقوم بعمليات قرصنة علي السفن التجاريه الاوروبية , و كانت تلك العمليات تؤرق الاوروبيين و تسبب خسائر و فضائح مزله ليهم فكانوا امام خيارين دفع رسوم مقابل عدم الهجوم عليهم او الوقوع تحت رحمة من كانوا يسمونهم قراصنة في ذلك الوقت , عموما فرنسا في الوقت ده كانت خارجه من حرب السبع سنوات و تريد تعويض هيبتها المفقوده بفعل الهزيمة المزله علي يد الانجليز , فقاموا بحملة لمكافحه قراصنة البربر و كانت البداية مع المغرب .
حيث تحرك اسطول فرنسي بقيادة دوشافولت دي بيسني، يتألف من السفينة يوتيل ذات 52 مدفعًا و15 فرقاطة وزورق شراعي وغاليو , كانت السفينة هيروين ذات الثلاثين مدفعًا تحت قيادة الكابتن دي جراس, كانت الزورق الشراعي سينج تحت قيادة بيير أندريه دي سوفرين دي سان تروبيه, بدا الهجوم علي مدينة سلا حيث كان يتواجد فيها قراصنة قاموا بهجوم علي سفن تجاريه فرنسية من مده ,تم قصف المدينة من 2 يونيو إلى 11 يونيو، لكن القنابل لم تتمكن من الوصول إلى القراصنة وبالتالي بدأ الفرنسيون رحلتهم إلى المهدية في 17 يونيو , لكن نظرًا لوجود مبنى واحد فقط في الميناء، قرر دوشافولت قصف مكان آخر, فنطلق في 21 يونيو نحو العرائش.
في 25 يونيو 1765، وصل الفرنسيون أمام العرائش في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر, كانت هناك عدة سفن مغربية في الميناء، بما في ذلك سفينة مسلحة بالكامل عند مدخل النهر, كانت القوة الفرنسية في وضع جيد للغاية ويمكنها تدمير السفينة, تقرر أن يتم تدمير السفينة في المساء, فتم إرسال عدد قليل من السفن لمهاجمة قلعة محصنة كنوع من التحويل بينما حاول بقية الأسطول دخول الميناء، ولكن بسبب البحر العاصف والظروف، تم تأجيل الهجوم إلى اليوم التالي , حيث في 26 يونيو 1765 نجح الاسطول الفرنسي في تدمير التحصينات والبطاريات المغربية التي لم تتمكن من الرد عليه , ونجح الفرنسيون في دخول النهر وإشعال النار في سفينة مغربية كانت في الميناء عن طريق ثمانية زوارق طويلة تم فصلهم عن الاسطول, التي فوجئت عندما عادت للانضمام إلى السفن، أن المغاربة أوقفوا النار بسرعة فاصحبت العملية فاشله , ووفقًا لمورفيل كانت القوات الفرنسية مستعدة للقيام بمحاولة أخرى ولكن نقص المياه في النهر جعل من المستحيل عبور السفن. وكان المد أيضًا أحد العوامل التي ساعدت في صد المحاولة.
بدأت عملية جديدة حيث وصلت القوارب الطويلة إلى الشريط وخلال الرحلة في ممر النهر قامت بقصف العديد من الحصون , استمرت القوارب الطويلة في التقدم، حتي كشفت عن نفسها العديد من السفن المغربية المختبئة خلف الصخور التي تصطف على مدخل وداخل النهر. ففتحت القوات الفرنسية النار على القوات المغربية لكن ضيق المكان و صعوبه المناوره قللت من فاعلية النيران الفرنسية ,حتي اقتربت السفن المغربية و حاصرت الفرنسيين, فتم الاستيلاء على سبعة قوارب فرنسية، بينما تمكنت تسعة من الهروب و العودة إلى السرب. و كانت نتيجه المعركة هزيمه الفرنسيون و مقتل 200 جندي و أسر 48, لكن وفقًا للويس فلقد فقد 300 جندي علي الاقل , * مورفيل ظل في الأسر لمدة عامين، و في عام 1775 كتب تقريرًا عن الحملة *.لم يتمكن الأسطول الفرنسي من استعادة الأسرى أو الانتقام من القوات المغربية , بل اكتفي الدولة الفرنسية بدفع فدية مقابلهم , ايضا أدت الهزيمة في العرائش إلى هدنة ومعاهدة بين فرنسا والمغرب في عام 1767، بشروط كانت مع ذلك مواتية للتجارة الفرنسية.