(3) الثورات اليمنية ضد العثمانيين ( أوائل القرن ال20) : الحروب و الصراعات العربية في العصر الحديث

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
3,269
التفاعل
4,799 75 7
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


عدنا اليكم مجددا لنكمل موضوعنا الشيق الي توقفنا فيه في المغرب المره الأخيره , و الأن سننتقل الي اليمن السعيد , لنستكشف مع بعض سلسلة من الثورات الي كالعاده تحدث دائما في بلاد الأحرار اليمن , لكن ميزه الثورة دي عن غيرها انه كان ليها تأثير مهم علي المنطقه بالكامل و ليس اليمن فقط, حيث انها كانت أول خطوة لطرد العثمانيين من الوطن العربي , و ايضا وضعت الخطوط العريضه لشكل المنطقه حتي ان تاثيرها امتد لواقعنا المعاصر ,فهي بنا علي بركه الله .

1729415810674.png

اليمن مقبرة الغزاة


المصادر :-
كتاب Religion, Economy, and State in Ottoman-Arab History

كتاب The Sultan’s Yemen: Nineteenth-Century Challenges to Ottoman Rule
 
-: دخول العثمانيين الاول الي اليمن :-

بعد سقوط الدولة المملوكية في يد العثمانيين سنه 1517 , دخلت اليمن كغيرها من مناطق المماليك مثل مصر و الشام و الحجاز تحت الحكم العثماني ,المثير ان اليمن قبلها بشهر اصلا كان لسه منضم للدولة المملوكية بعد ان قضوا علي الدولة الطاهرية, عموما كان ضم العثمانيين لليمن مجرد ضم شكلي فهم اصلا لم يدخلوا اليمن الا سنه 1538 , و كان سبب الدخول هو لتأمين البحر الأحمر و فرض السيطره عليه لحماية الأراضي العثمانية من أطماع البحرية البرتغالية , و لذلك قام الجيش العثماني بقيادة سليمان باشا الخادم بالسيطره علي عدن و الساحل اليمني بشكل تام , لكن المناطق الداخلية خصوصا منطقة المرتفعات الخاضعة للزيدين لم يدخلها العثمانيين , الا في عام 1546 عندما وقع خلاف في الحكم بين اليزيدين مما اضطر أحد الأطراف علي الأستعانه بالعثمانيين الذين استغلوا تلك الظروف لضم صنعاء و تعز لحكمهم , بين عامي 1547 و1553 أكمل أوزدمير باشا غزو المناطق الداخلية لليمن و يعتبر سيطر علي جميع مناطق اليمن الحديث ماعدا حضرموت , حتي انه بعد تعيين حسن باشا حاكماً عام 1580قام باستكمال غزو شمال البلاد فبسط سلطته على صعدة ونجران.

1729418953745.png

الدولة الطاهرية

1729419057161.png

الدولة المملوكية

1729419289919.png

إيالة اليمن

1729420215106.png

سليمان باشا الخادم
 
التعديل الأخير:
-: الثورة علي العثمانيين و طردهم :-

كان بعد اليمن عن مركز الدولة العثمانية في اسطنبول و التضاريس الجبلية و ايضا الاختلاف المذهبي بين اليزيدين في مرتفعات اليمن و السنة العثمانيين له تأثير بليغ علي ضعف السيطرة العثمانية علي المناطق الدخلية في اليمن , مما نتج عنه هو ظهور الثورات سريعا في تلك المناطق , حيث اندلعت أولى الثورات في عام 1566، بقيادة الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين، وتم قمعها عام 1572 من قبل سنان باشا على رأس قوة قوامها 10,000 رجل, ثم حدثت ثورة شعبية في 1596-1597 بسبب ان حسن باشا قام بعزيز الضرائب وعمم الإلتزام (الزراعة الضريبية) , فتوسعت الثورة حتي انه في عام 1597 بُويع القاسم بن محمد إماما في جبل قره بالقرب من صعدة، فقام في عام 1598 بطد الحامية العثمانية من عمران, حتي انه في نهاية العام قام بطرد العثمانيون من المرتفعات ولم يبقى بيدهم إلا صنعاء وصعدة, لذلك في يناير 1599، هبط علي الجزائري باشا، حاكم إيالة الحبشة، مع جيشه لإخماد الثورة. فتراجع الإمام مرة أخرى إلى جبل الأهنوم، فاحتمي فيه حتي وصل له اخبار اغتيال علي الجزائري باشا في أغسطس 1600.

بعد ده كله كان العثمانيون ما يزالون يحتفظون بالسيطرة على الساحل وموانئ المخا وعدن والحديدة واللحية و بعد المناطق المهمه في المرتفعات , حتي تولي
المؤيد محمد بن القاسم الحكم و اكمل ما بدأ بيه والده , فقام في أكتوبر 1626, بمحاصرة الحامية العثمانية في صنعاء وكل المناطق الداخلية للبلاد، من أبو عريش وتعز إلى أبين ولحج وعدن, فتخلي العثمانيون عن صنعاء عام 1629 وتراجعوا نحو زبيد, و لم يحتفظوا إلا بميناء المخا فقط، الي تخلوا عنه عام 1636, فبسط القاسميون سيادتهم على كل البلاد و اساسوا دولة زيدية حكمت اليمن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وبخروج العثمانيين تمهد الطريق لتوحيد اليمن علي المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم أخو المؤيد محمد بن القاسم ، فقام بتجهيز الحملات على المناطق الشرقية من اليمن والتي خرجت قبل ذلك مستغلة حالة الضعف والاقتتال بين الأئمة، كما وصلت قوات الإمام إلى يافع لإخضاعها ثانية، وعندما علم الكثيري سلطان حضرموت بما حل بأهل يافع راسل الإمام معلنا الدخول في طاعته، كما دخلت في طاعته جهات ظفار الحبوضي الواقعة اليوم في بلاد عمان. وبهذا الامتداد باستثناء مكة يكون اليمن قد توحد من أقاصي الجنوب والشرق إلى أقاصي الشمال، كما كان الحال أيام الرسوليين والصليحيين ، ونلفت الانتباه إلى أن سبب غياب ذكر بلاد المهرة في الشرق وبلاد عسير بمدنها في الشمال راجع إلى أن بلاد المهرة كانت جزءاً من حضرموت، مثلما كنت بلاد عسير ومدنها تابعة لصعدة كمركز ديني وإداري .

1729421531069.png

الدولة القاسمية


1729421622184.png

ميناء المخا
 
-: الاوضاع المزريه لليمن تشجع العثمانيين علي الدخول مجددا :-

شكل مبدأ الخروج على الظلم كما يرى المذهب الزيدي غطاءً شرعياً , لطامحين في السلطة من الأئمة لذلك ظهر الانقسام والاقتتال بين اعضاء البيت القاسمي لتحقيق تلك الطموحات في النفوذ والسلطة، وقد أراقت تلك الحروب كثيراً من الدماء وأهلكت كثيراً من الزرع والضرع ، حيث كانت تقوم القبائل بنصرة من تأنس فيه السيادة لتفوز معه بخيرات السلطة والحكم ، وفي حالات كثيرة كانت القبائل تستقل بتمرداتها لنفسها متى ما آنست ضعفاً في السلطة المركزية إلى حد محاصرتها للعاصمة صنعاء ، كما أفسح المجال لطامحين آخرين باسم الصوفية أو إقامة الشرع للحصول على مناطق نفوذ تتسع وتنكمش حسب علاقات القوة المتغيرة باستمرار, و كان كل هذا يحدث و العثمانيون في الحجاز على مقربة منه يسمعون ويتابعون و ينتظرون الفرصة المناسبة.
و كانت الفرصه المناسبه هو وجود صراع بين الإمام المتوكل والشريف حسين من جهة وبين الأخير وجاره أمير عسير محمد بن عائض المتحالف مع المتوكل، دفعت الشريف حسين إلى دعوة السلطات العثمانية لتدخل تهامة، فصدرت الأوامر لوالي الحجاز بقيادة جيش لدخول تهامة، فدخل الجيش الحديدة عام 1265 هـ/1849 م بالتعاون مع الشريف حسين، وقد رأى الإمام المتوكل أن من الحكمة أن لا يترك خصمه يستأثر وحده بعلاقات ودية مع العثمانيين، فقرر هو الآخر أن يظهر حسن نواياه تجاههم، وقد ذهب في ذلك إلى حد أنه دعاهم لدخول صنعاء ثانية، وقنع بمرتب شهري يؤدونه له وأعلن في الناس أن أمرهم قد صار إلى العثمانيين,

لكن تصدى سكان صنعاء وكافة القبائل المجاورة العثمانيين, فضيقوا عليهم الخناق وقتلوهم في الأسواق حتى أنهم لم يتمكنوا من الخروج لشراء حاجياتهم وظلوا محصورين في ثكنتهم ينتظرون الفرج، ومن جانب آخر كان الناس يطاردون الإمام المتوكل لقتله وينعتوه بالخيانة وقد خلعوه وبرئوا منه وعينوا مكانه الإمام المهدي ، وهو نفس الإمام الذي انهزم أمام المتوكل قبل ما يزيد قليلا عن الأربع سنوات، ويقوم الإمام الجديد بالقبض على المتوكل وقطع رأسه ثم فاوض الأتراك في كيفية الخروج من صنعاء إلى الحديدة بأمان ليستقروا هناك، فخرجوا خاسئين منكسي الرؤوس يوم عيد الفطر 18 أغسطس 1849م، ومع ذلك فلقد خرجوا فقط من صنعاء ولم يخرجوا من اليمن كله ,لانه في عام 1872، دُعي العثمانيون إلى احتلال صنعاء من قبل النبلاء المحليين الذين أغضبتهم عدم كفاءة الإمام الزيدي، مما سمح للعثمانيين باحتلال اليمن في نهاية المطاف وإنشاء ولاية اليمن.

1729425849864.png
 
-: بداية الثورة ضد العثمانيين:-

في يوليو 1890 تولي محمد بن يحيى حميد الدين منصب الامامه و غادر صنعاء متوجها إلى صعدة في الشمال حيث قاد المقاومة, فقام بإثارة معظم القبائل الشمالية ضد المسؤولين والجنود الأتراك, سيطر على عدد من المدن والحصون حول صنعاء مثل حجة، ذمار ويريم. و في عام 1892 حوصرت صنعاء نفسها لفترة من الوقت من قبل القوات المتمردة, النجاحات الأولية لأتباع محمد أخفضت من هيبة الأتراك التي لا تحظى بشعبية بالفعل من خلال الابتزاز وسوء الإدارة, على الرغم من أن الأتراك كانوا قادرين على الغلبة إلا أنهم كانوا غير قادرين على استعادة زمام المبادرة العسكرية, و تعزيز القوات لا تستطيع وقف توسع مجال نفوذ الامام محمد, فتكتيكات الكر والفر من قبل رجال القبائل أرهقت الجيوش العثمانية, فأرسل السلطان عبد الحميد الثاني رسائل إلى الامام محمد في عام 1891 و 1896 طالبا منه أن يقبل منحه راتباً ومرتبة عثمانية. رفض محمد بشكل قاطع العرض وأجاب أن هدفه لم يكن السلطة السياسية لذاتها وإنما تنفيذ الشريعة وحماية الناس من جشع المسؤولين وحظر استهلاك النبيذ والدعارة, وزعم أن المسؤولين الأتراك يعملون ضد التعاليم الإسلامية,فقد كان الامام محمد عموما قادراً على إحياء أمجاد الأئمة الأوائل القاسميين, وضع حد للقوانين العرفية في معظم المناطق القبلية الشمالية ومنح رواتب لرجال الدين والصدقات للأرامل والأيتام والمدرسين.حتي توفي في عام 1904.

1729426751573.png

محمد بن يحيى حميد الدين

 
-: الابن يكمل مسيرة الاب :-

بدأت الانتفاضة الثانية في يونيو 1904،عندما تعرضت حامية عثمانية لهجوم ودمرت في حفاش.و بعد هذا الهجوم تمردت حجة وغيرها من المدن. و سيطر الثوار على ذمار ويريم، وبدأوا التوجه صوب تعز وقعطبة , خلال هذه الفترة لم تتمكن الدولة العثمانية التي كانت تعاني في تلك الفترة من صعوبات مالية من توفير الإمدادات بشكل كافٍ. كانت ولاية اليمن خالية تماماً من الإمدادات وخزائن الجيش فارغة تماماً، وكان وضع الجيش مضطرباً.
,و في غضون شهر من انتفاضة الإمام، أغلق الثوار الطريق بين صنعاء وميناء الحديدة، وقطعوا أسلاك التلغراف، واوقفو القوافل، واصبحت صنعاء كانت محاصرة في 12 ديسمبر.و في 26 ديسمبر، استولى الثوار على مركز سنان باشا على طريق صنعاء-الحديدة. بعد شهر من بداية الانتفاضة، حاصر الإمام يحيى مع القبائل اليمنية حاكم اليمن فائق باشا في صنعاء. ورغم طلب الباشا للأموال والطعام دون توفير معلومات دقيقة عن الحالة، إلا أنه لم يتم قبول طلبه. في عام 1905، تفاقمت المعارك وعجز الجنود المحاصرين لمدة عام عن العثور على طعام وماء، مما أدى إلى فرارهم من القلاع القريبة من المدينة. عجز القائد العسكري محمد توفيق باشا عن قمع الانتفاضة.


بعد وصول إخبار الثورة إلى الإستانة، تم إرسال قوات نظامية بقيادة علي رضا باشا لقمع الانتفاضة في عام 1905. وجدت التعزيزات التركية نفسها تتعرض لأكمنة بشكل متكرر وقُتلت معظم القوة على الطريق واستولى اليمنيون على معظم اسلحتهم.تم حبس القوات العثمانية ذات الخبرة خلف أسوار مدينة صنعاء، وأطلقوا المدافع على جنودهم وتسببوا في سقوط العشرات من الضحايا، مما أدى إلى إحباط معنويات القوات.بحلول العام 1905 بلغ عدد القتلى العثمانيين إلى أكثر من 30,000. وفي أوائل يناير، كانت حجة تحت حصار الثوار. في 22 فبراير، حاصر الثوار إب وقعطبة.و في مارس 1905، استولى الثوار على يريم، وحاصروا إب، التي استولوا عليها بحلول الأسبوع الثالث من شهر مايو مع قعطبة.و في 5 مارس، غادرت قوة عثمانية قوامها 4000 فرد من الحديدة لتخفيف حصار صنعاء، لكنها لم تتمكن من ذلك. فاتجه الثوار إلى مناخة، وفرضوا حصارًا عليها, و في أبريل 1905، استولى الثوار على صنعاء، وطالبوا بالهدنة من خلال تحييد الحامية العثمانية، التي تم قبولها في يونيو 1905، تلا ذلك مفاوضات، لكن لم تؤد إلى شيء

1729427935892.png

الامام يحيى محمد حميد الدين

1729428072179.png

 
-: غدر العثمانيين:-

بعد فشل المفاوضات، انتهكت القوات العثمانية التي تكونت من 6 كتائب بقيادة أحمد باشا الفيضي الهدنة وبدأت هجومًا ثلاثي المحاور من مناخة في 16 يوليو عام 1905, حيث استولت على صنعاء في منتصف أغسطس، اكتسب العثمانيون هذه المبادرة. وبحلول نهاية ذلك الشهر، استعادوا أبها في عسير. وفي الجنوب، استولت وحدة انطلقت من تعز على يريم، في حين استولت قوة عثمانية أخرى تحت قيادة فايزي على المفرق قبل التقدم على سوق الخميس ثم احتلت في طريقها إلى صنعاء جميع المواقع حتى خولان. ذكر فايزي أنه استولى على 24 قرية، بما في ذلك جبلة وبعدان.في منتصف نوفمبر، تقدم العثمانيون في شهارة مع 10,000 رجل، في محاولة لسحق الزيود، ولكن تم التخلي عن الهجوم بسبب التضاريس الوعرة والهجمات المستمرة من قبل القوات الزيدية، وانسحبوا إلى حجة في ديسمبر، ثم إلى صنعاء وبعد أسبوعين إلى تعز، مع مطاردة ساخنة من قبل الإمام. في هذه الأثناء، حاصر الثوار عمران، وسيطروا على جبل ذروة، ثم حاصروا صنعاء مرة أخرى. في الحديدة، أعاد العثمانيون تجميع صفوفهم، وساروا شمالًا واستعادوا السيطرة على المناطق المفقودة بالقرب من مناخة. ارتبطت القوة العثمانية بقوة عثمانية أخرى كانت تتقدم لاستعادة حجة. وفي الجنوب، كان العثمانيون يتجهون شمالًا من تعز إلى يريم بعد استعادتهم لسوق الخميس، وبعد ذلك عرض الإمام السلام إذا كان بإمكانه الحفاظ على ذمار، ويريم، وعمران، وكوكبان، والطويلة، وحجة. و في أغسطس 1906، وصل وفد عثماني إلى الإمام، معربًا عن رغبته في إعادة فتح المفاوضات. ورد أن الإمام استجاب له زاعمًا رغبته في إنهاء إراقة الدماء.

1729428723728.png

أحمد باشا الفيضي
 
-: نهاية الثورة و اتفاقية دعان :-
.
كانت اهم اسباب تراجع العثمانيين عن القيام بانهاء الثورة اليمنية نهائيا هو قيام الثورة الدستورية في المقر الرئيسي للدولة العثمانية و شتداد المعارك في ليبيا وإعلان الحرب الإيطالية في طرابلس ضد قواتهم و الأهم هة اشتداد المعارك وشموليتها في كثير من مناطق جنوب الجزيرة وبالذات في الأراضي اليمنية, و بهذا فقد كان الصلح من مركز قوة وهو الإمام يحيى إلى مركز ضعف وهي الدولة العثمانية ولكن من خلال بنود الصلح التي سنستعرضها لم يتبين ذلك وإنما تبين لنا أن الإمام كان همه هي المصلحة الشخصية وليس كما كان يروي في بياناته أنه ما قام بدعوته هذه إلا من أجل إقامة الشريعة المطهرة باعتبار أن العثمانيين «كفرة وخارجين عن الدين ولا يقيمون الصلاة ويمارسون البغي ويشربون الخمور ويعملون ضد مصلحة المنطقة» ولم يقم بها من أجل جمع المال من الذهب والفضة ولكن اتضح فيما بعد أن الإمام كان ينظر من زاوية المصلحة أولا ولم يكن ينظر من زاوية استقلالية.
في 9 أكتوبر 1911، تم التوصل إلى هدنة والتوقيع على اتفاقية دعان. ووفقًا للمعاهدة التي تتألف من 22 مادة علنية وخمس مواد سرية، سيتم تسليم إدارة المناطق الجبلية، بما في ذلك صنعاء، إلى الإمام يحيى. ومع ذلك، سيظل تحت السيادة العثمانية في العلاقات الخارجية وعدم التمكن من التوقيع على اتفاقيات مع الدول الأجنبية. كما تنص المعاهدة على أن يتنازل الإمام يحيى عن مطالبه بلقب "أمير المؤمنين"، وستُقدم له مبلغًا سنويًا قدره 20,000 ليرة عثمانية. وفي مقابل ذلك، سيتوقف الإمام يحيى عن تحصيل الزكاة. كانت المعاهدة سارية لمدة 7 سنوات، حتى استفاد الإمام من الانهيار العثماني في الحرب العالمية الأولى وأنشأ المملكة المتوكلية اليمنية في 30 أكتوبر 1918
1729429317602.png

رسالة من الإمام يحيى إلى السلطان العثماني محمد رشاد بخصوص التصديق على صلح دعان
1729429383951.png

المملكة المتوكلية اليمنية
 
-: الابن يكمل مسيرة الاب :-

بدأت الانتفاضة الثانية في يونيو 1904،عندما تعرضت حامية عثمانية لهجوم ودمرت في حفاش.و بعد هذا الهجوم تمردت حجة وغيرها من المدن. و سيطر الثوار على ذمار ويريم، وبدأوا التوجه صوب تعز وقعطبة , خلال هذه الفترة لم تتمكن الدولة العثمانية التي كانت تعاني في تلك الفترة من صعوبات مالية من توفير الإمدادات بشكل كافٍ. كانت ولاية اليمن خالية تماماً من الإمدادات وخزائن الجيش فارغة تماماً، وكان وضع الجيش مضطرباً.
,و في غضون شهر من انتفاضة الإمام، أغلق الثوار الطريق بين صنعاء وميناء الحديدة، وقطعوا أسلاك التلغراف، واوقفو القوافل، واصبحت صنعاء كانت محاصرة في 12 ديسمبر.و في 26 ديسمبر، استولى الثوار على مركز سنان باشا على طريق صنعاء-الحديدة. بعد شهر من بداية الانتفاضة، حاصر الإمام يحيى مع القبائل اليمنية حاكم اليمن فائق باشا في صنعاء. ورغم طلب الباشا للأموال والطعام دون توفير معلومات دقيقة عن الحالة، إلا أنه لم يتم قبول طلبه. في عام 1905، تفاقمت المعارك وعجز الجنود المحاصرين لمدة عام عن العثور على طعام وماء، مما أدى إلى فرارهم من القلاع القريبة من المدينة. عجز القائد العسكري محمد توفيق باشا عن قمع الانتفاضة.


بعد وصول إخبار الثورة إلى الإستانة، تم إرسال قوات نظامية بقيادة علي رضا باشا لقمع الانتفاضة في عام 1905. وجدت التعزيزات التركية نفسها تتعرض لأكمنة بشكل متكرر وقُتلت معظم القوة على الطريق واستولى اليمنيون على معظم اسلحتهم.تم حبس القوات العثمانية ذات الخبرة خلف أسوار مدينة صنعاء، وأطلقوا المدافع على جنودهم وتسببوا في سقوط العشرات من الضحايا، مما أدى إلى إحباط معنويات القوات.بحلول العام 1905 بلغ عدد القتلى العثمانيين إلى أكثر من 30,000. وفي أوائل يناير، كانت حجة تحت حصار الثوار. في 22 فبراير، حاصر الثوار إب وقعطبة.و في مارس 1905، استولى الثوار على يريم، وحاصروا إب، التي استولوا عليها بحلول الأسبوع الثالث من شهر مايو مع قعطبة.و في 5 مارس، غادرت قوة عثمانية قوامها 4000 فرد من الحديدة لتخفيف حصار صنعاء، لكنها لم تتمكن من ذلك. فاتجه الثوار إلى مناخة، وفرضوا حصارًا عليها, و في أبريل 1905، استولى الثوار على صنعاء، وطالبوا بالهدنة من خلال تحييد الحامية العثمانية، التي تم قبولها في يونيو 1905، تلا ذلك مفاوضات، لكن لم تؤد إلى شيء

الامام يحيى محمد حميد الدين

مشاهدة المرفق 729432


 
تم التوقيع على المشروع الذي أطلق عليه اتفاقية دعان في 9 أكتوبر عام 1911 بين الإمام يحيى ممثل الطرف اليمني وبين ممثل الحكومة العثمانية وسميت بهذا الاسم نسبة إلى قرية صغيرة تقع فوق قمة جبل شمال غرب مدينة عمران وحددت مدتها بعشر سنوات تهدف الاتفاقية إلى تحقيق الأمن والسلام في البلاد اليمنية وقد شملت هذه الاتفاقية على البنود الآتية:

  1. يُنْتَخب الإمام حاكماً لمذهب الزيدية وتُبَلغ الولاية بذلك.
  2. تشكل محكمة استئنافية للنظر في الشكاوى التي يعرضها الإمام.
  3. يكون مركز هذه المحكمة صنعاء وينتخب الإمام رئيسها وأعضائها وتصادق على تعينهم الحكومة.
  4. الحكم بالقصاص إلى الأستانة للتصديق عليه.
  5. إذا أساء أحد المأمورين استعمال الوظيفة يحق للإمام أن يبين ذلك للولاية.
  6. يحق للحكومة أن تعين حاكماً للشرع من غير اليمنيين في البلاد التي يسكنها الذين يتمذهبون بالمذهب الشافعي والحنفي.
  7. تشكيل محاكم مختلطة من حكام الشافعية الزيدية للنظر في دعاوى المذاهب المختلفة.
  8. تعين الحكومة محافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوي الشرعية وذلك دفعاً للمشقات التي يتكبدها أرباب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكز الحكومة.
  9. تكون مسائل الأوقاف والوصايا منوطة بالإمام.
  10. الحكومة تنصب الحكام للشافعية والحنفية فيما عدا الجبال.
  11. صدور أمر عفو عام عن الجرائم السياسية والتكاليف والضرائب الأميرية التي سلفت.
  12. عدم جباية التكاليف الأميرية لمدة عشر سنوات من أهالي أرحب وخولان لفقرهم وخراب بلادهم وارتباطهم التام بالحكومة.
  13. تحدد التكاليف الأميرية بحسب الشرع.
  14. إذا حصلت الشكوى من جباية الأموال الأميرية لحكام الشرع أو الحكومة فعلى الإمام أن يشترك مع الحكام في التحقيق وتنفيذ المقرر.
  15. يحق للزيدية تقديم الهدايا للإمام أما تواً وإما بواسطة مشايخ الدولة أو الحكام.
  16. على الإمام أن يسلم عشر حاصلاته للحكومة.
  17. عدم جباية الأموال الأميرية من جبل الشرق في آنس لمدة عشر سنوات.
  18. يخلي الإمام سبيل الرهائن الموجودين عنده من أهالي صنعاء وما جاورها أو حراز وعمران .
  19. يمكن لمأموري الحكومة وأتباع الإمام أن يتجولوا في أنحاء اليمن بشرط ألا يخلوا بالسكينة والأمن.
  20. يجب على الفريقين ألا يتعديا الحدود المعينة لهما بعد صدور الفرمان السلطاني بالتصديق على هذه الشروط.
 
عودة
أعلى