ريط السكك الحديدية كان شاهدًا على الكارثة، يحمل قطارين اصطدما ببعضهما، أحدهما منبعج، وجزء منه «ملتصق بالأرض»، وعناصر الحماية المدنية يستأصلونه بالصواريخ والمقصات الحديدية، والزجاج المتناثر على القضبان وملابس وأحذية أطفال وآثار دماء تشير إلى أن الحادث كان جللًا، هنا واقعة اصطدام قطارى الزقازيق، الذى نتج عنه مصرع 4، وإصابة 49 شخصًا.
البحث عن مفقودين
مساء السبت، اصطدم قطار ركاب رقم «281» المتجه من الزقازيق إلى الإسماعيلية بقطار ركاب رقم «336» المتجه من المنصورة إلى الزقازيق، ليسجل حادثًا جديدًا ضمن حوادث القطارات التى أعدت هيئة السكك الحديدية بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء دراسة بشأنها فى عام 2017، وقالت إنها بلغت 12236 حادثًا بين عامى 2006 و2016.
سيارات الإسعاف تواجدت بموقع الحادث فور وقوعه، برفقة قوات الحماية المدنية وسيارات الإطفاء، التى واصلت أعمالها لنحو 16 ساعة على التواصل، مستعينة بالمُعَدات الثقيلة لقطع أجزاء من القطارين لتمكين الأوناش من حملهما إلى المخازن تحت تصرف النيابة العامة.
المسعفون كانوا بالعشرات كتفًا بكتف بجوار الأهالى، حملوا ركاب أحد القطارين، البالغ عددهم نحو 44 شخصًا ما بين أطفال وشباب وسيدات، والذين أُصيب جميعهم، ونُقلوا إلى مستشفيات الأحرار والجامعى والزقازيق العام، وخلف الحادث مصرع 4 حالات.
المتبرعون بالدم حضروا بكثافة إلى موقع الحادث، وأصحاب المبادرات، وعلى رأسهم «حياة كريمة»، لتقديم الدعم للمتضررين جراء تصادم القطارين، فالأهالى أكدوا معاونتهم للشرطة والإسعاف فى انتشال جثث الضحايا والبحث عن المصابين أسفل وداخل القطارين، إذ كانت استغرقت أعمال تفقد مكان الواقعة لنحو 8 ساعات حتى التأكد من خلوه من مفقودين.
ملاءات لتغطية جثامين الضحايا
أحد الأهالى عثر على أجزاء من مخ، ما جعل الأهالى يحفرون تحت التراب وبين قضبان القطارين وداخلهما وأعلاهما عن أى أجزاء آدمية دون جدوى، حتى عملت «الحماية المدنية» على إحضار «ونش» لرفع القطارين وانتشالهما إلى «جراج»، لإعادة حركة القطارات إلى طبيعتها، وفق ما وجه المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والذى قال وسط الأهالى إن الحادث سببه عنصر بشرى.
وعلى تبات مرتفعة والأسطح والأسوار المحيطة بالقطارين، كان الأهالى يتابعون عمليات رفع آثار الحادث، وتنفسوا الصعداء مع الساعات الأولى من الصباح، ولم يصدقوا أنفسهم حين شاهدوا قطارًا آخر قادمًا ويسير بشكل طبيعى، وكأن «كابوسًا» انزاح من صدورهم.
وقف الأهالى يسردون اللحظات القاسية، حسب وصفهم: «شفنا الحديد اتَّنَى على بعضه بدخول القطرين فى بعض للسرعة الزائدة»، فيما يقولون إن سائق «قطار الإسماعيلية» فوجئ بالقطار الثانى أمامه، ولم يكن لديه خيار آخر سوى الاصطدام به، بعدما التحويلة اتعملت غلط، ومن بعدها كانت أصعب اللحظات بالحادث، حيث حضر الأهالى بالملاءات لتغطية جثامين الضحايا، وانتشرت الدماء على القضبان وداخل القطار، وتم انتشال أطفال ملامحهم كلها عليها دم.