السلطة المشرفة على الإنتخابات وخاصة رئيسها لا أحد يثق فيه: المدعو شرفي هو والنزاهة خطان متوازيان.. كل الجزائريين يعرفون ذلك... وفضلا عن ذلك هو رجل غير كفؤ لهذا المنصب، فاجتمعت فيه الخصلتين!!
فوز تبون كان متوقعا، وبفارق شاسع عن الملاحقين.. وهذا لأسباب عديدة نذكر منها: ضعف الخصوم.. فأنا شخصيا لم أكن أعرف حتى من هو رئيس حمس الجديد قبل ترشحه فضلا عن غيره.. قد يقال بأن أبواب الإعلام كانت مغلوقة أمامهم، وهذا ليس صحيحا تماما فقد يكون الرئيس أو مرشح السلطة مهيمن إعلاميا، وهذا واقع فعلا.. لكن يقابله ضعف أيضا على مستوى أداء المعارضة بالسياسات العامة وبالشخصيات الرئيسية المقدمة من طرفها...
فمثلا حمس هاذي لم تكن حزب معارض إطلاقاـ وعبر مسارها التاريخي هي لم تقدم نفسها يوما كبديل. بل في أغلب الفترات كانت تبرز نفسها كشريك ومساند للسلطة الحاكمة كحليف... ربما رؤيتهم للتغير هي عندهم تمر عبر هذا الطريق.
قد لا يتفق الكل حول توصيف المعارضة ككل بالضعف أو بأسباب ذلك.. لكن ذلك ملحوظ على المستوى الشعبي بفقدان الثقة في البدائل.. تبون نجح على هذا المستوى حتى مع عدم الرضى الكامل بشخصه.. وسواء استفاد من كونه رئيسا أو كمرشح للسلطة أكثر من غيره... أو بأن السلطة هي المسؤولة عن تعميم ذلك الشعور (بفقدان الثقة) وسط الشعب.. فذلك عندي لا ينفي ضعف الطرف الآخر من أسباب ذاتية..
المعارضة والتي يدعي أصحابها أنهم كذلك لا يهمهم إلا شيء واحد وهو الذي يجمعهم وبه يوزن الشخص بينهم، وهو: معارضة النظام من كل وجه، ولهذا تجد بينهم رؤوسا تقدم على هذا الأساس فقط: كمعارض شرس للنظام من كل وجه. وقد يكون من أتفه الناس وأرذلهم...
وبرأيي أن وزن الناس بهذا المعيار وتقديمهم كرؤوس أو كأيقونات للمعارضة هو ما أضرها كثيرا.. اجتماع أراذل الناس مع الأخيار سيردي بالجميع لنفس الهاوية..
المعارضة والمعارضين النزهاء الأكفاء يلزمهم نفض الغبار عن أنفسهم وسحق العلائق النجسة التي تلنصق بهم..
تبون كرئيس حاليا أتمنى له شخصيا النجاح وأن يتحكم أكثر بمنصبه وبمتطلباته الجسيمة، وأن يكون هناك تغيير حقيقي مستقبلا...
هذا رأي كمواطن بسيط.. أما السياسي أو المشتغل بالسياسة فعليه العمل لتحقيق ذلك وليس انتظار تبون.