أخي ماهو دور حركة شباب المجاهدين ما اعرفه انها حكمت تقريباً الصومال مع مجموعة أو جماعة إتحاد المحاكم الإسلامية لمدة سنتين ثم ظهرت الخلافات بينهم فحركة المحاكم الإسلامية هي خليط إخواني وسلفي حركي بعكس شباب المجاهدين تبنط أفكار تنظيم القاعدة وإن كان بشكل أقل حدة
السؤال بعيداً عن الإيدلوجيات والنزاع بين جمهورية الصومال وبين أرض الصومال التي تنتمي إليها لماذا سيختار شعب جمهورية الصومال حركة الشباب المجاهدين لتحكمهم ما هي الأسباب وما سر هذا القبول الكبير الذي أدي إلي سيطرتها علي مناطق شاسعة من البلاد ويديرون هذه المناطق دون تصادم بشكل كبير واقعي مع الحكومة الصومالية والقوات الأفريقية التي تتواجد حالياً ولا مناوئة فاعلة من باقي القبائل المتواجدة في هذه المناطق
ما أعلمه أن الأمر داخل به الأمور القبلية لكن ليست بهذه القوة والسبب الأساسي لسيطرة الحركة وبسط نفوذها وقبول معظم الشعب لها خصوصاً ان الحركة كما أعلم وأقرء من مصادر ومحللين كثر أنها بدئت في تبني منهج أقل تشدداً من تنظيم القاعدة خلال السنوات الفائتة بجانب قدرتها علي الفصل في أغلب القضايا والمشاكل التي تقع بين القبائل او حتي التي تقع بين عامة الناس بعضهم البعض بما يشبه نظام المحاكم والقضاء بين عموم الشعب دون محابات أحد بجانب إدارة مناطقها بكوادر لديها كفائة نوعاً ما في التعاملات المدنية بجانب تقلص حجكم الفساد والمظالم .
ونحن في الأخير نتمني الخير والأستقرار والرخاء لكل الصومالين علي كافة أختلافاتهم وندعوا الله أن ينزع من بينكم الفتن ويهديكم سُبل السلام
للإجابة على سؤالك عن لماذا اختار الشعب في الجنوب حركة الشباب وسر القبول الكبير لهم، ببساطة لأن حركة الشباب الارهابية نجحت بضم واحتواء اغلبية من شعب مقديشو ممن تم تهميشهم من النظام السياسي الحالي.
لأوضح الفكرة اكثر يجب ان اتعمق قليلا في الخلفية القبلية للعملية السياسية في مقديشو.
مايسمى اصطلاحا بالصومال وأعني هنا المساحة الجغرافية التي كانت تنضوي تحت الاستعمار الايطالي (راجع الخريطة اعلاه) تنقسم قبليا الى عدة مناطق:
- في الشمال يوجد مايسمى بولاية بونتلاند (من الشمال الى مدينة Galkacyo) وغالبية السكان هنا من قبيلة تسمى بالضاروط. ينقسمون الى قسمين احدهم يسكن في ولاية بونتلاند (مجرتين، دشيشه، عرب محمود صالح الخ) بينما يسكن الجزء الاخر من الضاروط في اقصى الجنوب (اوجادين ومريحان). الضاروط يشكلون اقلية تبلغ حوالي ١٨٪ من مجموع السكان.
- بداية من جالكاعيو وحتى ضواحي مقديشو تسكنها قبيلة الهوية بمختلف فروعها (هبرجدر، ابجال، مورورسادي الخ) ويشكلون حوالي ٣٠٪ من مجموع السكان.
حين اتي المستعمر الايطالي، تخير من القبائل هناك وأمر الهوية والضاروط على الاخرين، بمعنى ان جميع الوظائف الحكومية سواء رئاسة او رئاسة وزراء، او حتى وظائف ادارية عادية كانت منحصرة على هاتين القبيلتين (والتي تشكلان معا اقل من ٥٠٪ من مجمل السكان لاحظ معي). هذا الكلام قبيل الاستقلال في العام ١٩٦٠.
بعد الاستقلال لم يتغير الوضع، وتناوبت القبيلتان السلطة حتى بعد الاتحاد مع جمهورية ارض الصومال.
جميع رؤساء الدولة الاتحادية كانوا من احدى هاتين القبيلتين.
القبائل الاخرى لم تستسغ الامر طبعا. وهنا يجب ان نذكر من هم القبائل الاخرى:
- اولا توجد قبائل الرحنوين وهم اغلبية سكان اراضي مابين النهرين (جوبا وشبيلي) ويمتلكون معظم الاراضي الخصبة.
- توجد كذلك قبائل الدر ويملكون الكثير من الاراضي الزراعية كذلك.
- كما توجد الكثير من القبائل ذات الاصول الزنجية (يسمون صومالي بانتو) والتي كان ابناؤها يعملون بالسخرة في الاراضي الزراعية. أعدادهم مهولة.
- والكثير من القبائل الصغيرة المهمشة كالبجونيين وغيرهم.
هذا الخليط من المهمشين (والذين بالعدد هم بالاصل اغلبية) هم من يوفرون لحركة الشباب الارهابية الخزان البشري والقبول الميداني الواسع على الارض بسبب ان النظام السياسي قام بإبعادهم تماما لصالح الهوية والضاروط (كمثال رئيس مقديشو اليوم حسن شيخ من الهوية، ورئيس وزرائه حمزة عبدي من الضاروط، قبلهم كان فرماجو رئيسا وهو من الضاروط بينما رئيس وزرائه من الهوية... وهكذا دواليك).
حركة الشباب وفرت للمهمشين غطاء عسكريا وحماية لهم ولممتلكاتهم واراضيهم حيث ان الهوية والضاروط اجتاحوا الكثير من الاراضي الزراعية باستعمال قواتهم الحكومية والتي يتم تمويلها من قبل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ففرت جميع القبائل المعادية للهوية والضاروط تحت عباءة الحركة الارهابية كردة فعل للنظام السياسي الحالي.
ولهذا السبب ترى ان العمق الاستراتيجي لحركة الشباب هو في الاراضي الزراعية الخاصة بقبائل الرحنوين او الدر او البانتو، لأنه بوجودهم هناك فإن السكان في امان من استيلاء الهوية او الضاروط على اراضيهم.
اتمنى ان تكون النقطة واضحة. حركة الشباب الارهابية مستحيل ان يتم هزيمتها طالما ان النظام السياسي الحالي يهمش جميع القبائل عدا الهوية والضاروط. ومن المهم ان اذكر هنا انه لاقبل للهوية او الضاروط بحركة الشباب عسكريا ولذلك كان الحل في ان يتم جلب قوات افريقية لحماية الحكومة التي قامت قبيلتا الهوية والضاروط بإنشائها. ولذلك ترى هشاشة واضحة في الحكومة القابعة في مقديشو وعدم قدرة على السيطرة على الارض خارج النطاق القبلبي للهوية والضاروط.