اخي العزيز، مالا يفهمه الكثيرون هنا هو ان الوضع في مقديشو مختلف ١٠٠٪ عن ليبيا او حتى اليمن.
حكومة مقديشو ليس لديها تواجد في اكثر من ٩٠٪ على الارض، تواجدهم ينحصر في بعض المدن ولكن حتى ضواحي مقديشو نفسها تقع ضمن نطاق سيطرة حركة الشباب الارهابية.
دعني اوضح لك:
هذه هي حدود صوماليا المستعمرة الايطالية السابقة. الشمال هنا عدد سكانه قليل جدا ويسمى بإقليم بونتلاند، رئيس مقديشو وحكومته ليس لهم اي تواجد هنا بل ان الاقليم اعلن انه لن يتعامل مع الحكومة الفيدرالية (لأسباب تتعلق بسن القوانين والدستور وما إلى ذلك).
مشاهدة المرفق 666156
اذا تبقى لدينا الجنوب، من يسيطر على الارض، دقق معي في الخارطة:
مشاهدة المرفق 666158
رئيس مقديشو وحكومته يسيطرون على المساحة الزرقاء بينما تسيطر حركة الشباب الارهابية على المساحات الرمادية.
٩٠٪ من السكان خارج العاصمة مقديشو يسكنون في المنطقة الرمادية.
اكثر من ٩٠٪ من الاراضي الخصبة والانهار تقع في المنطقة الرمادية.
حركة الشباب الارهابيه تستحصل من الضرائب على مايفوق ماتسمى بالحكومة في مقديشو.
حكومة مقديشو تعيش في اطار ضيق للغاية تحده حركة الشباب الارهابية من جميع الاتجاهات.
تخيل انه من يسمي نفسه بالرئيس لايستطيع استعمال الطرق العادية للتنقل بين المدن، حتى المدن التي تقع في ضواحي العاصمة مقديشو، وانما يسافر بالطائرة لمدينة تبعد عن مقديشو حوالي ٢٠ دقيقة بالسيارة.
الوضع جدا مجنون وحتى داخل هذا الاطار شديد الضيق تحتاج حكومة مقديشو الى اكثر من ٢٠ الف جندي افريقي لحمايتها، بدونهم ستحتل حركة الشباب كامل الجنوب في غضون ساعات.
اقرب مثال للوضع في ماتسمى الصومال ليس بليبيا بل هو افغانستان، خصوصا بعيد الخروج الامريكي من الموقف والسهولة التي استحوذت بها طالبان على الامور هناك.
خذها مني كلمة، اليوم الذي يخرج فيه الافريقيون من مقديشو هو ذاته اليوم الذي ستحكم فيه الشباب بالسيطرة على كامل الارض. اكثر من عشرين الف جندي افريقي، وتواجد امريكي قوي بالدرونات، وتسليح كثيف، وبلايين من الدولارات لم تستطع كبح جماح الارهابيين، اردوغان لن يغير من الوضع شيئا. والايام بيننا.