مع الخيوط الأولى لفجر يوم الثاني من أغسطس عام 1990، اقتحمت القوات العراقية الحـدود مع دولة الكويت، وتقدمت في أراضيها هادفة السيطرة على مدينة الكويت، والتحكم في مواقعها الإستراتيجية، ومع نهاية يوم الثالث من أغسطس عام 1990، احتلت القوات العراقية دولة الكويت بكامل أراضيها وسواحلها، كما سيطرت على مداخلها ومخارجها الرئيسية.
وفور انتشار القوات العراقية فوق الأراضي الكويتية، بدأت في اتخاذ أوضاعها الدفاعية، وإعداد تحصيناتها، وتجهيز خطوطها الدفاعية.
ولقد كان لطبيعة مسرح العمليات انعكاساته الواضحة على خطط تمركز وانتشار القوات العراقية، وتوزيعها لدفاعاتها، فنظراً لأن طبيعة الأراضي الكويتية، صحراوية مفتوحة، تخلو من الهيئات والموانع الطبيعية، لذا كان على القوات العراقية أن تؤمن دفاعاتها بخطة من الموانع الصناعية لصد هجمات قوات التحالف الدولي المتوقعة.
وفي ضوء ما سبق نظمت القوات العراقية دفاعاتها في نطاقات متتالية، وأنشأت خطة موانع متعددة الأنواع، من الألغام المضادة للدبابات والمضادة للأفراد، ونطاقات الأسلاك الشائكة، والأوتاد الحديدية، وكذا الخنادق النفطية وذلك تطبيقاً لعقيدة يتبناها النظام العراقي، ألا وهي إستراتيجية الأرض المحروقة.
ويعد إنشاء الخنادق النفطية من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي، أثناء عدوانه على دولة الكويت واحتلالها، فقد كان لها أشد الآثار والأضرار البيئية، في الأرض والجو والماء والإنسان والحيوان والنبات.
إن الهدف من هذه الدراسة، هو التعرف على فكرة إنشاء الخنادق النفطية ومواصفاتها، والغرض منها، وطريقة إشعالها، وانتشارها، وكذا إلقاء الضوء على أضرارها البيئية.
1. تعريف الخنادق النفطية والغرض منها ومواصفاتها
أ. تعريف الخنادق النفطية:
تعد أحد الموانع الدفاعية، وهي خنادق طولية، ذات عمق رأسي واتساع عرضي، يتم ملؤها بالنفط الخام المُعد للاشتعال بوسيلة إشعال عالية الكفاءة. (مثل عبوات النابالم الموزعة توزيعاً مناسباً)، وتُفجر وسيلة الإشعال من بعد. وعند تفجيرها يشتعل النفط، ويتحول إلى كتلة رهيبة من النيران والأدخنة المتصاعدة، والتي قد تصل ارتفاعها إلى 750 م وبذلك يستحيل على القوات المهاجمة العبور من خلالها، ويمكن التحكم في استمرارية اشتعالها بمداومة ضخ النفط إليها وبصفة خاصة الخنادق التي يتم إمدادها من خلال أنابيب تنشأ خصيصاً لذلك. وتحتل خنادق النفط الخط الأول من جهة المهاجم، في ترتيب خطة الموانع الدفاعية.
ولأن خنادق النفط تُعد أحد عناصر منظومة الموانع الدفاعية، فإنه ينبغي تغطيتها بخطة نيران دفاعية.
ب. الغرض من الخنادق النفطية
تُعَد الخنادق النفطية أحد مشتملات خطة الموانع الدفاعية، والتي تُنشأ أمام الحد الأمامي لدفاعات القوات المدافعة، وهي إضافة مستحدثة لخطة الموانع بغرض زيادة فاعليتها. وعند إشعال النفط، الموجود بها، في الوقت المناسب، تنتج ستارة من النيران واللهب الشديد والدخان الكثيف، وذلك بغرض:
(1) عرقلة هجوم القوات المهاجمة، وإجبارها على الهجوم من اتجاهات من اختيار الطرف المدافع.
(2) إجبار القوات المهاجمة على التوقف، ومحاولة المناورة إلى اتجاهات أخرى، وبذلك تصبح هدفاً يسهل تدميره، بكافة أسلحة الرمي المباشر التي يقع داخل مرماها، وكذا بنيران مدفعية الرمي غير المباشر.
(3) إحداث خسائر في القوات المهاجمة التي تخاطر باقتحامها والتغلب عليها.
(4) الاستفادة من الأدخنة المنبعثة منها، في تحقيق قدر من الإخفاء "حسب سرعة واتجاه الريح"، وحجب رؤية أسلحة الجو التي تعاون القوات المهاجمة.
(5) خفض الكفاءة القتالية للقوات المهاجمة، نتيجة للتأثير في الروح المعنوية، عند مواجهتها حائط اللهب الرهيب المتصاعد من الخنادق النفطية.
ج. مواصفات الخنادق النفطية، ومراحل إعدادها، وتجهيزها هندسياً
(1) بعد اختيار محلاتها على الأرض، تُحفر الخنادق الطولية بالمعدات الميكانيكية، بالأبعاد التالية:
(أ) طول الخندق الواحد يراوح ما بين 500 و1200م
(ب) العمق يراوح ما بين 1.5 و 2م
(ج) العرض يراوح ما بين 2.5 و3م
(2) تملأ الخنادق بالنفط الخام، الذي يتم ضخه عبر شبكة أنابيب من الآبار النفطية الواقعة على مسار الخنادق أو القريبة منها
وفي حالة عدم توفر آبار نفطية قريبة، يُنقل النفط إليها بواسطة وسائل نقل كالشاحنات وغيرها.
(3) تجهز وسائل إشعال النفط باستخدام عبوات من النابالم "سعة 15 – 20 لتر"، بعد تزويدها بوسيلتين للتفجير، إحداهما كهربائية والأخرى ميكانيكية، وذلك لضمان تفجيرها عند فشل إحداها.
(4) تجرى بعض التجارب الميدانية للتأكد من كفاءة وفاعلية وسائل الإشعال.
وفور انتشار القوات العراقية فوق الأراضي الكويتية، بدأت في اتخاذ أوضاعها الدفاعية، وإعداد تحصيناتها، وتجهيز خطوطها الدفاعية.
ولقد كان لطبيعة مسرح العمليات انعكاساته الواضحة على خطط تمركز وانتشار القوات العراقية، وتوزيعها لدفاعاتها، فنظراً لأن طبيعة الأراضي الكويتية، صحراوية مفتوحة، تخلو من الهيئات والموانع الطبيعية، لذا كان على القوات العراقية أن تؤمن دفاعاتها بخطة من الموانع الصناعية لصد هجمات قوات التحالف الدولي المتوقعة.
وفي ضوء ما سبق نظمت القوات العراقية دفاعاتها في نطاقات متتالية، وأنشأت خطة موانع متعددة الأنواع، من الألغام المضادة للدبابات والمضادة للأفراد، ونطاقات الأسلاك الشائكة، والأوتاد الحديدية، وكذا الخنادق النفطية وذلك تطبيقاً لعقيدة يتبناها النظام العراقي، ألا وهي إستراتيجية الأرض المحروقة.
ويعد إنشاء الخنادق النفطية من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي، أثناء عدوانه على دولة الكويت واحتلالها، فقد كان لها أشد الآثار والأضرار البيئية، في الأرض والجو والماء والإنسان والحيوان والنبات.
إن الهدف من هذه الدراسة، هو التعرف على فكرة إنشاء الخنادق النفطية ومواصفاتها، والغرض منها، وطريقة إشعالها، وانتشارها، وكذا إلقاء الضوء على أضرارها البيئية.
1. تعريف الخنادق النفطية والغرض منها ومواصفاتها
أ. تعريف الخنادق النفطية:
تعد أحد الموانع الدفاعية، وهي خنادق طولية، ذات عمق رأسي واتساع عرضي، يتم ملؤها بالنفط الخام المُعد للاشتعال بوسيلة إشعال عالية الكفاءة. (مثل عبوات النابالم الموزعة توزيعاً مناسباً)، وتُفجر وسيلة الإشعال من بعد. وعند تفجيرها يشتعل النفط، ويتحول إلى كتلة رهيبة من النيران والأدخنة المتصاعدة، والتي قد تصل ارتفاعها إلى 750 م وبذلك يستحيل على القوات المهاجمة العبور من خلالها، ويمكن التحكم في استمرارية اشتعالها بمداومة ضخ النفط إليها وبصفة خاصة الخنادق التي يتم إمدادها من خلال أنابيب تنشأ خصيصاً لذلك. وتحتل خنادق النفط الخط الأول من جهة المهاجم، في ترتيب خطة الموانع الدفاعية.
ولأن خنادق النفط تُعد أحد عناصر منظومة الموانع الدفاعية، فإنه ينبغي تغطيتها بخطة نيران دفاعية.
ب. الغرض من الخنادق النفطية
تُعَد الخنادق النفطية أحد مشتملات خطة الموانع الدفاعية، والتي تُنشأ أمام الحد الأمامي لدفاعات القوات المدافعة، وهي إضافة مستحدثة لخطة الموانع بغرض زيادة فاعليتها. وعند إشعال النفط، الموجود بها، في الوقت المناسب، تنتج ستارة من النيران واللهب الشديد والدخان الكثيف، وذلك بغرض:
(1) عرقلة هجوم القوات المهاجمة، وإجبارها على الهجوم من اتجاهات من اختيار الطرف المدافع.
(2) إجبار القوات المهاجمة على التوقف، ومحاولة المناورة إلى اتجاهات أخرى، وبذلك تصبح هدفاً يسهل تدميره، بكافة أسلحة الرمي المباشر التي يقع داخل مرماها، وكذا بنيران مدفعية الرمي غير المباشر.
(3) إحداث خسائر في القوات المهاجمة التي تخاطر باقتحامها والتغلب عليها.
(4) الاستفادة من الأدخنة المنبعثة منها، في تحقيق قدر من الإخفاء "حسب سرعة واتجاه الريح"، وحجب رؤية أسلحة الجو التي تعاون القوات المهاجمة.
(5) خفض الكفاءة القتالية للقوات المهاجمة، نتيجة للتأثير في الروح المعنوية، عند مواجهتها حائط اللهب الرهيب المتصاعد من الخنادق النفطية.
ج. مواصفات الخنادق النفطية، ومراحل إعدادها، وتجهيزها هندسياً
(1) بعد اختيار محلاتها على الأرض، تُحفر الخنادق الطولية بالمعدات الميكانيكية، بالأبعاد التالية:
(أ) طول الخندق الواحد يراوح ما بين 500 و1200م
(ب) العمق يراوح ما بين 1.5 و 2م
(ج) العرض يراوح ما بين 2.5 و3م
(2) تملأ الخنادق بالنفط الخام، الذي يتم ضخه عبر شبكة أنابيب من الآبار النفطية الواقعة على مسار الخنادق أو القريبة منها
وفي حالة عدم توفر آبار نفطية قريبة، يُنقل النفط إليها بواسطة وسائل نقل كالشاحنات وغيرها.
(3) تجهز وسائل إشعال النفط باستخدام عبوات من النابالم "سعة 15 – 20 لتر"، بعد تزويدها بوسيلتين للتفجير، إحداهما كهربائية والأخرى ميكانيكية، وذلك لضمان تفجيرها عند فشل إحداها.
(4) تجرى بعض التجارب الميدانية للتأكد من كفاءة وفاعلية وسائل الإشعال.
2
. أسلوب القوات العراقية في تخطيط وإعداد الخنادق النفطية في مسرح عمليات حرب الخليج الثانية
أ. نظراً لأن طبيعة الأرض الكويتية، وخاصة المنطقة الجنوبية منها، على امتداد الحدود مع المملكة العربية السعودية هي أرض صحراوية مفتوحة تكاد تخلو من الموانع الطبيعية، فلم يكن هناك بديل أمام القوات العراقية أثناء احتلالها لدولة الكويت، من أن تقوم بتأمين قواتها العسكرية من الهجوم المتوقع للقوات المتحالفة الدولية، إلا بإقامة نظام دفاع حصين
تُؤمِّنه خطة موانع محكمة، تحتوي ضمن مشتملاتها على عدد كبير من الخنادق النفطية بأطوال تبلغ حوالي 197 كم، وهذا الامتداد يغطي تقريباً مواجهة الدفاعات العراقية جميعها، وذلك تمشياً مع فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة، والتي سبق للقوات العراقية انتهاجها، أثناء حربها مع إيران "1980 ـ 1988".
وتتلخص فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة في ثلاث مراحل كالآتي:
(1) المرحلة الأولى: الإبادة بالحرق
تعتمد هذه المرحلة على إشعال النفط الموجود بالخنادق النفطية، أمام قوات التحالف الدولية، عند تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك لتحقيق الأهداف التالية:
(أ) إقامة حاجز من ألسنة النيران الشديدة والأدخنة بارتفاع وعرض وامتداد لا يسمح باختراقه بالوسائل التقليدية، وفي حالة محاولة اقتحامه، تكون نسبة الخسائر عالية جداً، كما أن محاولة السيطرة على النيران بوسائل متطورة من جانب قوات التحالف، تؤدي إلى عرقلة التقدم، فضلاً عن أنها عملية محفوفة بالمخاطر.
(ب) التأثير المعنوي وبث الرعب وبالتالي تدمير الروح القتالية لقوات التحالف.
(ج) حجب رؤية طائرات التحالف لأهدافها بسبب سحب الأدخنة الناتجة.
(2) المرحلة الثانية: التدمير بالألغام
تعتمد هذه المرحلة على استخدام حقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات، كوسيلة فاعلة لتدمير قوات التحالف، ووقف تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك في حالة نجاح هذه القوات في التغلب على نيران الخنادق النفطية.
ففي حالة تورط قوات التحالف بدخولها حقول الألغام الكثيفة، فإن ذلك يعني تدمير معداتها وأسلحتها وقوتها البشرية، بسبب انفجار الألغام من جهة، ونيران كافة الأسلحة والمدفعية المشاركة في خطة النيران الدفاعية.
(3) المرحلة الثالثة: القصف المدفعي المكثف
تعتمد هذه المرحلة على تنفيذ القصف المكثف ضد قوات التحالف، وذلك في حالة نجاحها في السيطرة على حقول الألغام بعد فتح الثغرات بها، ويتم هذا القصف في إطار خطة النيران الدفاعية للقوات العراقية، والتي يشترك فيها الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات ومدفعية الرمي الغير مباشر بكافة أعيرتها، والتي تحتل مواقعها ضمن المواقع والقطاعات الدفاعية الحصينة.
وإن نتائج عمليات القصف المدفعي المكثف لو نفذت بحسب ما خطط لها من قبل القوات العراقية كانت ستلحق نسبة خسائر عالية بقوات التحالف.
ب. تخطيط وإعداد الخنادق النفطية بمعرفة القوات العراقية
(1) شكلت خنادق النفط عنصرا أساسياً من عناصر النظام الدفاعي للقوات العراقية، والذي أنشأته القوات العراقية جنوب دولة الكويت، وعلى مسافة 10 ـ 15 كم شمال حدود المملكة العربية السعودية، والذي يمتد من ساحل الخليج العربي شرقاً حتى وادي الباطن غرباً بمواجهة تبلغ حوالي 200 كم.
وتتلخص مشتملات النظام الدفاعي للقوات العراقية، مرتبة من الجنوب إلى الشمال على الآتي:
(أ) خنادق نفطية وحولها سواتر رملية من ناتج حفرها تشكل أيضاً مانع يصعب تسلقه.
(ب) ستة صفوف من زوايا حديدية "أوتاد"، بارتفاع 50 سم فوق سطح الأرض.
(ج) ثلاثة نطاقات من الأسلاك الشائكة بارتفاع من 50 ـ 75 سم، ومزروع بها ألغام وقنابل مفخخة.
(د) حقول ألغام مضادة للدبابات والأفراد.
(هـ) المواقع والقطاعات والنطاقات الدفاعية الحصينة والمحتلة بواسطة القوات، وكافة الأسلحة التي تتخذ أوضاعها القتالية.
(2) وقد أثرت العوامل التالية على تخطيط وإعداد الخنادق النفطية
(أ) طبيعة وطبوغرافية الأرض في مسرح العمليات ، وشكل دفاعات القوات العراقية، والأسلوب المنتظر لهجوم قوات التحالف.
(ب) توفر متطلبات إنشاء الخنادق وخاصة النفط.
(3) وقد كان للعوامل السابقة التأثير على امتدادات ومواقع الخنادق النفطية التي خطط لها وأعدها الجانب العراقي والتي بلغت أطوال ما أمكن اكتشافه منها حوالي 120 كم موزعة كالآتي:
(أ) 12 خندقاً، بالمنطقة الساحلية، بالقطاع الشرقي بطول يبلغ 11.832 كم.
(ب) 20 خندقاً، بمنطقة أم قدير/ المناقيش، بالقطاع الأوسط ، بطول يبلغ 19.7 كم.
(ج) 37 خندقاً، بمنطقة أم عمارة "طريق السالمي"/ خبرة أم الجثاثيل، بالقطاع الغربي ، وبطول يبلغ 35.2كم.
(د) 38 خندقاً، بمنطقة أم عمارة/ منطقة الشقايا، بالقطاع الغربي، وبطول يبلغ 38.951 كم.
(هـ) 13 خندقاً، بمنطقة وادي الباطن، والممتدة داخل الأراضي العراقية، وبطول يبلغ 13.853 كم.
فضلاً عن ذلك، فهناك العديد من الخنادق النفطية التي صعب رصدها على الصور الجوية، نتيجة تغطيتها، واختفائها تحت الكثبان الرملية
(4) خططت القوات العراقية الخنادق النفطية بالشكل الذي يحقق الآتي:
(أ) تحقيق أقصى فاعلية لها من حيث حجم النيران وامتدادها الرأسي والأفقي، ولذا فقد قامت بملء هذه الخنادق بكميات كبيرة من النفط بمعدل حوالي 3750 م3 لكل كم طولي من الخندق.
(ب) تأمين عملية اشتعالها، بتزويدها بوسائل إشعال عالية الكفاءة، والمزودة بوسيلتين للتفجير.
(ج) عدم وجود ثغرات بينها، ولذا فإنها صممت بحيث يكون هناك تداخل ما بين نهاية الخندق وبداية الخندق التالي.
(د) تكون قاطعة لمحاور التحرك الرئيسية، التي تربط بين كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت ، وهي ("الطريق الساحلي" حالياً طريق "خادم الحرمين الشريفين"، وطريق الوفرة ـ ميناء رأس الزور، طريق الوفرة ـ ميناء عبدالله، طريق السالمي ـ مدينة الكويت)، بهدف السيطرة على هذه المحاور ومنع القوات المتحالفة الدولية من استخدامها.
(هـ) وحرصاً من القوات العراقية على عرقلة هجوم هذه القوات، من اتجاه الحدود السعودية العراقية، بمنطقة وادي الباطن، فقد حفرت عدداً من الخنادق النفطية في هذا الاتجاه، داخل الأراضي العراقية.
(5) مرحلة الإعداد الهندسي
استغرق فترة زمنية مدتها حوالي خمسة أشهر "من شهر أغسطس 1990 إلى شهر يناير 1991، وحفرت القوات العراقية، خلالها، الخنادق بالمعدات الميكانيكية الثقيلة بالمنطقة الجنوبية من دولة الكويت وعلى امتداد حدودها مع المملكة العربية السعودية، وعلى مسافة تراوح 10 ـ 15 كم شمال الحدود. وقدرت كميات التربة الناتجة من عمليات خفر الخنادق بأكثر من نصف مليون متر مكعب "523184.9 م3" بواقع
4375 م3 لكل كم طولي.
(6) التجهيز القتالي، اشتملت على الآتي:
(أ) ملء الخنادق بالنفط الخام، الذي تم ضخه عبر شبكة من الأنابيب، من الآبار الواقعة على مسار الخنادق النفطية، والقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي حقول الوفرة وأم قدير الجنوبي وأم قدير الشمالي والمناقيش.
وطبقاً لمعدلات التسرب الرأسي والأفقي للنفط في التربة، وذلك حسب التباين في طبيعة الرواسب، فقد تطلب الأمر إعادة الملء أو ضخ كميات إضافية للحفاظ على مستوى النفط بالخنادق، ومن ثم الحفاظ على فاعليته عند اشتعاله.
وقدرت الكميات التقريبية للنفط بالخنادق بحوالي ثلاثة ملايين ونصـف مليون برميل "448447.8 م3، مع إمكانية استمرار إمدادها بالنفط إذا لزم الأمر.
(ب) تجهيز وسائل إشعال النفط باستخدام عبوات من النابالم المزودة بوسيلتين للتفجير إحداهما كهربائية، والأخرى ميكانيكية، وقد بلغ إجمالي وسـائل التفجير بـ "1170" متفجرة، وهي كمية كافية لإشعال الخنادق إشعالاً كاملاً.
(ج) إجراء تجارب ميدانية لعمليات إشعال النفط في بعض المواقع للتأكد من كفاءة وسائل الإشعال وفاعليتها.
أ. نظراً لأن طبيعة الأرض الكويتية، وخاصة المنطقة الجنوبية منها، على امتداد الحدود مع المملكة العربية السعودية هي أرض صحراوية مفتوحة تكاد تخلو من الموانع الطبيعية، فلم يكن هناك بديل أمام القوات العراقية أثناء احتلالها لدولة الكويت، من أن تقوم بتأمين قواتها العسكرية من الهجوم المتوقع للقوات المتحالفة الدولية، إلا بإقامة نظام دفاع حصين
تُؤمِّنه خطة موانع محكمة، تحتوي ضمن مشتملاتها على عدد كبير من الخنادق النفطية بأطوال تبلغ حوالي 197 كم، وهذا الامتداد يغطي تقريباً مواجهة الدفاعات العراقية جميعها، وذلك تمشياً مع فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة، والتي سبق للقوات العراقية انتهاجها، أثناء حربها مع إيران "1980 ـ 1988".
وتتلخص فكرة إستراتيجية الأرض المحروقة في ثلاث مراحل كالآتي:
(1) المرحلة الأولى: الإبادة بالحرق
تعتمد هذه المرحلة على إشعال النفط الموجود بالخنادق النفطية، أمام قوات التحالف الدولية، عند تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك لتحقيق الأهداف التالية:
(أ) إقامة حاجز من ألسنة النيران الشديدة والأدخنة بارتفاع وعرض وامتداد لا يسمح باختراقه بالوسائل التقليدية، وفي حالة محاولة اقتحامه، تكون نسبة الخسائر عالية جداً، كما أن محاولة السيطرة على النيران بوسائل متطورة من جانب قوات التحالف، تؤدي إلى عرقلة التقدم، فضلاً عن أنها عملية محفوفة بالمخاطر.
(ب) التأثير المعنوي وبث الرعب وبالتالي تدمير الروح القتالية لقوات التحالف.
(ج) حجب رؤية طائرات التحالف لأهدافها بسبب سحب الأدخنة الناتجة.
(2) المرحلة الثانية: التدمير بالألغام
تعتمد هذه المرحلة على استخدام حقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات، كوسيلة فاعلة لتدمير قوات التحالف، ووقف تقدمها في اتجاه الكويت، وذلك في حالة نجاح هذه القوات في التغلب على نيران الخنادق النفطية.
ففي حالة تورط قوات التحالف بدخولها حقول الألغام الكثيفة، فإن ذلك يعني تدمير معداتها وأسلحتها وقوتها البشرية، بسبب انفجار الألغام من جهة، ونيران كافة الأسلحة والمدفعية المشاركة في خطة النيران الدفاعية.
(3) المرحلة الثالثة: القصف المدفعي المكثف
تعتمد هذه المرحلة على تنفيذ القصف المكثف ضد قوات التحالف، وذلك في حالة نجاحها في السيطرة على حقول الألغام بعد فتح الثغرات بها، ويتم هذا القصف في إطار خطة النيران الدفاعية للقوات العراقية، والتي يشترك فيها الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات ومدفعية الرمي الغير مباشر بكافة أعيرتها، والتي تحتل مواقعها ضمن المواقع والقطاعات الدفاعية الحصينة.
وإن نتائج عمليات القصف المدفعي المكثف لو نفذت بحسب ما خطط لها من قبل القوات العراقية كانت ستلحق نسبة خسائر عالية بقوات التحالف.
ب. تخطيط وإعداد الخنادق النفطية بمعرفة القوات العراقية
(1) شكلت خنادق النفط عنصرا أساسياً من عناصر النظام الدفاعي للقوات العراقية، والذي أنشأته القوات العراقية جنوب دولة الكويت، وعلى مسافة 10 ـ 15 كم شمال حدود المملكة العربية السعودية، والذي يمتد من ساحل الخليج العربي شرقاً حتى وادي الباطن غرباً بمواجهة تبلغ حوالي 200 كم.
وتتلخص مشتملات النظام الدفاعي للقوات العراقية، مرتبة من الجنوب إلى الشمال على الآتي:
(أ) خنادق نفطية وحولها سواتر رملية من ناتج حفرها تشكل أيضاً مانع يصعب تسلقه.
(ب) ستة صفوف من زوايا حديدية "أوتاد"، بارتفاع 50 سم فوق سطح الأرض.
(ج) ثلاثة نطاقات من الأسلاك الشائكة بارتفاع من 50 ـ 75 سم، ومزروع بها ألغام وقنابل مفخخة.
(د) حقول ألغام مضادة للدبابات والأفراد.
(هـ) المواقع والقطاعات والنطاقات الدفاعية الحصينة والمحتلة بواسطة القوات، وكافة الأسلحة التي تتخذ أوضاعها القتالية.
(2) وقد أثرت العوامل التالية على تخطيط وإعداد الخنادق النفطية
(أ) طبيعة وطبوغرافية الأرض في مسرح العمليات ، وشكل دفاعات القوات العراقية، والأسلوب المنتظر لهجوم قوات التحالف.
(ب) توفر متطلبات إنشاء الخنادق وخاصة النفط.
(3) وقد كان للعوامل السابقة التأثير على امتدادات ومواقع الخنادق النفطية التي خطط لها وأعدها الجانب العراقي والتي بلغت أطوال ما أمكن اكتشافه منها حوالي 120 كم موزعة كالآتي:
(أ) 12 خندقاً، بالمنطقة الساحلية، بالقطاع الشرقي بطول يبلغ 11.832 كم.
(ب) 20 خندقاً، بمنطقة أم قدير/ المناقيش، بالقطاع الأوسط ، بطول يبلغ 19.7 كم.
(ج) 37 خندقاً، بمنطقة أم عمارة "طريق السالمي"/ خبرة أم الجثاثيل، بالقطاع الغربي ، وبطول يبلغ 35.2كم.
(د) 38 خندقاً، بمنطقة أم عمارة/ منطقة الشقايا، بالقطاع الغربي، وبطول يبلغ 38.951 كم.
(هـ) 13 خندقاً، بمنطقة وادي الباطن، والممتدة داخل الأراضي العراقية، وبطول يبلغ 13.853 كم.
فضلاً عن ذلك، فهناك العديد من الخنادق النفطية التي صعب رصدها على الصور الجوية، نتيجة تغطيتها، واختفائها تحت الكثبان الرملية
(4) خططت القوات العراقية الخنادق النفطية بالشكل الذي يحقق الآتي:
(أ) تحقيق أقصى فاعلية لها من حيث حجم النيران وامتدادها الرأسي والأفقي، ولذا فقد قامت بملء هذه الخنادق بكميات كبيرة من النفط بمعدل حوالي 3750 م3 لكل كم طولي من الخندق.
(ب) تأمين عملية اشتعالها، بتزويدها بوسائل إشعال عالية الكفاءة، والمزودة بوسيلتين للتفجير.
(ج) عدم وجود ثغرات بينها، ولذا فإنها صممت بحيث يكون هناك تداخل ما بين نهاية الخندق وبداية الخندق التالي.
(د) تكون قاطعة لمحاور التحرك الرئيسية، التي تربط بين كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت ، وهي ("الطريق الساحلي" حالياً طريق "خادم الحرمين الشريفين"، وطريق الوفرة ـ ميناء رأس الزور، طريق الوفرة ـ ميناء عبدالله، طريق السالمي ـ مدينة الكويت)، بهدف السيطرة على هذه المحاور ومنع القوات المتحالفة الدولية من استخدامها.
(هـ) وحرصاً من القوات العراقية على عرقلة هجوم هذه القوات، من اتجاه الحدود السعودية العراقية، بمنطقة وادي الباطن، فقد حفرت عدداً من الخنادق النفطية في هذا الاتجاه، داخل الأراضي العراقية.
(5) مرحلة الإعداد الهندسي
استغرق فترة زمنية مدتها حوالي خمسة أشهر "من شهر أغسطس 1990 إلى شهر يناير 1991، وحفرت القوات العراقية، خلالها، الخنادق بالمعدات الميكانيكية الثقيلة بالمنطقة الجنوبية من دولة الكويت وعلى امتداد حدودها مع المملكة العربية السعودية، وعلى مسافة تراوح 10 ـ 15 كم شمال الحدود. وقدرت كميات التربة الناتجة من عمليات خفر الخنادق بأكثر من نصف مليون متر مكعب "523184.9 م3" بواقع
4375 م3 لكل كم طولي.
(6) التجهيز القتالي، اشتملت على الآتي:
(أ) ملء الخنادق بالنفط الخام، الذي تم ضخه عبر شبكة من الأنابيب، من الآبار الواقعة على مسار الخنادق النفطية، والقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي حقول الوفرة وأم قدير الجنوبي وأم قدير الشمالي والمناقيش.
وطبقاً لمعدلات التسرب الرأسي والأفقي للنفط في التربة، وذلك حسب التباين في طبيعة الرواسب، فقد تطلب الأمر إعادة الملء أو ضخ كميات إضافية للحفاظ على مستوى النفط بالخنادق، ومن ثم الحفاظ على فاعليته عند اشتعاله.
وقدرت الكميات التقريبية للنفط بالخنادق بحوالي ثلاثة ملايين ونصـف مليون برميل "448447.8 م3، مع إمكانية استمرار إمدادها بالنفط إذا لزم الأمر.
(ب) تجهيز وسائل إشعال النفط باستخدام عبوات من النابالم المزودة بوسيلتين للتفجير إحداهما كهربائية، والأخرى ميكانيكية، وقد بلغ إجمالي وسـائل التفجير بـ "1170" متفجرة، وهي كمية كافية لإشعال الخنادق إشعالاً كاملاً.
(ج) إجراء تجارب ميدانية لعمليات إشعال النفط في بعض المواقع للتأكد من كفاءة وسائل الإشعال وفاعليتها.