استمرارا على طريق استاذنا
ا
الشبح و تكميلا لموضوعه المميز " معركة جني.. الجيش المغربي يسقط إمبراطورية مالي " , سأرجع بكم اليوم لواقعة مهمة مثيرة للاهتمام في تاريخ الحرب المغربية-السونغية , معركة وقعت قبل معركة جني و هي
معركة تونديبي
المعركة التي وقعت سنة 1591 بين امبراطورية سونغاي و الامبراطورية السعدية ( المملكة المغربية )
بدأت القصة حول مناجم الملح و التبر ( الذهب ) و طرق التجارة بين الشرق و الغرب
حيث عمل البرتغاليون على تطويق الامبراطورية المغربية اقتصاديا , عن طريق تحالفهم مع امبراطورية سونغاي و تغيير مسار طرق التجارة جنوب الصحراء التي كانت تمر عبر المغرب انطلاقا من سجلماسة ثم ميناء الصويرة و العرائش و طنجة نحو أوروبا , و تحويلها الى طريق غرب افريقيا عبر نهر النيجر و السينغال نحو الاطلسي .
كان المشكل قد بدأ سابقا بين السلطان محمد الشيخ و أسكيا داوود حاكم الامبراطورية السونغية حول مناجم تازاغا (هي قرية في شمال مالي الحالية فيها اكبر مناجم الملح في غرب افريقيا ) انتهى بارسال اسكيا لهدية من الذهب للسلطان المغربي, لكن سنة 1578 السلطان المنصور سيرجع ليطالب السونغاي بأحقية المغرب في منطقة تاغازا , ثم بعدها سنة 1581 السلطان المنصور سيرسل جيشا ليسيطر على تاغازا و توات .
بعدها سنة 1590 السلطان السعدي سيقرر أغرب قرار في تاريخ المغرب , وهو ارسال جيش لعبور الصحراء الكبرى و اخضاع غرب افريقيا و تدمير جيش امبراطورية السونغاي الجرار و ضم أراضيها الشاسعة لممتلكات المغرب
*- معلومة " في هذه المرحلة سيظهر مصطلح "المخزن المغربي" مع السلطان المنصور الذهبي و سيعرف الجيش المغربي بعد معركة وادي المخازن سنة 1578 التي انهت الامبراطورية البرتغالية نظاما جديدا في اطار الاصلاحات , حيث سيسمى الجيش المغربي بالجيش الشريف و سينقسم الى قسمين جيش النار " وهم فرقة المستعربين و الصبايحية و الموريسكيين مهمتهم الفتوحات " و جيش الاودايا " قوات تقيليدية مكونة من القبائل المغربية مهمتها الاساسية حماية السلطان و المدن الداخلية "
- فرقة المستعربين او ( العلوج )
( جنود اوروبين مرتدين و مسيحيين أغلبهم اسبان و ايطاليون و برتغال و باسكيين )
- فرقة الصبايحية او السپاهية
( فرسان عثمانيين فارين من الجيش العثماني )
- فرقة الاندلسيين
( جنود موريسكيين من المطرودين من الاندلس )
لهذه الغاية قرر السلطان أن يجهز جيشا خاصا يضم فقط نخبة جيش النار و جيش الاودايا الذين كانو يحاربون في البحار و القرصنة و الجهاد البحري و تم تدريبهم على الملاحة في الوديان و عيّن جودار باشا (قائد عسكري مغربي من أصل اسباني موريسكي من مخصيي بلاط السلطان المغربي اسمه الاصلي Diego de Guevara كان داهية عسكرية في زمانه ) , و قائد فرقة المستعربين قائدا للجيش المغربي الذي سيغزو امبراطورية سونغاي
وفي 13 مارس سنة 1591 جودار باشا على رأس 4500 جندي من نخبة الجيش المغربي , سينطلقون نحو غاو عاصمة السونغاي في رحلة لأربعة أشهر لقطع الصحراء الكبرى و قتال 25 الف من أشرس مقاتلي غرب افريقيا
*-معلومة ( السلطان المنصور أرسل فرقة لوجيستية خاصة مع الجيش المغربي لقطع الصحراء تتكون 8000 جمل و 1000 حصان و 600 عامل و 1000 سائس خيول )
الجيش السعدي تكون من
- 2500 جندي مستعرب و أندلسي (مسلحين بالقريبنة و السهام) معركة تونديبي
المعركة التي وقعت سنة 1591 بين امبراطورية سونغاي و الامبراطورية السعدية ( المملكة المغربية )
بدأت القصة حول مناجم الملح و التبر ( الذهب ) و طرق التجارة بين الشرق و الغرب
حيث عمل البرتغاليون على تطويق الامبراطورية المغربية اقتصاديا , عن طريق تحالفهم مع امبراطورية سونغاي و تغيير مسار طرق التجارة جنوب الصحراء التي كانت تمر عبر المغرب انطلاقا من سجلماسة ثم ميناء الصويرة و العرائش و طنجة نحو أوروبا , و تحويلها الى طريق غرب افريقيا عبر نهر النيجر و السينغال نحو الاطلسي .
كان المشكل قد بدأ سابقا بين السلطان محمد الشيخ و أسكيا داوود حاكم الامبراطورية السونغية حول مناجم تازاغا (هي قرية في شمال مالي الحالية فيها اكبر مناجم الملح في غرب افريقيا ) انتهى بارسال اسكيا لهدية من الذهب للسلطان المغربي, لكن سنة 1578 السلطان المنصور سيرجع ليطالب السونغاي بأحقية المغرب في منطقة تاغازا , ثم بعدها سنة 1581 السلطان المنصور سيرسل جيشا ليسيطر على تاغازا و توات .
بعدها سنة 1590 السلطان السعدي سيقرر أغرب قرار في تاريخ المغرب , وهو ارسال جيش لعبور الصحراء الكبرى و اخضاع غرب افريقيا و تدمير جيش امبراطورية السونغاي الجرار و ضم أراضيها الشاسعة لممتلكات المغرب
*- معلومة " في هذه المرحلة سيظهر مصطلح "المخزن المغربي" مع السلطان المنصور الذهبي و سيعرف الجيش المغربي بعد معركة وادي المخازن سنة 1578 التي انهت الامبراطورية البرتغالية نظاما جديدا في اطار الاصلاحات , حيث سيسمى الجيش المغربي بالجيش الشريف و سينقسم الى قسمين جيش النار " وهم فرقة المستعربين و الصبايحية و الموريسكيين مهمتهم الفتوحات " و جيش الاودايا " قوات تقيليدية مكونة من القبائل المغربية مهمتها الاساسية حماية السلطان و المدن الداخلية "
- فرقة المستعربين او ( العلوج )
( جنود اوروبين مرتدين و مسيحيين أغلبهم اسبان و ايطاليون و برتغال و باسكيين )
- فرقة الصبايحية او السپاهية
( فرسان عثمانيين فارين من الجيش العثماني )
- فرقة الاندلسيين
( جنود موريسكيين من المطرودين من الاندلس )
لهذه الغاية قرر السلطان أن يجهز جيشا خاصا يضم فقط نخبة جيش النار و جيش الاودايا الذين كانو يحاربون في البحار و القرصنة و الجهاد البحري و تم تدريبهم على الملاحة في الوديان و عيّن جودار باشا (قائد عسكري مغربي من أصل اسباني موريسكي من مخصيي بلاط السلطان المغربي اسمه الاصلي Diego de Guevara كان داهية عسكرية في زمانه ) , و قائد فرقة المستعربين قائدا للجيش المغربي الذي سيغزو امبراطورية سونغاي
وفي 13 مارس سنة 1591 جودار باشا على رأس 4500 جندي من نخبة الجيش المغربي , سينطلقون نحو غاو عاصمة السونغاي في رحلة لأربعة أشهر لقطع الصحراء الكبرى و قتال 25 الف من أشرس مقاتلي غرب افريقيا
*-معلومة ( السلطان المنصور أرسل فرقة لوجيستية خاصة مع الجيش المغربي لقطع الصحراء تتكون 8000 جمل و 1000 حصان و 600 عامل و 1000 سائس خيول )
الجيش السعدي تكون من
- 500 فارس صبيحي
- 1500 رامح مغربي من مشاة الاودايا
- 8 مدافع مغربية
الجيش السونغي تكون من
- 15000 فرسان نخبة الجيش
- 1000 ثور
بدأت المعركة عند وصول جودر باشا لتونديبي شمال غاو العاصمة فوجد اسحاق الثاني على رأس جيشه في انتظاره , و لتشتيت صفوف الجيش المغربي اعتمد اسحاق الثاني تكتيك عجيب و مثير للاهتمام
ارسل في الموجة الأولى قطيعا عملاقا ل 1000 من الثيران المحدبة الهائجة نحو خط المشاة المغربية لكسره تتبعه مباشرة فرقة المشاة السونغية
لكن جودر باشا استعمل على الفور المدافع و البنادق لاخافة القطيع فانحرف القطيع الى عن خط الدفاع المغربي و كسر معه موجة المشاة السونغية التي كانت في خضم الهجوم الاول فتعرضت لضربة قاسمة مع بنادق المشاة المغربية
أثناء مجزرة المشاة ارسل اسحاق الثاني موجة ثالثة من الفرسان الاشداء لمؤازرة المشاة سرعان ما تم كسرها بالقصف المدفعي , و تدخل الرماحون المغاربة و أجهزو على فرسان سونغاي
بعدها جودر باشا يطلق هجوما خاطفا بالفرسان على خطوط السونغاي المتبعثرة فبدأت قوات سونغاي بالفرار من المعركة و في الاخير لم يتبقى سوى ساقة الجيش السونغي، وحدة من الرجال الشجعان والحازمين، الذين دخلوا في قتال بالأيادي ضد المغاربة إلى أن لاقوا حتفهم.
و انتهت المعركة بهزيمة ساحقة لاسحاق الثاني ملك الامبراطورية السونغية الذي انسحب مع ما تبقى من جيشه الى ادغال الجنوب .
بعد هذه المعركة المغرب سيفتح غرب افريقيا و ستتشكل باشوية تامبوكتو المغربية و التي ستستمر الى غاية عهد محمد الخامس رحم الله, و التي ستنتهي بانشاء الاحتلال الفرنسي للتقطيعات الاستعمارية و تقطيع المملكة المغربية الشريفة .
شكرا لكم على المتابعة
المصادر :
*- كتاب : تاريخ السودان كتبه عبد الرحمن بن عامر السعدي باللغة العربية حوالي 1655م
*- كتاب : تاريخ إفريقيا الغربية الاسلامية
*- كتاب : التاريخ الإسلامي
*- كتاب : الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى
*- كتاب : السيرة الذاتية لألميرية Diccionario Biográfico de Almería