المركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع .. المغرب يستعد لحروب الجيل الرابع
تستعد القوات المسلحة الملكية للدخول إلى عهد جديد من أدائها عبر إحداث المركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع، الذي يأتي في ظل تحديات جيو-استراتيجية تشهدها المنطقة.
وتساير هاته الخطوة اعتمادَ جيوش كبريات الدول المتقدمة على مراكز للأبحاث تهم تحليل الأحداث الدولية والإقليمية، ووضع مقاربة استراتيجية لها، والتخطيط المستقبلي المبني على إحصائيات ومؤشرات ميدانية.
خلايا تفكير نائمة
تشهد القوات المسلحة الملكية تحديثا مستمرا لقدراتها الدفاعية والهجومية، عبر استيراد أسلحة متطورة وتكنولوجية، وفتح أبواب الصناعة الدفاعية من خلال شراكات استراتيجية مع دول شريكة، أبرزها أمريكا وإسرائيل، الأمر الذي يتطلب وجود قاعدة بحثية تهم استخدام هاته القدرات الهائلة، وهو ما يفسره إحسان حافيظي، خبير عسكري وأمني، بكون “تطوير العمل العسكري ببلادنا يحتاج إلى منظومة تفكير تقوم بتوجيهه للأهداف المسطرة”.
وقال حافيظي في تصريح له : “هنالك عديد من التجارب المقارنة التي بينت أن مراكز الأبحاث الدفاعية تعتبر بمثابة خلايا تفكير نائمة تساهم في التفكير العسكري الاستراتيجي، وتعزيز سيرورة اتخاذ القرار الأمني والعسكري”.
وأضاف أن “العصر الحالي يشهد ظهور وسائل الاستخبارات الاجتماعية، التي تعتمد على منظومة تحليل البيانات، ودراسة المعلومات، مع تحليلها وتحيينها، ومن هنا يمكن للمملكة المغربية أن تراهن على هذا المركز من أجل تطوير البنية الفكرية للعمل العسكري للقوات المسلحة الملكية”.
“البنية العسكرية للجيش المغربي ذات جودة كبيرة”، يخلص المتحدث، مشددا على أن “المنظومة الدفاعية والهجومية للمغرب أصبحت قوية، لكنها تحتاج إلى مراكز للتفكير بعيدة ومتوسطة المدى، وهو الأمر الذي ينتشر في عديد من جيوش العالم، كما أن المغرب يمكن أن يدخل في هذا النطاق عبر شراكات متعددة من أجل إنجاح هذا المشروع الاستراتيجي”.
حروب الجيل الرابع
قال عبد الرحمان مكاوي، خبير استراتيجي وعسكري، إن “الجيش المغربي ملزم بمواكبة التحولات الحاصلة في مجال الأنظمة المعلوماتية والتكنولوجية، وحروب الجيل الرابع، عبر منظومة فكرية استشرافية”.
وأضاف مكاوي، في حديث، أن “الحروب التي يشهدها العالم تتطور باستمرار، والمغرب انخرط في سياق هذا التطور عبر اقتناء مجموعة من الأسلحة الاستراتيجية، كمنظومات صواريخ فتاكة، وطائرات مسيرة ذات قدرات عالية. ومع إعلان الملك عن إطلاق مركز للدراسات وأبحاث الدفاع، يكون المغرب قد خطى خطوة مهمة في ظل هذا التطور العسكري المضطرد”.
“هذا الاستشراف العسكري سيساعد الجيش المغربي على اليقظة على مواجهة العدو وكل المخاطر”، يؤكد الخبير الاستراتيجي والعسكري ذاته، مشيرا إلى أن “إنشاء هذا المركز أصبح مطلبا حتميا، خاصة وأن جل الدول المتقدمة تعتمد على مراكز التفكير العسكري في اتخاذها للتحركات الميدانية، بل وحتى الديبلوماسية”.
وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “حروبا جديدة بدأت تظهر على تخوم الحدود المغربية، خاصة بمنطقة الصحراء، مما يستدعي تخطيطا لها من أجل تحقيق مقاربة عسكرية تمنع نجاح هاته الحروب”.
واستطرد المصرح قائلا إن “المغرب عزز وارداته العسكرية من الأسلحة المتطورة، التي تتطلب قدرات علمية هامة، وهذا المركز سيكون له دور كبير في إنجاح استخدام هاته الأسلحة المتطورة”.
وخلص مكاوي إلى أن “الجيوش تتحرك ببنوك أهداف محددة، ولا يمكن أن يكون عملها تفاعليا وعشوائيا، خاصة وأن الجيش المغربي لا يقوم باستعراض قوته والتحرك بشكل غير منتظم، بل يسعى إلى الاتزان وتحقيق مقاربة ناجعة في مواجهة التحديات التي تحوم من حوله”.