أميركا توافق على نقل تكنولوجيا بقيمة تفوق 50 مليون دولار إلى المغرب.
الاثنين 2025/11/24
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
ترسيخ للسيادة الصناعية للمغرب في المجال الدفاعي
الرباط - أدرجت الولايات المتحدة الأميركية المغرب ضمن ثماني دول للاستفادة من عقد بقيمة 304 ملايين دولار لصيانة مقاتلات “أف – 16” ودعم راداراتها، ليصبح المغرب الدولة الأفريقية الوحيدة المدرجة في هذا العقد الإستراتيجي.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات الصيانة والدعم التقني لرادارات الطائرات ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) للبنتاغون.
ويأتي هذا التطور بعد موافقة واشنطن هذه السنة على نقل تكنولوجيا بقيمة تفوق 50 مليون دولار إلى المغرب، ما يتيح تصنيع أجزاء أساسية لطائرات “F – 16 Viper” داخل المملكة، إذ يهدف الاتفاق إلى تعزيز قدرات الصيانة والدعم التقني لرادارات هذه الطائرات، في إطار برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية للبنتاغون، وتنفيذ “شركة نورثروب غرومان سيستيمز غروب” الأميركية المتخصصة في الصناعات الدفاعية.
ويشمل العقد المغرب إلى جانب سبع دول أخرى هي البحرين وبلغاريا واليونان وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وتايوان والأردن لتقديم خدمات الصيانة طويلة الأمد وإصلاح مكونات رادار “F – 16” وإعادة تسليمها للعملاء حتى نوفمبر 2030.
خالد شيات:واشنطن تضع ثقتها في المغرب لبناء منظومة أمنية وإستراتيجية
وأشارت مجلة “بيزنيس إنسايدر” إلى أن هذا العقد يأتي ضمن برنامج “المرونة السيبرانية” لوزارة الدفاع الأميركية، وهو برنامج مخصّص لتعزيز حماية الطائرات العسكرية والأنظمة الرقمية ضد التهديدات الإلكترونية، وضمان جاهزية تشغيلية مستمرة دون انقطاع، مع تنفيذ خدمات الصيانة طويلة الأمد وإصلاح مكوّنات رادار “أف – 16” وإعادة تسليمها للحرفاء إلى غاية نوفمبر 2030.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، خالد شيات لـ”العرب” أن “هذا التوجه يعكس الارتباط التكنولوجي والتقني بالقوة العسكرية الأميركية التي اعتمدها المغرب في منهجه الدفاعي، وأنه بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، تم دعم التعاون العسكري في أبعاده المختلفة وتعزيز كبير للقدرات العسكرية المغربية لتحقيق التوازن الإستراتيجي في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة تضع ثقتها في المغرب من أجل بناء منظومة أمنية وإستراتيجية عموما وعلى الواجهة الأطلسية؛ ما يتوافق مع المخطط والتصور المغربي الذي وضعه الملك في ما يتعلق بالواجهة الأطلسية”.
وفي سياق مماثل، توجه المغرب نحو اقتناء عشر مروحيات من طراز H225M من شركة أيرباص، كما استقبل الدفعة الأولى من ست مروحيات قتالية من طراز “أباتشي AH – 64E”، في إطار توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الهادفة إلى تحديث القوات المسلحة الملكية.
كما حصلت شركة “L3Harris Technologies” الأميركية على عقد تحديث طائرات من طراز “C – 130” تابعة للقوات الجوية الملكية المغربية، وستقوم الشركة وفق بيان رسمي، بإجراء تعديلات على أنظمة الطيران الإلكترونية (الأفيونيكس)، وصيانة مستودعية شاملة، وإصلاح المحركات، إضافة إلى جهود دعم أخرى، إذ سيساهم الأسطول المطور في تحسين جاهزية طائرات القوات الجوية الملكية المغربية لمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك النقل الجوي التكتيكي، والمساعدات الإنسانية، والعمليات الخاصة.
وفي هذا السياق، أكد تقرير “بيزنيس إنسايدر”، على شروع “شركة مانتونونس إيرو ماروك” في بناء حظيرة صيانة ثقيلة بمساحة 8 آلاف متر مربع في مطار بنسليمان، بشراكة مغربية – بلجيكية – أميركية، ويتوقع أن تشرع في العمل بنهاية 2026، حيث عزّز المغرب خلال السنوات الأخيرة بنيته الصناعية الدفاعية، خاصة في ظل التوتر الإقليمي مع الجزائر التي تعتمد على روسيا في التسلح، ومصر التي تتجه بشكل متزايد نحو الصناعات العسكرية الصينية.
وأكد رئيس المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية محمد الطيار في تصريح لـ”العرب” أن “هذه الصفقات تعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز القوة العسكرية للمغرب كقوة إقليمية، وترسيخ السيادة الصناعية للمغرب في المجال الدفاعي، عبر دعم التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا العسكرية، وأن هذا التطور لا يعكس منطق المواجهة، بقدر ما يكرس سياسة الردع الوقائي التي تضمن للمملكة تفوقًا نوعيًا يحمي مصالحها الحيوية وتأمين مجالها الترابي سواءً في الصحراء المغربية أو في حدوده الأطلسية والمتوسطية”.
المغرب يرفع من ميزانية الدفاع الوطني إلى أكثر من 16 مليار دولار برسم مشروع قانون المالية لسنة 2026
واعتبر تقرير نشرته صحيفة “El Independient” أن المغرب بات يقترب أكثر من امتلاك وسائل تدخل جوي عالية الفاعلية في المناطق ذات الحساسية الإستراتيجية بالنسبة لمدريد، في سياق إقليمي يشهد تنافسا متزايدا على مجالات النفوذ البحري، ويعمل أيضا على تعزيز حضوره العملياتي في نطاقاته البحرية الحيوية، خاصة المنطقة الاقتصادية الخالصة الواقعة جنوب أرخبيل الكناري.
ورفع المغرب من ميزانية الدفاع الوطني إلى أكثر من 157 مليار درهم (16 مليار دولار) برسم مشروع قانون المالية لسنة 2026، بزيادة تقارب 18 في المئة مقارنة بالسنة الماضية (133 مليار درهم في 2025)، بما ينسجم مع التوجه الإستراتيجي لترسيخ الاستقلالية الدفاعية والاعتماد على الذات في حماية الأمن القومي.
ويمثل هذا المشروع جزءًا من الإستراتيجية الكبرى التي تنتهجها المملكة المغربية لتحديث قواتها المسلحة وعتادها الجوي بشكل خاص، حيث أظهرت القوات المسلحة الملكية، في السنوات الأخيرة، قدرة عالية على التحرك والتدخل في الوقت المناسب، سواء في إطار المهام السيادية، أو من خلال مساهماتها في جهود حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مع التحولات الجيوإستراتيجية التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وجنوب المتوسط، حيث تلعب القوة الجوية دورا محوريا في الردع والتحرك والدعم اللوجستي.
الاثنين 2025/11/24
PartagerWhatsAppTwitterFacebook
ترسيخ للسيادة الصناعية للمغرب في المجال الدفاعي
الرباط - أدرجت الولايات المتحدة الأميركية المغرب ضمن ثماني دول للاستفادة من عقد بقيمة 304 ملايين دولار لصيانة مقاتلات “أف – 16” ودعم راداراتها، ليصبح المغرب الدولة الأفريقية الوحيدة المدرجة في هذا العقد الإستراتيجي.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات الصيانة والدعم التقني لرادارات الطائرات ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) للبنتاغون.
ويأتي هذا التطور بعد موافقة واشنطن هذه السنة على نقل تكنولوجيا بقيمة تفوق 50 مليون دولار إلى المغرب، ما يتيح تصنيع أجزاء أساسية لطائرات “F – 16 Viper” داخل المملكة، إذ يهدف الاتفاق إلى تعزيز قدرات الصيانة والدعم التقني لرادارات هذه الطائرات، في إطار برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية للبنتاغون، وتنفيذ “شركة نورثروب غرومان سيستيمز غروب” الأميركية المتخصصة في الصناعات الدفاعية.
ويشمل العقد المغرب إلى جانب سبع دول أخرى هي البحرين وبلغاريا واليونان وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وتايوان والأردن لتقديم خدمات الصيانة طويلة الأمد وإصلاح مكونات رادار “F – 16” وإعادة تسليمها للعملاء حتى نوفمبر 2030.
وأشارت مجلة “بيزنيس إنسايدر” إلى أن هذا العقد يأتي ضمن برنامج “المرونة السيبرانية” لوزارة الدفاع الأميركية، وهو برنامج مخصّص لتعزيز حماية الطائرات العسكرية والأنظمة الرقمية ضد التهديدات الإلكترونية، وضمان جاهزية تشغيلية مستمرة دون انقطاع، مع تنفيذ خدمات الصيانة طويلة الأمد وإصلاح مكوّنات رادار “أف – 16” وإعادة تسليمها للحرفاء إلى غاية نوفمبر 2030.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، خالد شيات لـ”العرب” أن “هذا التوجه يعكس الارتباط التكنولوجي والتقني بالقوة العسكرية الأميركية التي اعتمدها المغرب في منهجه الدفاعي، وأنه بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، تم دعم التعاون العسكري في أبعاده المختلفة وتعزيز كبير للقدرات العسكرية المغربية لتحقيق التوازن الإستراتيجي في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة تضع ثقتها في المغرب من أجل بناء منظومة أمنية وإستراتيجية عموما وعلى الواجهة الأطلسية؛ ما يتوافق مع المخطط والتصور المغربي الذي وضعه الملك في ما يتعلق بالواجهة الأطلسية”.
وفي سياق مماثل، توجه المغرب نحو اقتناء عشر مروحيات من طراز H225M من شركة أيرباص، كما استقبل الدفعة الأولى من ست مروحيات قتالية من طراز “أباتشي AH – 64E”، في إطار توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الهادفة إلى تحديث القوات المسلحة الملكية.
كما حصلت شركة “L3Harris Technologies” الأميركية على عقد تحديث طائرات من طراز “C – 130” تابعة للقوات الجوية الملكية المغربية، وستقوم الشركة وفق بيان رسمي، بإجراء تعديلات على أنظمة الطيران الإلكترونية (الأفيونيكس)، وصيانة مستودعية شاملة، وإصلاح المحركات، إضافة إلى جهود دعم أخرى، إذ سيساهم الأسطول المطور في تحسين جاهزية طائرات القوات الجوية الملكية المغربية لمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك النقل الجوي التكتيكي، والمساعدات الإنسانية، والعمليات الخاصة.
وفي هذا السياق، أكد تقرير “بيزنيس إنسايدر”، على شروع “شركة مانتونونس إيرو ماروك” في بناء حظيرة صيانة ثقيلة بمساحة 8 آلاف متر مربع في مطار بنسليمان، بشراكة مغربية – بلجيكية – أميركية، ويتوقع أن تشرع في العمل بنهاية 2026، حيث عزّز المغرب خلال السنوات الأخيرة بنيته الصناعية الدفاعية، خاصة في ظل التوتر الإقليمي مع الجزائر التي تعتمد على روسيا في التسلح، ومصر التي تتجه بشكل متزايد نحو الصناعات العسكرية الصينية.
وأكد رئيس المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية محمد الطيار في تصريح لـ”العرب” أن “هذه الصفقات تعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز القوة العسكرية للمغرب كقوة إقليمية، وترسيخ السيادة الصناعية للمغرب في المجال الدفاعي، عبر دعم التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا العسكرية، وأن هذا التطور لا يعكس منطق المواجهة، بقدر ما يكرس سياسة الردع الوقائي التي تضمن للمملكة تفوقًا نوعيًا يحمي مصالحها الحيوية وتأمين مجالها الترابي سواءً في الصحراء المغربية أو في حدوده الأطلسية والمتوسطية”.
المغرب يرفع من ميزانية الدفاع الوطني إلى أكثر من 16 مليار دولار برسم مشروع قانون المالية لسنة 2026
واعتبر تقرير نشرته صحيفة “El Independient” أن المغرب بات يقترب أكثر من امتلاك وسائل تدخل جوي عالية الفاعلية في المناطق ذات الحساسية الإستراتيجية بالنسبة لمدريد، في سياق إقليمي يشهد تنافسا متزايدا على مجالات النفوذ البحري، ويعمل أيضا على تعزيز حضوره العملياتي في نطاقاته البحرية الحيوية، خاصة المنطقة الاقتصادية الخالصة الواقعة جنوب أرخبيل الكناري.
ورفع المغرب من ميزانية الدفاع الوطني إلى أكثر من 157 مليار درهم (16 مليار دولار) برسم مشروع قانون المالية لسنة 2026، بزيادة تقارب 18 في المئة مقارنة بالسنة الماضية (133 مليار درهم في 2025)، بما ينسجم مع التوجه الإستراتيجي لترسيخ الاستقلالية الدفاعية والاعتماد على الذات في حماية الأمن القومي.
ويمثل هذا المشروع جزءًا من الإستراتيجية الكبرى التي تنتهجها المملكة المغربية لتحديث قواتها المسلحة وعتادها الجوي بشكل خاص، حيث أظهرت القوات المسلحة الملكية، في السنوات الأخيرة، قدرة عالية على التحرك والتدخل في الوقت المناسب، سواء في إطار المهام السيادية، أو من خلال مساهماتها في جهود حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مع التحولات الجيوإستراتيجية التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وجنوب المتوسط، حيث تلعب القوة الجوية دورا محوريا في الردع والتحرك والدعم اللوجستي.