هذه الطائرات المحشوة بالألكترونيات، يرجع تصميمها إلى أيام الحرب الباردة، لكنها تُعدَّل باستمرار، حتى أصبحت ضرورية لكل جيش حديث. وهي تعمل بسرعة لتعمية الدفاع المعادي.
في 17 يناير 1991، عرف مسؤول الدفاع الجوي العراقي أن الحرب واقعة لا محالة.وكان يمتلك، رغم كل شيء، العديد من الأوراق الرابحة لمواجهة قوات التحالف المكلفة تحرير الكويت. وكان الجيش العراقي يمتلك مئات الطائرات المقاتلة ذات الكفاءة، ومنها الطائرة المرهوبة الجانب الميراج F1EQ ، وطائرات الميغ 23 والميغ 25 القادرة على التصدي بكفاءة لبعض طائرات الحلفاء. وعلى الأرض، كانت النقاط العصبية الحساسة للبلاد محمية بدفاع أرض جو متعدد المستويات على النمط السوفييتي، فهو يشمل رادارات بعيدة المدى، وأنظمة صواريخ أرض جو طراز سام 2، وهي الصواريخ التي أسقطت في العام 1961 طائرة التجسس يو2 الأمريكية التي كان يقودها الطيار غاري بويرز، وهناك أيضاً الصواريخ سام 6 الشديدة الفعالية في المدى المتوسط. ويكمل هذه المجموعة كلها مئات المدافع المضادة للطيران السريعة الرمي طراز زد إس يو 23-4 Z SU - 23/4 ، وصواريخ محمولة على الكتف طراز سام 7.
نظرياً، هذه الشبكة المتكاملة والكافية لا تدع أي فرصة لطائرات الحلفاء لاختراقها. ومع ذلك، ففي الساعة الثانية صباحاً، سمعت أصوات انفجارات كثيرة...لقد أصبح نظام الدفاع أعمى تماماً فجأة، وأصبح على وشك الاختفاء تحت ضربات طيران الحلفاء. مثل هذا الهجوم لم يكن ممكناً لولا عمل طائرات الحرب الألكترونية، التي تعمل بصمت.
تتوزع مهام تلك الطائرات على ثلاثة أنواع رئيسة: التنصت الإلكتروني، والتشويش الهجومي، والهجوم على وسائط الدفاع.
ظهر عدد من تلك الطائرات إبان الحرب الباردة، وتمكنت طائرات التنصت الإلكتروني من تنفيذ مهام الدورية على طول حدود البلدان المستهدفة، بغية جمع أقصى كمية من المعلومات عن رادارات الدفاع الجوي، وشبكات القيادة، وحالة استعداد القوات البرية والجوية والبحرية.
داخل تلك الطائرات المحشوة بالألكترونيات، التي تدوم مهامها أحياناً أكثر من عشر ساعات، يوجد متخصصون في الاستخبارات يكرسون وقتهم كله للعمل على أجهزة التنصت الأكثر حداثة وأنظمة الأسلحة من جميع الطرز.
الطائرات الأكثر شهرة على هذا الصعيد، هي الطائرات الأمريكية. وهي الطائرات Rivet Joint RC-135 ، المشتقة من البوينغ 707 والطائرات EP-3Eالمشتقة من طائرة الدورية P-3 أوريون.
هذه الطائرات التي يرجع تصميمها إلى الستينيات، قادرة على تنفيذ مهام مدتها 10 ساعات وأكثر. وقد استخدمت في الستينيات والسبعينيات للتجسس على الرادارات الروسية في شمال فييتنام ولإيجاد ثغرات في أنظمة الدفاع الأكثر حداثة.
وبعد إجراء تعديلات كثيرة عليها، تعاد إلى الخدمة مجدداً، ولا سيما أنها تشاهد فوق مياه البحر قبالة سواحل يوغسلافيا والصين والعراق.
بعد معالجة المعلومات، يغذي قسم منها أنظمة الحماية الذاتية في الطائرات المقاتلة وقواعد المعطيات التكتيكية. لذا فمن السهل كشف قاعدة جوية، أو مركز قيادة أو أيضاً كشف طراز طائرة خاصة من خلال الإرسالات الكهرطيسية.
يحوي كل من تلك الطائرات أربعة أجزاء مميزة: الطائرة الحاملة (الطائرة والطيارين ؛ ونظام إلينت Elint للتنصت على الرادارات، ونظام كومنت Comintللتنصت على الاتصالات ؛ وأخيراً منظومة قياس الزوايا المخصصة لتحديد موقع الإشارات الواردة.
أجهزة الاستقبال الفائقة الحساسية في هذه الطائرات مرتبطة إلى هوائيات مدمجة في الهيكل أو متوضعة داخل قبة (رادم). وإبان كل مهمة، يمكن للطائرات التجسس على الإشارات اللاسلكية المعادية على بعد مئات الكيلومترات وعلى سلم ترددات واسع جداً (يقدر أن بعض الطائرات قادر على كشف ترددات تبدأ من 0.5 ميغاهرتز حتى 40 جيغاهرتز). وقد أصبحت منذ عهد قريب قادرة على تحديد هوية رادارين من طراز واحد من خلال الاختلاف البسيط في التردد المستخدم أو نوع المعايرة.
نقطة ضعف
على صعيد التنصت على الاتصالات، تعد الطائرة Rivet Joint RC -135 هي الأفضل، فلدى هذه الطائرات أنظمة تنصت على الهواتف المحمولة وأنظمة الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الصناعية، والعديد من الوسائط التي كانت تستخدمها شبكة "القاعدة"...
تعمل هذه الطائرات اليوم عادة بالاشتراك مع طائرات المراقبة الجوية "أواكس" و "جي ستارز " (لمراقبة الأرض)، لذا فهي مجهزة بوسائل نقل رفيعة المستوى والمنسوب الأمني، فإذا كانت أنظمة المهمة لهذه الطائرات تتيح لها التحليق على مسافات مأمونة بعيداً عن وسائط الدفاع المعادي، فهي في المقابل هشة ويسهل النيل منها، لأنها بطيئة وضعيفة القدرة على المناورة في حال تعرضها للخطر.
في أثناء مهمة نموذجية، تولى الأهمية الأولى لتحقيق أمن أفراد الطاقم... إنه طاقم قد يطلب أحياناً تجاوز الحدود المعادية ليحصل على معلومات أفضل... وفي ذلك خطر كبير. ومثل هذه المغامرة قد حصل منذ سنوات قليلة لطائرة EP-3E تابعة لسلاح البحرية الأمريكية، ضبطت بالجرم المشهود وهي تتجسس قرب إحدى القواعد الصينية، فأرغمت على الهبوط على الأراضي الصينية، غير أن أفراد الطاقم، كان لديهم متسع من الوقت لتشغيل أجهزة التدمير الذاتي للمهمة التي كانوا يؤدونها قبل بضع دقائق من الهبوط، فأصبح من المتعذر، نظرياً، التوصل إلى مضمون المهمة. ويرى كثير من الخبراء الأمريكيين، أن الصينيين تمكنوا مع ذلك من الاستيلاء على أجهزة فائقة الحساسية في نظام المهمة، قبل أن يعيدوا الطائرة إلى مالكها الشرعي.
يقدر من الناحية العملية أن كل طراز من طائرات النقل قد نتج عنه نموذج تنصت: فالطائرة الفرنسية ترانسال تولد عنها النموذج غابرييل والنموذج د سي 8 ساريغ، والطائرة نمرود في بريطانيا تولدت عن الطائرة كوميت، وفي إسرائيل هناك الطائرة سي 130، وفي جنوب إفريقية الطائرة بوينغ 707... واللائحة طويلة لا تنتهي.
في هذا النوع من المهام، يكون الأمر الأساسي أحياناً هو التحليق على أعلى ارتفاع ممكن لتفادي الدفاعات المعادية وتحسين مدى الاستقبال، وهذا المفهوم فتح المجال أمام ظهور الطائرة يو 2 القادرة على التحليق على ارتفاع أكثر من 21000م، وظهور الطائرة بلا طيار (هال غلوبال هاوك) التي خلفتها وحلت محلها لبضع سنوات
.
المهمة الثانية تتضمن التحليق المرتفع والسريع، وهذا مجال خصص منذ بضع سنوات للطائرة السرية جداً (س ر 71 بلاكبيرد)، القادرة كما يقال على تجاوز سرعة 3500 كم-سا للتحليق فوق روسيا دون أن تنال منها وسائط الدفاع الروسية. ووجب تزويد هذه الطائرة بمعلومات عن القواعد الروسية الرئيسة وبدراسة عن إشارات رادارات الدفاع الجوي. وصنعت هذه الطائرة على أساس من معدن التيتان، وقد يحل محلها لدى القوى الجوية الأمركية طائرة مفرطة السرعة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتحلق بشكل سري لا تكشفه الرادارات ومتحدرة من مشروع البحث أورورا.
أما في مجال التشويش الإلكتروني، الأكثر تعقيداً، فالطائرات العاملة في هذا المجال نادرة، ولا سيما أن هناك طائرتين فقط بوسعهما القيام بذلك وهما: EA-6B براولر والطائرة إي سي 130كومباس كول؛ فالأولى مستمدة من الطائرة الهجومية المحمولة انترودر التي دخلت الخدمة في الستينيات. والبراولر مسلحة بطاقم من أربعة أشخاص، طيار وثلاثة اختصاصيين وفيها نظام تشويش فائق القدرة. ويتمثل وجود هذا النظام على الطائرة بهوائيات موزعة على الهيكل، الذيل والأجنحة. وقسم التشويش يشمل ثلاث حجيرات كبيرة مجهزة بمحركات هوائية صغيرة واقعة في الأمام وبوسع كل منها التشويش على العديد من التهديدات.
ولما كانت البراولر فرناً حقيقياً لتوليد الأمواج الميكروية الطائرة، فقد أثبتت في أثناء جميع النزاعات الحديثة فاعليتها. أما الوجه الثاني للمسألة، فهو أن الطائرة نظراً لهرمها تعد بطيئة، نسبة إلى الطائرات التي تواكبها. وعلاوة على ذلك، فهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها عند حصول هجوم ضدها
يتبع
في 17 يناير 1991، عرف مسؤول الدفاع الجوي العراقي أن الحرب واقعة لا محالة.وكان يمتلك، رغم كل شيء، العديد من الأوراق الرابحة لمواجهة قوات التحالف المكلفة تحرير الكويت. وكان الجيش العراقي يمتلك مئات الطائرات المقاتلة ذات الكفاءة، ومنها الطائرة المرهوبة الجانب الميراج F1EQ ، وطائرات الميغ 23 والميغ 25 القادرة على التصدي بكفاءة لبعض طائرات الحلفاء. وعلى الأرض، كانت النقاط العصبية الحساسة للبلاد محمية بدفاع أرض جو متعدد المستويات على النمط السوفييتي، فهو يشمل رادارات بعيدة المدى، وأنظمة صواريخ أرض جو طراز سام 2، وهي الصواريخ التي أسقطت في العام 1961 طائرة التجسس يو2 الأمريكية التي كان يقودها الطيار غاري بويرز، وهناك أيضاً الصواريخ سام 6 الشديدة الفعالية في المدى المتوسط. ويكمل هذه المجموعة كلها مئات المدافع المضادة للطيران السريعة الرمي طراز زد إس يو 23-4 Z SU - 23/4 ، وصواريخ محمولة على الكتف طراز سام 7.
نظرياً، هذه الشبكة المتكاملة والكافية لا تدع أي فرصة لطائرات الحلفاء لاختراقها. ومع ذلك، ففي الساعة الثانية صباحاً، سمعت أصوات انفجارات كثيرة...لقد أصبح نظام الدفاع أعمى تماماً فجأة، وأصبح على وشك الاختفاء تحت ضربات طيران الحلفاء. مثل هذا الهجوم لم يكن ممكناً لولا عمل طائرات الحرب الألكترونية، التي تعمل بصمت.
تتوزع مهام تلك الطائرات على ثلاثة أنواع رئيسة: التنصت الإلكتروني، والتشويش الهجومي، والهجوم على وسائط الدفاع.
ظهر عدد من تلك الطائرات إبان الحرب الباردة، وتمكنت طائرات التنصت الإلكتروني من تنفيذ مهام الدورية على طول حدود البلدان المستهدفة، بغية جمع أقصى كمية من المعلومات عن رادارات الدفاع الجوي، وشبكات القيادة، وحالة استعداد القوات البرية والجوية والبحرية.
داخل تلك الطائرات المحشوة بالألكترونيات، التي تدوم مهامها أحياناً أكثر من عشر ساعات، يوجد متخصصون في الاستخبارات يكرسون وقتهم كله للعمل على أجهزة التنصت الأكثر حداثة وأنظمة الأسلحة من جميع الطرز.
الطائرات الأكثر شهرة على هذا الصعيد، هي الطائرات الأمريكية. وهي الطائرات Rivet Joint RC-135 ، المشتقة من البوينغ 707 والطائرات EP-3Eالمشتقة من طائرة الدورية P-3 أوريون.
هذه الطائرات التي يرجع تصميمها إلى الستينيات، قادرة على تنفيذ مهام مدتها 10 ساعات وأكثر. وقد استخدمت في الستينيات والسبعينيات للتجسس على الرادارات الروسية في شمال فييتنام ولإيجاد ثغرات في أنظمة الدفاع الأكثر حداثة.
وبعد إجراء تعديلات كثيرة عليها، تعاد إلى الخدمة مجدداً، ولا سيما أنها تشاهد فوق مياه البحر قبالة سواحل يوغسلافيا والصين والعراق.
بعد معالجة المعلومات، يغذي قسم منها أنظمة الحماية الذاتية في الطائرات المقاتلة وقواعد المعطيات التكتيكية. لذا فمن السهل كشف قاعدة جوية، أو مركز قيادة أو أيضاً كشف طراز طائرة خاصة من خلال الإرسالات الكهرطيسية.
يحوي كل من تلك الطائرات أربعة أجزاء مميزة: الطائرة الحاملة (الطائرة والطيارين ؛ ونظام إلينت Elint للتنصت على الرادارات، ونظام كومنت Comintللتنصت على الاتصالات ؛ وأخيراً منظومة قياس الزوايا المخصصة لتحديد موقع الإشارات الواردة.
أجهزة الاستقبال الفائقة الحساسية في هذه الطائرات مرتبطة إلى هوائيات مدمجة في الهيكل أو متوضعة داخل قبة (رادم). وإبان كل مهمة، يمكن للطائرات التجسس على الإشارات اللاسلكية المعادية على بعد مئات الكيلومترات وعلى سلم ترددات واسع جداً (يقدر أن بعض الطائرات قادر على كشف ترددات تبدأ من 0.5 ميغاهرتز حتى 40 جيغاهرتز). وقد أصبحت منذ عهد قريب قادرة على تحديد هوية رادارين من طراز واحد من خلال الاختلاف البسيط في التردد المستخدم أو نوع المعايرة.
نقطة ضعف
على صعيد التنصت على الاتصالات، تعد الطائرة Rivet Joint RC -135 هي الأفضل، فلدى هذه الطائرات أنظمة تنصت على الهواتف المحمولة وأنظمة الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الصناعية، والعديد من الوسائط التي كانت تستخدمها شبكة "القاعدة"...
تعمل هذه الطائرات اليوم عادة بالاشتراك مع طائرات المراقبة الجوية "أواكس" و "جي ستارز " (لمراقبة الأرض)، لذا فهي مجهزة بوسائل نقل رفيعة المستوى والمنسوب الأمني، فإذا كانت أنظمة المهمة لهذه الطائرات تتيح لها التحليق على مسافات مأمونة بعيداً عن وسائط الدفاع المعادي، فهي في المقابل هشة ويسهل النيل منها، لأنها بطيئة وضعيفة القدرة على المناورة في حال تعرضها للخطر.
في أثناء مهمة نموذجية، تولى الأهمية الأولى لتحقيق أمن أفراد الطاقم... إنه طاقم قد يطلب أحياناً تجاوز الحدود المعادية ليحصل على معلومات أفضل... وفي ذلك خطر كبير. ومثل هذه المغامرة قد حصل منذ سنوات قليلة لطائرة EP-3E تابعة لسلاح البحرية الأمريكية، ضبطت بالجرم المشهود وهي تتجسس قرب إحدى القواعد الصينية، فأرغمت على الهبوط على الأراضي الصينية، غير أن أفراد الطاقم، كان لديهم متسع من الوقت لتشغيل أجهزة التدمير الذاتي للمهمة التي كانوا يؤدونها قبل بضع دقائق من الهبوط، فأصبح من المتعذر، نظرياً، التوصل إلى مضمون المهمة. ويرى كثير من الخبراء الأمريكيين، أن الصينيين تمكنوا مع ذلك من الاستيلاء على أجهزة فائقة الحساسية في نظام المهمة، قبل أن يعيدوا الطائرة إلى مالكها الشرعي.
يقدر من الناحية العملية أن كل طراز من طائرات النقل قد نتج عنه نموذج تنصت: فالطائرة الفرنسية ترانسال تولد عنها النموذج غابرييل والنموذج د سي 8 ساريغ، والطائرة نمرود في بريطانيا تولدت عن الطائرة كوميت، وفي إسرائيل هناك الطائرة سي 130، وفي جنوب إفريقية الطائرة بوينغ 707... واللائحة طويلة لا تنتهي.
في هذا النوع من المهام، يكون الأمر الأساسي أحياناً هو التحليق على أعلى ارتفاع ممكن لتفادي الدفاعات المعادية وتحسين مدى الاستقبال، وهذا المفهوم فتح المجال أمام ظهور الطائرة يو 2 القادرة على التحليق على ارتفاع أكثر من 21000م، وظهور الطائرة بلا طيار (هال غلوبال هاوك) التي خلفتها وحلت محلها لبضع سنوات
.
المهمة الثانية تتضمن التحليق المرتفع والسريع، وهذا مجال خصص منذ بضع سنوات للطائرة السرية جداً (س ر 71 بلاكبيرد)، القادرة كما يقال على تجاوز سرعة 3500 كم-سا للتحليق فوق روسيا دون أن تنال منها وسائط الدفاع الروسية. ووجب تزويد هذه الطائرة بمعلومات عن القواعد الروسية الرئيسة وبدراسة عن إشارات رادارات الدفاع الجوي. وصنعت هذه الطائرة على أساس من معدن التيتان، وقد يحل محلها لدى القوى الجوية الأمركية طائرة مفرطة السرعة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتحلق بشكل سري لا تكشفه الرادارات ومتحدرة من مشروع البحث أورورا.
أما في مجال التشويش الإلكتروني، الأكثر تعقيداً، فالطائرات العاملة في هذا المجال نادرة، ولا سيما أن هناك طائرتين فقط بوسعهما القيام بذلك وهما: EA-6B براولر والطائرة إي سي 130كومباس كول؛ فالأولى مستمدة من الطائرة الهجومية المحمولة انترودر التي دخلت الخدمة في الستينيات. والبراولر مسلحة بطاقم من أربعة أشخاص، طيار وثلاثة اختصاصيين وفيها نظام تشويش فائق القدرة. ويتمثل وجود هذا النظام على الطائرة بهوائيات موزعة على الهيكل، الذيل والأجنحة. وقسم التشويش يشمل ثلاث حجيرات كبيرة مجهزة بمحركات هوائية صغيرة واقعة في الأمام وبوسع كل منها التشويش على العديد من التهديدات.
ولما كانت البراولر فرناً حقيقياً لتوليد الأمواج الميكروية الطائرة، فقد أثبتت في أثناء جميع النزاعات الحديثة فاعليتها. أما الوجه الثاني للمسألة، فهو أن الطائرة نظراً لهرمها تعد بطيئة، نسبة إلى الطائرات التي تواكبها. وعلاوة على ذلك، فهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها عند حصول هجوم ضدها
يتبع