حصرت مليشيا الدعم السريع الإرهابية مسؤولية جرائم الإبادة في مدينة الفاشر في شخص واحد يُدعى «أبو لولو» ومثلت مسرحية لاعتقاله واحتجازه في سجن شالا بالفاشر، ساعيةً بذلك إلى تلخيص كل الجرائم في هذا الفرد بينما تتملص قيادتها من المسؤولية.
ومع ذلك فقد أوضح خطاب سابق لعبد الرحيم دقلو - القائد الثاني في المليشيا - لجنوده المتجهين نحو الفاشر في معسكر دومايا بمدينة نيالا أن الأوامر بارتكاب هذه الفظائع صدرت منه قبل أشهر.
«أبو لولو» ليس فردًا بمعزل عن بقية عناصر الجماعة بل إن كل عناصر المليشيا هم «أبو لولو» بمعنى أنهم يُمجدون هذا النموذج ويجعلون منه قدوة في سلوكهم تجاه المدنيين.
ولا يمكن وصف ما جرى في الفاشر بتعبير "تطهير عرقي" فقط، بل هو تطهير موجه ضد السودانيين جميعًا بمختلف أعمارهم وأعراقهم وقبائلهم.
يجب محاسبة المليشيا بكامل هيئتها على هذه الجرائم وتصنيفها كقوة إرهابية تهدف إلى زعزعة حياة النازحين والسكان المحليين، خصوصًا أنها ارتكبت أعمالًا مماثلة سابقًا - من بينها مجزرة أردمتا في الجنينة وحوادث عديدة في قرى ولاية الجزيرة.
كما ينبغي محاسبة قادة المليشيا وعلى رأسهم محمد حمدان دقلو وعبد الرحيم دقلو، وممارسة ضغوط دولية لوقف أي دعم خارجي للمليشيا وإجبار الإمارات على قطع أي دعم عسكري يسهِم في استمرار هذه الإنتهاكات قبل أن تحدث مجازر وإبادات جديدة يدفع ثمنها السودانيين.

