عند الإطلاق من سلاح عديم الارتداد أو سلاح صاروخي، يتكون حقل أو نطاق مخروطي الشكل خلف منصة الإطلاق، يطلق عليها منطقة العصف أو اللفح الخلفي back-blast. حيث يتكون هذا النطاق عند طرد السلاح لغازات الدافع لحظة انطلاق المقذوف وخروجه من فوهة القاذف. ويتفاوت مدى منطقة العصف هذه ما بين 20 إلى 100 م، ومع زاوية تغطية لنحو 80-90 درجة، حسب نوع السلاح المستخدم وحجم شحنة الدافع ونوعها (عند التشغيل في درجات الحرارة ما دون حالة التجمد، فإن منطقة الأمان للعصف الخلفي تتضاعف). إلا أنه ما من شك في خطورة هذه المنطقة على أفراد القوة البرية المرافقين لرامي السلاح، حيث يمكن أن يتعرض هؤلاء للحروق نتيجة الغازات الساخنة، أو أن يكونوا عرضة للضغوط العالية والمفرطة over-pressure الناتجة عن الانفجار.
القاذف الروسي RPG-7 على سبيل المثال يمتلك منطقة خطر وعصف خلفي بعمق 20 م وعرض 15 م، مع منطقة تحذير في كافة الأنحاء بعرض 25 م أخرى. أما القاذف الأمريكي الكتفي M72 LAW فإن منطقة العصف الخلفي يمكن أن تمتد إجمالاً حتى 40 م، في حين أن منطقة الخطر Danger zone لا تقل عن 15 م وبقوس 30 درجة (يقصد بمصطلح منطقة خطر هو تلك المنطقة التي يتحتم إبعاد جميع الأفراد والمعدات والمواد قابلة للاشتعال عن محورها). وهذا الأخير عند إيقاد محركه الصاروخي واشتعال كامل وقوده، فإنه يصدر غازات ساخنة حتى 760 درجة مئوية. وبعض القاذفات الكتفية مثل الألماني Panzerfaust 3 تتطلب منطقة أمان أقل بكثير ولنحو 10 م فقط أو أقل، وذلك نتيجة عملها وفق مبدأ أكثر سلامة وإثارة للغبار والعصف هو الكتلة الموازنة counter-mass، حيث يتضمن القاذف شحنة من الكرات البلاستيكية plastic balls تكون مطرودة أثناء ردة الفعل، مما يخفض معه من الارتداد أيضاً.