قصر العجائب.. إرثٌ عمانيٌ في زنجبار
مشاهدة المرفق 555495
الصحوة – الشواهد على التاريخ العُماني في شرق إفريقيا، كثيرةُ وعديدة ، أبرزها “بيت العجائب” الذي يُعد من المعالم البارزة في مدينة زنجبار الحجرية في تنزانيا المدرجة في قائمة التراث العالمي ليونسكو منذ عام 2000.
عندما افتتاح قصر العجائب عام 1883م كان أحدث مبنى فى شرق إفريقيا، فقد سمي بهذا الاسم الفخم، لأنه كان الأول فى المنطقة الذى لديه كهرباء ومصعد، فمع الكهرباء والمصعد والمياه الجارية، كان هذا المبنى المدرج فى قائمة اليونسكو هو أحدث مبنى فى شرق إفريقيا عندما تم الانتهاء منه فى عام 1883.
وقصر العجائب بناه السلطان برغش بن سعيد بن سلطان ثاني سلاطين زنجبار في عام 1883م، وهو قصر فخم يتألف من أرضيات رخامية جميلة وجدران حجرية مرجانية وزخارف فضية، ولقد تم بناء القصر على الطراز العماني كقصر عربي فخم، ويحتوي على العديد من الآثار التي تقدم لمحة نادرة عن حقبة تاريخية ماضية، وإن قصر العجائب في زنجبار كان في يوم من الأيام أكثر المباني حداثة في شرق قارة إفريقيا، وكان أول مبنى في أفريقيا يوجد به كهرباء ومصعد كهربائي، وهذا القصر يمزج بين عناصر من الطراز الأوروبي والتقاليد الزنجبارية، وذلك من خلال تضمين أعمدة القصر من حديد الزهر ونقوش باب متقنة، وخرقة مرجانية، وفتحة الساحات المركزية، وسقوف المنغروف، والتي تشكل معاً إنجازاً معمارياً فريداً ، ويتزين المبنى بالكثير من النقوش القرآنية سواءً في أبوابه أو سقوفه.
وتذكر المصادر أن الباب الواسع لمدخل القصر كان من أجل دخول الفيلة إلى بهو القصر الرئيسي.
واتخذ السلطان برغش بيت العجائب بيتاً له قبل أن يتحول إلى قصر للتشريفات والاستقبالات الرسمية، بحسب وكالة الأنباء العمانية، واعتمدت مواد البناء المستخدمة فيه على المواد الخرسانية والفولاذ، ودخل المرجان أيضاً في استخدامات البناء، وهو واحد من ستة قصور بناها برغش بن سعيد، سلطان زنجبار الثاني، ويقال إنه يقع في موقع قصر الملكة الزنجبارية فطومة في القرن السابع عشر الميلادي.
لم يبق بيت العجائب قصراً، إذ أنه تحول إلى مبنى حكومي ومكتب للأمانة العامة للحكومة البريطانية في زنجبار في عام 1911، ثم تحول إلى مدرسة بعد عام 1964، ثم إلى متحف للحزب الأفرو-شيرازي، وقامت كوريا الشمالية بدعم تحويله لمتحف في تلك المرحلة، بحسب الوكالة، وهو يعمل كمتحف الآن ، ويعتبر وجهة ثقافية شهيرة، حيث يقدم المتحف معارض مخصصة للثقافة السواحيلية، كما ويبرز متحف القصر روابطه بالتاريخ العماني لزنجبار .
وانهار جزء من هذا المبنى التاريخي في نهاية عام 2020م ، وتمول سلطنة عُمان ترميم “بيت العجائب” في أعمال تستغرق 15 شهراً، وتكلف 6 ملايين دولار.. رغم أن المبنى لا يتواجد في عُمان إلا أن هذه الأيقونة العجيبة إرث عُماني تؤكد على الوجود العماني بشرق أفريقيا، حيث كانت زنجبار في يوم من الأيام عاصمة ثانية للإمبراطورية العمانية التي بسطت نفوذها على سواحل شرق أفريقيا، وأجزاء كبيرة من وسط أفريقيا، إضافةً إلى مساحات أخرى من الجزيرة العربية العمانية بحسب الوكالة .
مشاهدة المرفق 555496مشاهدة المرفق 555497