غزو قبرص : إغراق المدمرة التركية كوكاتيب

الحاج سليمان

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,008
التفاعل
15,242 156 33
الدولة
Algeria
كان عام 1974 حافلا بالأحداث شرق المتوسط، فبعد مسيرة حافلة للرئيس القبرصي الاسقف مكاريوس في دعم حركات التحرر، اشتبه فيه المجلس العسكري الحاكم في اثينا في ان لديه ميولا شيوعية بينما رأت منظمة ايوكا القومية اليونانية المتطرفة التي تسعى الى توحيد جزيرة قبرص مع اليونان عقبة في وجه طموحاتها

قرر المجلس العسكري اليوناني التحرك و أوعز للضباط اليونانيين في الحرس الوطني القبرصي التحرك لقلب نظام الحكم في ليماسول

تم إعلان نيكوس سامبسون رئيسًا مؤقتًا للحكومة الجديدة. كان سامبسون مقاتلًا قوميًا متطرفًا ومؤيدًا لإنوسيس وكان معروفًا بمناهضته المتعصبة للأتراك وشارك في أعمال عنف ضد المدنيين الأتراك في نزاعات سابقة

بعد انقلاب سامبسون في قبرص تمت الاستعدادات العسكرية إلى جانب الأنشطة السياسية والدبلوماسية؛ وبدأت هيئة الأركان العامة العمل على الخطط التي تم إعدادها وتطويرها منذ 1964، ووضعت الوحدات المتخصصة في حالة تأهب.
وفي إطار تلك الاستعدادات تم بناء الوحدات البرية للجيش التركي ووحدات الدعم القتالي والإداري، والتي يمكنها المشاركة في العملية في وحول منطقة مرسين-تاشوجو.
بينما كانت القوات البحرية والجوية تنفذ الاستعدادات للحرب، واصلت عمليات الاستطلاع والدوريات في وحول مثلث مرسين-تاشوجو-قبرص بالتوازي. بينما كان الجيش التركي يستعد ضد قبرص في الجنوب، اتخذ أيضًا احتياطات ضد حرب يونانية محتملة في الغرب. انتقلت وحدات الفيلق الثاني والخامس في تراقيا إلى الحدود اليونانية. أخذ جيش بحر إيجة في غرب الأناضول مكانه في الحملة.فتحت البحرية على بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، ووضعت بعض السفن المدنية تحت قيادة الجيش.

وبعد عودة الوفد التركي من لندن دون نتيجة إيجابية، تمت مراجعة الاستعدادات في الاجتماع الذي عقد في هيئة الأركان. كان الجيش جاهزًا للقتال صباح يوم السبت 20 يوليو 1974 كما تم الاتفاق مسبقًا.غادر إسطول الإنزال التركي من مرسين إلى الغرب من كيرينيا صباح يوم 19 يوليو الساعة 11:30 صباحًا]وأبحر أسطول إنزال وهمي مكون من ست سفن تجارية تركية فارغة باتجاه فاماغوستا.
 
لمواجهة الانزال البحري و المظلي التركي ارسلت البحرية القبرصية زورقي طوربيد لمواجهة قوة تركية من ثلاث مدمرات كانت مكلفة بتغطية الانزال البحري
لم يكن الزورقين T3 و T4 ندين لمواجهة السفن التركية فتم اعترافهما سريعا وتم اعلان فقدان الطاقم كاملا و في أعقاب إرسال سفينة الإنزال التابعة للبحرية اليونانية ليسفوس (L-172) إلى بافوس وقصف الجيب المحلي للقبارصة الأتراك بواسطة مدافعها المضادة للطائرات اين ظهر عجز البحرية القبرصية اليونانية المتوفرة عن التصدي للسفن التركية
قررت القيادة اليونانية ممارسة الخداع من خلال ممارسة مظاهرة بحرية مزيفة لتظهر للقيادة التركية ان هناك قوة بحرية يونانية تحاول انزال جنود على الساحل الشرقي للجزيرة شمال بافوس
تلقى سلاح الجو التركي تقارير عن قوة مهام يونانية من السفن قبالة ساحل بافوس. ردا على ذلك جمعت قوة من حوالي 28 طائرة هجومية من سربين لمهاجمة الأسطول بقنابل وبنادق 750 رطل (340 كجم). ومع ذلك كان هذا خداعًا للإشارات قامت به القيادة البحرية القبرصية اليونانية، التي أرسلت إشارات لاسلكية كاذبة تشير إلى أن المدمرات التي كانت تبحر قبالة بافوس كانت يونانية. في الواقع كانت تلك مدمرات للبحرية التركية كوكاتيب وأداتيب ومارشال فوزي جاكماك التي ذهبت تبحث عن ليسفوس.
 
AA9C69A3-5FE2-46C0-B926-63E92CE1670A.jpeg
 
كانت المدمرة التركية كوكاتيب من فئة المدمرات الامريكية DDG861 التي دخلت الخدمة اواخر الحرب العالمية الثانية تحت اسم Uss-harwood قبل ان تدخل الخدمة في البحرية التركية سنة 1971
ازاحة 3420 طن يدفعها محركين من جنرال الكتريك يوفران قوة دفع 60000 حصان قادرين على دفعها لسرعة 62 كلم/سا مدىً6000 الاف كلم
 
عملت Harwood ضمن الاسطول السابع الامريكي في المحيط الهادئ وشاركت في غزو اليابان و كذا الحرب الكورية
بعد ذلك انتقلت لفترة وجيزة لتعمل في حراسة السواحل الامريكية قبل ان تخضع لعملية تجديد كاملة ليتم ارسالها للبحر المتوسط قبل ان تدخل الخدمة في سلاح البحرية التركي
 
فجر 21 يوليو 1974 كانت كوكاتيب جزءا من قوة الغزو التركي لجزيرة قبرص
بعد الغارة التي قامت بها سفينة انزال الدبابات اليونانية ليسوس على قوة الانزال التركية في بافوس تم تكليف كوكاتيب بمهمة البحث عن ليسوس واغراقها
بسبب خلل في التنسيق، تلقى سلاح الجو التركي اشارات مضللة من البحرية اليونانية مفادها تحضير سفن قتالية يونانية بمهمة التدخل ضد قوة الانزال التركية التي كانت مكلفة بتوسيع جيب بافوس
 
كلف سلاح الجو التركي بسرعة 28 مقاتلة من نوع F-100 و F-104 بمهمة التصدي للسفن اليونانية ….
سرعان ما وجدت الطائرات التركية المدمرات الثلاث لتبدأ مهاجمتها على الفور باستخدام قنابل وزن 500 و 750 رطل
 
ظهر يوم 21/12/1974 كان نصيب (TCGKocatepe (D 354) ثلاث قنابل اصابتها اصابة مباشرة في مخزن الذخيرة التي تسبب انفجارها اللاحق الى غرق المدمرة بعد ساعتين من الاصابة مما خلف مقتل 54 فردا من طاقمها

C3A62644-D517-4BC1-83E2-15D89CA17C1D.jpeg
 
وبعد تلك الحادثة المأساوية أرسلت باكستان مستشفى متنقل؛ في حين أرسلت إيران وليبيا مستشفيات متنقلة وإمدادات طبية، وأعلنت ليبيا أنها مستعدة لتقديم جميع أنواع المساعدة، وخاصة قطع الغيار إلى تركيا، وبعد ذلك لبت ليبيا احتياجات قطع الغيار الضرورية لتركيا
 
بالرغم من ان الطيارين الاتراك لمحوا العلم التركي على صواري السفن الثلاث ، الا انهم اعتقدوا انها خدعة يونانية و استمروا في مهاجمة السفن الثلاث، التي تعرفت ايضا الى الطائرات وحاولت باستخدام الراديو اقناع الطيارين انها سفن تركية
نتج عن الهجوم اضافة الى غرق كوكاتيب اصابة المدمرة الثانية اداتيب بأضرار بالغة و الثالثة المارشال فوزي جقمق بأضرار جانبية مقابل اسقاط مقاتلة F104 تركية واحدة
 
بعد نهاية الغزو تم ترقية قبطان سفينة الانزال بافوس لرتبة نقيب في البحرية اليونانية ثم يعين لاحقا كملحق عسكري يوناني في انقرة ليتقاعد دون اي تكريم باعتبار ان اليونان لم تعتبر ان ماحدث يعتبر حربا سنة 1994
 
عودة
أعلى