سقوط الأندلس تم على مراحل، المؤلم في المرحلة النهائية أن المغرب (المرينيين) كانوا قد حافظوا على الجزيرة الخضراء وجبل طارق وضموها إلى حكمهم كشرط لدعم الأندلس، لتأمين ظهورهم وعبورهم لمساندة الإمارة في الأندلس، لكن بني الأحمر خافوا على حكمهم لأنهم ضعفاء من أن يعيد المغرب ما فعله في عهد المرابطين والموحدين ويحكم الاندلس بالكامل، فخانوا العهد وفضلوا الاتفاق مع القشتاليين اعتقادا منهم أنهم سيسمحون لهم بالبقاء في حكم إمارتهم. وكانت هناك إمارة أخرى ضعيفة في غرب الجزائر، فوقع تحالف ثلاثي بين هذه الإمارة وبني الأحمر وقشتالة، من أجل إشغال المرينيين المغاربة في ديارهم ومنعهم من العبور إلى الأندلس، والتي سقطت نهائيا بعد أن خسر المغرب الموانىء التي كان ينزل فيها جيوشه في جبل طارق والجزيرة الخضراء. لأنه لم يعد هناك من يرسل جيوشه، فبسبب خونة بني الأحمر بقي الموريسكيين كالأيتام على مؤدبة اللئام فنكلت بهم قشتالة. زلسخرية القدر لازال هناك جيران لنا يحاولون استنساخ سياسة أقزام ذلك العصر بالحرف، بإشغال المغرب، فهو مرعبهم الذي لا يؤمنون على كراسيهم مادام موجودا.