السعودية تقرر تدريس أشهر رقصاتها في الحرب والسلام لطلاب المدارس
جيش الملك عبدالعزيز
فيما تستعد العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء 21-2-2006م للاحتفالية السنوية الشهيرة برقصة "العرضة النجدية" تحت رعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، تقرّر إدخال تلك الرقصة ضمن المناهج الرياضية في المدارس، وعممت وزارة التربية والتعليم على كافة الادارات التعليمية ببدء تنفيذ هذا القرار ومتابعة تنفيذه داخل المدارس بإشراف المشرفين التربويين.
جيش الملك عبدالعزيز
وتعد "العرضة النجدية" التي تؤدي في الاحتفالات الوطنية، وتسمى أيضاً رقصة الحرب والسلام، الرقصة الأشهر في المملكة -وفي منطقة نجد على نحو الخصوص- وانتقلت منها الى أرجاء السعودية ودول الخليج، وتعتبر تقليداً معروفاً لدى المحاربين في وسط الجزيرة العربية (نجد) كان يؤديها المقاتلون لاستثارة الهمم وإذكاء الحماس، وتحمل كلماتها مضامين "تدعو لمواجهة العدو والذود عن حياض الوطن والموت من أجله والوقوف خلف القائد".
وتستدعي "العرضة" التي تؤدى بشكل جماعي، عدداً من الشمائل العربية الأصيلة التي يفخر بها المقاتلون والفرسان كالشهامة والمروءة والبطولة، وهي من أهم الموروثات الشعبية في الجزيرة العربية التي ما زالت محافظة على طبيعتها وطريقة أدائها.
من بعثات جيوش الملك عبالعزيز فرسان وبنادق ومقاتلين اشداء
وفي حفلات "العرضة" يرتدي المشاركون الملابس التقليدية التي ترمز للتراث، كما يتحلون بالخناجر ويتقلدون السيوف. ويستخدم فيها الطبل ليضفي على الرقصة جواً من الحماس، فيما يقوم المشاركون بهز سيوفهم وتتشابك الأيدي وتلتحم الأجساد في إيقاع حماسي تتخلله أهازيج الانتصار وشعارات الولاء وعهود الوفاء.
ومن أبرز القصائد التي تلهب حماس الفرسان في أداء العرضة القصيدة المشهورة (نحمد الله جات على ما تمنا) وكلماتها:
وقصيدة الحرب لا تتجاوز في عددها 10 أبيات :
نحمد الله جات على ما تمنا
من ولي العرش جزل الوهايب
خبر اللي طامعاً في وطنا
دونها نثني الاجات طلايب
يا هبيل الراي وين أنت ونا
تحسب أن الحرب نهب القرايب
واجد اللي قبلكم قد تمنا
حريا لا راح عايف وتايب
انهض الجنحان قم لا تونا
نبى ننكلهم دروس وعجايب
لا مشى البيرق وقيدومه إنا
حنا هل العادات وأهل الحرايب
ديرة الإسلام حامين أهلنا
قاهرين دونها كل شارب
ويعتبر الباحث السعودي سليمان الحديثي في دراسة له أن "العرضة" تنتشر أيضا بشكل كبير في دول الخليج العربي الأخرى، وهي أساسا رقصة الحرب التي يقومون بها استعدادا للقاء الخصم، وتعبيرا عن عدم مبالاتهم بقتاله، وزيادة في حماسة جيشهم وجنودهم وقائدهم، ويقول "فـ(العرضة) أول نذر الحرب، وشعر العرضة هو أهازيج الحرب، يصدحون به بصوت عال معلنين التحدي، أو مفتخرين بالنصر، وقد تطول الفترة الزمنية للعرضة فتستمر ساعات عدة".
ويضيف أن "العرضة جاءت تطورا لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب، وان لم يوجد نصوص في التراث العربي القديم يمكن الربط بينها وبين واقع العرضة المعروفة اليوم. لكن الملاحظ بوضوح أن أركان العرضة الاساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية، فالطبول تقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يحمل، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب".
وتقول الدراسة إن مسمى العرضة ربما جاء من عرض الخيل، إذ كانت العرب تعرض خيلها وتدربها باستمرار وأحيانا في حفل بهيج استعدادا للحرب. وربما جاء من الاعتراض بالسيف، ومن المعروف أن السيف من أدوات العرضة الأساسية، وكان الفرسان منذ الجاهلية، سواء في الحرب أو التدريب يتقابلون بالسيوف منشدين الاشعار الحماسية.
لقطة نادرة للملك سعود قائد جيش الملك عبدالعزيز
الملك سعود في احد الحروب بالرمح وعلى الخيل
وتطورت العرضة بمرور القرون حتى أصبحت بالشكل الذي هي عليه اليوم، والذي يصفه الأديب السعودي الشيخ عبد الله بن خميس بقوله: "والشعر الحربي هو اللكنة التي يفزعون اليها والمقالة التي يصدعون بها والمعوّل الذي يجتمعون حوله ويقفون وراءه.. فإذا حزب الامر ودعا الداعي وبلغ السيل الزبى والحزام الطبيين، نادى المنادي بالبيشنة، او صوت بالحوربة وهرع بأعلى صوته ليستجيب له من حوله. ومن ثم يهزج بها تتفق والغرض وتتلاءم والداعي ليردها الفريق الأول في صفه المنتظم ثم يتلقاها الفريق الثاني في صفه كذلك. واذا طاب لهم الصوت وتناغم الهاتف قرعت الطبول على نحو رتيب وتجاوب عجيب، تأخذ طائفة من اهل الطبول ايقاعا واحدا، وتأخذ الطائفة الأخرى شكلا من الإيقاع يخالف الشكل الأول يسمى (الإثلاث)، فكأنه يثلث القرعتين الاوليين بثالثة، ولكنه يعطيه نغمة وتوقيعا مؤثرا تبدأ معه حركات الصفوف وهز السيوف على نحو يتفق والايقاع، فتراهم كتلة واحدة متحركة في نبرات اصواتها وحركات اجسامها ونغمات طبولها آخذة حركة متسقة متلائمة طبعت على قدر من التوازن والتواؤم كأنما هي اريدت هكذا طبعا وأصالة".
ويضيف: "وهكذا القصيدة الاولى والثانية والثالثة.. الخ، وقصيدة الحرب لا تتجاوز في عددها 10 أبيات، تبدأ بإركاب المركوب او بوصف سحاب مرهب او بنداء موجه، ثم تتجه القصيدة لتناول العدو وتمزيقه وهزيمته، ثم تصف قوم الشاعر بالشجاعة والقوة والفروسية، ثم تصف هنوفا غزلة فارهة الجمال بديعة التكوين لتقول لها اياك ومعاشرة الذليل ومداناة الانهزامي، فهو لا يستحق منك نظرة ولا يلائم لك غزلا".
ويقول: "هكذا تكون القصيدة تحوم حول هذه الاغراض، وتؤدي غرضها أو تحوم حوله.وشيخ القبيلة او الشعب في القصيدة هو مدار القول والموجه لمدار الحديث والقائد الذي به يسطون وعليه يعولون.. والقصائد الحربية ذات بحور وأوزان تختلف باختلاف اهدافها واغراضها واحيانا يكون للتلوين وحسن العرض وتوزيع الالحان دخل في ذلك".
جيش الملك عبدالعزيز
فيما تستعد العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء 21-2-2006م للاحتفالية السنوية الشهيرة برقصة "العرضة النجدية" تحت رعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، تقرّر إدخال تلك الرقصة ضمن المناهج الرياضية في المدارس، وعممت وزارة التربية والتعليم على كافة الادارات التعليمية ببدء تنفيذ هذا القرار ومتابعة تنفيذه داخل المدارس بإشراف المشرفين التربويين.
جيش الملك عبدالعزيز
وتعد "العرضة النجدية" التي تؤدي في الاحتفالات الوطنية، وتسمى أيضاً رقصة الحرب والسلام، الرقصة الأشهر في المملكة -وفي منطقة نجد على نحو الخصوص- وانتقلت منها الى أرجاء السعودية ودول الخليج، وتعتبر تقليداً معروفاً لدى المحاربين في وسط الجزيرة العربية (نجد) كان يؤديها المقاتلون لاستثارة الهمم وإذكاء الحماس، وتحمل كلماتها مضامين "تدعو لمواجهة العدو والذود عن حياض الوطن والموت من أجله والوقوف خلف القائد".
وتستدعي "العرضة" التي تؤدى بشكل جماعي، عدداً من الشمائل العربية الأصيلة التي يفخر بها المقاتلون والفرسان كالشهامة والمروءة والبطولة، وهي من أهم الموروثات الشعبية في الجزيرة العربية التي ما زالت محافظة على طبيعتها وطريقة أدائها.
من بعثات جيوش الملك عبالعزيز فرسان وبنادق ومقاتلين اشداء
وفي حفلات "العرضة" يرتدي المشاركون الملابس التقليدية التي ترمز للتراث، كما يتحلون بالخناجر ويتقلدون السيوف. ويستخدم فيها الطبل ليضفي على الرقصة جواً من الحماس، فيما يقوم المشاركون بهز سيوفهم وتتشابك الأيدي وتلتحم الأجساد في إيقاع حماسي تتخلله أهازيج الانتصار وشعارات الولاء وعهود الوفاء.
ومن أبرز القصائد التي تلهب حماس الفرسان في أداء العرضة القصيدة المشهورة (نحمد الله جات على ما تمنا) وكلماتها:
وقصيدة الحرب لا تتجاوز في عددها 10 أبيات :
نحمد الله جات على ما تمنا
من ولي العرش جزل الوهايب
خبر اللي طامعاً في وطنا
دونها نثني الاجات طلايب
يا هبيل الراي وين أنت ونا
تحسب أن الحرب نهب القرايب
واجد اللي قبلكم قد تمنا
حريا لا راح عايف وتايب
انهض الجنحان قم لا تونا
نبى ننكلهم دروس وعجايب
لا مشى البيرق وقيدومه إنا
حنا هل العادات وأهل الحرايب
ديرة الإسلام حامين أهلنا
قاهرين دونها كل شارب
ويعتبر الباحث السعودي سليمان الحديثي في دراسة له أن "العرضة" تنتشر أيضا بشكل كبير في دول الخليج العربي الأخرى، وهي أساسا رقصة الحرب التي يقومون بها استعدادا للقاء الخصم، وتعبيرا عن عدم مبالاتهم بقتاله، وزيادة في حماسة جيشهم وجنودهم وقائدهم، ويقول "فـ(العرضة) أول نذر الحرب، وشعر العرضة هو أهازيج الحرب، يصدحون به بصوت عال معلنين التحدي، أو مفتخرين بالنصر، وقد تطول الفترة الزمنية للعرضة فتستمر ساعات عدة".
ويضيف أن "العرضة جاءت تطورا لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب، وان لم يوجد نصوص في التراث العربي القديم يمكن الربط بينها وبين واقع العرضة المعروفة اليوم. لكن الملاحظ بوضوح أن أركان العرضة الاساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية، فالطبول تقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يحمل، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب".
وتقول الدراسة إن مسمى العرضة ربما جاء من عرض الخيل، إذ كانت العرب تعرض خيلها وتدربها باستمرار وأحيانا في حفل بهيج استعدادا للحرب. وربما جاء من الاعتراض بالسيف، ومن المعروف أن السيف من أدوات العرضة الأساسية، وكان الفرسان منذ الجاهلية، سواء في الحرب أو التدريب يتقابلون بالسيوف منشدين الاشعار الحماسية.
لقطة نادرة للملك سعود قائد جيش الملك عبدالعزيز
الملك سعود في احد الحروب بالرمح وعلى الخيل
وتطورت العرضة بمرور القرون حتى أصبحت بالشكل الذي هي عليه اليوم، والذي يصفه الأديب السعودي الشيخ عبد الله بن خميس بقوله: "والشعر الحربي هو اللكنة التي يفزعون اليها والمقالة التي يصدعون بها والمعوّل الذي يجتمعون حوله ويقفون وراءه.. فإذا حزب الامر ودعا الداعي وبلغ السيل الزبى والحزام الطبيين، نادى المنادي بالبيشنة، او صوت بالحوربة وهرع بأعلى صوته ليستجيب له من حوله. ومن ثم يهزج بها تتفق والغرض وتتلاءم والداعي ليردها الفريق الأول في صفه المنتظم ثم يتلقاها الفريق الثاني في صفه كذلك. واذا طاب لهم الصوت وتناغم الهاتف قرعت الطبول على نحو رتيب وتجاوب عجيب، تأخذ طائفة من اهل الطبول ايقاعا واحدا، وتأخذ الطائفة الأخرى شكلا من الإيقاع يخالف الشكل الأول يسمى (الإثلاث)، فكأنه يثلث القرعتين الاوليين بثالثة، ولكنه يعطيه نغمة وتوقيعا مؤثرا تبدأ معه حركات الصفوف وهز السيوف على نحو يتفق والايقاع، فتراهم كتلة واحدة متحركة في نبرات اصواتها وحركات اجسامها ونغمات طبولها آخذة حركة متسقة متلائمة طبعت على قدر من التوازن والتواؤم كأنما هي اريدت هكذا طبعا وأصالة".
ويضيف: "وهكذا القصيدة الاولى والثانية والثالثة.. الخ، وقصيدة الحرب لا تتجاوز في عددها 10 أبيات، تبدأ بإركاب المركوب او بوصف سحاب مرهب او بنداء موجه، ثم تتجه القصيدة لتناول العدو وتمزيقه وهزيمته، ثم تصف قوم الشاعر بالشجاعة والقوة والفروسية، ثم تصف هنوفا غزلة فارهة الجمال بديعة التكوين لتقول لها اياك ومعاشرة الذليل ومداناة الانهزامي، فهو لا يستحق منك نظرة ولا يلائم لك غزلا".
ويقول: "هكذا تكون القصيدة تحوم حول هذه الاغراض، وتؤدي غرضها أو تحوم حوله.وشيخ القبيلة او الشعب في القصيدة هو مدار القول والموجه لمدار الحديث والقائد الذي به يسطون وعليه يعولون.. والقصائد الحربية ذات بحور وأوزان تختلف باختلاف اهدافها واغراضها واحيانا يكون للتلوين وحسن العرض وتوزيع الالحان دخل في ذلك".