خلاصة لما دخل الخدمة و ما سيدخل قريبا و ما هو مخطط له. أظن هذا هو الوجه النهائي للقوات المسلحة في حدود 2030#FARMAROC #المملكة_الجديدة
منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامن، حرص على نقل المملكة نحو مستويات تليق بتاريخها، و اعطائها الاشعاع الذي يليق بشعبها و منحها كل المقومات لتكون القوة الإقليمية و القارية، قطب الأمن و الاستقرار و مصدر للقيمة المضافة لشركائها بالجنوب، دون الاخلال بهويتها و ثقافتها و تفرد شعبها.
المفهوم الجديد للسلطة، المشاريع الهيكلية الكبرى، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دستور 2011، قوانين الاسرة و المصالحة الوطنية، الجهوية المتقدمة و الحكم الذاتي للصحراء ... و مؤخرا النموذج التنموي الجديد و وورش الحماية الاجتماعية... و كذا الاستراتيجية الأفريقية للمملكة و أنبوب الغاز نيجيريا المغرب ... عناوين لرؤى استراتيجية لعهد جلالة الملك، هدفها الأول ... رفعة المملكة و مواطنيها.
و وعيا منها بأن بعض الأوراش الاستراتيجية ستكون محط امتعاض و قلق لدى بعض شركاء المغرب التقليديين قبل أعدائها، فقد حرصت القيادة دائما على تطوير شراكات المملكة و تنويعها لتنمية البعد الإقليمي و القوة الناعمة للمملكة (SOFT POWER)، عبر تقوية الربط اللوجيستي و استثمارات المملكة بدول الجنوب، لمنحها العمق القاري لقوتها .... و في المقابل، كان، و لايزال، هناك حرص كبير على تقوية القوة العسكرية و الردعية للبلاد عبر عدة مراحل.
فبعد تولي جلالة الملك القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية الحكم، كانت القوات المسلحة الملكية تعيش على وقع تراجع في مستواها التكنولوجي بسبب تبعات الوضع الاقتصادي للمغرب و الذي ارخى بضلاله على ميزانية الجيش خلال التسعينات، خاصة و ان ميزانيات مهمة ذهبت كلها لتأمين سيادة المملكة على صحرائها منذ 1975، ادت لانهاك ميزانية الدولة و تطلب ذلك سنوات للتعافي منها. و قد يضحك البعض عندما يعيي ان كل هذا نابع من حقد و كره جار عربي افريقي مسلم !
و منه، فقد بادر جلالة الملك بوضع مخططات لتجديد ترسانة القوات المسلحة الملكية بمختلف أفرعها مع اطلاق اوراش لتجديد و تقوية بنياتها التحتية و عصرنة مرافقها و مدارسها و معاهدها، و تحسين جودة عيش عناصرها داخل الثكنات و خارجها. و قد تطلب ذلك أزيد من عقد من الزمن لرؤية نتائج الرؤية الملكية على أرض الواقع عبر دخول اسلحة و عتاد من الجيل الحديث، و ادخال ابعاد أخرى لعمل الجيش، مثل الطيران البحري و ووسائل الدفاع الجوي و غيرها.
و لما كان للمملكة من دور محوري في محيطها الإقليمي و القاري، فقد كانت دائما تولي أهمية كبرى للحوار و القنوات الدبلوماسية لحل المشاكل بين الدول، و هو ما ساهم في عدة محطات من تجاوز ازمات المملكة مع بعض دول المنطقة و العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية.
و مع تنامي التواجد الاستراتيجي للمملكة خارج حدودها، و ضرورة التوفر على وسائل لحماية لمصالحها الحيوية داخل و خارج حدودها، فقد فرض ذلك تطوير قدرات استراتيجية للردع، تعطي لا محالة مصداقية و قوة أكبر للعمل الدبلوماسي، مصداقا لقوله تعالى :
"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ". صدق الله رب العرش العظيم.
و من هنا، فقد باشرت المملكة عبر شركائها الجدد، تزويد قواتها بعتاد جديد يمنح بعدا ردعيا لقواتها البرية و الجوية، و قريبا، البحرية، عبر :
- تطوير الدفاع الجوي عبر اقتناء بطاريات صينية و إسرائيلية و فرنسية قادرة على مجابهة كافة التهديدات الجوية و الصاروخية على مديات مختلفة.
- تطوير القدرات الصاروخية و النارية للمدفعية الملكية عبر اقتناء مجموعة من راجمات الصواريخ متعددة المدى صينية و إسرائيلية، و كذا اقتناء قاذفات للمسيرات الانتحارية بعيدة المدى قادرة على وأد اي تحرك معاد للمملكة.
- خلق نواة للدفاع الساحلي الصاروخي،
- تعزيز قدرات القوات الملكية الجوية بالقاذفات المجنحة دقيقة التوجيه، و الصواريخ المضادة للسفن و قريبا صواريخ كروز.
- تعزيز اسراب المسيرات متعددة المهام، صينية و تركية و إسرائيلية.
تعزيز قدرات الردع للمملكة، و الذي يتم دون شوشرة اعلامية و حشو للكلام بالصحافة، يهدف للحفاظ على التوازن الاستراتيجي للقوى بالمنطقة، و خفض مستوى التوتر بعد قيام بعض الدول قطع علاقاتها مع المغرب دون سبب معين و استخدامها لمصطلحات تشكل تهديدا للامن الاستراتيجي و سلامة مواطني و اراضي المملكة.
و في اعتقادنا بمنتدى فارماروك، فتقوية قدرات الردع للمملكة، يجب ان تمر كذلك عبر :
- تعزيز القوات الملكية الجوية بطائرات للقيادة و الإنذار المبكر و التي تشكل مضاعفات حقيقية للقوة أمام العدد المتواضع للمقاتلات الجوية الموجودة بالخدمة في العشر سنوات القادمة،
- تعزيز الاسطول الحربي للبحرية الملكية بوحدات قتالية بازاحات تفوق 1500 طن و بقدرات للدفاع الساحلي و الجوي، لخلق أسطول يليق ببلد يمتد مجاله البحري على مساحة مليون كلم مربع.
- ضرورة التفكير في تعزيز قدرات الردع البحري عبر خلق نواة سلاح الغواصات خلال 15 سنة المقبلة.
- تعزيز اسطول النقل و الدعم اللوجيستي الجوي و البحري بقدرات حديثة.
و ان كانت المملكة قد بدأت في خلق نواه لصناعة عسكرية محلية، فالحاجة لصناعة بحرية قادرة على التطور نحو صناعة بحرية عسكرية أمر ملح، مع الانهيار الذي عرفه اللواء البحري المغربي خلال 20 سنة الماضية و الذي فقدت معه الكفاءات و الخبرة الوطنية به، ما أفقد المملكة قدرة استراتيجية مهمة في تأمين نقل صادراتها و وارداتها ذاتيا عبر البحر و خلق ثغرة مهمة اذا ما تعرضت البلاد لطارئ.
و نظل مؤمنين برؤية قيادة البلاد لمستقبل الأمة المغربية و مصطفين كرجل واحد خلفها لتصبح واقعا، كل من موقعه و ان كان بعضنا خارج أرض الوطن. مملكة جديدة هي قيد البناء، بشعار ابنائها الخالد "الله، الوطن، الملك"
الملاحظة المهنة هي غياب الإشارة لدخول أي مقاتلة جديدة ذات محركين