باتريوت ملك النيران الصديقة

[هيرون]

مقدمة

23 مارس 2003 شمال الكويت. 2:48 صباحًا اليوم الرابع لعملية حرية العراق
يتنفس الملازمان كيفن باري ماين (طيار) وديفيد ريس ويليامز (الملاح) الصعداء. بعد الانتهاء من مهمة قصف بالقرب من بغداد بدؤوا في الاقتراب من قاعدتهم

يطير مين وويليامز بطائرة تورنادو GR4A ، بالترقيم ZG710 من سرب سلاح الجو الملكي التاسع. على الرغم من أن الدفاع الجوي العراقي هو ظل كما كان عليه في عام 1991 ، بسبب عقد من الحظر وسنوات من الهجمات الأمريكية المتقطعة ، لم يشعر البريطانيون بالأمان حتى الآن.

 

[هيرون]

تبدأ الترنيدو هبوطها باتجاه مطار علي السالم الكويتي عندها دمر انفجار عنيف الطائرة.
حطام قاذفة سلاح الجو الملكي يتناثر في الصحراء و لا توجد مظلات في السماء توفي اثنان من أفراد الطاقم على الفور.

يحتفل طاقم بطارية لصواريخ MIM-104 باتريوت للجيش الأمريكي على عمق حوالي 5500 متر بنجاحها. وفقًا للكمبيوتر ،فقد أسقطوا للتو صاروخًا عراقيًا مضادًا للرادار كان متوجهًا مباشرة إليهم.
بالكاد كان لدىهم دقيقة للرد وقد فعلوا ذلك في ذروة تدريباتهم. إذا كانوا قد ترددوا ، لكانت القذيفة قد أصابتهم. إنه نجاح آخر للباتريوت الشهير. على الرغم من أن كل ما يلمع ليس ذهبًا دائمًا

 

[هيرون]

صُمم باتريوت في الأصل كسلاح مضاد للطائرات وتم تعديله لاحقًا لاستخدامه ضد الصواريخ ويعتبره العديد من الخبراء أفضل نظام في العالم.أو على الأقل أفضل نظام SAM في الغرب .

يعتمد باتريوت على رادار مصفوفات مرحلي (على غرار نظام AEGIS التابع للبحرية الأمريكية) وأجهزة كمبيوتر سريعة الحوسبة. يتم توجيه الصاروخ بواسطة الرادار وأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالبطارية ، حتى يقترب الصاروخ من الهدف ، ينشط الرادار الخاص به ويكمل عملية الاعتراض.

نشأت أسطورة الباتريوت في حرب الخليج عام 1991. ادعى الرئيس جورج بوش أن الباتريوت أسقط 41 صاروخًا من أصل 42 صاروخًا عراقياً من طراز سكود أرض-أرض. وتشير مصادر أمريكية أخرى إلى أنه تم إسقاط 45 صاروخ سكود مقابل إخفاق اثنين فقط من صواريخ باتريوت.

الجيش الأمريكي أكثر حذرا. ومع ذلك فهو يدعي أن نسبة النجاح 80٪ في المملكة العربية السعودية و 50٪ في إسرائيل ، وانخفضت المطالبات لاحقًا إلى 70٪ و 40٪ على التوالي. يكفي في أي حال من الأحوال أن ترتفع مبيعات نظام باتريوت داخل وخارج الولايات المتحدة .

 

[هيرون]

لكن بعد مرور عام على الحرب خفض مكتب المساءلة الحكومية معدل اعتراض صواريخ باتريوت إلى 9٪.
ويخلص تيد بوستول الأستاذ المثير للجدل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن صواريخ باتريوت لم تدمر رأسًا واحدًا لصواريخ سكود

ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العراق يعدل صواريخ سكود لتوسيع مداها. يحتوي صاروخ الحسين على خزانات وقود أكبر ورأس حربي أخف ، لكنه غير مستقر ويتفتت إلى أجزاء عند سقوطه ، مما يخلق سيلًا من الحطام الذي يحمي الرأس الحربي مثل الأفخاخ.

 

[هيرون]

في ضوء هذه الدراسات خفض الجيش الأمريكي عدد حالات أعتراض صواريخ سكود من 45 إلى 24. ويعترف البنتاغون بأن 10٪ فقط من الادعاءات لديها درجة عالية من الموثوقية.
لكن أفضل اعتراف بإخفاق باتريوت هو 3 مليارات دولار تم إنفاقها حتى عام 2003 لتحسينه.
ويشمل ذلك بدء إنتاج صاروخ PAC-3 المصمم لإسقاط الصواريخ.
لهذا السبب فإن نجاح 23 مارس هو تبرئة للجيش الأمريكي والبنتاغون ورايثيون ، الشركة الأمريكية التي تأمل في مواصلة صنع الذهب من خلال بيع باتريوت في جميع أنحاء العالم.

 

[هيرون]

ومع ذلك فإن الواقع مختلف فلم تسقط صواريخ باتريوت أي صواريخ مضادة للرادار. ولا أي نوع آخر من الصواريخ العراقية.
ضحية صاروخ باتريوت كان تورنادو سلاح الجو الملكي البريطاني الذي كان عليه حمايته. خطأ يقدم نفسه كحالة منعزلة للنيران الصديقة

لكنها ليست حالة منعزلة. تسبب سقوط تورنادو في جو من عدم الأمان في القواعد الجوية للحلفاء. تكتشف القيادة أن الطيارين الأمريكيين والبريطانيين يخشون باتريوت أكثر من خوفهم من صواريخ سام في العراق .

وبفضل تنبيهاته ، يعرف الطيارون متى يتم القبض عليهم بواسطة جهاز إدارة النيران في باتريوت. لكن لا يمكنهم فعل أي شيء آخر ، باستثناء البقاء على الطرق الجوية المحددة مسبقًا لطائرات الحلفاء حيث تُترك عملية تحديد الهوية في أيدي أفراد MIM-104 ورادارهم.

 

[هيرون]

تم تصميم رادار باتريوت لتحديد الهدف بناءً على سرعته ومساره وارتفاعه وتوقيعه و IFF. ثم يصنفها الكمبيوتر إلى أحد أنواع الاتصال الثلاثة: الطائرات ذات الأجنحة الثابتة أو الطائرات ذات الأجنحة الدوارة أو الصواريخ المضادة للرادار أو الصواريخ الباليستية أرض - أرض.

ما لم يكن النظام في الوضع التلقائي ، فإن التدخل البشري مطلوب لإطلاق النار. بالطبع ، إذا قرر الرادار أن الطائرة الصديقة هي صاروخ معاد ، فلن يحدث فرق كبير. ما لم يكن لدى الضابط القائد دم بارد في انتظار التأكيد.

نظرًا لأنه من غير المرجح أن يحدث ذلك في منتصف الحرب ، فإن الحوادث مع صواريخ باتريوت ستزداد مع تقدم القوات الأمريكية في عمق العراق.
وستتقدم معهم العديد من بطاريات باتريوت لحماية الجيش من صواريخ أرض - أرض العراقية.

 

[هيرون]

24 مارس الساعة 3:40 مساءً تحلق طائرة من طراز F-16CJ Block 50 التابعة للقوات الجوية الأمريكية في سماء العراق على بعد حوالي 30 ميلاً جنوب النجف.
فجأة ينبه الطيار أنه تم الأغلاق عليه بواسطة رادار إطلاق بطارية SAM. ودفاعًا عن النفس يطلق صاروخًا مضادًا للرادار AGM-88 HARM.

ينجز الصاروخ مهمته ويصل إلى موقع الرادار. لكن الضحية ليست بطارية رادار سام عراقية بل أمريكية
. F-16 دمرت للتو طبق نظام باتريوت! لحسن الحظ ترك المدفعيون بالجيش الأمريكي المقطورة ولم يسجل أي ضحايا.

قال الطيار عند الهبوط: "هذا رادار لن يكونوا قادرين على استهدافنا به". لم أجد معلومات عن الطيار لكنها ليست أسطورة .
في الواقع أكد الملازم مارك كيتشنز المتحدث باسم القيادة المركزية الحقائق في مؤتمر صحفي

 

[هيرون]

يتخذ الجيش الأمريكي إجراءات ويأمر جميع صواريخ باتريوت بتشغيل بطارياتهم في وضع الاستعداد. ومع ذلك لكي تستمر الرادارات في تتبع التهديدات المحتملة وتكون جاهزة لتوجيه الصواريخ في أي لحظة سيظل التحكم في النيران في وضع التشغيل التلقائي.

ولكن هل زال الخطر ؟؟

ليلة 2 أبريل تقلع طائرتان من طراز F-18C Hornet من حاملة الطائرات USS Kitty Hawk في مهمة دعم جوي قريبة. ستدعم طائرات هورنت القوات الأمريكية التي تقترب من بغداد. أحد الطيارين هو الملازم ناثان دينيس وايت

 

[هيرون]

طائرة رادار من طراز E-2C Hawkeye ترشد الطيار وايت إلى ضواحي كربلاء على بعد 50 ميلاً جنوب العاصمة العراقية.
واجهت فرقة المشاة الثالثة بالجيش الأمريكي مقاومة شديدة وتحتاج إلى دعم جوي لاختراق الدفاعات والمضي قدمًا.

أنجزت مهمة القصف لكن هناك صاروخان يتعقبانه بسرعه بعد خمس ثوان وقع انفجار في مقدمة الطائرة F-18.
تحطمت المقاتلة على أحدى البحيرات العراقية ولن يتم انتشال جثة الملازم إلا بعد مرور عشرة أيام

 

[هيرون]

اليوم اصبح من المعروف أن هورنت قد تم إسقاطهغ بواسطة صاروخين من طراز PAC-3 تم إطلاقهما من بطارية باتريوت.
لقد أخطأ رادارها في أن الطائرة F-18 هي صاروخ أرض-أرض.
حصل وايت على وسام القلب الأرجواني ودفن مع مرتبة الشرف في مقبرة أرلينغتون الوطنية.

 

[هيرون]

بعد إسقاط F-18 وضع الجيش الأمريكي جميع بطارياته بالوضع اليدوي بحيث يجب على الجندي إدخال إحداثيات الهدف قبل إطلاق النار.
في الشهر المتبقي لإنهاء الحرب لن يكون هناك المزيد من حوادث إطلاق النيران الصديقة بين طائرات باتريوت والحلفاء.
لكنه كلف ثلاثة أرواح وثلاث عائلات محطمة الفؤاد حتى تم هذا القرار.
بعد حرب العراق وضع العديد من الباحثين الباتريوت في أعينهم. ويكتشفون أن البنتاغون ومصنعي صواريخ باتريوت أمضوا سنوات في إخفاء أوجه القصور في النظام

 

[هيرون]

بالنسبة للناس العاديين تبدو القدرة المضادة للصواريخ التي يتمتع بها باتريوت أشبه بأسطورة أكثر من كونها حقيقة نظرًا لأنه منذ بداية تطويرها ، فإن الرادار والكمبيوتر عرضة لخطأ صاروخ قادم على أنه طائرة سواء كان ذلك صديقًا. أو عدو. وهذا ليس العيب الوحيد .

في عام 1988 حاكى تمرين العلم الأخضر صراعًا شديد الحدة تم فيه تعتيم إرسال الراديو و IFF. صواريخ باتريوت "أطلقت" على طائرة صديقة مرة واحدة من أصل اثنتين. عندما أعيد توصيل IFF ، تم تخفيض معدل النيران الصديقة إلى 6٪

أدت دروس تمارين العلم الأخضر وغيرها من المناورات إلى تشغيل باتريوت في الوضع اليدوي
في حرب الخليج عام 1991. وطوال الصراع ،لم يتورط أي من صواريخ باتريوت في حوادث إطلاق نار صديقة لكن أداؤهم ضد صواريخ سكود كما رأينا كان متواضعاً

 

[هيرون]

في عام 1993 تم إجراء مزيد من الاختبارات لمعرفة كيف سيعمل باتريوت في المجال الجوي المشبع بطائرات صديقة.
وفقًا للمجلس القومي للبحوث كانت النتائج مثيرة للقلق ، مع "مستويات عالية بشكل غير مقبول من حالات قتل الأخوة "

وأظهرت الدراسة أنه إذا انتظر أفراد الباتريوت قبل إطلاق النار 60 ثانية للتحقق من الهدف ، فإن احتمال النيران الصديقة ينخفض بنسبة 86٪. ومع ذلك يمكن أن يكون هذا التأخير مميتًا إذا كان الهدف صاروخًا أرض-أرض أو صاروخًا مضادًا للرادار للعدو .

 

[هيرون]

عندما دخل باتريوت في الحرب مرة أخرى في عام 2003 تم السماح بوضع البطاريات في الوضع التلقائي على الرغم من جميع أوجه القصور الملحوظة. والنتيجة أسقطت طائرتان صديقة يبرر الجيش الأمريكي قراره بناء على نسبة نجاح 100٪ لصواريخ الباتريوت ضد الصواريخ العراقية

أطلق العراق نحو 20 صاروخا من طرازي أبابيل والصمود. تؤكد الولايات المتحدة أن الـ 9 التي اكتشفتها صواريخ باتريوت قد تم إسقاطها.
ومنتقدو النظام يؤكدون أنه لا يوجد دليل. وتذكر أن صواريخ باتريوت المتمركزة في الكويت لم تصد هجمات صواريخ كروز في 29 و 30 مارس

 

[هيرون]

بعد العراق واصلت الولايات المتحدة تحسين صواريخ باتريوت ، دون نجاح كامل .
في الحرب باليمن حققت صواريخ باتريوت السعودية والإماراتية والأمريكية نتائج متفاوته في مواجهة هجمات الحوثيين بصواريخ أرض - أرض وصواريخ وطائرات مسيرة ضد المنشآت العسكرية والصناعية التي حققت بعض الأصابات فيها .

لكن كان أداء صواريخ باتريوت جيدًا جدًا ضد أنواع أخرى من الأهداف. بين عامي 2014 و 2018 أسقطت البطاريات الإسرائيلية قاذفة واحدة من طراز SU-24 ، وواحدة من طراز SU-22 وست طائرات بدون طيار. إلى حد كبير ، تفضل الدولة العبرية أن تعهد بالدفاع الصاروخي إلى أنظمة أخرى محلية .

 

[هيرون]

ومع ذلك لا تزال أسطورة باتريوت قائمة ، تغذيها الدعاية والميدان ووسائل الإعلام ل 18 دولة تستخدم صواريخ باتريوت اليوم.
لقد حققت شركة Raytheon مليارات الدولارات من بيع نظام باتريوت المتميز ولكنه حقق نجاحًا مشكوكًا فيه في بعض الحالات.

تم التعريب بتصرف من مدونة الدفاع الأسبانية hastaloseggsdet

 

[DENERO]

موضوع هايل .. تقرير وتلخيص ممتاز


​

 

[هيرون]

رأي شخصي

أعتقد أن الكاتب متحامل قليلاً على الباتريوت ويتوقع منه نسبة نجاح 100 % وهذا لن يحدث على الإطلاق
ستضل النيران الصديقة مرافقة للحرب مهما تطورت المنظومات الجوية والبرية والبحرية والأسلحة المضادة لها .

نعم بعض الأمور ستكون مزعجة لكن بالنظر لسجل العمليات في السعودية فلم تسجل أي حالة نيران صديقة ضد مقاتلات التحالف
أو حتى تهديد لسلامة الطيران المدني ....
وقام بعمله على أتم وجه في مواجهة الصواريخ البالستية وبالتأكيد هناك حالات أخفاق ضد الصواريخ الجوالة والمسيرات .

ولم تسجل تلك الحالات في حرب العراق سواء ضد الباتريوت من قبل مقاتلاتنا أو من قبل بطارياتنا ضد المقاتلات

 

[DENERO]

رأي شخصي

أعتقد أن الكاتب متحامل قليلاً على الباتريوت ويتوقع منه نسبة نجاح 100 % وهذا لن يحدث على الإطلاق
ستضل النيران الصديقة مرافقة للحرب مهما تطورت المنظومات الجوية والبرية والبحرية والأسلحة المضادة لها .

نعم بعض الأمور ستكون مزعجة لكن بالنظر لسجل العمليات في السعودية فلم تسجل أي حالة نيران صديقة ضد مقاتلات التحالف
أو حتى تهديد لسلامة الطيران المدني ....
وقام بعمله على أتم وجه في مواجهة الصواريخ البالستية وبالتأكيد هناك حالات أخفاض ضد الصواريخ الجوالة والمسيرات .

ولم تسجل تلك الحالات في حرب العراق سواء ضد الباتريوت من قبل مقاتلاتنا أو من قبل بطارياتنا ضد المقاتلات

مشاهدة المرفق 495470

مين الكاتب وجنسيتة ؟