لكن الشي الي كان دائما يحرني هو لمى تطورت العسكرية بشكل كبير وطلعت لنا مدافع قوية في الحرب العالمية الثانية وكان فيه برضو الدعم الجوي وفيه سلاح دروع وفيه سفن حربية تحمل مدفعية ضخمة
من تلك الفترة وحتى حرب الخليج، لم يكن فيه كل هذا فا كيف كان يعرفون المسافات !
البداية كانت مع التقديرات البصرية لمدى الأهداف visual estimation، وكان على المدفعيين/الرماة اختيار العلامة المطابقة أو المكافئة على مقياس المدى الذي شكل جزء رئيس من ترتيب شبكية التسديد العينية graticule في مناظيرهم التلسكوبية (مثل مقياس المدى هذا كان حينها جزء من الشبكية العينية للمنظار التلسكوبي الخاص بالمدفع عيار 37 ملم والذي استخدم على الدبابة الفرنسية الخفيفة Renault FT وذلك في العام 1918). وبالنسبة لمشاغلة الأهداف المتحركة، فقد كان على مدفعي الدبابات تقدير المسافة المناسبة للتسديد أمام الهدف على أمل إصابته. أو بكلمة أخرى، تخمين كم هو الهدف متقدم من أجل التسديد عليه. عملية تصويب السلاح في هذا النوع من الأنظمة البدائية كان يعتمد كثيراً على مهارة الرماة gunners وكان بالإمكان تحقيق نتائج جيدة بالنسبة للمجاميع المدربة منهم، خصوصاً في المديات القصيرة نسبياً.
لكن مع تزايد مديات المشاغلة والاشتباك خلال الحرب العالمية الثانية، عملية التقدير البصري للأهداف visual range-estimation باتت غير مجدية، وهذا قاد لتبني محددات المدى البصرية optical range finders (استخدمت أولاً أثناء الحرب العالمية الأولى على السفن الحربية). الدبابة الأولى المجهزة بمحددة مدى بصرية كانت النسخة الأخيرة من الدبابة الألمانية "بانثر" Panther التي طورت في العام 1945، لكن الأمر لم يتعد بضعة نماذج اختبارية.
هذه الطريقة لاكتساب الأهداف وتتبعها وبعد ذلك إطلاق النار عليها، أدت لتبديد الكثير من ذخيرة السلاح الرئيس إلى خارج المدى الفعال قبل تحقيق ضربة ناجحة. وفي كثير من الأحيان، أخذ مدفعي الدبابة المثالي على الأقل نحو ثلاث طلقات قبل أن يتمكن من مشاغلة هدفه بنجاح في مدى يتجاوز بضع مئات الأمتار. مدفعيين أكثر تجربة استطاعوا إصابة أهدافهم المدرعة مع فقط طلقتين. كما استطاع آخرين "محظوظين" lucky إصابة أهداف قريبة فقط بطلقة واحدة.
خلال خلال الحرب العالمية الثانية استخدم أيضاً مبدأ "تكافؤ المثلثات" triangles equivalence لقياس المسافات. وفي هذه الحالة يوجه المدفع بحيث يظهر ضمن مجال رؤية عدسة تقدير المسافات، ثم يصار بعد ذلك إلى الضبط الدقيق، فيدخل الهدف ضمن حيز معين من العدسة البصرية. ويستخدم المدفعي ما لديه من معطيات بالستية وأخرى خاصة ببعد الهدف وسرعة الرياح لتوجيه مدفعه بدقة. لقد قدر الخطأ في هذه الطريقة بنحو 20%، ذلك جراء تركيز كامل المعطيات سالفة الذكر على مساحة ضيقة في مجال رؤية العدسة البصرية المحدودة. لذا، دقة هذه الأنظمة كانت محدودة وفعاليتها لا تتعدى مسافة 1000 م.
مع ذلك فإن أهم مميزاتها كانت البساطة وانخفاض الثمن، أما عيوبها فتركزت على انخفاض دقتها أثناء الرمي من الحركة، وعدم دقة تصويبها على المدى البعيد. اعتمدت هذه المنظومات البدائية في تحديد مدى الهدف range-finding على تقديرات المدفعي البصرية، واستخدمت بعض الدبابات (كالأمريكية مثلاً) شبكية تسديد بالستية من طراز M71، فلم يكن يتطلب من رامي الدبابة سوى تقدير أو تخمين المدى أولاً بالعين المجردة، ثم بعد ذلك يرفع السلاح الرئيس حتى يتدرج المدى المناسب لشبكية التسديد المعينة على الهدف.
أستمر استخدام محددات المدى البصرية بعد الحرب العالمية الثانية، عندما جرى تبنيهم من قبل الدبابات الأمريكية المصممة حديثاً، من أمثال الخفيفة T37 والمتوسطة T42 والدبابة الثقيلة T43. النسخة T42 تطورت للدبابة المتوسطة M47، التي أصبحت في العام 1952 الدبابة الأولى التي تدخل الخدمة مع محددة مدى بصرية مثبته على سقف البرج. محددات المدى البصرية اشتملت على منظار بصري بشبكة مدرجة graticule ثبتت أيضاً على الدبابات المتوسطة الأمريكية M48 وخليفتها M60، كما جرى تبنيهم أيضاً في أكثر الدبابات الغربية، بما في ذلك الألمانية Leopard 1، الفرنسية AMX-30، بالإضافة إلى Conqueror البريطانية.
لقد تمثلت مساوئ استخدام هذا النوع من أدوات تقدير المدى في محدودية أدائهم على المسافات الطويلة، كما أنهم كانوا عديمو الفائدة تقريباً في الظروف المظلمة، الطقس السيئ، والبيئات المتربة أو الدخانية. بالطبع، خلال ستينات القرن الماضي، الطرق السابقة لتقدير المدى بدأت تكون ملغية مع دخول محددات المدى الليزرية laser range-finders أو اختصاراً LRF إلى الخدمة، والتي مثلت تقدم رئيس وجوهري في الدقة على ما سبقها من أدوات تقدير بصرية.