الحقيقة التى لا يود الكثير من الفلسطينيين الاعتراف بها هى أنهم يدفعون ثمنا باهظا لسياسات كثيرة مستفزة وقرارات خاطئة ارتكبوها طوال فترات نضالهم السابق متسترين تحت التأييد الشعبي العربي والإسلامي..
الفلسطينيون أخطأوا فى الكويت بتأييدهم للغزو العراقي خلافا للإجماع العربي وقتها بالإضافة إلى العديد من الممارسات التى يتناقلها عجائز الكويت عن سلوك الفلسطينيين معهم داخل الكويت في هذه الفترة، فضلا عن تأييدهم لصدام من داخل الأردن فى مسيرات هاتفة (بالكيماوى ياصدام، من الكويت للدمام) بل وفى تظاهرات حاشدة من قلب الكويت وقت الغزو هاتفين (واحد واحد لا شعبين والقائد صدام حسين)!!
الفلسطينيون أخطأوا فى لبنان بتحديهم لقطاعات كبيرة من المجتمع اللبنانى ومحاولة صنع دولة داخل الدولة ومشاركتهم المؤثرة فى الحرب الأهلية اللبنانية ولغهم فى الدم اللبنانى..
الفلسطينيون -ممثلون فى حركة حماس- أخطأوا فى مصر وشاركوا فى تأييد فصيل سياسي متهاوٍ ضد رغبة الشعب المصرى ومشاركتهم المباشرة وغير المباشرة فى العديد من الهجمات الإرهابية ضد قطاعات الجيش والشرطة.
أخطأ الفلسطينيون فى الأردن يإصرارهم على حمل السلاح داخلها واعتبارهم أنفسهم حكاما جددا يسيرون بلباسهم العسكرى وأسلحتهم في شوارع الأردن ويفتشون السيارات والناس فى الشوارع ويختطفون الطائرات من أوروبا ويهبطون بها فى الأردن ثم الدخول فى النهاية فى دوامة مذابح أيلول الأسود والتى انتهت بطرد الفصائل الفلسطينية خارج البلاد نهائيا..
أخطأ الفلسطينيون وقت أن كانوا فى تونس..
أخطأوا فى ليبيا..
أخطأوا فى العراق..
أخطأوا فى كل مكان دخلوه ومع كل فصيل تحالفوا معه ومع كل جهة وقفوا ضدها..
كل ما سبق ترك ذكريات سيئة للغاية (حتى وإن كانت لا تظهر للعلن) تجاه القضية الفلسطينية وجعل أية دولة تفكر بدلا المرة اثنتين قبل أن تتخذ أى قرار شعبوي فى صالح القضية الفلسطينية لأنها تعلم أنها ستكون الخاسرة فى نهاية المطاف.