اتفاقية السماوات المفتوحة

[Makeyev]

​

اتفاقية السماوات المفتوحة​

لمحة تاريخية


تم اقتراح مفهوم «المراقبة الجوية المتبادلة» في البداية على رئيس الوزراء السوفيتي نيكولاي بولغانين في مؤتمر جنيف عام 1955 من قبل الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور ؛ ومع ذلك، رفض السوفييت هذا المفهوم على الفور وظل مُعَلَّقًا لعدة سنوات.
​

مقطع مرئي​

تم توقيع المعاهدة في النهاية كمبادرة من الرئيس الأمريكي (ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق) جورج إتش دبليو بوش في عام 1989. وتم التوقيع على الاتفاقية في هلسنكي، فنلندا، في 24 مارس 1992. ودخلت حيز التنفيذ في 1 يناير من عام 2002، وتضم حاليًا 34 دولة طرفا فيها.​

تسمح الاتفاقية بوجود طائرات مراقبة غير مسلحة للمراقبة في أجواء الدول الأعضاء، تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التفاهم المتبادل والثقة عن طريق إعطاء جميع المشتركين بها، بغض النظر عن حجم الدولة المشاركة، دور مباشر في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها.​

المساحة​

تشمل لوائح اتفاقية السماوات المفتوحة الأراضي التي يمارس الأطراف السيادة عليها، بما في ذلك البر الرئيسي والجزر والمياه الداخلية والإقليمية. وتنص المعاهدة على أن أراضي الدولة العضو بأكملها مفتوحة للمراقبة. ولا يجوز تقييد رحلات المراقبة إلا لأسباب تتعلق بسلامة الطيران وليس لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

الطائرات​

هناك أربعة خيارات أساسية لاستخدام الطائرات في التحليق:​

أولاً: الدول التي تمتلك طائرات يمكنها إجراء رحلات جوية فردية.​

ثانيًا: يمكن لمالكي الطائرات تقاسم الرحلات الجوية مع الدول الأطراف الأخرى.​

ثالثًا: خيار التاكسي وهنا توفر الدولة المُراقَبة الطائرة.​

رابعًا: يمكن للدول استئجار طائرات من دول أخرى للقيام بعمليات التحليق فوق أجوائها بشكل مستقل.​

أمريكا​

تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية طائرة بوينغ أوسي 135ب أوبن سكايز (السماوات المفتوحة)

طائرة قديمة ولها سجل من الحوادث

أثناء رحلة فوق أجواء روسيا، ملأ الدخان مقصورة الطائرة، واضطر الطاقم إلى التحليق فوق سلسلة جبال إلى مطار لم يذكر اسمه دون ضغط المقصورة مع ارتداء أقنعة الأكسجين.

روسيا​

تستخدم روسيا عدة أنواع من الطائرات

روسيا استخدمت طائرة An-30

حادثة​

في 23 مايو 2012، اشتعلت النيران في AN-30 روسية مفتوحة أثناء هبوط اضطراري في مطار خارج مدينة كاسلاف التشيكية. وبحسب تقارير غير مؤكدة، وقع الحادث لأن الطاقم لم يتمكن من تمديد جهاز الهبوط. وأصيب سبعة ركاب من أصل 14 مواطنا روسيا وتسعة تشيكيين كانوا على متنها.​

وقامت مؤخرا باستبدال اسطولها المتقادم بطائرات حديثة Tu-214ON

عدد حصص طلعات المراقبة

لكل من أمريكا وروسيا 42 طلعة جوية ، بينما بقية الدول الأعضاء لهم 12 طلعة جوية أو أقل.

في الفترة من 2002 إلى 2016 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحليق 196 طلعة جوية فوق روسيا ، وقامت روسيا بـ 71 طلعة جوية فوق الولايات المتحدة الأمريكية.

عرض بياني للجدول الزمني لطلب وإجراء تحليقات جوية بموجب معاهدة السماوات المفتوحة.


يجب على الدولة الراغبة في إجراء تحليق أن تخطر الدولة (الأخرى) بأنها تريد التحليق فوق أجوائها خلال مدة 72 ساعة على الأقل قبل وصول طائرات المراقبة الخاصة بها إلى نقطة الدخول. وقبل 24 ساعة على الأقل من بدء رحلة المراقبة الفعلية، ويجب أن تقدم خطة البعثة تفاصيل حول مسار الرحلة والمسافة ووقت الرحلة المقدر، من بين أمور أخرى. ويحق للطرف الخاضع للمراقبة أن يقترح إدخال تغييرات على خطة البعثة هذه. إذا حدث ذلك، يمكن للطرفين التفاوض لمدة أقصاها 8 ساعات. إذا نجحت المفاوضات، يمكن للطرف المراقب الإقلاع في رحلة المراقبة. إذا لم يكن هناك اتفاق، يمكن للطرف المراقب إلغاء الرحلة.

ويتعين إكمال رحلة المراقبة بعد 96 ساعة من وصولها إلى نقطة الدخول.

يمكن ملاحظة نقاط الدخول في روسيا من قاعدة كوبينكا الجوية ومن مدينة أولان-أودي
​

 

[Makeyev]

أجهزة الاستشعار​

تسمح معاهدة السماوات المفتوحة باستخدام أربعة أجهزة استشعار مختلفة ذات دقة أرضية قصوى ثابتة على الطائرات:​

الجهاز​	الدقة القصوى المسموحة​
كاميرات بصرية​	30 سم​
كاميرات فيديو​	30 سم​
أجهزة مسح خط الأشعة تحت الحمراء​	50 سم​
الرادار ذي الفتحة التركيبية*​	300 سم​

* باللغة الإنجليزية (Synthetic-aperture radar) ويعرف اختصارًا بـ (SAR) هو أحد أشكال الرادار يُستخدم لإنشاء صور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للأشياء، مثل المناظر الطبيعية.

صورة رادارية لجزيرة سانتا كروز دي تينيريفه​

ومع ذلك، من الناحية العملية، يتم استخدام الكاميرات البصرية والفيديو فقط، لأن الدول الأعضاء لم تعتمد بعد الخيارات الأخرى على الطائرات. حاليًا، تعمل الدول الأعضاء على تحديث معداتها من خلال استبدال الكاميرات الفيلمية ذات الأبيض والأسود بكاميرات رقمية بأربعة ألوان. في حين أن الحد الأقصى من الدقة لا يزال كما هو، فإن تكاليف معالجة الصور ونسخها ستنخفض.​

​

أمريكا​

نظرة على الأجهزة التي يمكن تركيبها أو مركبة على الطائرة الأمريكية

نافذة أجهزة الاستشعار

كاميرا للتصوير من ارتفاعات منخفضة KS-87E

كاميرا للتصوير البانورامي KA-91C

لوحة التحكم لأجهزة الاستشعار

شاشات أجهزة الاستشعار

رادار أمريكي ذي الفتحة التركيبية

صورة من داخل الطائرة الأمريكية​

روسيا​

قبل عام 2013 كانت تعتمد روسيا على الكاميرات الفيلمية

من عام 2013 قامت روسيا بإدخال الكاميرا الرقمية على أسطول طائراتها وبدأت بطائرة An-30

الكاميرا الرقمية OSDCAM4060

وحدة الاستشعار

محطة عمل المشغل على متن الطائرة

مقصورة التحكم في وحدة الطاقة وأجهزة الاستشعار

الرادار الروسي ذي الفتحة التركيبية

إلى أن أدخلت الطائرة Tu-214ON وقد تم تطويرها بحيث تتوافق مع احتياجات الطلعات الجوية لإتفاقية السماوات المفتوحة

أحتواء الطائرة على قسم لكبار المسؤولين أثناء الرحلة

أحتواء الطائرة على مقاعد للطاقم المرافق من الدولة المستضيفة لمراقبة العملية والإطلاع على تفاصيلها

 

[Makeyev]

الكاميرات الرقمية مقابل كاميرات الفيلم​

تعود غالبية كاميرات الأفلام باللون الأبيض والأسود في اتفاقية السماوات المفتوحة إلى سبعينيات القرن الماضي. ولهذا السبب بدأت مجموعة العمل غير الرسمية المعنية بأجهزة الاستشعار(IWGS) التابعة لللجنة الاستشارية المعنية بالسماوات المفتوحة في عام 2006 استكشاف الشروط التقنية والقانونية المسبقة لإدخال الكاميرات الجوية الرقمية.

وفي شهر مايو من عام 2010، قررت اللجنة الاستشارية للسماوات المفتوحة إمكانية استخدام كاميرات جوية رقمية حديثة متوفرة تجاريا تضم ما يصل إلى أربع قنوات ملونة (زرقاء، خضراء، حمراء، قريبة من الأشعة تحت الحمراء). وكان هذا بعد عقد من إدخال الكاميرات الجوية الرقمية للاستشعار المدني عن بعد.

قامت الشركة الروسية

قامت الشركة الروسية بتطوير كاميرا رقمية تدعى OSDCAM4060 وتحتوي على 40 عدسة مقسمة على النحو التالي

القناة​	عدد العدسات​
الارتفاع العالي​	10​
الارتفاع المتوسط​	18​
الارتفاع المنخفض​	6​
الارتفاع المنخفض للأشعة تحت الحمراء​	6​

في عام 2013 قامت روسيا بدعوة أعضاء السماوات المفتوحة للقيام بعمليات فحص للكاميرا الرقمية التي قامت روسيا بتطويرها للحصول على موافقتها ... الجميع وقع على الموافقة ورفضت أمريكا في بادئ الأمر ولكنها وافقت في وقت لاحق!

حيث أن أمريكا أظهرت مخاوفا من استخدام الكاميرا في الحصول على صور بدقة أعلى مما تحدده الاتفاقية.


أوضح أحد المسؤولين في البنتاغون بالقول:​

أن مجموعة أجهزة الاستشعار المقترحة ستسمح بجمع ضخم لكمية البيانات بحجم أكبر من الأنظمة الحالية. ويمكن للمحللين بسهولة أكبر تعزيز الصور الملتقطة رقميًا من خلال استخدام البرامج - وهو استثمار أقل تكلفة بكثير من الأصول الجغرافية المكانية التي توفر صورًا عالية الدقة لوكالات الاستخبارات الأمريكية.​

قال رئيس المركز الروسي الوطني للحد من المخاطر النووية سيرجي ريجكوف:​

لا يمكن للوكالات الحكومية والمؤسسات الأمريكية أن تُطِيق حقيقة أن الولايات المتحدة بقيت مُتَخَلّفة وراءها أكثر من 5 إلى 7 سنوات عندما صممت روسيا طائرة مراقبة حديثة وزودتها بمعدات رقمية مُنتجة محليًا​

وفي عام 2016 قامت الحكومة الأمريكية بتوقيع اتفاقية مع شركة KIHOMAC لتطوير كاميرا رقمية وقد قامت الولايات المتحدة بتركيبها على الطائرة في عام 2020

​

فحص المعدات قبل الطلعة الجوية​

قبل أن تقوم الطائرة بالطلعة الجوية للمراقبة، يقوم مسؤولو الطرف المراقب بتفتيش الطائرة وأجهزة الاستشعار والمعدات المرتبطة بها على متن الطائرة لضمان الامتثال للمعاهدة.

مفتش روسي يقوم بتركيب كاميرا أشعة سينية بالقرب من هوائي الطائرة الكندية أثناء تفتيش الطائرة الذي يتم إجراؤه بموجب معاهدة السماوات المفتوحة

مشاركة البيانات وتوافرها​

الصور التي تم جمعها من بعثات السماوات المفتوحة متاحة لأي دولة طرف عند الطلب مقابل تكلفة الاستنساخ. ونتيجة لذلك ، فإن البيانات المتاحة لكل دولة طرف أكبر بكثير من تلك التي يمكن أن تجمعها بنفسها بموجب نظام حصص المعاهدة.

صورة من اتفاقية السماوات المفتوحة لمطار عسكري بتفاصيل مكبرة من وكالة الدفاع الأمريكية المعنية بخفض التهديدات ​

الفائدة من المعاهدة​

على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها قدرة تصوير خارج المعاهدة، إلا أن هناك أجزاء كبيرة من روسيا تم تصويرها بشكل أفضل بواسطة طائرات المعاهدة. توفر المعاهدة معلومات قيمة، خاصة لحلفائنا وشركائنا الذين ليس لديهم نفس قدرات التصوير مثل الولايات المتحدة.

التحديات التي تواجه المعاهدة​

الإشكالات التي تطرحها أمريكا:

ترفض روسيا الوصول إلى المناطق التي تعترف بأنها دول مستقلة عن جورجيا والمقصود بها جمهورية أوسيتيا الجنوبية وجمهورية أبخازيا حيث تفرض روسيا تحليق طائرة المراقبة مسافة 10 كيلومتر من حدود هاتين الدولتين وهو ما تنص عليه الاتفاقية من ترك مسافة 10 كيلومتر بين حدود الدول غير الأعضاء في المعاهدة. بينما تعتبر الدول الأعضاء أن هذه المنطقتين تسيطر عليها روسيا.


وفي 20 سبتمبر 2019 ، مُنعت الولايات المتحدة وكندا من التحليق فوق مناورة عسكرية في وسط روسيا. وعللت روسيا ذلك من مبدأ سلامة الطيران وهو ما لا يتعارض مع بنود الاتفاقية.

تضع روسيا قيودا على التحليق في مقاطعة كالينينغراد المعزولة عن روسيا بمسافة 500 كيلومتر.

عللت روسيا ذلك بأن الطلعة الجوية للمراقبة على هذه المقاطعة المنعزلة عن البر الروسي من قبل بولندا في عام 2014 اتخذت نمطا متعرجا والبعض أطلق عليه (نمط جزازة العشب) حول المقاطعة لفترات طويلة حيث تسمح الاتفاقية بإجراء طلعات جوية لمسافة 5,500 كيلومتر ولصغر المقاطعة قد تستغل بعض الطلعات هذا الحد المسموح من الاتفاقية في الدوران حول المقاطعة لفترات طويلة وتعطيل حركة الطيران في مطار المقاطعة.​

تعّطلت الرحلات التجارية والخاصة بشدة. لم تستطع الطائرات الإقلاع، أو الهبوط، لأن رحلة معاهدة السماوات المفتوحة استمرت في الدوران ذهابًا وإيابًا – حيث تحظى رحلات المعاهدة بالأسبقية بالنسبة لـ برج المراقبة الجوية؛ كان على جميع الطائرات الابتعاد عن طريقها. بعد هذه الرحلة القانونية تمامًا بموجب المعاهدة، روسيا طرحتها واحتجت عليها في الاجتماع التالي لـ اللجنة الاستشارية للسماوات المفتوحة. لم يتمكنوا من الحصول على حل مرض لمخاوفهم ؛ وعلى وجه التحديد أن دولة أخرى لا يمكنها القيام بمراقبة جوية كاملة للأراضي بأكملها وإغلاق مجالها الجوي، وبالتالي فرضت قيدًا أحادي الجانب بمسافة 500 كيلومتر، باستخدام «سلامة الطيران» كسبب.​

تقييد ارتفاع التحليق فوق موسكو ؟

هناك منطقة فوق موسكو تسمى «UUP-53» يصر الروس على أنه لا يمكن إدارتها من خلال برج المراقبة الجوية ، منطقة أشبه بالنقطة العمياء على رادارتهم، ربما تكون خلف مبنى أو تل كبير. ولهذا تضع القيود على ارتفاع التحليق من أجل سلامة الطيران. إلا أنه تبين في وقت لاحق أن الكثير من الدول الأعضاء في المعاهدة تقوم بوضع قيود على ارتفاع التحليق في عواصم دولهم!​

إن فرض روسيا حدا أدنى من الارتفاع لجميع الحركة الجوية فوق موسكو، في المنطقة المصنفة على أنها UUP-53، استمر وأثر على رحلة مراقبة واحدة في عام 2016. ناقشت الولايات المتحدة هذا القلق مع الدول الأطراف في عام 2016، بما في ذلك تأكيد روسيا أن تقييد الارتفاع مرتبط بسلامة الطيران، واتضح أن عددًا من الدول الأطراف يفرض قيودًا على الارتفاع لأسباب تتعلق بسلامة الطيران. وتعتزم الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الدول الأطراف المهتمة استكشاف القيود المفروضة على الارتفاعات كجزء من مناقشة أوسع لإجراءات مراقبة الحركة الجوية وتنفيذ معاهدة السماوات المفتوحة​

الانسحاب من المعاهدة​

بعد انسحاب روسيا من المعاهدة ، تدرس الشركة الروسية استخدام الطائرات في مجالات أخرى. فمنذو بدء تصميم الطائرات تمت مراعاة الاستخدامات المحتملة ليس فقط في إطار اتفاقية السماوات المفتوحة. بل تم افتراض أن تستخدم الطائرات أيضا لتسيير دوريات في المناطق الحدودية ولصالح وزارة الطوارئ الروسية. بالإضافة إلى استخدامها كطائرة استطلاع ولمراقبة أمن المنشآت العسكرية الروسية، ومراقبة نتائج اختبار الأسلحة المختلفة بشكل موضوعي وتقييم فعالية التدريبات.

خريطة تظهر قيام الطائرة Tu-214ON بطلعة استطلاعية على الحدود الروسية!​

Makeyev​

 

[Makeyev]

ألمانيا قامت بتزويد طائرتها الحديثة Airbus A319 OH (Offener Himmel: Open Skies)

بكاميرات رقمية IGI DigiCAM-OS