الى الأخوة حتى لا يقعوا فى الخطأ
والتألي على الله يكون بأن يحلف العبدُ ألا يفعل اللهُ كذا، أو يقول: والله لا يغفر الله لفلان، أو لا يرحمه. أو يرى قبراً أو جنازة مسلمٍ
فيقول «
إلى جهنم..» عياذاً بالله. مُصدراً أحكاما على موتى المسلمين مظهراً الشماتة في موتهم، فلا يخفى ما فيه من الجهل بحلمه تعالى، وسعة رحمتة، ومغفرته، وفيه سوءُ أدب مع الله تعالى. ولقد حذر صلى الله عليه وسلم من التألي.. وبين ما يترتب عليه فقد روى مسلم في صحيحه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدَّثَ: (
أَنَّ رَجُلاً قَالَ: واللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، وإِنَّ اللهَ تَعَالَىَ قَالَ: مَنْ ذَا الْذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنَّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَك).
لقد استأثر تبارك وتعالى لنفسه بعِلمِ السرِّ وأخفى فلا يجوز الحكم على مصائر المسلمين يومَ القيامة التي هي من اختصاص غيبه عز وجل، ولا يعلمُ مشيئةَ اللّه وإرادته في عباده إلا هو، وإنما يُجْزَمُ في حقِّ من جاء فيه نصٌ كالعشرة المبشرين بدخول الجنة، ومن جاء فيه نصٌ بوجوبِ النار كأبي لهبٍ (سيصلى ناراً ذات لهب).
نعم إن بغض المعاصي مطلوبٌ لكنه ليس مُسَـوِّغاً للمسلم أن يتجاوز حدودَه فيُنصِّب نفسه قاسما لرحمة الله، فيمنحها لنفسه ومن يحب ويمنع منها الآخرين!
فلقد غفر الله لبغي من بني إسرائيل بكلب سقته شربة ماء، وعلى رجل أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني حتى إذا صرت رمادا أَذِرُّوني في الريح أوفي البحر.. فغفر الله له بخشيته منه وأدخله الجنة، وغفر الله لرجل أزال غصن شوكٍ عن الطريق، وتاب الله على عبد قتل مائة نفس، وهذه الأمثلة في الصحيح.
https://binbaz.org.sa/audios/2079/71-باب-ما-جاء-في-الاقسام-على-الله