هل قامت قاذفة مصرية من نوع TU16 بقصف تل أبيب في حرب أكتوبر

الصباح 

صقور الدفاع
إنضم
20 مايو 2018
المشاركات
3,218
التفاعل
21,749 1,387 40
الدولة
United Arab Emirates
كنت أجهز موضوع عن سلاح القاذفات في أسلحة الجو العربية عندما وقعت على موضوع لم أسمع به من قبل وهو قصف القاذفة التوبوليف TU-16 المصرية لمدينة تل أبيب في حرب اكتوبر
300px-Tu-16.jpg
 
كنت أجهز موضوع عن سلاح القاذفات في أسلحة الجو العربية عندما وقعت على موضوع لم أسمع به من قبل وهو قصف القاذفة التوبوليف TU-16 المصرية لمدينة تل أبيب في حرب اكتوبر
مشاهدة المرفق 434842
نعم في بداية الحرب كنوع من التهديد بضرب العمق
 
كنت أجهز موضوع عن سلاح القاذفات في أسلحة الجو العربية عندما وقعت على موضوع لم أسمع به من قبل وهو قصف القاذفة التوبوليف TU-16 المصرية لمدينة تل أبيب في حرب اكتوبر
مشاهدة المرفق 434842
حصل لكن الروايات متعدده في الموضوع ....القصف تم بصواريخ بمدي 100 كيلو تقريبا او اعلي لا اتذكر
واظن يوجد موضوع في المنتدي عن الامر لكن ايضا لا اتذكر اي موضوع :ROFLMAO:
 
لا هي بالفعل الضربه لم تنجح. ولكنها كانت رساله في اول الحرب ان ضرب العمق ممكن. اذا حاول اليهود ضرب العمق ايضا.
وتم اسقاط الصاروخ …. وكانت هذه الضربه قبل الحرب اساسا بنصف ساعه كامله. وتحركت ايضا قاذفه اخري تو قبل الحرب وتحرك الطيران او المدفعيه. وقامت هذه القاذفه باطلاق اول صاروخ كروز تقريبا في الحروب الحديثه والتي استهدفت محطه ابو خشبيب للانذار المبكره. وبالفعل اصاب الصاروخ هدفه بقوه. وكان الصاروخ الذي تجهل نوعه الان في حجم مقاتله ميج ١٧ تقريبا.
 

انقل لكم المقالة التي استمتعت بقراءتها :​

«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».. صفارات الإنذار تصرخ


11.jpg


الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم
«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».
صفارات الإنذار تصرخ والهلع يصيب موشي ديان.
جولدا مائير تهرب مع المواطنين للمخابئ .
التنفيذ تم بأحدث «قاذفة روسية» طاقم العملية 7 أفراد.
1369587039_6.jpg


ستظل خفايا أحداث يوميات معارك حرب أكتوبر المجيدة 1973 المصنفة تحت بندى «منتهى السرية » و «عظيمة السرية » مليئة بالتفاصيل الثرية تساندها وثائق تسمح الأرشيفات الحكومية السرية للدول العظمى بالكشف عن صفحات حصرية منها بين الفينة والأخرى.
بينما لايزال هناك حظر نشر شامل سارى حتى كتابة تلك السطور على فصول كاملة من تلك اليوميات تسكن صفحاتها أدراج ودهاليز طرقات ملفات الأرشيفات الرسمية للأجهزة السيادية السرية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا الاتحادية وبالقطع فى إسرائيل.
تجمع أوراقها كافة أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى الحديث خططت لها عقليات عسكرية مصرية نابغة بدأتها بضربة جوية عملاقة انتهت بنصر شارك فى صنعه أبطال ورجال أسلحة القوات المسلحة المختلفة.
من تلك المشاهد الحصرية «يومية حرب » مصنفة تحت بند «منتهى السرية » مؤرخة بتاريخ السادس من أكتوبر 1973 أكشفها لأول مرة من الأرشيف الأمريكى والسوفيتى سجلت بدقة وقائع معركة جوية مصرية- إسرائيلية.
EV-V1cnXsAAGf0-.png

أنقلها كما جرت لحظة بلحظة فىسماءالبحر الأبيض المتوسط على بعد كيلو مترات قليلة من مقر القيادة العامة لوزارة الدفاع العبرية أمام سواحل مدينة تل أبيب.
المثير أن وقائع تلك اليومية تطابق سردها فى وثائق أرشيف ملفات الأمن القومى الفيدرالى الأمريكى والأرشيف الحكومى السوفيتى كما تظهر أيضا ذات البيانات فى كتاب الحرب الخاص بعمليات القوات الجوية الإسرائيلية فى أكتوبر 1973 كلها، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التطوير فى تقنية استخدام المتاح من السلاح الجوى مع الخطط التى رسمها اللواء «محمد حسنى السيد مبارك » قائد سلاح الجو المصرى وقتها تستحق التوقف عندها طويلً بالفحص والدرس.
الزمان الساعة 1.55 بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 العظيم فى ذلك اليوم الباهر من تاريخ الشرق الأوسط حيث انطلقت فوهات مئات المدافع المصرية الثقيلة من مختلف الأعيرة تزأر فى تناغم غريب بترنيمة النصر.
دكت حصون الجيش الإسرائيلى المحتل للأراضى المصرية على طول المواجهة فوق خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وعندما توقف القصف عقب تحقيق كامل أهدافه بدأت عملية العبور العظيم.
اختلطت دموع النصر بالعرق والدماء وسط مشهد مصرى بطولى جرت أحداثه الحصرية فى السماء أمام سواحل مدينة تلأبيب الإسرائيلى التى مثلت وقتها عمق العمق بالنسبة للعدو الإسرائيلى.
Tu-16_Egyptian.jpg

هذا المشهد سر من أسرار المعارك الحربية الجوية خلال حرب أكتوبر 1973 تفاصيله وبياناته سجلت بدقة فى الوثائق الأمريكية «منتهى السرية » والسوفيتية «عظيمة السرية »، كما أدرج ذات الملف بداية من الصفحة رقم 451 فى سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية.
يثبت نجاح إحدى طائرات القوات الجوية المصرية القاذفة فى اختراق المجال الجوى لمدينة تل أبيب وتهديدها مقر وزارة الدفاع والأركان الإسرائيلية بشكل مباشر أضاء جميع الأنوار الحمراء فى العالم ذلك اليوم المشهود.
السادات ومبارك يخططان في سرية
طبقًا لتفاصيل يومية الحرب كلفت الطائرة المصرية صباح السادس من أكتوبر 1973 بمهمة شديدة الخطورة لم يعلن عنها نهائيًا فى مصر من قبل خطط لها الرئيس محمد أنور السادات بنفسه مع قائد سلاحه الجوى اللواء مبارك.
قرر القائدان فيها تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية غير مسبوقة هدفت إلى قصف مبانى وزارة الدفاع والقيادة والأركان وغرفة العمليات الإسرائيلية الرئيسية فى قلب مدينة تل أبيب ظهر ذلك اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 .
فى الواقع تعددت المهام والعمليات الجوية التى أسندها اللواء طيار مبارك قائد سلاح الجو المصرى إلى طائرات القوات الجوية المصرية متعددةالطرازات - معظمها روسية الصنع - بغرض قصف وتدمير الأهداف الإسرائيلية الأولية فى عمق سيناء تمهيدًا للعبور العظيم.
برزت بينها مهمة كلف فيها اللواء طيار مبارك قاذفة استراتيجية ثقيلة الوزن روسية الصنع من طراز - - Tupolev TU16«توبوليف - » TU16 انطلقت ضمن أسراب النسق الجوى المصرى الثالث المسند إليه مهمة دك الحصون العسكرية الإسرائيلية الرئيسية فى عمق تجمعات العدو.
وبسبب الإشارة للأهمية المعروف أن القاذفة الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف - »TU16- التسمية توبولوف خطأ - طائرة ثنائية المحرك قامت بأول رحلة رسمية لها فى صباح 27 إبريل .1952 دخلت القاذفة الروسية الخدمة العسكرية لحساب س اح الجو السوفيتى بداية عام1954، واستمرت بعدها فى خدمة القوات الجوية السوفيتية حتى عام 1993 ، وقد تم تصنيع عدد 1509 طائرة من تلك القاذفة الروسية الاستراتيجية التى تعتبر أول قاذفة استراتيجية - لمهام القصف فى العمق تمت صناعتها بغرض حمل القنبلة النووية السوفيتية.
دخلت طائرات ذلك الطراز الخدمة لحساب القوات الجوية المصرية فى نهاية الخمسينيات، بينما خرج آخر جيل منها من الخدمة الرسمية لدى سلاح الجو المصرى عام 1993
أعود للوثائق الرسمية الأمريكية المصنفة تحت بند «منتهى السرية » حيث تكشف أن اللواء حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى نفذ مشروعات مصرية جوية سرية للغاية قبل أكتوبر 1973.
كشف عدد منها أثناء المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل ولايزال عدد آخر قيد الأسرار الممنوعة حتى يومنا هذا


الزمان يوم من أعظم وأمجد أيام التاريخ المصرى الحديث،
المكان المجال الجوى فوق البحر المتوسط وسواحل إسرائيل قد بدأت فى الظهور بوضوح أمام الطيار قائد العملية.


بينما أصبحت مدينة العريش فى ذيل القاذفة الاستراتيجية المصرية الثقيلة روسية الصنع من طراز «توبوليف - .»TU16 مثلت القاذفة الروسية الاستراتيجية الثقيلة «توبوليف - »TU16 الرعب بكل معانى الكلمة الفنية والتقنية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلى، وكان معنى ظهورها على الرادارات العبرية فى هذا اليوم بالذات أنها فى مهمة كارثية لقصف عمق الأراضى الإسرائيلية.

لكى نستوعب المشهد معًا فالقاذفة الروسية «توبوليف - »TU16 يتكون طاقمها من6 إلى 7 أفراد يبلغ طول أجنحتها 66 مترًا، بينما يبلغ طول القاذفة 34 مترًا حمولتها القصوى 79 ألف كيلو جرام. تبلغ السرعة القصوى للطائرة توبوليف المعروفة باسم«بادجر » ما يعادل 1050 كيلو مترًا فى الساعة ومداها النهائى 7200 كيلو متر فى العمق مع القدرة على الارتفاع لمستوى يقارب 42 ألفقدم فوق سطح البحر.
440px-VF-102_-_19710112_-_Intercepting_Badger_-_3610N_01649E.jpg


وكان معروفًا أن ذلك الطراز من القاذفات الاستراتيجية الروسية الصنع لديه قدرة حمل قنبلة غير تقليدية تزن 9 آلاف كيلو جرام.
كما لم يخف على الخبراء العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين وقتها من الناحية الفنية إمكانية تزويد الطائرة الاستراتيجية بقنبلة نووية يصل وزنها إلى4800 كيلو جرام فى العمق.
أى أن سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والسوفيتية لم تبالغ عندما سجلت أن ظهور القاذفة الاستراتيجية المصرية «توبوليف - »TU16 أمام سواحل إسرائيل بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 كان بمثابة كارثة على وشك التحقق.
الحقيقة من يطالع ويدرس أسرار تلك الواقعة سيدرك أن معنى الكارثة كان أولً فى كيفية هروب تلك القاذفة المصرية الاستراتيجية الثقيلة للغاية من جميع الرادارات الأمريكية الصنع
والأحدث بالعالم يومها بين التى خدمت القوات الأرضية الإسرائيلية على طول خط المواجهة، وفى كل أرجاء شبه جزيرة سيناء المحتلة.


ربما كانت الإجابة بسيطة فقد شلت الخطة الهجومية التى وضعها اللواء حسنى مبارك قدرة الرادارات الأمريكية تمامًا بعد دقائق من بدء الضربة الجوية الأولى، بينما أكملت المقاتلات المصرية تدمير أفضلية رصد الرادارات الإسرائيلية فى هجوم النسقين الثانى والثالث.
فى الواقع الدليل الرسمى على نجاح الهجوم الجوى المصرى يكمن فى هروب القاذفة المصرية الاستراتيجية روسية الصنع ثقيلة الوزن «توبوليف»TU16 - من الرادارات الأمريكية، وظهورها فجأة أمام السواحل الإسرائيلية فوق البحر المتوسط فى عمق الدولة العبرية.
كان الأمر عند التحقق من بيانات الرادار الإسرائيلى بالنسبة للقيادة السياسية العبرية يعنى أنها مسألة حياة أو موت لآلاف السكان فى قلب مدينة تل أبيب، ناهيك عن إمكانية الطائرة المصرية قصف أى هدف عسكرى أرضى إسرائيلى بقدرة
تدميرية بالغة التأثير.


على الفور كان الجنرال «بينى بيليد » قائد لسلاح الجو الإسرائيلى الثامن في تاريخها ، أول من أبلغته غرفة الرصد الأرضية الإسرائيلية بحقيقة دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية المجال الجوى الإسرائيلى.

ولأن الأمر كان يتعدى صلاحيات بيليد العسكرية والسياسية فقد أبلغ فور علمه بالموضوع هيئة رئاسة الحكومة وقيادة أركان الدولة فى إسرائيل فوصل خبر القاذفة المصرية فى نفس اللحظة إلى كل من:«موشيه ديان » وزير الدفاع لإسرائيلى، كماوصل الخبر إلى «دافيد إليعازر » رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، فطلب وزير الدفاع موشيه ديان إعلان حالة الطوارئ داخل مدينة تلأبيب فى اليوم الأول لحرب أكتوبر 1973
فانطلقت صفارات الإنذار لأول مرة فى تاريخ إسرائيل معلنة عن ضربة جوية مصرية وشيكة على المدينة الساحلية التى هرع سكانها فورًا إلى المخابئ.
فيديوهات مهمه بها الذعر في تل ابيب وقت اطلاق الانذار
فى نفس التوقيت طلب موشيه ديان من السيدة «جولدا مائير » - خامس رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل - إخلاء مكتبها الحكومى فورًا، والنزول إلى مخابئ الطوارئ حيث بدأت عملية الإخلاء فى هدوءورئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذهول غير مصدقة لما يحدث من حولها.
نفس الأمر أبلغه وزير الدفاع موشيه ديان إلى مقر إقامة «إفرايم قاتصير » الرئيس الرابع لدولة إسرائيل فتم إخلاء رئيس الدولة العبرية وأسرته فى دقائق.
تحولت كل الأهداف العسكرية والسياسية أو حتى المدنية داخل مدينة تلأبيب منذ لحظة رصد دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية العملاقة الأجواء الإسرائيلية هدفًا محتملً.
وكانت هى المرة الأولى فى تاريخ دولة إسرائيل منذ اندلاع الصراع العربى - الإسرائيلى الذى تتمكن فيه طائرة مصرية استراتيجية هجومية من اختراق المجال الجوى لأكبر المدن العبرية من حيث عدد السكان والمبانى الحكومية الأهم وعلى رأسها مقر وزارة الدفاع فى قلب تل أبيب.
سارت إجراءات الطوارئ فى تلأبيب بسرعة غير مسبوقة، بينما الجميع فى ذهول تام حتى التدريبات الإسرائيلية على صد الضربات الجوية المصرية لم تكن تتوقع أنه سوف يأتى اليوم حيث تتمكن فيه الطائرات المصرية الاستراتيجية الثقيلة من الوصول إلى تل أبيب.
حتى «كينيث برنارد كاتينج » السفير الأمريكى الجديد يومها فى تلأبيب فقد أطبق عليه الوجوم دون استعداد مسبق فلم تبلغه أجهزة استخبارات بلاده أو تحذره قبلها لهذا الاحتمال،مما تركه مع طاقمه الدبلوماسى دون أى خطة لإجلاء أعضاء جاليته الدبلوماسية الرفيعة من مقر السفارة الأمريكية الواقعة على كورنيش شاطئ مدينة تل أبيب المطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط فى متناول القاذفة المصرية الاستراتيجية.


على ضوء معلومات الرادار الجوى المركزى فى تلأبيب اتخذت رئاسة هيئة الأركان العبرية قرارها بالإخلاء الفورى لجميع المواقع الحكومية الحساسة المواجهة لساحل البحر المتوسط، ومن بينها السفارات الأجنبية المتواجدة ضمن نطاق مبانى ومقار وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأمرت قيادة الجيش الإسرائيلى المسئولين عن السفارة الأمريكية الواقعة على بعد بلوكات قليلة من مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية الإخلاء العاجل خشية أن يتعرض مبنى السفارة الأمريكية نفسه للقصف.
قرر السفير الأمريكى كينيث كاتينج قبل أن يترك مكتبه مهرولً فى اتجاه ملاجئ الطوارئ إبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية، لكن ضباط طاقم حراسته التابع لأمن السفارة الأمريكية رفضوا السماح له بالبقاء دقيقة واحدة أخرى داخل مكتبه بينما راحت صفارات الإنذار تدوى بقوة فى كل أرجاء إسرائيل.
نجح السفير الأمريكى عقب إجلائه مع طاقمه إلى مخبئ الطوارئ داخل مبنى السفارة الأمريكية بتل أبيب المعد لتحمل حتى القصف النووى فى الاتصال عبر هاتف الطوارئ بوزير الخارجية الأمريكية الجديد وقتها «هنرى كيسنجر .» المعروف أنه شغل منصب مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى الجمهورى «ريتشارد نيكسون » وذلك بداية من 20 يناير 1969 وحتى 3 نوفمبر 1975 ، مع توليه فى تلك الأثناء منصب وزير الخارجية الأمريكية بداية من 22 سبتمبر 1973 وحتى 20 يناير 1977 ،أطلع السفير كاتينج خلال الحوار غير العادى الذى أجراه يوم السادس من أكتوبر 1973 من داخل مخبئ طوارئ السفارة الأمريكية فى تلأبيب وزير خارجيته كيسنجر على تطور الموقف، وأخبره فى هلع أن القوات الجوية المصرية فى طريقها لقصف عمق تل أبيب.
فى نفس التوقيت تقريبًا تلقى هاتف هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية اتصالات إسرائيلية وصلت لحد الاستغاثة الدبلوماسية الرسمية.
أبرزها جاء من نظيره «أبا إيبان » وزير الخارجية الإسرائيلى، كما تلقى الوزير الأمريكى اتصالين آخرين أولهما أجراه إسحاق رابين السفير الإسرائيلى المنتهية ولايته لدى واشنطن - يومها - الذى شغل مهام منصبه من عام 1968 وحتى عام 1973.
أما الاتصال الثانى فأجراه السفير الإسرائيلى الجديد فى واشنطن وقتها «سمحا دينيتس »، وقد طلب الجميع من كيسنجر سرعة التدخل والتصرف لمساعدة دولة إسرائيل.
لم يجد هنرى كيسنجر أمامه سوى إبلاغ الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون » طالبًا منه اتخاذ قرار عاجل لإنقاذ مدينة تلأبيب ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
فأجرى الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون على الفور اتصال مع السكرتير العام ل أمم المتحدة - وقتها - النمساوى الجنسية «كورت فالدهايم » .فى الحديث طلب نيكسون من فالدهايم التدخل الفورى بثقل نفوذ منظمته لدى الرئيس المصرى محمد أنور السادات لإقناعه بالعدول عن منطق قصف مدن العمق الإسرائيلية.
حتى لا تضطر إسرائيل للرد بالمثل، وذلك بهدف إبعاد المدن المصرية والإسرائيلية وسكانهما عن خطر المعارك العسكرية ومجمل الصراع حماية للمدنيين فى الدولتين.
وافق «كورت فالدهايم » السكرتير العام للأمم المتحدة واتصل بالرئيس السادات لكنه لم يتمكن من الوصول إليه مباشرة بسبب تواجد الرئيس وقتها فى غرفة العمليات.
لكن عندما أحيط السادات علمًا بالاتصال طلب من معاونيه أن يبلغوا فالدهايم باسمه عبر الهاتف أن مصر تحترم الاتفاقيات الدولية، ولن تهدد حياة المدنيين فى إسرائيل مهما كلف الأمر.
المثير أن العملية النوعية للقاذفة المصرية التى خطط لها اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى فوجئ السادات أنها أدت بشكل غير مباشر إلى تحقيق فكرة الردع العسكرية الشاملة، وقيدت إسرائيل بشكل نهائى طيلة فترة الحرب من التفكير الانتقامى ضد المدن المصرية.
فى ذات المسار السياسى اتصل الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بالعاصمة السوفيتية موسكو، وتحدث هاتفيا مع «ليونيد بريجينيف » الزعيم الروسى.
فى المكالمة حمل الرئيس الأمريكى ريتشاردنيكسون موسكو المسئولة عن نتائج مهمة القاذفة المصرية الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف -»TU16 حال إسقاط حمولتها المدمرة فوق مدينة تل أبيب.
فرد عليه الزعيم الروسى بريجينيف ساخرًا أن روسيا عندما تبيع أسلحتها لأى دولة بالعالم لا تسلم تلك الدول قائمة بالأهداف المسموح بقصفها فى الحروب من عدمه، وأن مصر حرة فى اختيار أهدافها.
وأكد الزعيم الروسى فى رده على محدثه أن الاتحاد السوفيتى ليس طرفًا فى الحرب فعلت نبرة صوت الرئيس الأمريكى وتوتر الحديث بينهما بشكل غير مسبوق، لدرجة أن نيكسون هدد بتدخل القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش المصرى لو تطلب الأمر.
مرت الثوانى والدقائق التالية داخل مقر قيادة القوات الجوية الإسرائيلية بتل أبيب كأنها ساعات، وأمر اللواء بينى بيليد قائد القوات الجوية العبرية لاعتراض القاذفة المصرية المقتربة بثبات من شواطئ تل أبيب.( )
طيار مصرى يثير الذعر فى تل أبيب ( تفاصيل أخرى عن العملية )
قصة ملحمة جبارة من ملاحم حرب أكتوبر قام بها طيار مصرى مجهول غزا وحده قلب عاصمة العدو وأوقع الفزع والرعب فى قلوب ونفوس سكانها قبل تنفيذ الضربة الجوية الإفتتاحية الشهيرة بدقائق معدودة .
هذا البطل المصرى الطيار أوكلت إليه مهمة سرية إنتحارية هى قيادة طائرة قاذفة إستراتيجية ثقيلة من طراز توبوليف 16 ذات المدى الواسع البعيد دون أن ترافقه طائرات الحماية الأخرى من طراز ميج 21 نظراً لأن مداها العملياتى يقصر عن الوصول لإسرائيل بعكس المدى البعيد جداً للتوبوليف 16 والذى يصل إلى 7200 كلم وبحمولة 9 أطنان من الذخيرة والقنابل وذلك للإغارة على هدف خطير حيوى خطير وثمين تمثل فى نسف المبنى الإدارى لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية والتى تمثل ـ مركز آلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية الرئيسية ـ فى قلب مدينة تل أبيب ـ عاصمة العدو ـ وتدميره عن أخره حيث سيكون ذلك بمثابة طعنة نجلاء شبه قاضية فى قلب العدو الإسرائيلى مع بدء إندلاع حرب أكتوبر 1973 مما قد يشل نهائياً عملياته الحربية ويوقف تحركاته وردود أفعالة وسط المزيد من الذعر والإرتبالك والفوضى فى صفوفه ربما إلى نهاية الحرب نفسها .... لقد ظلت قصة هذه الغارة الجوية المصرية فى طى الكتمان لسنوات طويلة ولم يتطرق إلى ذكرها كلا الجانبين المصرى والإسرائيلى كأنهما إتفقا على ذلك حيث لكل طرف أسبابه الوجيهة فبالنسبة للجانب المصرى تقرر ضرب ستار من السرية والكتمان على هذه العملية بإعتبار أنها عملية فاشلة لم تؤدى الغرض المقصود منها بتدمير الهدف المعنى وإن لم ينتج عنها خسائر فى النهايه تستوجب الإعلان أو التبرير . فقد عاد الطيار المصرى سالماً إلى قاعدته حيث لم تسقط الطائرة المصرية ولم يؤسر الطيار المصرى إذن فلا داعى لذكر شيئ عنها . (وإكفى على الخبر ماجور) كما يقول المثل الشعبى المصرى ،، وبالنسبة للجانب الإسرائيلى فقد إعتبرها بمثابة فضيحة وإهانة لسمعتهم العسكرية المبالغ فيها وجرحاً خطيراً لكرامة سلاحهم الجوى الذى طالما ملأوا الدنيا طنطنة فارغة ولغطاً حول قدراته الخارقة وذراعه الطويلة فى الوصول إلى أى أراضى بعيدة فى العالم العربى وحتى جنوب أوربا نفسها وكذلك قدرته الفائقة على حماية السماء الإسرائيلية من أى ذبابة تفكر فى إختراق مجالها الجوى . فإذا به يفاجئ بطائرة مصرية بطيئة ثقيلة تخترق مجاله الجوى المراقب المحمى تماماً بكافة وسائل الإنذار المبكر ونطاقات الحماية الجوية المتعددة وتصل إلى ما فوق سواحل إسرائيل فى سماء تل أبيب نفسها بل وتتجرأ الطائرة المصرية وتحاول أن تقصف المبنى الذى يضم مكاتب الدفاع والمخابرات قلب وعقل الجهاز العسكرى الإسرائيلى كله ـ هكذا بكل بساطة !! يـــــالـــــهـــــــا مـــــن مـــــــهــــــزلــــــة ويــالــه من عار ..... والأدهى والأمر أن المهزلة إنقضت بدون ثأر ولا عقاب للجانب المصرى الذى طالت ذراعه الجوية القصيرة بغتة حتى وصلت إلى عاصمة العدو نفسه فلم يشفوا غليلهم بالنيل من الطائرة المصرية البطيئة العاجزة بإسقاطها أو حتى مجرد خدشها بخدش واحد ولم يظفروا أيضاً بالطيار المصرى نفسه ليدفع ثمن تجرأه عليهم حياً أو ميتاً فيما يعتبر هزيمة أخرى فى حد ذاتها وجرحاً جديدا لكرامتهم وسمعتهم العسكرية وسمعة طيرانهم بالأخص التى إنشرخت على يد السلاح الجو المصرى ثم تهاوت فى الحضيض تماماً ببدء نشوب حرب أكتوبر بعد هذه الحادثة بدقائق وتوجيه الضربة الجوية الساحقة لأهداف العدو فى سيناء .. لكن مع ذلك فقد كان الجانب الإسرائيلى هو من قام بإماطة اللثام عن القصة الكاملة لهذه الغارة المصرية بعد سنوات من خلال نشر القصة على لسان طيارى العدو والتى ذكرت فى كتاب خاص عن الحرب طبعته وزارة الدفاع الإسرائلية وبمناسبة مرور 23 سنة كاملة على حرب أكتوبر 1973 قررت مجلة روزاليوسف المصرية ـ عام 1996 ـ ترجمة ما نشر فى تقارير العدو الإسرائيلى تحت عنوان ( طائرة مصرية فى تل أبيب) فى عددها الصادر بالأسبوع الأول من شهر أكتوبر لسنة 1996 ،،،،، بعد سرد هذه المقدمة التى كان لابد منها أترككم الأن للإستمتاع بالشرح التفصيلى لهذه العملية البطولية الأسطورية التى ستحبس أنفاسكم من خلال التقارير الإسرائيلية نفسها .. فالحق ماشهدت به الأعداء كما تقول الأمثال العربية القديمة

. . . . . . فى كتاب الحرب الخاص بسلاح الطيران الإسرائيلى (( السماء ليست هى النهاية المكون من 672 صفحة ـ صدر عن وزارة الدفاع الإسرائلية ـ هذه القصة التى يرويها الكتاب وننشرها اليوم لأول مرة : مليئة بالإثارة لأنها تروى قصة الطائرة المصرية الوحيدة فى تاريخ الحروب الإسرائيلية / العربية التى ذهبت يوم 6 أكتوبر إلى تل أبيب نفسها . طائرة هذا النسر المصرى المجهول عادت سالمة لم تصاب بشظية واحدة بعد أن قصفت تل أبيب ، لكن هذا الصاروخ العملاق الذى أطلقته إندفع مسرعاً ليسطر صفحة جديدة التاريخ العسكرى إلى تل أبيب ، كانت لها قصة هامة وهو فى طريق رحلته للهدف ، قصة إستغرقت فى الطبيعة دقائق قليلة جداً لكنها مرت على سكان تل أبيب كالدهر ، إقتربت عقارب الساعة فى مركز المراقبة الأرضية ـ المركز الرئيسى لسلاح الطيران المركزى بإسرائيل فى الثانية إلا خمسة دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان ،، وكانت كافة الأبراج الأمامية على الجبهة فى المواقع الإسرائيلية تخطر المحطة الأم برسالة غريبة جداً عبارة عن بعض كلمات لم يستوعبها فى البداية أحد ، ممن كانوا فى المركز الرئيسى للمراقبة : جاء فيها طبقاً لكتاب الحرب (هالو رافيديم : هالو رافديم .. أجب بسرعة .. طائرة مصرية واحدة تمرق أمام سواحل العريش فى طريقها إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب) هذه الرسالة اللاسلكية للمحطة المركزية أخذت تتكرر لمدة خمس دقائق كاملة مما جعل معظم الطيارين الإسرائليين الذين كانوا على نفس موجة الإرسال بطائراتهم يطلبون وقف بث تلك المعلومة لأنهم ركزوا تفكيرهم معها ،، ومع الهدف المنطلقة ناحيته مما يعرضهم للخطر فى هذه اللحظة صمت الجميع فى داخل غرفة المراقبة المركزية وتمتم قائد المراقبة بكلمات غير مفهومة واخذ ينظر حوله كأنه يبحث عن شيئ ضائع منه للتو وفجأة بدأ يصرخ ويسأل : أين ميخائيل ...؟ أجيبونى بسرعة بالله عليكم أين ميخائيل .؟ وأخبروه من بالغرفة أنه ميخائيل ذلك الطيار الإسرائيلى المدون عنه فى كتاب الحرب أنه كالأسورة فى الطيران ، وأنه الوحيد الحاصل على ميدالية الشرف الأولى فى الطيران الإسرائيلى بسبب عدد الطائرات العربية التى قصفها على الأرضى فى يونيو 1967 موجود فوق القناة أو بالأصح أنه عائد لتوه من رحلة تصوير للقناة والوضع بها ، وسأل القائد الغرفة المركزية هل هو جاهز للإقلاع ..؟ فكانت الإجابة : نعم جاهز . تمتم ثانية الرجل وهو يقول : لن يمنع هذه الكارثة سوى ميخائيل . فى مركز مراقبة تل أبيب بدأ الصراخ والعويل يعلو فى اللاسلكى فى نداء يائس للمركز الرئيسى بسبب أول ظهور للطائرة المصرية من نوع ( توبوليف 16) الثقيلة على شاشة رادر تل أبيب وسمع فى اللاسلكى نداء يقول : ((ستتعرض المدينة للهجوم خلال دقائق)) .. كان طيار التوبوليف ثقيلة الوزن قديمة الطراز يندفع نحو حرب خاصة جداً . قرر أن يخوضها وحده أمام سلاح الطيران الإسرائيلى كله والذى حتماً سيدفع له أفضل طياريه للدفاع عن عاصمة إسرائيل الحقيقية أثناء الحرب طلب مركز المراقبة بتل أبيب من أفضل طيار بالمنطقة المركزية بداخل إسرائيل وإسمه (إيتان) أن ينضم بطائرته الميراج الجديدة مع (فرميه ميخائيل) الذى يقود هو الأخر ميراج مماثلة ..
كانت الميراج فى الحرب هى طائرة إسرائيل الأولى .. وإلتحم ميخائيل وإيتان فى إتجاه شاطئ تل أبيب . وبعد ثوان معدودة مرت طويلة جداً على الإثنان كما شهدا فيما بعد لأنهما كانا فى شوق بالغ ملتهب للقاء هذا النسر المصرى صاحب القرار العجيب بالهجوم على تل أبيب ... يقول إيتان : (( كنت أنا وميخائيل نعلم أننا خلال ثوان سنلتحم فى معركة جوية مع هذا الطيار لكننا كنا نشعر قبل أن نراه بإحترام الشديد له كطيار جاء لينفذ مهمة كهذه))

مرت ثانيتان وظهر النسر المصرى أمامهما يقول إيتان : إتجهت بطائرتى الميراج بسرعة كبيرة جداً ناحية الطائرة المصرية لكننى رأيتها وكأنها تسقط بسرعة كبيرة جداً ناحية البحر ، ثم أدركت بعدها أنه لا يسقط بل أن هذا الطيار كان يقوم بحركة مناورة صعبة جداً أدهشتنا أنا وميخائيل نظراً للمستوى الفنى لهذا الطيار ويكمل ميخائيل قائلاً : (( لقد جعلتنى هذه المناورة أسرح لثانية فى مقارنة فنية بين هذا الطيار المصرى وأفضل الطيارين الغربيين الموجودين فى هذا الوقت)) يقول إيتان فى شهادته المسجلة فى صفحة 451 : (( لقد شاهدته يعد نفسه لإطلاق صاروخ (( جو/ أرض )) فى إتجاه كورنيش تل ابيب وأدركت المصيبة ، ذلك أنه لو قذف أحد بطوبة فقط من الجو على منطقة الكورنيش لأصابت حتماً شخصاً ، أو ربما أكثر فكيف يكون الحال لو قصفت هذه الطائرة صاروخاً على تل أبيب ..؟ )) يقول ميخائيل : (( لقد رأيت أن الصاروخ المعد للإطلاق هو (( كيليت)) : لأنه بمثابة بعبع المدن وحروبها لأن وزنه يبلغ طناً ونصف الطن متفجرات ، وهو مجهز للإنطلاق بواسطة جهاز رادارى متطور يجعله لا يخطئ الهدف المتجه إليه )) ويكمل إيتان قائلاً : (( هذا الصاروخ لا يختلف كثيراً عن كونه طائرة ميج 15 كاملة ، لكنه على شكل صاروخ بعد التطوير )) ويقول إيتان : (( لقد نقلت شكل الصاروخ كما هو إلى القاعدة المركزية وكان القرار هو أن ينطلق ميخائيل وراء الطيار المصرى بينما أنطلق أنا وراء صاروخ الطائرة)) ويكمل : (( كان الصاروخ يتبختر فى الجو فى طريقه للهدف فى كبرياء غريب أدهشنى ، ومع إننى إعتقدت أن مهمة إسقاط الصاروخ سهلة إلى حد ما لأنه كان على فقط أن أطلق على هذا العملاق المنطلق إلى تل أبيب صاروخ (الشفرير) إسرائلى الصنع الشهير عالمياً وقتها لكن الصاروخ اللعين ـ الشفرير ـ بعد إنطلاقه من باطن الميراج بثانية واحدة إنطفأت محركاته وإنطفأ جهاز توجيهه وسقط سريعاً ناحية البحر أمام الشاطئ . ويكمل إيتان لاهثاً بقوله : (( أصبحت مسألة الوقت حرجة جداً ، فما هى سوى ثوانى أخرى حتى يصل الصاروخ المصرى إلى الشاطئ وإلى العمارات العالية التى وقف بينها مبنى (( برج كل بوشالوم )) الذى يضم مكاتب المخابرات والدفاع والداخلية ،، وقلت لنفسى هو ثوانى وتشتعل منطقة الكورنيش باللهب ـ منطقة كورنيش تل أبيب ... فى مساحتها التى لا تتجاوز كلها بالعرض مساحة شاطئ سيدى بشر 1 + 2 فى مدينة الإسكندرية ـ ويسقط العشرات قتلى )) إقترب إيتان من الصاروخ أكثر وكأنه يصاحبه للهدف وتعجب إيتان ـ طبقاً لشهادته ـ من الكيفية التى طور بها المصريون طائرة ( ميج 15) فحولوها إلى صاروخ محمول بهذا الحجم وفى هذا الوقت قرر إيتان التعامل مع الصاروخ بطلقات النيران العادية للطائرة وهو يقول عن ذلك : (( فتحت نيران الطائرة بكثافة كالمجنون على بعد 300 متر فقط . وكنت أعلن أنه فى حالة إصابة الصاروخ سينفجر مسبباً دوياً هائلاً . كما سيسبب حلقة من الشظايا بالتأكيد ستصيب الطائرة الميراج التى أركبها )) ... وفعلاً إنفجر الصاروخ كما قدر إيتان ،، بشكل هز شوارع كورنيش تل أبيب ، وشعر به بقية سكان المدينة الذبن هرعوا للشوارع فى ذعر شديد وأصيبت طائرة إيتان الميراج فى جانبها الأيمن وكاد الطيار الإسرائيلى أن يفقد وعيه لأن قوة الإنفجار أحدثت خلخلة هواء جعلت الميراج تهتز بشدة مما أدى لإصطدام رأس إيتان فى زجاج كابينة قيادة الطائرة بقوة ... بعد أن غمر العرق وجه العرق وجه إيتان وهو يشاهد بقايا الصاروخ العجيب تسقط مباشرة أمام وعلى رمال الشاطئ ،، صمت لفترة ولم يجيب على المركز الأرضى باللاسلكى ،،، وبعد دقيقة بدأ يتحدث قائلاً : (( تم تدمير الهدف لكنه دمر أعصابى )) وفى نفس اللحظة كان الموجودين بكل مراكز التحكم الألارضى الجوى بإسرائيل يردون على إيتان بقولهم وأعصابنا نحن أيضاً )) .. وقيل فى كتاب الحرب الإسرائيلى أن هذا الصاروخ لو قدر له وأصاب الهدف لكان قد أنهى الحرب مبكراً جداً فى أول يوم بسبب الخسائر الفادحة والتى كانت ستحدث بعد الإنفجار فى قلب إسرائيل . ناهيك عتن الحالة النفسية السيئة جداً ، والتى كان من شأنها القضاء على معنويات جنود وضباط جيش الدفاع فوراً .. لكننا نعود إلى قصة الطيار المصرى مع ميخائيل الذى إنطلق خلفه .. يقول ميخائيل : (( لأول مرة فى معركة جوية أدخل بها لا أستطيع أن أسقط حتى ذبابة ولم أفهم كيف لم أستطيع أن ألحق به وهو يقود طائرة ثقيلة جداً )) الكتاب يقول : (( لقد إلتف الطيار المصرى بعد أن أطلق الصاروخ على تل أبيب بسرعة البرق فى إتجاه الحدود المصرية وفى دقائق كان قد ترك حدود إسرائيل وجيشها عائداً إلى مصر . لكنه جعل إسرائيل تعيش أكثر لحظات تاريخها رعباً بسبب التفكير فى حجم الضحايا والخسائر المادية والمعنوية التى كان سيحدثها صاروخه العجيب )) .. إنتهت القصة ولازال ميخائيل وإيتان يتذكران تلك اللحظات وكأنها تحدث الأن ...... إنتهت الرواية وفقاً لما نشرته مجلة روزاليوسف المصرية فى أول أكتوبر 1996 لكن بعد أن هدأت الأحداث وإنتهت الحرب إسترد الطيار الإسرائيلى (إيتان كارمى) شجاعته المفقودة وأدلى بحديث مختصر لجريدة يديعوت احرونوت الإسرائيلية حيث قال )) أنه إعتقد فى البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية ولكنه عندما إقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لايوجد طيار . وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز توبوليف 16 بإتجاه مدينة تل أبيب . فإقترب الطيار الإسراسلى من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر ثم بدأ بإطلاق النار عليه حتى سقطت أجزاؤه فى البحر)) هكذا دون أدنى ذكر لحالة الرعب والإنهيار التى عاشتها القيادة الإسرائيلية كلها وكأنها كانت حادثة عادية لاتستحق الذكر !! والكاتب البريطانى المؤرخ الشهير إدجار أوبلانس المتخصص فى حروب الشرق الأوسط يشير إلى هذه الحادثة فى كتابه ــ حرب أكتوبر العبور .. والثغرة ــ طبعة عام 1987 حيث ذكرها فى صفحة 371 أن الشعب الإسرائيلى لم يعلم شيئ عن (صاروخ الكيلت الذى أطلقه المصريون) بينما لم يفسر هو أكثر ماهية الصاروخ الذى أطلق على إسرائيل ...!!! هذه هى قصة عملية قصف تل أبيب بصاروخ الكيليت المصرى خلال حرب أكتوبر عام 1973

التعليق : ــ بعد أن قرأنا القصة بالكامل يجدر بنا التوقف قليلاً لإلتقاط الأنفاس اللاهثة وإستخلاص بعض النتائج : ــ
ــ يجب على الجانب المصرى بعد كل هذه السنوات أن ينشر تقرير الطيار المصرى البطل عن نتيجة هذه العملية لكى نقف على حقيقة العوامل التى أدت لعدم نجاح مهمته الخطرة أو إستضافة البطل نفسه فى أحد البرامج التليفزيونية لنسمع منه أسرار القصة بلسانه هوشخصياً إذا كان لازال حياً متعه الله بالصحة والعافية أو نشر قصته إن كان قد إنتقل إلى الرفيق الأعلى

ــ واضح أن العملية كانت سرية وإنتحارية معاً وتعتمد على السرعة الخاطفة وإلا لكانت القيادة الجوية المصرية أرسلت سرباً كاملاً من التوبوليف 16 لتوسيع رقعة الدمار فى ساحة العدو الإسرائيلى لكن على ما يبدو أنه القيادة لم تكن تأمل فى عودة الطيار المصرى حياً لذا لم ترسل معه قاذفات أخرى خوفاً من زيادة معدل الخسائر فى صفوف طياريها وطائراتها وحت لاتهدى إسرائيل نصراً رخيصاً

ــ التأثير المعنوى والنفسى على إسرائيل ككل كان فظيعاً جدا من غارة طائرة مصرية واحدة فقط أثارت ذعراً رهيباً وإضطراباً بالغاً فى صفوفهم لدرجة أنهم تكلموا عن إنهاء الحرب مبكراً جداً فى حالة نجاح مهمتها !!

ـــ صاروخ الشفرير الإسرائيلى جو / جو الذى إستخدم فى إعتراض صاروخ الكيليت المصرى لم يكن فعالاً طوال حرب أكتوبر أو ربما لم يستعمل قط بعد هذه الحادثة

ــ مفهوم البطولة عند الإسرائيليين يثير الضحك والسخرية إذ أعتبروا الطيار / ميخائيل فرميه . بطلاً أسطورياً بما يناسب الشخصية اليهودية الغادرة الجبانة لمجرد أنه نجح فى تدمير عدد كبير من الطائرات العربية وهى جاثمة على الأرض فى يونيو 1967 .. أى بطولة وشجاعة فى ضرب طائرات عاجزة على الأرض بلا مقاومة ..؟؟ البطولة الحقيقية تقاس بالهجوم الجسور والنجاح فى المبارزات الجوية فى السماء بين طيارين نداً لبعضهم البعض أو طائرات متكافئة أو الهجوم على أهداف أرضية شرسة فى مقاومتها .. هنا فقط تتجلى البطولة والشجاعة الحقيقيتين فى هذا المضمار على هذا المعيار وحده
ــ لايفوتنا الإشادة ببديهة وببراعة وسرعة رد فعل الطيار الإسرائيلى الأخر إيتان كارمى الذى تصرف من واقع إحساسه العالى بالمسئولية وأنه لا بد أن ينقذ إسرائيل بأى شكل من الضربة القادمة حيث لم يقف مكتوف الأيدى أمام الصاروخ المصرى ذى المدى 150 كلم بوزن طن ونصف الطن حينما فشل فى إصابته بصاروخ طائرته الشفرير فلجأ إلى الإقتراب الخطر لمسافة 300 أو 200 متر من الصاروخ المنطلق فى الجو والتعامل معه بطلقات مدفعه الرشاش دون أن يبالى بالنتيجة وفى ذلك شجاعة تحسب له لإنقاذ دولته فى لحظات حرجة .

ــ وأخيراً .. كنا نتمنى لو وفق الطيار المصرى فى مهمته نظراً لما كان سينعكس ذلك التوفيق المرجو فى تغيير نتيجة الحرب منذ بدايتها بسرعة حسمها أو سريانها فى مسارات أخرى غير ما صارت عليه بما قد يزيد من مساحة النصر المصرى العظيم( )
الطائرة والصاروخ
قال إيتان كرمي الضابط في سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إنه اعتقد في البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية، ولكنه عندما اقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لا يوجد طيار، وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز «توبوليف تو-16» باتجاه مدينة تل أبيب، فاقترب الطيار الإسرائيلي من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر منه ثم بدأ بإطلاق النار عليه، حتى سقطت أجزاؤه في البحر.
بعد 3 أيام من القتال، وتحديدا في 9 أكتوبر 1973، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في سلسلة غارات على العمق السوري في دمشق، للضغط على قيادات النظام السوري. وعلى الرغم من أن هجوما كهذا كان مطلوبا أيضا على مصر للضغط على الرئيس محمد أنور السادات، لم تبادر إسرائيل إلى ضرب العمق المصري، فلماذا حدث ذلك؟
وهناك بحث جديد كتبه كل من الدكتور ديما أدامسكى، رئيس إدارة المتميزين في الاستراتيجية، وهو محاضر كبير في مركز هرتزليا متعدد المجالات، والبروفيسور أورى بار يوسف الباحث المتخصص في حرب أكتوبر 1973، يتناول التداعيات الاستراتيجية للمواجهة بين القوى العظمى في حرب أكتوبر.( )

منقول
 
لا هي بالفعل الضربه لم تنجح. ولكنها كانت رساله في اول الحرب ان ضرب العمق ممكن. اذا حاول اليهود ضرب العمق ايضا.
وتم اسقاط الصاروخ …. وكانت هذه الضربه قبل الحرب اساسا بنصف ساعه كامله. وتحركت ايضا قاذفه اخري تو قبل الحرب وتحرك الطيران او المدفعيه. وقامت هذه القاذفه باطلاق اول صاروخ كروز تقريبا في الحروب الحديثه والتي استهدفت محطه ابو خشبيب للانذار المبكره. وبالفعل اصاب الصاروخ هدفه بقوه. وكان الصاروخ الذي تجهل نوعه الان في حجم مقاتله ميج ١٧ تقريبا.
ده في حجمها ويشبهها تقريبا السوفييت جابوا مقاتله مبح 17 وحولوها لصاروخ كروز وبطئ أيضا مثلها
 
كنت أجهز موضوع عن سلاح القاذفات في أسلحة الجو العربية عندما وقعت على موضوع لم أسمع به من قبل وهو قصف القاذفة التوبوليف TU-16 المصرية لمدينة تل أبيب في حرب اكتوبر
مشاهدة المرفق 434842
القاذفة باقي في الخدمه !؟😳
 
غير معلوم هل تم تطويرها في المخازن ام تم اخراجها من الخدمه نهائيا،، اتمني ان يتم تطويرها علي غرار الصينيه
تجديدها او تطويرها افضل من اخراجها من الخدمه لان صعب في وقتنا الحالي دوله تبيع لك قاذفه
 
كاتب المقال يرفع الضغط بالفلسفة الزائدة عن الحد

مثل افلام يوسف شاهين غير مفهومة ابدا
 
تم إخراج القاذفات الروسية TU16 من الخدمة ببداية التسعينيات
و استمرت القاذفات H6 النسخة الصينية في الطيران الى سنة ٢٠٠٠
 
التعديل الأخير:
غير معلوم هل تم تطويرها في المخازن ام تم اخراجها من الخدمه نهائيا،، اتمني ان يتم تطويرها علي غرار الصينيه
مركونه بحالتها في مطار ألماظة ولم تفكك أو تكهن حتي الآن علي ما اعتقد
 

انقل لكن المقالة التي استمتعت بقراءتها :​

«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».. صفارات الإنذار تصرخ


11.jpg


الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم
«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».
صفارات الإنذار تصرخ والهلع يصيب موشي ديان.
جولدا مائير تهرب مع المواطنين للمخابئ .
التنفيذ تم بأحدث «قاذفة روسية» طاقم العملية 7 أفراد.
مشاهدة المرفق 434858

ستظل خفايا أحداث يوميات معارك حرب أكتوبر المجيدة 1973 المصنفة تحت بندى «منتهى السرية » و «عظيمة السرية » مليئة بالتفاصيل الثرية تساندها وثائق تسمح الأرشيفات الحكومية السرية للدول العظمى بالكشف عن صفحات حصرية منها بين الفينة والأخرى.
بينما لايزال هناك حظر نشر شامل سارى حتى كتابة تلك السطور على فصول كاملة من تلك اليوميات تسكن صفحاتها أدراج ودهاليز طرقات ملفات الأرشيفات الرسمية للأجهزة السيادية السرية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا الاتحادية وبالقطع فى إسرائيل.
تجمع أوراقها كافة أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى الحديث خططت لها عقليات عسكرية مصرية نابغة بدأتها بضربة جوية عملاقة انتهت بنصر شارك فى صنعه أبطال ورجال أسلحة القوات المسلحة المختلفة.
من تلك المشاهد الحصرية «يومية حرب » مصنفة تحت بند «منتهى السرية » مؤرخة بتاريخ السادس من أكتوبر 1973 أكشفها لأول مرة من الأرشيف الأمريكى والسوفيتى سجلت بدقة وقائع معركة جوية مصرية- إسرائيلية.
مشاهدة المرفق 434865
أنقلها كما جرت لحظة بلحظة فىسماءالبحر الأبيض المتوسط على بعد كيلو مترات قليلة من مقر القيادة العامة لوزارة الدفاع العبرية أمام سواحل مدينة تل أبيب.
المثير أن وقائع تلك اليومية تطابق سردها فى وثائق أرشيف ملفات الأمن القومى الفيدرالى الأمريكى والأرشيف الحكومى السوفيتى كما تظهر أيضا ذات البيانات فى كتاب الحرب الخاص بعمليات القوات الجوية الإسرائيلية فى أكتوبر 1973 كلها، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التطوير فى تقنية استخدام المتاح من السلاح الجوى مع الخطط التى رسمها اللواء «محمد حسنى السيد مبارك » قائد سلاح الجو المصرى وقتها تستحق التوقف عندها طويلً بالفحص والدرس.
الزمان الساعة 1.55 بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 العظيم فى ذلك اليوم الباهر من تاريخ الشرق الأوسط حيث انطلقت فوهات مئات المدافع المصرية الثقيلة من مختلف الأعيرة تزأر فى تناغم غريب بترنيمة النصر.
دكت حصون الجيش الإسرائيلى المحتل للأراضى المصرية على طول المواجهة فوق خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وعندما توقف القصف عقب تحقيق كامل أهدافه بدأت عملية العبور العظيم.
اختلطت دموع النصر بالعرق والدماء وسط مشهد مصرى بطولى جرت أحداثه الحصرية فى السماء أمام سواحل مدينة تلأبيب الإسرائيلى التى مثلت وقتها عمق العمق بالنسبة للعدو الإسرائيلى.
مشاهدة المرفق 434867
هذا المشهد سر من أسرار المعارك الحربية الجوية خلال حرب أكتوبر 1973 تفاصيله وبياناته سجلت بدقة فى الوثائق الأمريكية «منتهى السرية » والسوفيتية «عظيمة السرية »، كما أدرج ذات الملف بداية من الصفحة رقم 451 فى سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية.
يثبت نجاح إحدى طائرات القوات الجوية المصرية القاذفة فى اختراق المجال الجوى لمدينة تل أبيب وتهديدها مقر وزارة الدفاع والأركان الإسرائيلية بشكل مباشر أضاء جميع الأنوار الحمراء فى العالم ذلك اليوم المشهود.
السادات ومبارك يخططان في سرية
طبقًا لتفاصيل يومية الحرب كلفت الطائرة المصرية صباح السادس من أكتوبر 1973 بمهمة شديدة الخطورة لم يعلن عنها نهائيًا فى مصر من قبل خطط لها الرئيس محمد أنور السادات بنفسه مع قائد سلاحه الجوى اللواء مبارك.
قرر القائدان فيها تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية غير مسبوقة هدفت إلى قصف مبانى وزارة الدفاع والقيادة والأركان وغرفة العمليات الإسرائيلية الرئيسية فى قلب مدينة تل أبيب ظهر ذلك اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 .
فى الواقع تعددت المهام والعمليات الجوية التى أسندها اللواء طيار مبارك قائد سلاح الجو المصرى إلى طائرات القوات الجوية المصرية متعددةالطرازات - معظمها روسية الصنع - بغرض قصف وتدمير الأهداف الإسرائيلية الأولية فى عمق سيناء تمهيدًا للعبور العظيم.
برزت بينها مهمة كلف فيها اللواء طيار مبارك قاذفة استراتيجية ثقيلة الوزن روسية الصنع من طراز - - Tupolev TU16«توبوليف - » TU16 انطلقت ضمن أسراب النسق الجوى المصرى الثالث المسند إليه مهمة دك الحصون العسكرية الإسرائيلية الرئيسية فى عمق تجمعات العدو.
وبسبب الإشارة للأهمية المعروف أن القاذفة الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف - »TU16- التسمية توبولوف خطأ - طائرة ثنائية المحرك قامت بأول رحلة رسمية لها فى صباح 27 إبريل .1952 دخلت القاذفة الروسية الخدمة العسكرية لحساب س اح الجو السوفيتى بداية عام1954، واستمرت بعدها فى خدمة القوات الجوية السوفيتية حتى عام 1993 ، وقد تم تصنيع عدد 1509 طائرة من تلك القاذفة الروسية الاستراتيجية التى تعتبر أول قاذفة استراتيجية - لمهام القصف فى العمق تمت صناعتها بغرض حمل القنبلة النووية السوفيتية.
دخلت طائرات ذلك الطراز الخدمة لحساب القوات الجوية المصرية فى نهاية الخمسينيات، بينما خرج آخر جيل منها من الخدمة الرسمية لدى سلاح الجو المصرى عام 1993
أعود للوثائق الرسمية الأمريكية المصنفة تحت بند «منتهى السرية » حيث تكشف أن اللواء حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى نفذ مشروعات مصرية جوية سرية للغاية قبل أكتوبر 1973.
كشف عدد منها أثناء المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل ولايزال عدد آخر قيد الأسرار الممنوعة حتى يومنا هذا


الزمان يوم من أعظم وأمجد أيام التاريخ المصرى الحديث،
المكان المجال الجوى فوق البحر المتوسط وسواحل إسرائيل قد بدأت فى الظهور بوضوح أمام الطيار قائد العملية.


بينما أصبحت مدينة العريش فى ذيل القاذفة الاستراتيجية المصرية الثقيلة روسية الصنع من طراز «توبوليف - .»TU16 مثلت القاذفة الروسية الاستراتيجية الثقيلة «توبوليف - »TU16 الرعب بكل معانى الكلمة الفنية والتقنية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلى، وكان معنى ظهورها على الرادارات العبرية فى هذا اليوم بالذات أنها فى مهمة كارثية لقصف عمق الأراضى الإسرائيلية.

لكى نستوعب المشهد معًا فالقاذفة الروسية «توبوليف - »TU16 يتكون طاقمها من6 إلى 7 أفراد يبلغ طول أجنحتها 66 مترًا، بينما يبلغ طول القاذفة 34 مترًا حمولتها القصوى 79 ألف كيلو جرام. تبلغ السرعة القصوى للطائرة توبوليف المعروفة باسم«بادجر » ما يعادل 1050 كيلو مترًا فى الساعة ومداها النهائى 7200 كيلو متر فى العمق مع القدرة على الارتفاع لمستوى يقارب 42 ألفقدم فوق سطح البحر.
مشاهدة المرفق 434866


وكان معروفًا أن ذلك الطراز من القاذفات الاستراتيجية الروسية الصنع لديه قدرة حمل قنبلة غير تقليدية تزن 9 آلاف كيلو جرام.
كما لم يخف على الخبراء العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين وقتها من الناحية الفنية إمكانية تزويد الطائرة الاستراتيجية بقنبلة نووية يصل وزنها إلى4800 كيلو جرام فى العمق.
أى أن سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والسوفيتية لم تبالغ عندما سجلت أن ظهور القاذفة الاستراتيجية المصرية «توبوليف - »TU16 أمام سواحل إسرائيل بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 كان بمثابة كارثة على وشك التحقق.
الحقيقة من يطالع ويدرس أسرار تلك الواقعة سيدرك أن معنى الكارثة كان أولً فى كيفية هروب تلك القاذفة المصرية الاستراتيجية الثقيلة للغاية من جميع الرادارات الأمريكية الصنع
والأحدث بالعالم يومها بين التى خدمت القوات الأرضية الإسرائيلية على طول خط المواجهة، وفى كل أرجاء شبه جزيرة سيناء المحتلة.


ربما كانت الإجابة بسيطة فقد شلت الخطة الهجومية التى وضعها اللواء حسنى مبارك قدرة الرادارات الأمريكية تمامًا بعد دقائق من بدء الضربة الجوية الأولى، بينما أكملت المقاتلات المصرية تدمير أفضلية رصد الرادارات الإسرائيلية فى هجوم النسقين الثانى والثالث.
فى الواقع الدليل الرسمى على نجاح الهجوم الجوى المصرى يكمن فى هروب القاذفة المصرية الاستراتيجية روسية الصنع ثقيلة الوزن «توبوليف»TU16 - من الرادارات الأمريكية، وظهورها فجأة أمام السواحل الإسرائيلية فوق البحر المتوسط فى عمق الدولة العبرية.
كان الأمر عند التحقق من بيانات الرادار الإسرائيلى بالنسبة للقيادة السياسية العبرية يعنى أنها مسألة حياة أو موت لآلاف السكان فى قلب مدينة تل أبيب، ناهيك عن إمكانية الطائرة المصرية قصف أى هدف عسكرى أرضى إسرائيلى بقدرة
تدميرية بالغة التأثير.


على الفور كان الجنرال «بينى بيليد » قائد لسلاح الجو الإسرائيلى الثامن في تاريخها ، أول من أبلغته غرفة الرصد الأرضية الإسرائيلية بحقيقة دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية المجال الجوى الإسرائيلى.

ولأن الأمر كان يتعدى صلاحيات بيليد العسكرية والسياسية فقد أبلغ فور علمه بالموضوع هيئة رئاسة الحكومة وقيادة أركان الدولة فى إسرائيل فوصل خبر القاذفة المصرية فى نفس اللحظة إلى كل من:«موشيه ديان » وزير الدفاع لإسرائيلى، كماوصل الخبر إلى «دافيد إليعازر » رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، فطلب وزير الدفاع موشيه ديان إعلان حالة الطوارئ داخل مدينة تلأبيب فى اليوم الأول لحرب أكتوبر 1973
فانطلقت صفارات الإنذار لأول مرة فى تاريخ إسرائيل معلنة عن ضربة جوية مصرية وشيكة على المدينة الساحلية التى هرع سكانها فورًا إلى المخابئ.
فيديوهات مهمه بها الذعر في تل ابيب وقت اطلاق الانذار
فى نفس التوقيت طلب موشيه ديان من السيدة «جولدا مائير » - خامس رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل - إخلاء مكتبها الحكومى فورًا، والنزول إلى مخابئ الطوارئ حيث بدأت عملية الإخلاء فى هدوءورئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذهول غير مصدقة لما يحدث من حولها.
نفس الأمر أبلغه وزير الدفاع موشيه ديان إلى مقر إقامة «إفرايم قاتصير » الرئيس الرابع لدولة إسرائيل فتم إخلاء رئيس الدولة العبرية وأسرته فى دقائق.
تحولت كل الأهداف العسكرية والسياسية أو حتى المدنية داخل مدينة تلأبيب منذ لحظة رصد دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية العملاقة الأجواء الإسرائيلية هدفًا محتملً.
وكانت هى المرة الأولى فى تاريخ دولة إسرائيل منذ اندلاع الصراع العربى - الإسرائيلى الذى تتمكن فيه طائرة مصرية استراتيجية هجومية من اختراق المجال الجوى لأكبر المدن العبرية من حيث عدد السكان والمبانى الحكومية الأهم وعلى رأسها مقر وزارة الدفاع فى قلب تل أبيب.
سارت إجراءات الطوارئ فى تلأبيب بسرعة غير مسبوقة، بينما الجميع فى ذهول تام حتى التدريبات الإسرائيلية على صد الضربات الجوية المصرية لم تكن تتوقع أنه سوف يأتى اليوم حيث تتمكن فيه الطائرات المصرية الاستراتيجية الثقيلة من الوصول إلى تل أبيب.
حتى «كينيث برنارد كاتينج » السفير الأمريكى الجديد يومها فى تلأبيب فقد أطبق عليه الوجوم دون استعداد مسبق فلم تبلغه أجهزة استخبارات بلاده أو تحذره قبلها لهذا الاحتمال،مما تركه مع طاقمه الدبلوماسى دون أى خطة لإجلاء أعضاء جاليته الدبلوماسية الرفيعة من مقر السفارة الأمريكية الواقعة على كورنيش شاطئ مدينة تل أبيب المطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط فى متناول القاذفة المصرية الاستراتيجية.


على ضوء معلومات الرادار الجوى المركزى فى تلأبيب اتخذت رئاسة هيئة الأركان العبرية قرارها بالإخلاء الفورى لجميع المواقع الحكومية الحساسة المواجهة لساحل البحر المتوسط، ومن بينها السفارات الأجنبية المتواجدة ضمن نطاق مبانى ومقار وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأمرت قيادة الجيش الإسرائيلى المسئولين عن السفارة الأمريكية الواقعة على بعد بلوكات قليلة من مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية الإخلاء العاجل خشية أن يتعرض مبنى السفارة الأمريكية نفسه للقصف.
قرر السفير الأمريكى كينيث كاتينج قبل أن يترك مكتبه مهرولً فى اتجاه ملاجئ الطوارئ إبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية، لكن ضباط طاقم حراسته التابع لأمن السفارة الأمريكية رفضوا السماح له بالبقاء دقيقة واحدة أخرى داخل مكتبه بينما راحت صفارات الإنذار تدوى بقوة فى كل أرجاء إسرائيل.
نجح السفير الأمريكى عقب إجلائه مع طاقمه إلى مخبئ الطوارئ داخل مبنى السفارة الأمريكية بتل أبيب المعد لتحمل حتى القصف النووى فى الاتصال عبر هاتف الطوارئ بوزير الخارجية الأمريكية الجديد وقتها «هنرى كيسنجر .» المعروف أنه شغل منصب مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى الجمهورى «ريتشارد نيكسون » وذلك بداية من 20 يناير 1969 وحتى 3 نوفمبر 1975 ، مع توليه فى تلك الأثناء منصب وزير الخارجية الأمريكية بداية من 22 سبتمبر 1973 وحتى 20 يناير 1977 ،أطلع السفير كاتينج خلال الحوار غير العادى الذى أجراه يوم السادس من أكتوبر 1973 من داخل مخبئ طوارئ السفارة الأمريكية فى تلأبيب وزير خارجيته كيسنجر على تطور الموقف، وأخبره فى هلع أن القوات الجوية المصرية فى طريقها لقصف عمق تل أبيب.
فى نفس التوقيت تقريبًا تلقى هاتف هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية اتصالات إسرائيلية وصلت لحد الاستغاثة الدبلوماسية الرسمية.
أبرزها جاء من نظيره «أبا إيبان » وزير الخارجية الإسرائيلى، كما تلقى الوزير الأمريكى اتصالين آخرين أولهما أجراه إسحاق رابين السفير الإسرائيلى المنتهية ولايته لدى واشنطن - يومها - الذى شغل مهام منصبه من عام 1968 وحتى عام 1973.
أما الاتصال الثانى فأجراه السفير الإسرائيلى الجديد فى واشنطن وقتها «سمحا دينيتس »، وقد طلب الجميع من كيسنجر سرعة التدخل والتصرف لمساعدة دولة إسرائيل.
لم يجد هنرى كيسنجر أمامه سوى إبلاغ الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون » طالبًا منه اتخاذ قرار عاجل لإنقاذ مدينة تلأبيب ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
فأجرى الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون على الفور اتصال مع السكرتير العام ل أمم المتحدة - وقتها - النمساوى الجنسية «كورت فالدهايم » .فى الحديث طلب نيكسون من فالدهايم التدخل الفورى بثقل نفوذ منظمته لدى الرئيس المصرى محمد أنور السادات لإقناعه بالعدول عن منطق قصف مدن العمق الإسرائيلية.
حتى لا تضطر إسرائيل للرد بالمثل، وذلك بهدف إبعاد المدن المصرية والإسرائيلية وسكانهما عن خطر المعارك العسكرية ومجمل الصراع حماية للمدنيين فى الدولتين.
وافق «كورت فالدهايم » السكرتير العام للأمم المتحدة واتصل بالرئيس السادات لكنه لم يتمكن من الوصول إليه مباشرة بسبب تواجد الرئيس وقتها فى غرفة العمليات.
لكن عندما أحيط السادات علمًا بالاتصال طلب من معاونيه أن يبلغوا فالدهايم باسمه عبر الهاتف أن مصر تحترم الاتفاقيات الدولية، ولن تهدد حياة المدنيين فى إسرائيل مهما كلف الأمر.
المثير أن العملية النوعية للقاذفة المصرية التى خطط لها اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى فوجئ السادات أنها أدت بشكل غير مباشر إلى تحقيق فكرة الردع العسكرية الشاملة، وقيدت إسرائيل بشكل نهائى طيلة فترة الحرب من التفكير الانتقامى ضد المدن المصرية.
فى ذات المسار السياسى اتصل الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بالعاصمة السوفيتية موسكو، وتحدث هاتفيا مع «ليونيد بريجينيف » الزعيم الروسى.
فى المكالمة حمل الرئيس الأمريكى ريتشاردنيكسون موسكو المسئولة عن نتائج مهمة القاذفة المصرية الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف -»TU16 حال إسقاط حمولتها المدمرة فوق مدينة تل أبيب.
فرد عليه الزعيم الروسى بريجينيف ساخرًا أن روسيا عندما تبيع أسلحتها لأى دولة بالعالم لا تسلم تلك الدول قائمة بالأهداف المسموح بقصفها فى الحروب من عدمه، وأن مصر حرة فى اختيار أهدافها.
وأكد الزعيم الروسى فى رده على محدثه أن الاتحاد السوفيتى ليس طرفًا فى الحرب فعلت نبرة صوت الرئيس الأمريكى وتوتر الحديث بينهما بشكل غير مسبوق، لدرجة أن نيكسون هدد بتدخل القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش المصرى لو تطلب الأمر.
مرت الثوانى والدقائق التالية داخل مقر قيادة القوات الجوية الإسرائيلية بتل أبيب كأنها ساعات، وأمر اللواء بينى بيليد قائد القوات الجوية العبرية لاعتراض القاذفة المصرية المقتربة بثبات من شواطئ تل أبيب.( )
طيار مصرى يثير الذعر فى تل أبيب ( تفاصيل أخرى عن العملية )
قصة ملحمة جبارة من ملاحم حرب أكتوبر قام بها طيار مصرى مجهول غزا وحده قلب عاصمة العدو وأوقع الفزع والرعب فى قلوب ونفوس سكانها قبل تنفيذ الضربة الجوية الإفتتاحية الشهيرة بدقائق معدودة .
هذا البطل المصرى الطيار أوكلت إليه مهمة سرية إنتحارية هى قيادة طائرة قاذفة إستراتيجية ثقيلة من طراز توبوليف 16 ذات المدى الواسع البعيد دون أن ترافقه طائرات الحماية الأخرى من طراز ميج 21 نظراً لأن مداها العملياتى يقصر عن الوصول لإسرائيل بعكس المدى البعيد جداً للتوبوليف 16 والذى يصل إلى 7200 كلم وبحمولة 9 أطنان من الذخيرة والقنابل وذلك للإغارة على هدف خطير حيوى خطير وثمين تمثل فى نسف المبنى الإدارى لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية والتى تمثل ـ مركز آلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية الرئيسية ـ فى قلب مدينة تل أبيب ـ عاصمة العدو ـ وتدميره عن أخره حيث سيكون ذلك بمثابة طعنة نجلاء شبه قاضية فى قلب العدو الإسرائيلى مع بدء إندلاع حرب أكتوبر 1973 مما قد يشل نهائياً عملياته الحربية ويوقف تحركاته وردود أفعالة وسط المزيد من الذعر والإرتبالك والفوضى فى صفوفه ربما إلى نهاية الحرب نفسها .... لقد ظلت قصة هذه الغارة الجوية المصرية فى طى الكتمان لسنوات طويلة ولم يتطرق إلى ذكرها كلا الجانبين المصرى والإسرائيلى كأنهما إتفقا على ذلك حيث لكل طرف أسبابه الوجيهة فبالنسبة للجانب المصرى تقرر ضرب ستار من السرية والكتمان على هذه العملية بإعتبار أنها عملية فاشلة لم تؤدى الغرض المقصود منها بتدمير الهدف المعنى وإن لم ينتج عنها خسائر فى النهايه تستوجب الإعلان أو التبرير . فقد عاد الطيار المصرى سالماً إلى قاعدته حيث لم تسقط الطائرة المصرية ولم يؤسر الطيار المصرى إذن فلا داعى لذكر شيئ عنها . (وإكفى على الخبر ماجور) كما يقول المثل الشعبى المصرى ،، وبالنسبة للجانب الإسرائيلى فقد إعتبرها بمثابة فضيحة وإهانة لسمعتهم العسكرية المبالغ فيها وجرحاً خطيراً لكرامة سلاحهم الجوى الذى طالما ملأوا الدنيا طنطنة فارغة ولغطاً حول قدراته الخارقة وذراعه الطويلة فى الوصول إلى أى أراضى بعيدة فى العالم العربى وحتى جنوب أوربا نفسها وكذلك قدرته الفائقة على حماية السماء الإسرائيلية من أى ذبابة تفكر فى إختراق مجالها الجوى . فإذا به يفاجئ بطائرة مصرية بطيئة ثقيلة تخترق مجاله الجوى المراقب المحمى تماماً بكافة وسائل الإنذار المبكر ونطاقات الحماية الجوية المتعددة وتصل إلى ما فوق سواحل إسرائيل فى سماء تل أبيب نفسها بل وتتجرأ الطائرة المصرية وتحاول أن تقصف المبنى الذى يضم مكاتب الدفاع والمخابرات قلب وعقل الجهاز العسكرى الإسرائيلى كله ـ هكذا بكل بساطة !! يـــــالـــــهـــــــا مـــــن مـــــــهــــــزلــــــة ويــالــه من عار ..... والأدهى والأمر أن المهزلة إنقضت بدون ثأر ولا عقاب للجانب المصرى الذى طالت ذراعه الجوية القصيرة بغتة حتى وصلت إلى عاصمة العدو نفسه فلم يشفوا غليلهم بالنيل من الطائرة المصرية البطيئة العاجزة بإسقاطها أو حتى مجرد خدشها بخدش واحد ولم يظفروا أيضاً بالطيار المصرى نفسه ليدفع ثمن تجرأه عليهم حياً أو ميتاً فيما يعتبر هزيمة أخرى فى حد ذاتها وجرحاً جديدا لكرامتهم وسمعتهم العسكرية وسمعة طيرانهم بالأخص التى إنشرخت على يد السلاح الجو المصرى ثم تهاوت فى الحضيض تماماً ببدء نشوب حرب أكتوبر بعد هذه الحادثة بدقائق وتوجيه الضربة الجوية الساحقة لأهداف العدو فى سيناء .. لكن مع ذلك فقد كان الجانب الإسرائيلى هو من قام بإماطة اللثام عن القصة الكاملة لهذه الغارة المصرية بعد سنوات من خلال نشر القصة على لسان طيارى العدو والتى ذكرت فى كتاب خاص عن الحرب طبعته وزارة الدفاع الإسرائلية وبمناسبة مرور 23 سنة كاملة على حرب أكتوبر 1973 قررت مجلة روزاليوسف المصرية ـ عام 1996 ـ ترجمة ما نشر فى تقارير العدو الإسرائيلى تحت عنوان ( طائرة مصرية فى تل أبيب) فى عددها الصادر بالأسبوع الأول من شهر أكتوبر لسنة 1996 ،،،،، بعد سرد هذه المقدمة التى كان لابد منها أترككم الأن للإستمتاع بالشرح التفصيلى لهذه العملية البطولية الأسطورية التى ستحبس أنفاسكم من خلال التقارير الإسرائيلية نفسها .. فالحق ماشهدت به الأعداء كما تقول الأمثال العربية القديمة

. . . . . . فى كتاب الحرب الخاص بسلاح الطيران الإسرائيلى (( السماء ليست هى النهاية المكون من 672 صفحة ـ صدر عن وزارة الدفاع الإسرائلية ـ هذه القصة التى يرويها الكتاب وننشرها اليوم لأول مرة : مليئة بالإثارة لأنها تروى قصة الطائرة المصرية الوحيدة فى تاريخ الحروب الإسرائيلية / العربية التى ذهبت يوم 6 أكتوبر إلى تل أبيب نفسها . طائرة هذا النسر المصرى المجهول عادت سالمة لم تصاب بشظية واحدة بعد أن قصفت تل أبيب ، لكن هذا الصاروخ العملاق الذى أطلقته إندفع مسرعاً ليسطر صفحة جديدة التاريخ العسكرى إلى تل أبيب ، كانت لها قصة هامة وهو فى طريق رحلته للهدف ، قصة إستغرقت فى الطبيعة دقائق قليلة جداً لكنها مرت على سكان تل أبيب كالدهر ، إقتربت عقارب الساعة فى مركز المراقبة الأرضية ـ المركز الرئيسى لسلاح الطيران المركزى بإسرائيل فى الثانية إلا خمسة دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان ،، وكانت كافة الأبراج الأمامية على الجبهة فى المواقع الإسرائيلية تخطر المحطة الأم برسالة غريبة جداً عبارة عن بعض كلمات لم يستوعبها فى البداية أحد ، ممن كانوا فى المركز الرئيسى للمراقبة : جاء فيها طبقاً لكتاب الحرب (هالو رافيديم : هالو رافديم .. أجب بسرعة .. طائرة مصرية واحدة تمرق أمام سواحل العريش فى طريقها إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب) هذه الرسالة اللاسلكية للمحطة المركزية أخذت تتكرر لمدة خمس دقائق كاملة مما جعل معظم الطيارين الإسرائليين الذين كانوا على نفس موجة الإرسال بطائراتهم يطلبون وقف بث تلك المعلومة لأنهم ركزوا تفكيرهم معها ،، ومع الهدف المنطلقة ناحيته مما يعرضهم للخطر فى هذه اللحظة صمت الجميع فى داخل غرفة المراقبة المركزية وتمتم قائد المراقبة بكلمات غير مفهومة واخذ ينظر حوله كأنه يبحث عن شيئ ضائع منه للتو وفجأة بدأ يصرخ ويسأل : أين ميخائيل ...؟ أجيبونى بسرعة بالله عليكم أين ميخائيل .؟ وأخبروه من بالغرفة أنه ميخائيل ذلك الطيار الإسرائيلى المدون عنه فى كتاب الحرب أنه كالأسورة فى الطيران ، وأنه الوحيد الحاصل على ميدالية الشرف الأولى فى الطيران الإسرائيلى بسبب عدد الطائرات العربية التى قصفها على الأرضى فى يونيو 1967 موجود فوق القناة أو بالأصح أنه عائد لتوه من رحلة تصوير للقناة والوضع بها ، وسأل القائد الغرفة المركزية هل هو جاهز للإقلاع ..؟ فكانت الإجابة : نعم جاهز . تمتم ثانية الرجل وهو يقول : لن يمنع هذه الكارثة سوى ميخائيل . فى مركز مراقبة تل أبيب بدأ الصراخ والعويل يعلو فى اللاسلكى فى نداء يائس للمركز الرئيسى بسبب أول ظهور للطائرة المصرية من نوع ( توبوليف 16) الثقيلة على شاشة رادر تل أبيب وسمع فى اللاسلكى نداء يقول : ((ستتعرض المدينة للهجوم خلال دقائق)) .. كان طيار التوبوليف ثقيلة الوزن قديمة الطراز يندفع نحو حرب خاصة جداً . قرر أن يخوضها وحده أمام سلاح الطيران الإسرائيلى كله والذى حتماً سيدفع له أفضل طياريه للدفاع عن عاصمة إسرائيل الحقيقية أثناء الحرب طلب مركز المراقبة بتل أبيب من أفضل طيار بالمنطقة المركزية بداخل إسرائيل وإسمه (إيتان) أن ينضم بطائرته الميراج الجديدة مع (فرميه ميخائيل) الذى يقود هو الأخر ميراج مماثلة ..
كانت الميراج فى الحرب هى طائرة إسرائيل الأولى .. وإلتحم ميخائيل وإيتان فى إتجاه شاطئ تل أبيب . وبعد ثوان معدودة مرت طويلة جداً على الإثنان كما شهدا فيما بعد لأنهما كانا فى شوق بالغ ملتهب للقاء هذا النسر المصرى صاحب القرار العجيب بالهجوم على تل أبيب ... يقول إيتان : (( كنت أنا وميخائيل نعلم أننا خلال ثوان سنلتحم فى معركة جوية مع هذا الطيار لكننا كنا نشعر قبل أن نراه بإحترام الشديد له كطيار جاء لينفذ مهمة كهذه))

مرت ثانيتان وظهر النسر المصرى أمامهما يقول إيتان : إتجهت بطائرتى الميراج بسرعة كبيرة جداً ناحية الطائرة المصرية لكننى رأيتها وكأنها تسقط بسرعة كبيرة جداً ناحية البحر ، ثم أدركت بعدها أنه لا يسقط بل أن هذا الطيار كان يقوم بحركة مناورة صعبة جداً أدهشتنا أنا وميخائيل نظراً للمستوى الفنى لهذا الطيار ويكمل ميخائيل قائلاً : (( لقد جعلتنى هذه المناورة أسرح لثانية فى مقارنة فنية بين هذا الطيار المصرى وأفضل الطيارين الغربيين الموجودين فى هذا الوقت)) يقول إيتان فى شهادته المسجلة فى صفحة 451 : (( لقد شاهدته يعد نفسه لإطلاق صاروخ (( جو/ أرض )) فى إتجاه كورنيش تل ابيب وأدركت المصيبة ، ذلك أنه لو قذف أحد بطوبة فقط من الجو على منطقة الكورنيش لأصابت حتماً شخصاً ، أو ربما أكثر فكيف يكون الحال لو قصفت هذه الطائرة صاروخاً على تل أبيب ..؟ )) يقول ميخائيل : (( لقد رأيت أن الصاروخ المعد للإطلاق هو (( كيليت)) : لأنه بمثابة بعبع المدن وحروبها لأن وزنه يبلغ طناً ونصف الطن متفجرات ، وهو مجهز للإنطلاق بواسطة جهاز رادارى متطور يجعله لا يخطئ الهدف المتجه إليه )) ويكمل إيتان قائلاً : (( هذا الصاروخ لا يختلف كثيراً عن كونه طائرة ميج 15 كاملة ، لكنه على شكل صاروخ بعد التطوير )) ويقول إيتان : (( لقد نقلت شكل الصاروخ كما هو إلى القاعدة المركزية وكان القرار هو أن ينطلق ميخائيل وراء الطيار المصرى بينما أنطلق أنا وراء صاروخ الطائرة)) ويكمل : (( كان الصاروخ يتبختر فى الجو فى طريقه للهدف فى كبرياء غريب أدهشنى ، ومع إننى إعتقدت أن مهمة إسقاط الصاروخ سهلة إلى حد ما لأنه كان على فقط أن أطلق على هذا العملاق المنطلق إلى تل أبيب صاروخ (الشفرير) إسرائلى الصنع الشهير عالمياً وقتها لكن الصاروخ اللعين ـ الشفرير ـ بعد إنطلاقه من باطن الميراج بثانية واحدة إنطفأت محركاته وإنطفأ جهاز توجيهه وسقط سريعاً ناحية البحر أمام الشاطئ . ويكمل إيتان لاهثاً بقوله : (( أصبحت مسألة الوقت حرجة جداً ، فما هى سوى ثوانى أخرى حتى يصل الصاروخ المصرى إلى الشاطئ وإلى العمارات العالية التى وقف بينها مبنى (( برج كل بوشالوم )) الذى يضم مكاتب المخابرات والدفاع والداخلية ،، وقلت لنفسى هو ثوانى وتشتعل منطقة الكورنيش باللهب ـ منطقة كورنيش تل أبيب ... فى مساحتها التى لا تتجاوز كلها بالعرض مساحة شاطئ سيدى بشر 1 + 2 فى مدينة الإسكندرية ـ ويسقط العشرات قتلى )) إقترب إيتان من الصاروخ أكثر وكأنه يصاحبه للهدف وتعجب إيتان ـ طبقاً لشهادته ـ من الكيفية التى طور بها المصريون طائرة ( ميج 15) فحولوها إلى صاروخ محمول بهذا الحجم وفى هذا الوقت قرر إيتان التعامل مع الصاروخ بطلقات النيران العادية للطائرة وهو يقول عن ذلك : (( فتحت نيران الطائرة بكثافة كالمجنون على بعد 300 متر فقط . وكنت أعلن أنه فى حالة إصابة الصاروخ سينفجر مسبباً دوياً هائلاً . كما سيسبب حلقة من الشظايا بالتأكيد ستصيب الطائرة الميراج التى أركبها )) ... وفعلاً إنفجر الصاروخ كما قدر إيتان ،، بشكل هز شوارع كورنيش تل أبيب ، وشعر به بقية سكان المدينة الذبن هرعوا للشوارع فى ذعر شديد وأصيبت طائرة إيتان الميراج فى جانبها الأيمن وكاد الطيار الإسرائيلى أن يفقد وعيه لأن قوة الإنفجار أحدثت خلخلة هواء جعلت الميراج تهتز بشدة مما أدى لإصطدام رأس إيتان فى زجاج كابينة قيادة الطائرة بقوة ... بعد أن غمر العرق وجه العرق وجه إيتان وهو يشاهد بقايا الصاروخ العجيب تسقط مباشرة أمام وعلى رمال الشاطئ ،، صمت لفترة ولم يجيب على المركز الأرضى باللاسلكى ،،، وبعد دقيقة بدأ يتحدث قائلاً : (( تم تدمير الهدف لكنه دمر أعصابى )) وفى نفس اللحظة كان الموجودين بكل مراكز التحكم الألارضى الجوى بإسرائيل يردون على إيتان بقولهم وأعصابنا نحن أيضاً )) .. وقيل فى كتاب الحرب الإسرائيلى أن هذا الصاروخ لو قدر له وأصاب الهدف لكان قد أنهى الحرب مبكراً جداً فى أول يوم بسبب الخسائر الفادحة والتى كانت ستحدث بعد الإنفجار فى قلب إسرائيل . ناهيك عتن الحالة النفسية السيئة جداً ، والتى كان من شأنها القضاء على معنويات جنود وضباط جيش الدفاع فوراً .. لكننا نعود إلى قصة الطيار المصرى مع ميخائيل الذى إنطلق خلفه .. يقول ميخائيل : (( لأول مرة فى معركة جوية أدخل بها لا أستطيع أن أسقط حتى ذبابة ولم أفهم كيف لم أستطيع أن ألحق به وهو يقود طائرة ثقيلة جداً )) الكتاب يقول : (( لقد إلتف الطيار المصرى بعد أن أطلق الصاروخ على تل أبيب بسرعة البرق فى إتجاه الحدود المصرية وفى دقائق كان قد ترك حدود إسرائيل وجيشها عائداً إلى مصر . لكنه جعل إسرائيل تعيش أكثر لحظات تاريخها رعباً بسبب التفكير فى حجم الضحايا والخسائر المادية والمعنوية التى كان سيحدثها صاروخه العجيب )) .. إنتهت القصة ولازال ميخائيل وإيتان يتذكران تلك اللحظات وكأنها تحدث الأن ...... إنتهت الرواية وفقاً لما نشرته مجلة روزاليوسف المصرية فى أول أكتوبر 1996 لكن بعد أن هدأت الأحداث وإنتهت الحرب إسترد الطيار الإسرائيلى (إيتان كارمى) شجاعته المفقودة وأدلى بحديث مختصر لجريدة يديعوت احرونوت الإسرائيلية حيث قال )) أنه إعتقد فى البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية ولكنه عندما إقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لايوجد طيار . وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز توبوليف 16 بإتجاه مدينة تل أبيب . فإقترب الطيار الإسراسلى من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر ثم بدأ بإطلاق النار عليه حتى سقطت أجزاؤه فى البحر)) هكذا دون أدنى ذكر لحالة الرعب والإنهيار التى عاشتها القيادة الإسرائيلية كلها وكأنها كانت حادثة عادية لاتستحق الذكر !! والكاتب البريطانى المؤرخ الشهير إدجار أوبلانس المتخصص فى حروب الشرق الأوسط يشير إلى هذه الحادثة فى كتابه ــ حرب أكتوبر العبور .. والثغرة ــ طبعة عام 1987 حيث ذكرها فى صفحة 371 أن الشعب الإسرائيلى لم يعلم شيئ عن (صاروخ الكيلت الذى أطلقه المصريون) بينما لم يفسر هو أكثر ماهية الصاروخ الذى أطلق على إسرائيل ...!!! هذه هى قصة عملية قصف تل أبيب بصاروخ الكيليت المصرى خلال حرب أكتوبر عام 1973

التعليق : ــ بعد أن قرأنا القصة بالكامل يجدر بنا التوقف قليلاً لإلتقاط الأنفاس اللاهثة وإستخلاص بعض النتائج : ــ
ــ يجب على الجانب المصرى بعد كل هذه السنوات أن ينشر تقرير الطيار المصرى البطل عن نتيجة هذه العملية لكى نقف على حقيقة العوامل التى أدت لعدم نجاح مهمته الخطرة أو إستضافة البطل نفسه فى أحد البرامج التليفزيونية لنسمع منه أسرار القصة بلسانه هوشخصياً إذا كان لازال حياً متعه الله بالصحة والعافية أو نشر قصته إن كان قد إنتقل إلى الرفيق الأعلى

ــ واضح أن العملية كانت سرية وإنتحارية معاً وتعتمد على السرعة الخاطفة وإلا لكانت القيادة الجوية المصرية أرسلت سرباً كاملاً من التوبوليف 16 لتوسيع رقعة الدمار فى ساحة العدو الإسرائيلى لكن على ما يبدو أنه القيادة لم تكن تأمل فى عودة الطيار المصرى حياً لذا لم ترسل معه قاذفات أخرى خوفاً من زيادة معدل الخسائر فى صفوف طياريها وطائراتها وحت لاتهدى إسرائيل نصراً رخيصاً

ــ التأثير المعنوى والنفسى على إسرائيل ككل كان فظيعاً جدا من غارة طائرة مصرية واحدة فقط أثارت ذعراً رهيباً وإضطراباً بالغاً فى صفوفهم لدرجة أنهم تكلموا عن إنهاء الحرب مبكراً جداً فى حالة نجاح مهمتها !!

ـــ صاروخ الشفرير الإسرائيلى جو / جو الذى إستخدم فى إعتراض صاروخ الكيليت المصرى لم يكن فعالاً طوال حرب أكتوبر أو ربما لم يستعمل قط بعد هذه الحادثة

ــ مفهوم البطولة عند الإسرائيليين يثير الضحك والسخرية إذ أعتبروا الطيار / ميخائيل فرميه . بطلاً أسطورياً بما يناسب الشخصية اليهودية الغادرة الجبانة لمجرد أنه نجح فى تدمير عدد كبير من الطائرات العربية وهى جاثمة على الأرض فى يونيو 1967 .. أى بطولة وشجاعة فى ضرب طائرات عاجزة على الأرض بلا مقاومة ..؟؟ البطولة الحقيقية تقاس بالهجوم الجسور والنجاح فى المبارزات الجوية فى السماء بين طيارين نداً لبعضهم البعض أو طائرات متكافئة أو الهجوم على أهداف أرضية شرسة فى مقاومتها .. هنا فقط تتجلى البطولة والشجاعة الحقيقيتين فى هذا المضمار على هذا المعيار وحده
ــ لايفوتنا الإشادة ببديهة وببراعة وسرعة رد فعل الطيار الإسرائيلى الأخر إيتان كارمى الذى تصرف من واقع إحساسه العالى بالمسئولية وأنه لا بد أن ينقذ إسرائيل بأى شكل من الضربة القادمة حيث لم يقف مكتوف الأيدى أمام الصاروخ المصرى ذى المدى 150 كلم بوزن طن ونصف الطن حينما فشل فى إصابته بصاروخ طائرته الشفرير فلجأ إلى الإقتراب الخطر لمسافة 300 أو 200 متر من الصاروخ المنطلق فى الجو والتعامل معه بطلقات مدفعه الرشاش دون أن يبالى بالنتيجة وفى ذلك شجاعة تحسب له لإنقاذ دولته فى لحظات حرجة .

ــ وأخيراً .. كنا نتمنى لو وفق الطيار المصرى فى مهمته نظراً لما كان سينعكس ذلك التوفيق المرجو فى تغيير نتيجة الحرب منذ بدايتها بسرعة حسمها أو سريانها فى مسارات أخرى غير ما صارت عليه بما قد يزيد من مساحة النصر المصرى العظيم( )
الطائرة والصاروخ
قال إيتان كرمي الضابط في سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إنه اعتقد في البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية، ولكنه عندما اقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لا يوجد طيار، وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز «توبوليف تو-16» باتجاه مدينة تل أبيب، فاقترب الطيار الإسرائيلي من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر منه ثم بدأ بإطلاق النار عليه، حتى سقطت أجزاؤه في البحر.
بعد 3 أيام من القتال، وتحديدا في 9 أكتوبر 1973، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في سلسلة غارات على العمق السوري في دمشق، للضغط على قيادات النظام السوري. وعلى الرغم من أن هجوما كهذا كان مطلوبا أيضا على مصر للضغط على الرئيس محمد أنور السادات، لم تبادر إسرائيل إلى ضرب العمق المصري، فلماذا حدث ذلك؟
وهناك بحث جديد كتبه كل من الدكتور ديما أدامسكى، رئيس إدارة المتميزين في الاستراتيجية، وهو محاضر كبير في مركز هرتزليا متعدد المجالات، والبروفيسور أورى بار يوسف الباحث المتخصص في حرب أكتوبر 1973، يتناول التداعيات الاستراتيجية للمواجهة بين القوى العظمى في حرب أكتوبر.( )

منقول

المقال جميل ولكنه سرد طويل ..
يوجد كثير من النقاط لم أفهمها
كيف تكون العملية سرية وهي معلنه في حرب مفتوحه؟!!
وكيف خطط اللواء طيار مبارك علي إخفاء قاذفة بهذا الحجم عن الرادارات الأمريكية..!!؟ هنا يقصد الأسطول السادس

باعتقادي أن تلك الحرب تشمل الكثير من الأسرار غير المعلنة لكن لا اعتقد منها هذة القصة الطويلة
 

انقل لكن المقالة التي استمتعت بقراءتها :​

«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».. صفارات الإنذار تصرخ


11.jpg


الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم
«السادات ومبارك» خططا ونفذا ضربة «سرية» لمبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في قلب «تل أبيب».
صفارات الإنذار تصرخ والهلع يصيب موشي ديان.
جولدا مائير تهرب مع المواطنين للمخابئ .
التنفيذ تم بأحدث «قاذفة روسية» طاقم العملية 7 أفراد.
مشاهدة المرفق 434858

ستظل خفايا أحداث يوميات معارك حرب أكتوبر المجيدة 1973 المصنفة تحت بندى «منتهى السرية » و «عظيمة السرية » مليئة بالتفاصيل الثرية تساندها وثائق تسمح الأرشيفات الحكومية السرية للدول العظمى بالكشف عن صفحات حصرية منها بين الفينة والأخرى.
بينما لايزال هناك حظر نشر شامل سارى حتى كتابة تلك السطور على فصول كاملة من تلك اليوميات تسكن صفحاتها أدراج ودهاليز طرقات ملفات الأرشيفات الرسمية للأجهزة السيادية السرية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا الاتحادية وبالقطع فى إسرائيل.
تجمع أوراقها كافة أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى الحديث خططت لها عقليات عسكرية مصرية نابغة بدأتها بضربة جوية عملاقة انتهت بنصر شارك فى صنعه أبطال ورجال أسلحة القوات المسلحة المختلفة.
من تلك المشاهد الحصرية «يومية حرب » مصنفة تحت بند «منتهى السرية » مؤرخة بتاريخ السادس من أكتوبر 1973 أكشفها لأول مرة من الأرشيف الأمريكى والسوفيتى سجلت بدقة وقائع معركة جوية مصرية- إسرائيلية.
مشاهدة المرفق 434865
أنقلها كما جرت لحظة بلحظة فىسماءالبحر الأبيض المتوسط على بعد كيلو مترات قليلة من مقر القيادة العامة لوزارة الدفاع العبرية أمام سواحل مدينة تل أبيب.
المثير أن وقائع تلك اليومية تطابق سردها فى وثائق أرشيف ملفات الأمن القومى الفيدرالى الأمريكى والأرشيف الحكومى السوفيتى كما تظهر أيضا ذات البيانات فى كتاب الحرب الخاص بعمليات القوات الجوية الإسرائيلية فى أكتوبر 1973 كلها، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التطوير فى تقنية استخدام المتاح من السلاح الجوى مع الخطط التى رسمها اللواء «محمد حسنى السيد مبارك » قائد سلاح الجو المصرى وقتها تستحق التوقف عندها طويلً بالفحص والدرس.
الزمان الساعة 1.55 بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 العظيم فى ذلك اليوم الباهر من تاريخ الشرق الأوسط حيث انطلقت فوهات مئات المدافع المصرية الثقيلة من مختلف الأعيرة تزأر فى تناغم غريب بترنيمة النصر.
دكت حصون الجيش الإسرائيلى المحتل للأراضى المصرية على طول المواجهة فوق خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وعندما توقف القصف عقب تحقيق كامل أهدافه بدأت عملية العبور العظيم.
اختلطت دموع النصر بالعرق والدماء وسط مشهد مصرى بطولى جرت أحداثه الحصرية فى السماء أمام سواحل مدينة تلأبيب الإسرائيلى التى مثلت وقتها عمق العمق بالنسبة للعدو الإسرائيلى.
مشاهدة المرفق 434867
هذا المشهد سر من أسرار المعارك الحربية الجوية خلال حرب أكتوبر 1973 تفاصيله وبياناته سجلت بدقة فى الوثائق الأمريكية «منتهى السرية » والسوفيتية «عظيمة السرية »، كما أدرج ذات الملف بداية من الصفحة رقم 451 فى سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية.
يثبت نجاح إحدى طائرات القوات الجوية المصرية القاذفة فى اختراق المجال الجوى لمدينة تل أبيب وتهديدها مقر وزارة الدفاع والأركان الإسرائيلية بشكل مباشر أضاء جميع الأنوار الحمراء فى العالم ذلك اليوم المشهود.
السادات ومبارك يخططان في سرية
طبقًا لتفاصيل يومية الحرب كلفت الطائرة المصرية صباح السادس من أكتوبر 1973 بمهمة شديدة الخطورة لم يعلن عنها نهائيًا فى مصر من قبل خطط لها الرئيس محمد أنور السادات بنفسه مع قائد سلاحه الجوى اللواء مبارك.
قرر القائدان فيها تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية غير مسبوقة هدفت إلى قصف مبانى وزارة الدفاع والقيادة والأركان وغرفة العمليات الإسرائيلية الرئيسية فى قلب مدينة تل أبيب ظهر ذلك اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 .
فى الواقع تعددت المهام والعمليات الجوية التى أسندها اللواء طيار مبارك قائد سلاح الجو المصرى إلى طائرات القوات الجوية المصرية متعددةالطرازات - معظمها روسية الصنع - بغرض قصف وتدمير الأهداف الإسرائيلية الأولية فى عمق سيناء تمهيدًا للعبور العظيم.
برزت بينها مهمة كلف فيها اللواء طيار مبارك قاذفة استراتيجية ثقيلة الوزن روسية الصنع من طراز - - Tupolev TU16«توبوليف - » TU16 انطلقت ضمن أسراب النسق الجوى المصرى الثالث المسند إليه مهمة دك الحصون العسكرية الإسرائيلية الرئيسية فى عمق تجمعات العدو.
وبسبب الإشارة للأهمية المعروف أن القاذفة الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف - »TU16- التسمية توبولوف خطأ - طائرة ثنائية المحرك قامت بأول رحلة رسمية لها فى صباح 27 إبريل .1952 دخلت القاذفة الروسية الخدمة العسكرية لحساب س اح الجو السوفيتى بداية عام1954، واستمرت بعدها فى خدمة القوات الجوية السوفيتية حتى عام 1993 ، وقد تم تصنيع عدد 1509 طائرة من تلك القاذفة الروسية الاستراتيجية التى تعتبر أول قاذفة استراتيجية - لمهام القصف فى العمق تمت صناعتها بغرض حمل القنبلة النووية السوفيتية.
دخلت طائرات ذلك الطراز الخدمة لحساب القوات الجوية المصرية فى نهاية الخمسينيات، بينما خرج آخر جيل منها من الخدمة الرسمية لدى سلاح الجو المصرى عام 1993
أعود للوثائق الرسمية الأمريكية المصنفة تحت بند «منتهى السرية » حيث تكشف أن اللواء حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى نفذ مشروعات مصرية جوية سرية للغاية قبل أكتوبر 1973.
كشف عدد منها أثناء المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل ولايزال عدد آخر قيد الأسرار الممنوعة حتى يومنا هذا


الزمان يوم من أعظم وأمجد أيام التاريخ المصرى الحديث،
المكان المجال الجوى فوق البحر المتوسط وسواحل إسرائيل قد بدأت فى الظهور بوضوح أمام الطيار قائد العملية.


بينما أصبحت مدينة العريش فى ذيل القاذفة الاستراتيجية المصرية الثقيلة روسية الصنع من طراز «توبوليف - .»TU16 مثلت القاذفة الروسية الاستراتيجية الثقيلة «توبوليف - »TU16 الرعب بكل معانى الكلمة الفنية والتقنية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلى، وكان معنى ظهورها على الرادارات العبرية فى هذا اليوم بالذات أنها فى مهمة كارثية لقصف عمق الأراضى الإسرائيلية.

لكى نستوعب المشهد معًا فالقاذفة الروسية «توبوليف - »TU16 يتكون طاقمها من6 إلى 7 أفراد يبلغ طول أجنحتها 66 مترًا، بينما يبلغ طول القاذفة 34 مترًا حمولتها القصوى 79 ألف كيلو جرام. تبلغ السرعة القصوى للطائرة توبوليف المعروفة باسم«بادجر » ما يعادل 1050 كيلو مترًا فى الساعة ومداها النهائى 7200 كيلو متر فى العمق مع القدرة على الارتفاع لمستوى يقارب 42 ألفقدم فوق سطح البحر.
مشاهدة المرفق 434866


وكان معروفًا أن ذلك الطراز من القاذفات الاستراتيجية الروسية الصنع لديه قدرة حمل قنبلة غير تقليدية تزن 9 آلاف كيلو جرام.
كما لم يخف على الخبراء العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين وقتها من الناحية الفنية إمكانية تزويد الطائرة الاستراتيجية بقنبلة نووية يصل وزنها إلى4800 كيلو جرام فى العمق.
أى أن سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والسوفيتية لم تبالغ عندما سجلت أن ظهور القاذفة الاستراتيجية المصرية «توبوليف - »TU16 أمام سواحل إسرائيل بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 كان بمثابة كارثة على وشك التحقق.
الحقيقة من يطالع ويدرس أسرار تلك الواقعة سيدرك أن معنى الكارثة كان أولً فى كيفية هروب تلك القاذفة المصرية الاستراتيجية الثقيلة للغاية من جميع الرادارات الأمريكية الصنع
والأحدث بالعالم يومها بين التى خدمت القوات الأرضية الإسرائيلية على طول خط المواجهة، وفى كل أرجاء شبه جزيرة سيناء المحتلة.


ربما كانت الإجابة بسيطة فقد شلت الخطة الهجومية التى وضعها اللواء حسنى مبارك قدرة الرادارات الأمريكية تمامًا بعد دقائق من بدء الضربة الجوية الأولى، بينما أكملت المقاتلات المصرية تدمير أفضلية رصد الرادارات الإسرائيلية فى هجوم النسقين الثانى والثالث.
فى الواقع الدليل الرسمى على نجاح الهجوم الجوى المصرى يكمن فى هروب القاذفة المصرية الاستراتيجية روسية الصنع ثقيلة الوزن «توبوليف»TU16 - من الرادارات الأمريكية، وظهورها فجأة أمام السواحل الإسرائيلية فوق البحر المتوسط فى عمق الدولة العبرية.
كان الأمر عند التحقق من بيانات الرادار الإسرائيلى بالنسبة للقيادة السياسية العبرية يعنى أنها مسألة حياة أو موت لآلاف السكان فى قلب مدينة تل أبيب، ناهيك عن إمكانية الطائرة المصرية قصف أى هدف عسكرى أرضى إسرائيلى بقدرة
تدميرية بالغة التأثير.


على الفور كان الجنرال «بينى بيليد » قائد لسلاح الجو الإسرائيلى الثامن في تاريخها ، أول من أبلغته غرفة الرصد الأرضية الإسرائيلية بحقيقة دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية المجال الجوى الإسرائيلى.

ولأن الأمر كان يتعدى صلاحيات بيليد العسكرية والسياسية فقد أبلغ فور علمه بالموضوع هيئة رئاسة الحكومة وقيادة أركان الدولة فى إسرائيل فوصل خبر القاذفة المصرية فى نفس اللحظة إلى كل من:«موشيه ديان » وزير الدفاع لإسرائيلى، كماوصل الخبر إلى «دافيد إليعازر » رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، فطلب وزير الدفاع موشيه ديان إعلان حالة الطوارئ داخل مدينة تلأبيب فى اليوم الأول لحرب أكتوبر 1973
فانطلقت صفارات الإنذار لأول مرة فى تاريخ إسرائيل معلنة عن ضربة جوية مصرية وشيكة على المدينة الساحلية التى هرع سكانها فورًا إلى المخابئ.
فيديوهات مهمه بها الذعر في تل ابيب وقت اطلاق الانذار
فى نفس التوقيت طلب موشيه ديان من السيدة «جولدا مائير » - خامس رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل - إخلاء مكتبها الحكومى فورًا، والنزول إلى مخابئ الطوارئ حيث بدأت عملية الإخلاء فى هدوءورئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذهول غير مصدقة لما يحدث من حولها.
نفس الأمر أبلغه وزير الدفاع موشيه ديان إلى مقر إقامة «إفرايم قاتصير » الرئيس الرابع لدولة إسرائيل فتم إخلاء رئيس الدولة العبرية وأسرته فى دقائق.
تحولت كل الأهداف العسكرية والسياسية أو حتى المدنية داخل مدينة تلأبيب منذ لحظة رصد دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية العملاقة الأجواء الإسرائيلية هدفًا محتملً.
وكانت هى المرة الأولى فى تاريخ دولة إسرائيل منذ اندلاع الصراع العربى - الإسرائيلى الذى تتمكن فيه طائرة مصرية استراتيجية هجومية من اختراق المجال الجوى لأكبر المدن العبرية من حيث عدد السكان والمبانى الحكومية الأهم وعلى رأسها مقر وزارة الدفاع فى قلب تل أبيب.
سارت إجراءات الطوارئ فى تلأبيب بسرعة غير مسبوقة، بينما الجميع فى ذهول تام حتى التدريبات الإسرائيلية على صد الضربات الجوية المصرية لم تكن تتوقع أنه سوف يأتى اليوم حيث تتمكن فيه الطائرات المصرية الاستراتيجية الثقيلة من الوصول إلى تل أبيب.
حتى «كينيث برنارد كاتينج » السفير الأمريكى الجديد يومها فى تلأبيب فقد أطبق عليه الوجوم دون استعداد مسبق فلم تبلغه أجهزة استخبارات بلاده أو تحذره قبلها لهذا الاحتمال،مما تركه مع طاقمه الدبلوماسى دون أى خطة لإجلاء أعضاء جاليته الدبلوماسية الرفيعة من مقر السفارة الأمريكية الواقعة على كورنيش شاطئ مدينة تل أبيب المطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط فى متناول القاذفة المصرية الاستراتيجية.


على ضوء معلومات الرادار الجوى المركزى فى تلأبيب اتخذت رئاسة هيئة الأركان العبرية قرارها بالإخلاء الفورى لجميع المواقع الحكومية الحساسة المواجهة لساحل البحر المتوسط، ومن بينها السفارات الأجنبية المتواجدة ضمن نطاق مبانى ومقار وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأمرت قيادة الجيش الإسرائيلى المسئولين عن السفارة الأمريكية الواقعة على بعد بلوكات قليلة من مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية الإخلاء العاجل خشية أن يتعرض مبنى السفارة الأمريكية نفسه للقصف.
قرر السفير الأمريكى كينيث كاتينج قبل أن يترك مكتبه مهرولً فى اتجاه ملاجئ الطوارئ إبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية، لكن ضباط طاقم حراسته التابع لأمن السفارة الأمريكية رفضوا السماح له بالبقاء دقيقة واحدة أخرى داخل مكتبه بينما راحت صفارات الإنذار تدوى بقوة فى كل أرجاء إسرائيل.
نجح السفير الأمريكى عقب إجلائه مع طاقمه إلى مخبئ الطوارئ داخل مبنى السفارة الأمريكية بتل أبيب المعد لتحمل حتى القصف النووى فى الاتصال عبر هاتف الطوارئ بوزير الخارجية الأمريكية الجديد وقتها «هنرى كيسنجر .» المعروف أنه شغل منصب مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى الجمهورى «ريتشارد نيكسون » وذلك بداية من 20 يناير 1969 وحتى 3 نوفمبر 1975 ، مع توليه فى تلك الأثناء منصب وزير الخارجية الأمريكية بداية من 22 سبتمبر 1973 وحتى 20 يناير 1977 ،أطلع السفير كاتينج خلال الحوار غير العادى الذى أجراه يوم السادس من أكتوبر 1973 من داخل مخبئ طوارئ السفارة الأمريكية فى تلأبيب وزير خارجيته كيسنجر على تطور الموقف، وأخبره فى هلع أن القوات الجوية المصرية فى طريقها لقصف عمق تل أبيب.
فى نفس التوقيت تقريبًا تلقى هاتف هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية اتصالات إسرائيلية وصلت لحد الاستغاثة الدبلوماسية الرسمية.
أبرزها جاء من نظيره «أبا إيبان » وزير الخارجية الإسرائيلى، كما تلقى الوزير الأمريكى اتصالين آخرين أولهما أجراه إسحاق رابين السفير الإسرائيلى المنتهية ولايته لدى واشنطن - يومها - الذى شغل مهام منصبه من عام 1968 وحتى عام 1973.
أما الاتصال الثانى فأجراه السفير الإسرائيلى الجديد فى واشنطن وقتها «سمحا دينيتس »، وقد طلب الجميع من كيسنجر سرعة التدخل والتصرف لمساعدة دولة إسرائيل.
لم يجد هنرى كيسنجر أمامه سوى إبلاغ الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون » طالبًا منه اتخاذ قرار عاجل لإنقاذ مدينة تلأبيب ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
فأجرى الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون على الفور اتصال مع السكرتير العام ل أمم المتحدة - وقتها - النمساوى الجنسية «كورت فالدهايم » .فى الحديث طلب نيكسون من فالدهايم التدخل الفورى بثقل نفوذ منظمته لدى الرئيس المصرى محمد أنور السادات لإقناعه بالعدول عن منطق قصف مدن العمق الإسرائيلية.
حتى لا تضطر إسرائيل للرد بالمثل، وذلك بهدف إبعاد المدن المصرية والإسرائيلية وسكانهما عن خطر المعارك العسكرية ومجمل الصراع حماية للمدنيين فى الدولتين.
وافق «كورت فالدهايم » السكرتير العام للأمم المتحدة واتصل بالرئيس السادات لكنه لم يتمكن من الوصول إليه مباشرة بسبب تواجد الرئيس وقتها فى غرفة العمليات.
لكن عندما أحيط السادات علمًا بالاتصال طلب من معاونيه أن يبلغوا فالدهايم باسمه عبر الهاتف أن مصر تحترم الاتفاقيات الدولية، ولن تهدد حياة المدنيين فى إسرائيل مهما كلف الأمر.
المثير أن العملية النوعية للقاذفة المصرية التى خطط لها اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى فوجئ السادات أنها أدت بشكل غير مباشر إلى تحقيق فكرة الردع العسكرية الشاملة، وقيدت إسرائيل بشكل نهائى طيلة فترة الحرب من التفكير الانتقامى ضد المدن المصرية.
فى ذات المسار السياسى اتصل الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بالعاصمة السوفيتية موسكو، وتحدث هاتفيا مع «ليونيد بريجينيف » الزعيم الروسى.
فى المكالمة حمل الرئيس الأمريكى ريتشاردنيكسون موسكو المسئولة عن نتائج مهمة القاذفة المصرية الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف -»TU16 حال إسقاط حمولتها المدمرة فوق مدينة تل أبيب.
فرد عليه الزعيم الروسى بريجينيف ساخرًا أن روسيا عندما تبيع أسلحتها لأى دولة بالعالم لا تسلم تلك الدول قائمة بالأهداف المسموح بقصفها فى الحروب من عدمه، وأن مصر حرة فى اختيار أهدافها.
وأكد الزعيم الروسى فى رده على محدثه أن الاتحاد السوفيتى ليس طرفًا فى الحرب فعلت نبرة صوت الرئيس الأمريكى وتوتر الحديث بينهما بشكل غير مسبوق، لدرجة أن نيكسون هدد بتدخل القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش المصرى لو تطلب الأمر.
مرت الثوانى والدقائق التالية داخل مقر قيادة القوات الجوية الإسرائيلية بتل أبيب كأنها ساعات، وأمر اللواء بينى بيليد قائد القوات الجوية العبرية لاعتراض القاذفة المصرية المقتربة بثبات من شواطئ تل أبيب.( )
طيار مصرى يثير الذعر فى تل أبيب ( تفاصيل أخرى عن العملية )
قصة ملحمة جبارة من ملاحم حرب أكتوبر قام بها طيار مصرى مجهول غزا وحده قلب عاصمة العدو وأوقع الفزع والرعب فى قلوب ونفوس سكانها قبل تنفيذ الضربة الجوية الإفتتاحية الشهيرة بدقائق معدودة .
هذا البطل المصرى الطيار أوكلت إليه مهمة سرية إنتحارية هى قيادة طائرة قاذفة إستراتيجية ثقيلة من طراز توبوليف 16 ذات المدى الواسع البعيد دون أن ترافقه طائرات الحماية الأخرى من طراز ميج 21 نظراً لأن مداها العملياتى يقصر عن الوصول لإسرائيل بعكس المدى البعيد جداً للتوبوليف 16 والذى يصل إلى 7200 كلم وبحمولة 9 أطنان من الذخيرة والقنابل وذلك للإغارة على هدف خطير حيوى خطير وثمين تمثل فى نسف المبنى الإدارى لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية والتى تمثل ـ مركز آلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية الرئيسية ـ فى قلب مدينة تل أبيب ـ عاصمة العدو ـ وتدميره عن أخره حيث سيكون ذلك بمثابة طعنة نجلاء شبه قاضية فى قلب العدو الإسرائيلى مع بدء إندلاع حرب أكتوبر 1973 مما قد يشل نهائياً عملياته الحربية ويوقف تحركاته وردود أفعالة وسط المزيد من الذعر والإرتبالك والفوضى فى صفوفه ربما إلى نهاية الحرب نفسها .... لقد ظلت قصة هذه الغارة الجوية المصرية فى طى الكتمان لسنوات طويلة ولم يتطرق إلى ذكرها كلا الجانبين المصرى والإسرائيلى كأنهما إتفقا على ذلك حيث لكل طرف أسبابه الوجيهة فبالنسبة للجانب المصرى تقرر ضرب ستار من السرية والكتمان على هذه العملية بإعتبار أنها عملية فاشلة لم تؤدى الغرض المقصود منها بتدمير الهدف المعنى وإن لم ينتج عنها خسائر فى النهايه تستوجب الإعلان أو التبرير . فقد عاد الطيار المصرى سالماً إلى قاعدته حيث لم تسقط الطائرة المصرية ولم يؤسر الطيار المصرى إذن فلا داعى لذكر شيئ عنها . (وإكفى على الخبر ماجور) كما يقول المثل الشعبى المصرى ،، وبالنسبة للجانب الإسرائيلى فقد إعتبرها بمثابة فضيحة وإهانة لسمعتهم العسكرية المبالغ فيها وجرحاً خطيراً لكرامة سلاحهم الجوى الذى طالما ملأوا الدنيا طنطنة فارغة ولغطاً حول قدراته الخارقة وذراعه الطويلة فى الوصول إلى أى أراضى بعيدة فى العالم العربى وحتى جنوب أوربا نفسها وكذلك قدرته الفائقة على حماية السماء الإسرائيلية من أى ذبابة تفكر فى إختراق مجالها الجوى . فإذا به يفاجئ بطائرة مصرية بطيئة ثقيلة تخترق مجاله الجوى المراقب المحمى تماماً بكافة وسائل الإنذار المبكر ونطاقات الحماية الجوية المتعددة وتصل إلى ما فوق سواحل إسرائيل فى سماء تل أبيب نفسها بل وتتجرأ الطائرة المصرية وتحاول أن تقصف المبنى الذى يضم مكاتب الدفاع والمخابرات قلب وعقل الجهاز العسكرى الإسرائيلى كله ـ هكذا بكل بساطة !! يـــــالـــــهـــــــا مـــــن مـــــــهــــــزلــــــة ويــالــه من عار ..... والأدهى والأمر أن المهزلة إنقضت بدون ثأر ولا عقاب للجانب المصرى الذى طالت ذراعه الجوية القصيرة بغتة حتى وصلت إلى عاصمة العدو نفسه فلم يشفوا غليلهم بالنيل من الطائرة المصرية البطيئة العاجزة بإسقاطها أو حتى مجرد خدشها بخدش واحد ولم يظفروا أيضاً بالطيار المصرى نفسه ليدفع ثمن تجرأه عليهم حياً أو ميتاً فيما يعتبر هزيمة أخرى فى حد ذاتها وجرحاً جديدا لكرامتهم وسمعتهم العسكرية وسمعة طيرانهم بالأخص التى إنشرخت على يد السلاح الجو المصرى ثم تهاوت فى الحضيض تماماً ببدء نشوب حرب أكتوبر بعد هذه الحادثة بدقائق وتوجيه الضربة الجوية الساحقة لأهداف العدو فى سيناء .. لكن مع ذلك فقد كان الجانب الإسرائيلى هو من قام بإماطة اللثام عن القصة الكاملة لهذه الغارة المصرية بعد سنوات من خلال نشر القصة على لسان طيارى العدو والتى ذكرت فى كتاب خاص عن الحرب طبعته وزارة الدفاع الإسرائلية وبمناسبة مرور 23 سنة كاملة على حرب أكتوبر 1973 قررت مجلة روزاليوسف المصرية ـ عام 1996 ـ ترجمة ما نشر فى تقارير العدو الإسرائيلى تحت عنوان ( طائرة مصرية فى تل أبيب) فى عددها الصادر بالأسبوع الأول من شهر أكتوبر لسنة 1996 ،،،،، بعد سرد هذه المقدمة التى كان لابد منها أترككم الأن للإستمتاع بالشرح التفصيلى لهذه العملية البطولية الأسطورية التى ستحبس أنفاسكم من خلال التقارير الإسرائيلية نفسها .. فالحق ماشهدت به الأعداء كما تقول الأمثال العربية القديمة

. . . . . . فى كتاب الحرب الخاص بسلاح الطيران الإسرائيلى (( السماء ليست هى النهاية المكون من 672 صفحة ـ صدر عن وزارة الدفاع الإسرائلية ـ هذه القصة التى يرويها الكتاب وننشرها اليوم لأول مرة : مليئة بالإثارة لأنها تروى قصة الطائرة المصرية الوحيدة فى تاريخ الحروب الإسرائيلية / العربية التى ذهبت يوم 6 أكتوبر إلى تل أبيب نفسها . طائرة هذا النسر المصرى المجهول عادت سالمة لم تصاب بشظية واحدة بعد أن قصفت تل أبيب ، لكن هذا الصاروخ العملاق الذى أطلقته إندفع مسرعاً ليسطر صفحة جديدة التاريخ العسكرى إلى تل أبيب ، كانت لها قصة هامة وهو فى طريق رحلته للهدف ، قصة إستغرقت فى الطبيعة دقائق قليلة جداً لكنها مرت على سكان تل أبيب كالدهر ، إقتربت عقارب الساعة فى مركز المراقبة الأرضية ـ المركز الرئيسى لسلاح الطيران المركزى بإسرائيل فى الثانية إلا خمسة دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان ،، وكانت كافة الأبراج الأمامية على الجبهة فى المواقع الإسرائيلية تخطر المحطة الأم برسالة غريبة جداً عبارة عن بعض كلمات لم يستوعبها فى البداية أحد ، ممن كانوا فى المركز الرئيسى للمراقبة : جاء فيها طبقاً لكتاب الحرب (هالو رافيديم : هالو رافديم .. أجب بسرعة .. طائرة مصرية واحدة تمرق أمام سواحل العريش فى طريقها إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب .. نكرر إلى تل أبيب) هذه الرسالة اللاسلكية للمحطة المركزية أخذت تتكرر لمدة خمس دقائق كاملة مما جعل معظم الطيارين الإسرائليين الذين كانوا على نفس موجة الإرسال بطائراتهم يطلبون وقف بث تلك المعلومة لأنهم ركزوا تفكيرهم معها ،، ومع الهدف المنطلقة ناحيته مما يعرضهم للخطر فى هذه اللحظة صمت الجميع فى داخل غرفة المراقبة المركزية وتمتم قائد المراقبة بكلمات غير مفهومة واخذ ينظر حوله كأنه يبحث عن شيئ ضائع منه للتو وفجأة بدأ يصرخ ويسأل : أين ميخائيل ...؟ أجيبونى بسرعة بالله عليكم أين ميخائيل .؟ وأخبروه من بالغرفة أنه ميخائيل ذلك الطيار الإسرائيلى المدون عنه فى كتاب الحرب أنه كالأسورة فى الطيران ، وأنه الوحيد الحاصل على ميدالية الشرف الأولى فى الطيران الإسرائيلى بسبب عدد الطائرات العربية التى قصفها على الأرضى فى يونيو 1967 موجود فوق القناة أو بالأصح أنه عائد لتوه من رحلة تصوير للقناة والوضع بها ، وسأل القائد الغرفة المركزية هل هو جاهز للإقلاع ..؟ فكانت الإجابة : نعم جاهز . تمتم ثانية الرجل وهو يقول : لن يمنع هذه الكارثة سوى ميخائيل . فى مركز مراقبة تل أبيب بدأ الصراخ والعويل يعلو فى اللاسلكى فى نداء يائس للمركز الرئيسى بسبب أول ظهور للطائرة المصرية من نوع ( توبوليف 16) الثقيلة على شاشة رادر تل أبيب وسمع فى اللاسلكى نداء يقول : ((ستتعرض المدينة للهجوم خلال دقائق)) .. كان طيار التوبوليف ثقيلة الوزن قديمة الطراز يندفع نحو حرب خاصة جداً . قرر أن يخوضها وحده أمام سلاح الطيران الإسرائيلى كله والذى حتماً سيدفع له أفضل طياريه للدفاع عن عاصمة إسرائيل الحقيقية أثناء الحرب طلب مركز المراقبة بتل أبيب من أفضل طيار بالمنطقة المركزية بداخل إسرائيل وإسمه (إيتان) أن ينضم بطائرته الميراج الجديدة مع (فرميه ميخائيل) الذى يقود هو الأخر ميراج مماثلة ..
كانت الميراج فى الحرب هى طائرة إسرائيل الأولى .. وإلتحم ميخائيل وإيتان فى إتجاه شاطئ تل أبيب . وبعد ثوان معدودة مرت طويلة جداً على الإثنان كما شهدا فيما بعد لأنهما كانا فى شوق بالغ ملتهب للقاء هذا النسر المصرى صاحب القرار العجيب بالهجوم على تل أبيب ... يقول إيتان : (( كنت أنا وميخائيل نعلم أننا خلال ثوان سنلتحم فى معركة جوية مع هذا الطيار لكننا كنا نشعر قبل أن نراه بإحترام الشديد له كطيار جاء لينفذ مهمة كهذه))

مرت ثانيتان وظهر النسر المصرى أمامهما يقول إيتان : إتجهت بطائرتى الميراج بسرعة كبيرة جداً ناحية الطائرة المصرية لكننى رأيتها وكأنها تسقط بسرعة كبيرة جداً ناحية البحر ، ثم أدركت بعدها أنه لا يسقط بل أن هذا الطيار كان يقوم بحركة مناورة صعبة جداً أدهشتنا أنا وميخائيل نظراً للمستوى الفنى لهذا الطيار ويكمل ميخائيل قائلاً : (( لقد جعلتنى هذه المناورة أسرح لثانية فى مقارنة فنية بين هذا الطيار المصرى وأفضل الطيارين الغربيين الموجودين فى هذا الوقت)) يقول إيتان فى شهادته المسجلة فى صفحة 451 : (( لقد شاهدته يعد نفسه لإطلاق صاروخ (( جو/ أرض )) فى إتجاه كورنيش تل ابيب وأدركت المصيبة ، ذلك أنه لو قذف أحد بطوبة فقط من الجو على منطقة الكورنيش لأصابت حتماً شخصاً ، أو ربما أكثر فكيف يكون الحال لو قصفت هذه الطائرة صاروخاً على تل أبيب ..؟ )) يقول ميخائيل : (( لقد رأيت أن الصاروخ المعد للإطلاق هو (( كيليت)) : لأنه بمثابة بعبع المدن وحروبها لأن وزنه يبلغ طناً ونصف الطن متفجرات ، وهو مجهز للإنطلاق بواسطة جهاز رادارى متطور يجعله لا يخطئ الهدف المتجه إليه )) ويكمل إيتان قائلاً : (( هذا الصاروخ لا يختلف كثيراً عن كونه طائرة ميج 15 كاملة ، لكنه على شكل صاروخ بعد التطوير )) ويقول إيتان : (( لقد نقلت شكل الصاروخ كما هو إلى القاعدة المركزية وكان القرار هو أن ينطلق ميخائيل وراء الطيار المصرى بينما أنطلق أنا وراء صاروخ الطائرة)) ويكمل : (( كان الصاروخ يتبختر فى الجو فى طريقه للهدف فى كبرياء غريب أدهشنى ، ومع إننى إعتقدت أن مهمة إسقاط الصاروخ سهلة إلى حد ما لأنه كان على فقط أن أطلق على هذا العملاق المنطلق إلى تل أبيب صاروخ (الشفرير) إسرائلى الصنع الشهير عالمياً وقتها لكن الصاروخ اللعين ـ الشفرير ـ بعد إنطلاقه من باطن الميراج بثانية واحدة إنطفأت محركاته وإنطفأ جهاز توجيهه وسقط سريعاً ناحية البحر أمام الشاطئ . ويكمل إيتان لاهثاً بقوله : (( أصبحت مسألة الوقت حرجة جداً ، فما هى سوى ثوانى أخرى حتى يصل الصاروخ المصرى إلى الشاطئ وإلى العمارات العالية التى وقف بينها مبنى (( برج كل بوشالوم )) الذى يضم مكاتب المخابرات والدفاع والداخلية ،، وقلت لنفسى هو ثوانى وتشتعل منطقة الكورنيش باللهب ـ منطقة كورنيش تل أبيب ... فى مساحتها التى لا تتجاوز كلها بالعرض مساحة شاطئ سيدى بشر 1 + 2 فى مدينة الإسكندرية ـ ويسقط العشرات قتلى )) إقترب إيتان من الصاروخ أكثر وكأنه يصاحبه للهدف وتعجب إيتان ـ طبقاً لشهادته ـ من الكيفية التى طور بها المصريون طائرة ( ميج 15) فحولوها إلى صاروخ محمول بهذا الحجم وفى هذا الوقت قرر إيتان التعامل مع الصاروخ بطلقات النيران العادية للطائرة وهو يقول عن ذلك : (( فتحت نيران الطائرة بكثافة كالمجنون على بعد 300 متر فقط . وكنت أعلن أنه فى حالة إصابة الصاروخ سينفجر مسبباً دوياً هائلاً . كما سيسبب حلقة من الشظايا بالتأكيد ستصيب الطائرة الميراج التى أركبها )) ... وفعلاً إنفجر الصاروخ كما قدر إيتان ،، بشكل هز شوارع كورنيش تل أبيب ، وشعر به بقية سكان المدينة الذبن هرعوا للشوارع فى ذعر شديد وأصيبت طائرة إيتان الميراج فى جانبها الأيمن وكاد الطيار الإسرائيلى أن يفقد وعيه لأن قوة الإنفجار أحدثت خلخلة هواء جعلت الميراج تهتز بشدة مما أدى لإصطدام رأس إيتان فى زجاج كابينة قيادة الطائرة بقوة ... بعد أن غمر العرق وجه العرق وجه إيتان وهو يشاهد بقايا الصاروخ العجيب تسقط مباشرة أمام وعلى رمال الشاطئ ،، صمت لفترة ولم يجيب على المركز الأرضى باللاسلكى ،،، وبعد دقيقة بدأ يتحدث قائلاً : (( تم تدمير الهدف لكنه دمر أعصابى )) وفى نفس اللحظة كان الموجودين بكل مراكز التحكم الألارضى الجوى بإسرائيل يردون على إيتان بقولهم وأعصابنا نحن أيضاً )) .. وقيل فى كتاب الحرب الإسرائيلى أن هذا الصاروخ لو قدر له وأصاب الهدف لكان قد أنهى الحرب مبكراً جداً فى أول يوم بسبب الخسائر الفادحة والتى كانت ستحدث بعد الإنفجار فى قلب إسرائيل . ناهيك عتن الحالة النفسية السيئة جداً ، والتى كان من شأنها القضاء على معنويات جنود وضباط جيش الدفاع فوراً .. لكننا نعود إلى قصة الطيار المصرى مع ميخائيل الذى إنطلق خلفه .. يقول ميخائيل : (( لأول مرة فى معركة جوية أدخل بها لا أستطيع أن أسقط حتى ذبابة ولم أفهم كيف لم أستطيع أن ألحق به وهو يقود طائرة ثقيلة جداً )) الكتاب يقول : (( لقد إلتف الطيار المصرى بعد أن أطلق الصاروخ على تل أبيب بسرعة البرق فى إتجاه الحدود المصرية وفى دقائق كان قد ترك حدود إسرائيل وجيشها عائداً إلى مصر . لكنه جعل إسرائيل تعيش أكثر لحظات تاريخها رعباً بسبب التفكير فى حجم الضحايا والخسائر المادية والمعنوية التى كان سيحدثها صاروخه العجيب )) .. إنتهت القصة ولازال ميخائيل وإيتان يتذكران تلك اللحظات وكأنها تحدث الأن ...... إنتهت الرواية وفقاً لما نشرته مجلة روزاليوسف المصرية فى أول أكتوبر 1996 لكن بعد أن هدأت الأحداث وإنتهت الحرب إسترد الطيار الإسرائيلى (إيتان كارمى) شجاعته المفقودة وأدلى بحديث مختصر لجريدة يديعوت احرونوت الإسرائيلية حيث قال )) أنه إعتقد فى البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية ولكنه عندما إقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لايوجد طيار . وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز توبوليف 16 بإتجاه مدينة تل أبيب . فإقترب الطيار الإسراسلى من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر ثم بدأ بإطلاق النار عليه حتى سقطت أجزاؤه فى البحر)) هكذا دون أدنى ذكر لحالة الرعب والإنهيار التى عاشتها القيادة الإسرائيلية كلها وكأنها كانت حادثة عادية لاتستحق الذكر !! والكاتب البريطانى المؤرخ الشهير إدجار أوبلانس المتخصص فى حروب الشرق الأوسط يشير إلى هذه الحادثة فى كتابه ــ حرب أكتوبر العبور .. والثغرة ــ طبعة عام 1987 حيث ذكرها فى صفحة 371 أن الشعب الإسرائيلى لم يعلم شيئ عن (صاروخ الكيلت الذى أطلقه المصريون) بينما لم يفسر هو أكثر ماهية الصاروخ الذى أطلق على إسرائيل ...!!! هذه هى قصة عملية قصف تل أبيب بصاروخ الكيليت المصرى خلال حرب أكتوبر عام 1973

التعليق : ــ بعد أن قرأنا القصة بالكامل يجدر بنا التوقف قليلاً لإلتقاط الأنفاس اللاهثة وإستخلاص بعض النتائج : ــ
ــ يجب على الجانب المصرى بعد كل هذه السنوات أن ينشر تقرير الطيار المصرى البطل عن نتيجة هذه العملية لكى نقف على حقيقة العوامل التى أدت لعدم نجاح مهمته الخطرة أو إستضافة البطل نفسه فى أحد البرامج التليفزيونية لنسمع منه أسرار القصة بلسانه هوشخصياً إذا كان لازال حياً متعه الله بالصحة والعافية أو نشر قصته إن كان قد إنتقل إلى الرفيق الأعلى

ــ واضح أن العملية كانت سرية وإنتحارية معاً وتعتمد على السرعة الخاطفة وإلا لكانت القيادة الجوية المصرية أرسلت سرباً كاملاً من التوبوليف 16 لتوسيع رقعة الدمار فى ساحة العدو الإسرائيلى لكن على ما يبدو أنه القيادة لم تكن تأمل فى عودة الطيار المصرى حياً لذا لم ترسل معه قاذفات أخرى خوفاً من زيادة معدل الخسائر فى صفوف طياريها وطائراتها وحت لاتهدى إسرائيل نصراً رخيصاً

ــ التأثير المعنوى والنفسى على إسرائيل ككل كان فظيعاً جدا من غارة طائرة مصرية واحدة فقط أثارت ذعراً رهيباً وإضطراباً بالغاً فى صفوفهم لدرجة أنهم تكلموا عن إنهاء الحرب مبكراً جداً فى حالة نجاح مهمتها !!

ـــ صاروخ الشفرير الإسرائيلى جو / جو الذى إستخدم فى إعتراض صاروخ الكيليت المصرى لم يكن فعالاً طوال حرب أكتوبر أو ربما لم يستعمل قط بعد هذه الحادثة

ــ مفهوم البطولة عند الإسرائيليين يثير الضحك والسخرية إذ أعتبروا الطيار / ميخائيل فرميه . بطلاً أسطورياً بما يناسب الشخصية اليهودية الغادرة الجبانة لمجرد أنه نجح فى تدمير عدد كبير من الطائرات العربية وهى جاثمة على الأرض فى يونيو 1967 .. أى بطولة وشجاعة فى ضرب طائرات عاجزة على الأرض بلا مقاومة ..؟؟ البطولة الحقيقية تقاس بالهجوم الجسور والنجاح فى المبارزات الجوية فى السماء بين طيارين نداً لبعضهم البعض أو طائرات متكافئة أو الهجوم على أهداف أرضية شرسة فى مقاومتها .. هنا فقط تتجلى البطولة والشجاعة الحقيقيتين فى هذا المضمار على هذا المعيار وحده
ــ لايفوتنا الإشادة ببديهة وببراعة وسرعة رد فعل الطيار الإسرائيلى الأخر إيتان كارمى الذى تصرف من واقع إحساسه العالى بالمسئولية وأنه لا بد أن ينقذ إسرائيل بأى شكل من الضربة القادمة حيث لم يقف مكتوف الأيدى أمام الصاروخ المصرى ذى المدى 150 كلم بوزن طن ونصف الطن حينما فشل فى إصابته بصاروخ طائرته الشفرير فلجأ إلى الإقتراب الخطر لمسافة 300 أو 200 متر من الصاروخ المنطلق فى الجو والتعامل معه بطلقات مدفعه الرشاش دون أن يبالى بالنتيجة وفى ذلك شجاعة تحسب له لإنقاذ دولته فى لحظات حرجة .

ــ وأخيراً .. كنا نتمنى لو وفق الطيار المصرى فى مهمته نظراً لما كان سينعكس ذلك التوفيق المرجو فى تغيير نتيجة الحرب منذ بدايتها بسرعة حسمها أو سريانها فى مسارات أخرى غير ما صارت عليه بما قد يزيد من مساحة النصر المصرى العظيم( )
الطائرة والصاروخ
قال إيتان كرمي الضابط في سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إنه اعتقد في البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية، ولكنه عندما اقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لا يوجد طيار، وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز «توبوليف تو-16» باتجاه مدينة تل أبيب، فاقترب الطيار الإسرائيلي من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر منه ثم بدأ بإطلاق النار عليه، حتى سقطت أجزاؤه في البحر.
بعد 3 أيام من القتال، وتحديدا في 9 أكتوبر 1973، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في سلسلة غارات على العمق السوري في دمشق، للضغط على قيادات النظام السوري. وعلى الرغم من أن هجوما كهذا كان مطلوبا أيضا على مصر للضغط على الرئيس محمد أنور السادات، لم تبادر إسرائيل إلى ضرب العمق المصري، فلماذا حدث ذلك؟
وهناك بحث جديد كتبه كل من الدكتور ديما أدامسكى، رئيس إدارة المتميزين في الاستراتيجية، وهو محاضر كبير في مركز هرتزليا متعدد المجالات، والبروفيسور أورى بار يوسف الباحث المتخصص في حرب أكتوبر 1973، يتناول التداعيات الاستراتيجية للمواجهة بين القوى العظمى في حرب أكتوبر.( )

منقول
حرب اكتوبر لها اسرار مخفية اكثر مما نعلمه عنها جميعا واهم اسرارها حجم الخسائر المهول والمرعب في اسرائيل والتي حاربت لسنوات لكتمانه .
وللاسف ياتي شاب مولود في الثماننيات علي الاكثر ويقولها بفم مليان نعم كانت هزيمة للمصرين وحصار الجيش الثالث وووووو..... وهو في حياته لم يشاهد قنبلة تنفجر امام عينيه. كلامي مقصود لاصحابه
 
حرب اكتوبر لها اسرار مخفية اكثر مما نعلمه عنها جميعا واهم اسرارها حجم الخسائر المهول والمرعب في اسرائيل والتي حاربت لسنوات لكتمانه .
وللاسف ياتي شاب مولود في الثماننيات علي الاكثر ويقولها بفم مليان نعم كانت هزيمة للمصرين وحصار الجيش الثالث وووووو..... وهو في حياته لم يشاهد قنبلة تنفجر امام عينيه. كلامي مقصود لاصحابه
بص يكفى ان اولاد المصرين الى شاركو فى الحرب عارفين تفاصيلها اصل احنا بيوتنا مبتخبيش حاجة ولا فى مصر ولا بره مصر لما انهزمنا فى 67 والحكومة كذبت لما رجع الجنود لاهلهم قالو كل حاجة بصراحة ونفس الموال فى 73 اهلنا حكو كل التفاصيل الى تتقال والى متتقلش علشان كده المصرين واثقين فى نفسهم جدا ومن صدق روايتهم بل بالعكس كل الى شارك فى الحرب كانو شايفين ان كان ممكن الجيش المصري يحقق انتصار اكبر من كده بس القيادة فى مصر وقتها مكنش ده هدفها وده يمكن الحاجة الوحيدة الى زعلت الجنود فى الوقت ده من السادات غير كده مصر اكتسحت إسرائيل بشهادتهم قبل شهادتنا واثق الخطوة يمشى ملكاً فا متتعبش نفسك معاهم اهم حاجة للمصرين نظرتهم لنفسهم مش مهم نظرة غيرنا وده الى خلانا موجودين على ارضنا من الاف السنين ويروح ويجي علينا ناس وناس تظهر وناس تختفى واحنا فى مكنا وفى الآخر على قولة غسان مطر بنعمل الصح فى الآخر 😂
 
عودة
أعلى