الفريق سعد الدين الشاذلي مع ابنته شهدان بعد نجاحها في دورة للقفز المظلّي
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب
في أعقاب الهزيمة المدوية للعرب في العام 1967، وصل السُكر بالعدو إلى حالة أبعد بكثيرٍ من الثمالة. طالت تلك الحالة كلّ نواحي الحياة الثقافيّة والسياسيّة والعسكريّة في إسرائيل، وساعدت مع الوقت في خلق صورة جديدة وبرّاقة للكيان الصهيونيّ على المستوى العالمي. في أمريكا التي كانت تغرق أكثر وأكثر في وحل فيتنام، أصبح اعتياديّا أن يرى المرء صورة موسى دايان في المقاهي الشعبيّة، وقد انتشر هناك “T-Shirt” شهير كُتبت عليه عبارة “لا تقلقي يا أمريكا، إسرائيل تقف خلفك”. وفي مكاتب “الموساد”، ازدادت أعداد الطلبات المُقدمة من دول وحركاتٍ انفصاليّة ومجموعاتٍ مُتمرّدة حول العالم سائلة العون والخبرات الاستثنائيّة التي يُمكن أن يقدّمها أحفاد المُحارب داود. غدت إسرائيل في أعين الكثيرين تجسيدا للمعجزة الأرضيّة بكامل أركانها.
وعلى المستوى العمليّ المباشر، قادت حرب الأيّام الستّة إلى قيام مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي ببلورة ما أُطلق عليه آنذاك بـ “المفهوم” (The Concept)، وهو كناية عن تقديرٍ استخباريّ استراتيجيّ يقوم على فرضيّة بسيطة تقول بأنّ مصر لن تخوض الحرب قبل أن يُصبح تحت يدها قاذفات استراتيجيّة و/أو صواريخ بالستيّة بعيدة المدى تُمكنها من استهداف العمق الإسرائيلي وتحقيق معادلة ردعيّة مُكلفة (1). اطمأن الإسرائيليّون لمفهومهم وناموا عليه بهناء حتى أيقظهم دويّ مدافع الجيش المصريّ في سيناء وهو يفتتح الحرب في ظهيرة يوم السادس من تشرين الأوّل/أكتوبر عام 1973.
***
لقد تم التخطيط لحرب أكتوبر منذ البداية، وتحديدا على الجبهة المصريّة، كعمليّة عسكريّة محدودة. لم تُوضع أيّ خطّة عمليّة لتحرير سيناء بالكامل ولا كان تحقيق هذا الهدف في مقدور الجيش المصريّ أصلا في ضوء الإمكانات والقدرات التي كانت متوفّرة لديه آنذاك. كما لو تُوضع أيّ خطّة عمليّة للوصول إلى خطّ المضائق الاستراتيجيّة في قلب سيناء ولم تتدرّب القوّات المصريّة بشكلٍ فعليّ على مهمّات من هذا القبيل. كانت الخطّة الفعليّة الوحيدة التي وُضعت آنذاك، والتي كانت تتناسب مع الإمكانيّات الحقيقيّة للجيش المصريّ، هي خطّة “المآذن العالية”، والتي قضت بالدفع بخمس فرق مُشاة مُدعمة لعبور قناة السويس وبناء رؤوس جسور على عمق 12-15 كيلو متر من الضفّة الشرقيّة للقناة. كان السادات يرى أن تحقيق هذا الهدف العسكريّ كفيلٌ بـ “تحريك” حالة الاستعصاء في المنطقة بعد هزيمة 1967 ودفع الأطراف المعنيّة لإطلاق مفاوضاتٍ للحل السياسيّ.
كانت “محدوديّة” العمليّة الهجوميّة المصريّة في يوم السادس من أكتوبر نابعة من مشكلتين عمليّاتيتين رئيسيّتين مُرتبطتين بشكلٍ عضويّ بميزان القوى العسكريّ القائم آنذاك. المشكلة الأولى هي تفوّق سلاح الجو الإسرائيليّ على نظيره المصري، وهذه الحقيقة كانت تعني عدم إمكانيّة توفير غطاءٍ جويّ لهجوم بريّ في عمق سيناء. أما المشكلة الثانية فكانت تتمثّل في تفوّق سلاح المدرعات الإسرائيليّ (2) وقدرات المناورة الهجوميّة التي يتمتّع بها على حساب نظيره المصري والتي تُمكنه من شنّ هجمات مُضادة كبيرة ونقلها من قطاعٍ هجوميّ إلى آخر بسرعة ومرونة (كان السيناريو المُرعب بالنسبة للمُخطّطين المصريين هو تمكّن إسرائيل من حشد الاحتياط والقيام بالهجوم المضاد المُدرّع الكبير قبل أن يستطيع الجيش المصري من نصب الجسور على القناة والدفع بالمدرعات والأسلحة الثقيلة إلى ضفّتها الشرقيّة).
الحل للمشكلة الأولى كان يتمثّل في تجنّب المواجهة المُباشرة مع سلاح الطيران الإسرائيليّ ما أمكن ذلك، واقتصار عمق الهجوم المصريّ شرق القناة على مسافة تستطيع منظومات الدفاع الجويّ المصريّ الموجودة غرب القناة من تغطيتها. أمّا الحل للمشكلة الثانية، فتمثّل في تزويد موجات الهجوم الأولى التي ستعبر القناة بالقوارب بكل ما يمكن حمله من الأسلحة المضادة للدروع وعدم إضاعة الوقت في مهاجمة حصون خط “بارليف” وذلك لصالح التقدّم والتخندق في المواقع المزمعة لبناء رؤوس الجسور الخمسة والتصدّي لهجمات المدرعات الإسرائيليّة الصغيرة ثم للهجمات المضادة الكبيرة (بهذا المعنى تم تنظيم فرقة المشاة المصريّة لتكون قادرة بمفردها على صدّ فرقة مدرّعة إسرائيليّة مكوّنة من ثلاثة ألوية تضم في مجموعها 120-150 دبابة، وكانت فلسفة الخطة تقضي بإجبار الإسرائيليين على الهجوم بالمواجهة بدلا من الهجوم بالتطويق وهو التكتيك الذين تعودوا على هزيمة العرب من خلاله).
عندما نتحدّث عن خمس فرق مشاة مُدعمة، فنحن نتحدّث عن أزيد من 150 ألف رجل بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة بالإضافة للأسلحة الثقيلة من ناقلات الجند والمدرّعات والعربات البرمائيّة والمدافع. وقد كان نقل هذا الحشد البشريّ الضخم بمعدّاته المختلفة إلى شرق القناة في ظروف الحرب وعبر أكثر العوائق المائيّة صعوبة في العالم، أمرا على درجة عالية من التعقيد. في هذا المفصل بالذات، برزت عبقريّة وتصميم الفريق سعد الدين الشاذلي الذي صاغ قبل أشهر من الحرب كتابا يقع في عدّة مئات من الصفحات بعنوان “التوجيه 41: الفرقة المشاة في عبور مانع مائي”، وهو كناية عن “كتالوغ” شامل، حوّل فيه الشاذلي الخطوط العريضة للخطّة الهجوميّة إلى مهام شديدة الصغر والتفصيل، تحدّدت عبرها وظيفة كل فردٍ من أفراد القوّات المُسلحة المصريّة خلال الحرب بتوقيتات واضحة بدءا من قائد الجيش الميداني وصولا إلى أصغر مُجنّد. وليس من المبالغة القول أنّ عملية العبور لم تكن لتنجح لولا هذا التوجيه التي تشرّبه كل عسكريّ مصريّ كما لو كان جزءا من كيانه وأنّ التوجيه ساهم في رفع الروح المعنوية للجنود وثقتهم إلى عنان السماء لأنّ الجنود تفاجأوا أن مجريات العملية الهجوميّة التي خاضوها تسير بالضبط وبالدقيقة حسبما كُتب في التوجيه (3).
لقد تمكّنتْ القوّات المصريّة من عبور القناة وإزاحة الساتر الترابي وتدمير حصون خطّ بارليف في التوقيتات التي حُدّدت لها وبخسائر أقل بكثير من المتوقّع. وحتى تكتمل صورة الإنجاز الزاهية، فقد فشلت إسرائيل في حشد الاحتياطي في الوقت المناسب، وهو ما أخّر هجومها المضاد الكبير إلى صبيحة يوم الثامن من أكتوبر (جرى الهجوم بثلاثة فرق مدرعة هي فرقة إريك 143 وفرقة برن 162 وفرقة كالمان 146)، حين كانت القوّات المصريّة قد أكملت بناء رؤوس الجسور على الضفة الشرقية وكانت جاهزة تماما لتلقّف مدرعات العدو بالصواريخ المضادة للدروع من طراز “ساغر” (ماليوتكا)، ليكون ذلك اليوم أكثر الأيام سوادا في تاريخ العسكريّة الإسرائيليّة (4). ظلّت الكفّة راجحة لصالح المصريين لغاية يوم 14 أكتوبر عندما تدخّل السادات في المسائل العسكريّة واتخذ قراره الكارثي والمنفرد بتطوير الهجوم إلى خط المضائق الاستراتيجيّة ضاربا بعرض الحائط المبدأ الرئيسي في الخطّة وهو ضمان أن لا تتقدّم القوات المصرية في الصحراء بدون غطاء جويّ. لم تقتصر الخسارة المصريّة في ذلك اليوم على ما يُقارب من 250 دبابة، بل كانت الخسارة الأكثر جسامة تتمثّل في اختلال الهيكل الدفاعي المصريّ شرق القناة وهو ما سهّل على قوات شارون لاحقا إحداث الثغرة في الدفرسوار وتطويق الجيش الثالث الميداني في القطاع الجنوبي التي ستكون فاتحة لمسيرة من الابتزازات الإسرائيلية لمصر، وهي الابتزازات التي سيُقدّر لها أن تستمر لسنوات وسنوات بعد الحرب.
***
لسنواتٍ طويلة كان شعور الاستخفاف وعدم الفهم هو ما يحكم نظرتي لحرب أكتوبر. وأستطيع القول اليوم أن ذلك الشعور تولّد من أربعة عوامل. الأوّل هو النتيجة غير الحاسمة للحرب بالمعنى العسكريّ (نصف هزيمة ونصف نصر)، وهي نتيجة أصبحت حاسمة بالهزيمة السياسيّة الكاملة التي أوقعها اتّفاق “كامب ديفيد” بمصر لاحقا. الثاني هو التضخيم الهائل الذي أسبغته الأنظمة في سوريا ومصر على إنجازات الجيشين العربيين خلال المعارك وحشد كل ترسانات البروباغندا الممكنة لاستغلال ذكرى الحرب لإضفاء الشرعيّة على سياساتهما داخليّا وخارجيّا، بما فيها سياسات التنازل والاستسلام (وكما هو الحال في غالبيّة محطات التاريخ العربي الحديث، قضت النزعة المرضيّة لإبراز وتضخيم البطولات، وتحديدا الفرديّة منها، بالضربة القاضية، على إمكانيّة قراءة التجربة الجماعيّة بموضوعيّة واستخلاص العبر والدروس منها). الثالث هو التأثير الثقيل لرواسب تيّار الهزيمة الثقافيّة على تفكير أجيالٍ عربيّة مُتعاقبة، وهو التأثير الذي استتبع ميلا لعدم تصديق إمكانيّة هزيمة إسرائيل على يد العرب والتبخيس من كلّ مبادرة عربيّة قتاليّة ضدّ إسرائيل. الرابع هو الجهل المُطبق بالعلوم العسكريّة وكلّ ما يتّصل بالمسائل المُتعلقة بالأسلحة والتكتيك والاستراتيجيا.
ما إن تنحّت هذه العوامل جانبا نتيجة للقراءة والبحث، حتّى انبثقت أمام عيني صورة جديدة للحرب، وأصبحتُ أكثر قدرة على فهم ما جرى خلالها بشكلٍ أكثر موضوعيّة، ووضع مجريات أحداثها في سياقاتٍ أقرب للحقيقة والواقع، وأبعد عن الاستخلاصات المُعلّبة والسهلة أو تلك المتأثّرة بأهواء العاطفة أو مشاعر التثبيط. وأرى بعد هذا كلّه أنّ الأمانة تقتضي القول بأنّه وبالرغم من النتائج الميدانيّة التي انتهت إليها المعركة، فإنّ عملية عبور قناة السويس وإزاحة الساتر الترابي وتدمير حصون خطّ بارليف كانت عملا عسكريّا فريدا من نوعه امتزجت فيه روح الإرادة والتصميم مع الانضباطية العالية وإعمال العقل، وأن من حق الإنسان العربي أن يشعر بالاعتزاز على الصنيع الرائع لضباط وجنود الجيش المصريّ فيها. يبدو الحديث عن حرب أكتوبر اليوم، في ظل انتهاء عصر الحروب الكلاسيكية وفي ظل واقع الانحطاط العربي المرير، مثل نفض الغبار عن قطعة أنتيكا قديمة، لكن كيف يُمكن أن تُحيي روح المواجهة بدون أن تنفض الغبار عن كل الأنتيكات القديمة في متحف تاريخك؟ إن إنعاش الذاكرة ضد ضروب النسيان والتجاهل هو فعلٍ من أفعال المواجهة وهو طريقة أخرى للقول بأنّ توفّر الإرادة السياسيّة مع التخطيط العلميّ السليم يُمكن أن يُحقّق المعجزات وأنّ إخراج مصر من معادلة الصراع العسكريّ مع إسرائيل هو ضدّ منطق الأشياء والتاريخ وأن الأمل سيظلّ باقٍ في أحفاد أولئك الذين عبروا القناة في ظهيرة هذا اليوم قبل سبعة وأربعين عاما.
(1) ألقت لجنة “أغرانات” التي شُكّلت في إسرائيل للتحقيق في نتائج حرب يوم الغفران بالمسئوليّة عن الفشل خلال الحرب -إلى جانب ضباط آخرين- على اللواء إيلي زاعيرا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة “أمان” وذلك لفشله في التنبؤ بالهجوم المصري السوري. غادر زاعيرا المؤسسة العسكريّة والاستخبارية بلا رجعة وظلّ يحمل منذ ذلك الوقت حُنقا هائلا عليها. بعد صراع مرير مع الرقابة العسكريّة، أصدر زاعيرا في عقد التسعينيات كتابا يُدافع فيه عن نفسه ويحمّل من خلاله القيادة العسكريّة والسياسيّة ممثلة بموسى دايان وغولدا مائير المسئولية عن الفشل بالتنبّؤ بالحرب وعن الأداء الإسرائيلي المتواضع خلالها. يُمكن عدّ زاعيرا أقلّ جنرالات إسرائيل شعبيّة، وقد استقطب عداء أقطاب المؤسستين العسكرية والأمنية بالنظر إلى أنه كان أوّل من سرّب الهويّة الحقيقية للعميل “الملاك” أشرف مروان، رغم أنّ زاعيرا كان من القلة الإسرائيلية التي جادلت أنّ مروان كان عميلا مزدوجا وأنه لعب دورا في تضليل إسرائيل بشأن توقيت الحرب.
(2) خلال عقد الخمسينيات والنصف الأول من الستينيات كان هناك جدل دائم في أوساط المؤسسة العسكريّة الإسرائيليّة حول ماهية القوّة الضاربة الهجوميّة التي ينبغي للجيش الإسرائيليّ الاعتماد عليها، وقد حُسم هذا الجدل في النهاية لصالح أنصار المدرعات على حساب أنصار الجنود المُشاة. وكان من تبعات حالة السُكر التي أعقبت حرب حزيران ،1967 والتي اعتمدت فيها إسرائيل على النمط العمليّاتي المعروف بـ “حرب البرق” (Blitzkrieg)، أن تُعمّق الإيمان الإسرائيلي بالدبابة كقوّة ضاربة في الحرب. كان الجنرال يسرائيل تال هو المصمم الرئيسي لعقيدة الدروع الإسرائيلية والمنافح الأكبر عن الدبابة ودورها في الهجوم. في نهاية السبعينيّات وضع تال مشروع بناء دبابة “ميركافا” التي ستصبح الدبابة القتالية الأولى في الجيش الإسرائيلي.
(3) حارب المصريون إسرائيل في العام 1973 بالاعتماد على العقيدة العسكريّة السوفييتيّة. بعد اندلاع الثورة الاشتراكية العظمى في روسيا عام 1917 واندلاع الحرب الأهليّة، خاضت القيادة السياسيّة والعسكريّة للجيش الأحمر نقاشاتٍ حول ماهيّة عقيدة الحرب السوفييتيّة في ظلّ التحديات التي فرضها هجوم قوى الثورة المُضادة آنذاك. من تلك النقاشات القديمة بدأ تبلور العقيدة السوفييتيّة التي اعتبرت الشئون العسكريّة فرعا تقنيّا من المعرفة وأن مُقاربة الحرب في مرحلتها الهجوميّة الأولى تتطلّب تخطيطا شديد التفصيل لكلّ خطوة وتكتيك وتحديد مهام كل فرد عسكري وإيجاد حلّ علمي لكل مشكلة تكتيكيّة أو عملياتيّة متوقعة. يُمكن عدّ التوجيه 41 المثال العمليّ لهذه العقيدة، فالقاريء لصفحاته سيشعر بالملل من الحجم المهول للتفاصيل التي يتضمنها ومن الطريقة المُفصّلة التي جُزّئت عبرها المهام العملياتيّة الكبيرة إلى خطواتٍ ومهمات صغيرة. عندما انتقل الفريق سعد الشاذلي إلى الضفة الشرقية للقناة يوم الثامن من أكتوبر، احتضنه الجنود الفرحون بجنون وهم يهتفون: عاش التوجيه 41.
(4) كانت حرب أكتوبر أول مواجهة في التاريخ العسكريّ الحديث يجري فيها استخدام الأسلحة السوفييتيّة المُضادة للدروع على نطاق واسع وكثيف. تجلّى الإبداع التقنيّ السوفييتي الذي امتزج مع المهارة المصريّة في أداء طواقم “ماليوتكا” بالذات على جبهة سيناء. فطواقم المدرّعات الإسرائيليّة الذين بدأوا بهجماتهم المُضادة فور بدء الهجوم المصري ظنوا أنّهم ذاهبون في رحلة شبيهة بتلك التي جرت عام 1967، لكنهم تفاجأوا بغابة كثيفة من صواريخ “الماليوتكا” في مواجهتهم مجبرة إياهم على الهرب من دباباتهم المحترقة أو الوقوع في الأسر. وحتى نتعرّف على الدور النوعي الذي لعبته الأسلحة المضادة للدروع في الحرب يكفي أن نذكّر بأن حوالى نصف القتلى والجرحى من الجيش الإسرائيلي أثناءها كانوا من سلاح المدرّعات
المصدر