افتتاح المؤتمر الدولي حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهمات حفظ السلام
10 جويلية 2025
أشرف وزير الدفاع الوطني السيد خالد السهيلي صباح اليوم الخميس 10 جويلية 2015 بأحد النزل بالعاصمة، على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهمات حفظ السلام، الذي تحتضنه تونس يومي 10 و11 جويلية الحالي.
وأكد في كلمة الافتتاح “أن تكامل الأبعاد الأمنية والتنموية والإنسانية هو السبيل الوحيد لضمان نجاح مختلف المهام الأممية لحفظ السلام”. مضيفا أن تجارب السنوات الماضية في عدة مناطق من العالم أثبتت أن بناء القدرات والتدريب العسكري واعتماد التجهيزات والمعدات المتطورة وحدها غير كفيلة بنجاح المهمة الأممية، باعتبار أن ثراء التجارب وتبادل الخبرات بين الدول والمشاركين في مهام السلام، تعد أداة ضرورية لفهم التحديات العملياتية بشكل أدق خاصة وأن قضايا السلم والسلام لم تعد شأنا يهم فقط الأطراف المنخرطة في النزاع، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب التنسيق والتخطيط والشراكة على جميع المستويات.
وأبرز أن مبادرة تونس بالتعاون مع الأمم المتحدة لحفظ السلام في تنظيم هذا المؤتمر الدولي تتنزل في إطار الوعي العميق بمختلف التغيرات التي يعرفها العالم والتحديات الجديدة التي تواجهها عمليات حفظ السلام، مبينا أن هذا اللقاء سيكون فرصة للتنسيق المباشر بين مختلف الجهات الفاعلة في المجال.
وعبّر الوزير عن طموحه في أن ينبثق عن هذا المؤتمر، إصدار “إعلان تونس ” ليكون وثيقة مرجعية دولية للمبادئ التوجيهية والمعايير القابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في مناطق النزاع وتعزيز قدرة القوات المشاركة في بعثات السلام على أداء مهامها الإنسانية بكفاءة وفاعلية وأمان.
وأضاف أن تونس تولي أهميّة بالغة لمسألة حماية المدنيين وجعلتها من أوكد أولويات التزامها الإنساني مذكرا بانخراط بلادنا الفعال ومساهمتها الميدانية في العديد من مهام حفظ السلام في إفريقيا وغيرها من قارات العالم على مدى العقود الستة الأخيرة.
وبيّن وزير الدفاع الوطني، أنّ التحديات التي تواجهها اليوم البعثات الأممية تتطلب تطوير أدوات جديدة وإعادة التفكير في منهجيات التدريب والتأهيل والتحضير للمهمة الأممية وتعزيز دور المرأة في مجال الأمن والسلم فضلا عن استغلال التطور التكنولوجي والاستفادة أكثر من مزايا الذكاء الاصطناعي.
كما جدد التزام تونس الثابت بمبادئ الأمم المتحدة النابع من الإيمان بأن السلام يبنى بالشراكة الحقيقية القائمة على الثقة والتعاون والتضامن، مشيرا إلى أنّ بلادنا ستظلّ شريكا فاعلا في سبيل بناء عالم أكثر أمانا وعدلا وإنسانيّة خاصّة أنّنا نشهد بداية انبلاج فجر جديد في العالم، قاعدته الشرعيّة الانسانيّة وتقاسم الشعوب لنفس القيم وتطلّعها إلى عالم جديد تسود فيه العدالة وتعود فيه الحقوق إلى أصحابها.
ويذكر أنّ هذا المؤتمر الذي أشرف على افتتاحه وزير الدفاع الوطني السيّد خالد السهيلي، بحضور وزير الشؤون الخارحية والتونسين بالخارج محمد علي النفطي والأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بمهام حفظ السلام “Jean Pierre Lacroix ” ووزير الدفاع السينغالي السيّد “Birame Diop”، ونائب وزير الدفاع الغاني السيّد “Ernest Brogya Genfi”، ورئيس أركان جيش الطيران وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المقيمين بتونس، فضلا عن مسؤولين أمميّين وممثّلين رفيعي المستوى من 13 دولة شقيقة وصديقة، يهدف إلى إعداد منصة رقمية دولية متكاملة لتسهيل تبادل المعلومات والخبرات بين الدول والمنظمات، ووضع دليل عمليات موحد للمساهمة في توحيد الإجراءات والمعايير العملياتية للقوات المسلحة المشاركة في حماية المدنيين في المهام الامميّة.