مفهوم الأمة المغربية كان دائما حاضرا في خطابات الحسن الثاني بل و حتى محمد الخامس في خطابه الشهير بطنجة، المشكل ان المغرب عاد من بعيدا و تنزيل المفهوم ليس بالشيء السهل خصوصا مع تفشي النعرات القبلية و العرقية بالمغرب لسنوات طوال، كان من اللازم العمل على تغيير البنية الديمغرافية اولا و قبل كل شيء، توحيد المرجعيات و المبادئ قبل الشروع في بناء مشروع مجتمعي،الإخوة المتابعين أعتقد أول مرة وثيقة رسمية تتحدث عن مفهوم الأمة المغربية فلتصححوا لي إن أخطأت
في السابق كنا نسمع فقط الأمة العربية لدى مجموعة اليسار والأمة الإسلامية لدى مجموعة الإسلاميين، وضهر في السنوات الأخيرة تيار يدافع عن المغرب كأمة مستقلة كرد فعل عن الاستيلاب الموجود لدى بعض الشرائح وها هو يتكرس ويتم تببنيه رسميا وهذا بمثابة ثورة وتطور كبير سيلقى مقاومة من طرف الأطراف المعلومة ولكن تبنيه من طرف الدولة ودعمه على المستوى الشعبي من طرف التيار القومي اليميني الصاعد سيقلب المعادلة.
في ظل تفشي الأمية و الجهل ووتغلغل العملاء من قومحيين و علمانيين و اخونج و زيد و زيد كان من الصعب تبني خطاب رسمي قومي لأنه كان من الممكن استغلاله من اي طرفه و حرق الفكرة في المهد.
نعم مصيرنا هو بلورة هذا المفهوم و أقلمته ليناسب الخصوصية المغربية اذا اردنا التقدم و النجاح، لكن شخصيا اعتقد انه لا يزال امامنا الكتير لنقوم به، كي نتغلب على بعض النعرات القبلية و العرقية، و كذلك لكي محسن مجتمعنا من التيارات الايديولوجية القادمة من الشرق او الغرب.
عندما يصبح المغربي قادر عن التخلي عن انتمائه العربي او الأمازيغي او اي شيئ آخر من أجل انتمائه للوطن أولا و قبل كل شيئ هنا يمكن الحديث عن دولة أمة، لأن الوطن هو الذي يجمع كل هاه المكونات و يحافظ عليها دون إقصاء او تهميش لأي طرف، مع العلم انه و الحمد لله المغرب يسير بخطى ثابتة في هذا المنحى، لأنه يحب تحصين وحدة المجتمع أولا و قبل كل شيئ،
و في هذا الإطار لدينا مثال و هو اسبانيا، دولة متقدمة قوية عسكريا و اقتصاديا عصدضووفي تحالفين من اقوى التحالفات في العالم، و مع ذلك تعاني من ضعف شديد و خطر الانفجار في أي وقت د، نتيجة التجاذبات و العمليات الإقليمية و الجهوية بين مختلف أقاليمها، رغم انهم استعمروا نصف الكرة الأرضية في وقت من الاوقات و رغم كل ما لديهم لم يستطيعوا بناء دولة أمة بسبب اصرارهم على الحفاظ على طابعهم القبلي و العرقي العنصري رغم تدينهم الشديد.
المغرب عليه ان يحذر من هذا الخطر كذلك و علينا العمل على قتل العصبية القباية قبل اي شيئ