إسرائيل بالنسبة للغرب ليست دولة إنما هي قاعدة إستراتيجية عسكرية غربية متقدمة، هي أرض غربية في قلب الشرق.
في الحالة التركية رغم الفروقات الشاسعة بين تركيا وأوروبا والخلافات المستقرة والمتزايدة، إلا أننا نجد دعما للاقتصاد والعسكرية التركية لما تمثله في عقل العسكرية الغربية كعضو في حلف الناتو وقاعدة متقدمة في منطقة ساخنة.
قد يصل الخلاف الأمريكي-أوربي/ الإسرائيلي الدرجة القصوى، لكن حاليا لن يتخلوا أبدا عن حماية قاعدتهم المتقدمة.
ولن تكف إسرائيل عن طلب الدعم و التفوق الغربي خدمة لهذا الغرض الغربي المقدس.
أي دولة حليف للناتو مثلا كتركيا لن تعوضهم عما تمثله إسرائيل لهم. فالعلاقة أعمق من أن يتم حلحلتها أو العبث بها.
فالوجود الإسرائيلي في حد ذاته معتمد كليا على الدعم الغربي غير المحدود، والغرب يتطلع منذ القرون الوسطى لوجود دائم في تلك المنطقة الإستراتيجية.
حلحلة القضية تقتضي فهم تلك العلاقة وتقديم بدائل للغرب أكثر جدوى وأقل تكلفة وجعل الاستراتيجية الحالية غير عملية لدرجة تجعل الغرب يتخلى عن الدعم الكامل اللامحدود لبيدقها في الشرق الأوسط، ويميل لتوازن في الدعم والعلاقات بينهم وبين أصحاب الحق التاريخي الفلسطينيين.
بعد أن كادت الكفة تميل - إقليميا- للرؤية التي تروجها إسرائيل عن نفسها ،بأنها مفتاح بوابة الغرب الوحيدة في المنطقة، وأن الرضا الغربي لن يناله أحد إلا على طاولتهم، وبدأ البعض يعتقد أن المحاولات لا تجدي نفعا، والأفضل هو الاستسلام بدعوى رؤية الحقيقة وإدراك خبايا السياسة الدولية بحكمة منقطعة النظير بل ويستثمر في تلك الرؤية.
جاء الفلسطينيون بكارت جديد إلى الطاولة فأعاد الحياة لقضيتهم العادلة، وجاءت معها التكنولوجيا المفقودة طوال الصراع كوسائل التواصل الاجتماعي لتجعل لدى أجيال جديدة القدرة على الحكم الشخصي المستقبل وجعلتهم أكثر وعيا وإستقلالا من أجيال قنوات الأخبار التليفزيونية.
فلننتظر ما سترينا السنوات القادمة.
لكني أعتقد شخصيا أن حلحلة تلك العلاقة لن يكون سهلا أو لينا، لكنه أصبح أكثر قربا وواقعية عن ذي قبل.