19 محور للتنمية لتحقيق الرؤية:
أولاً: الأخلاق و القيم الانسانية، و مبادئ الحياة السليمة:
"القيم والأخلاق الحميدة هي المحرك الأساسي لنهضة مصر"
إن مجموع القيم والأخلاق هي التي تصنع واقع الإنسان وبالتالي مستقبله، والواقع الذي تعيشه الشعوب هو حقيقةً إنعكاس القيم التي يؤمنون بها, وهي المحرك الأساسي للشعوب, وهي ما تميّز شعب عن آخر. لذا فإن منظومة الأخلاق والقيم ومبادئ الحياه السليمة هي المدخل الحقيقي لتحقيق أهداف الرؤية، والتمسك بمبادئ الخير والفضيلة والعدل هي من صميم الأخلاق بغض النظر عن ديانة أو مذهب، بل هي أسباب نهضة مصر ورقيها ، حيث كانت مصر – فجر الضمير– وما قامت عليها من حضارات في البداية وما ازدهرت لاحقا في الأرض عبر السنين إلا لأنها رفعت شعار الفضيلة والعدل، ورفع الظلم عن الفقير والمساواة بين الناس.
فالأخلاق هي جزء أساسي وجوهري في حياة الشعوب، وعند تدهور هذه المبادئ الأخلاقية عند الشعوب سيؤدي حتما إلى فساد الأمم وزوال بريقها وتألقها وأسباب قوتها وعزها[1]. والفساد يبدأ من الفرد والذي هو عضو في أسرة، ثم وبالسكوت عنه يستشري ويسري في الأسر وينتشر كالداء في الهواء، ويلحق البلاء الناس، وتلحقهم الفوضى في كل مكان ويمكن القول أن من أهم مسبباته تجاهل مفاهيم العدل والفضيلة والمساواة.
ويهدف هذا المحور الي إستعادة المبادئ والأخلاق الحميدة كالصدق والأمانة والحلم والشجاعة والمروءة والمودة والصبر والإحسان والتروي والاعتدال والكرم والإيثار والرفق والعدل والإنصاف والحياء والشكر و حفظ اللسان وإتقان الأعمال والعفة والوفاء والشورى والتواضع والعزة والستر والعفو والتعاون والرحمة والقناعة والرضا وهو الأمرالذي سيؤدي تحقيق أهداف الرؤية المنشودة في كافة جانبها سواء المعنوية أو المادية حيث سيلتف حينها جميع أفراد الشعب بإختلاف معتقداتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم حول
هدف قومي واحد ....هو مستقبل أفضل لمصر والمصريين.
ثانياً: الانسان المصرى و استثمار الموارد البشرية
"الحرية ... العدالة ... التنمية ... الريادة"
فبالحريات والإصلاح السياسي والإجتماعي تقوم العدالة، وبالعدالة تكون التنمية الحقيقية ومن هنا تنطلق مصر إلى الريادة.
وتعتبر إدارة وإستثمارالموارد البشرية من أهم محاور الرؤية لتركيزها على العنصر البشري والذي يعتبر أثمن مورد في مصر فاليقين بأن (المواطن المصري هو صانع التنمية وهدفها) والأكثر تأثيرًا في الإنتاجية على الإطلاق. وإدارة وتنمية الموارد البشرية تعتبر ركناً أساسياً في تعزيز القدرات التنظيمية للدولة، واستقطاب وتأهيل الكفاءات اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية بما يعمل علي تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية، وتحقيق التنمية المتكاملة البشرية والعمرانية والإقتصادية، ولتحقيق هذه الطفرة الإجتماعية والإقتصادية لابد من تفجير طاقات البشر وإستغلال الموارد والإمكانات، ليصل حينها المواطن المصري إلي أعلي مستوي من التقدم الاقتصادي والحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية، وليعطي المواطن أقصي طاقاته ويعمر أرضه ويحافظ علي بيئته ويقدس قيمه الروحية والثقافية العريقة.
وتلك الأهداف وغيرها لن تتحقق إلامن خلال وضع المبادئ والأسس التي تساعد على الاستفادة القصوى من كل المواطنين بدأً من التخطيط والاختيار والتدريب والحوافز والتقييم وكل ما له صلة بالعنصر البشري.
ثالثاً: العلم، التعليم، المعرفة
"بناء نهضة حديثه تقوم على ركيزة العلم والمعرفة الحديثة وإنتهاج البحث العلمي كوسيلة لتحقيق التنمية المتكاملة"
إن التعليم النوعي أصبح مطلبا استراتيجياً في مصر، وكذلك التمكين من التعليم الجيد الذي تتوافر فيه أرقى المعايير التعليمية هو المرتكز الرئيسي الذي ترتكز عليه الرؤية، من خلال بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية ويوازي افضل النظم التعليمية في العالم، هذا النظام سيتيح الفرص للمواطنين لتطوير قدراتهم ويوفر لهم افضل تدريب ليتمكنوا من النجاح في عالم متغير تتزايد متطلباته العلمية ويشجع على التفكير التحليلي والنقد وينمي القدرة على الابداع والابتكار، ويمكن تحقيق الغايات السابقة وغيرها من خلال تحقيق الثلاثية التالية[2]:
- ضمان حق التعليم الجيد في مختلف مراحل التعليم - بداءاً من مراحل التعليم الأساسي وحتي مابعد التعليم الجامعي- والمناسب للجميع مع ضمان تكافؤ الفرص بين الذكور والاناث، تطوير المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم بما يحقق المواءمة بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات التنمية بوجه عام واحتياجات سوق العمل بوجه خاص.
- إعادة هيكلة وتطوير البحث العلمي وتوفير كافة مستلزمات هذا البحث ومهارات البحث وغيرها ودعم الباحثين والمؤسسات العلمية ، مع الوضع في الإعتبار أن التوسع في المنظومة التعليمية يجب أن لا يقتصر على التعليم النظامي بل يطال التعليم غير النظامي المتمثل في تعليم الكبار مع الارتقاء بالمستوى الثقافي والتعليمي لمختلف طبقات المجتمع بمن فيهم الكبار لرفع مستويات الالمام بالقراءة والكتابة.
- إنشاء مؤسسات للبحث العلمي - كمراكز مضيئة للعلم - لتكون مراكز إشعاع داخل وخارج مصر تعمل علي جذب العقول المصرية لممارسة البحث العلمي الصحيح وتعمل كدعائم للتطور التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي والارتقاء بقدرات البلد العلمية في مختلف المجالات ولا سيما في المجالات التي تتماشى مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للبلاد مع مشاركة المنظمات الغير ربحية وتعزيز المشاركة المجتمعية وخاصة في تطوير البحث العلمي.
هذه الآليات من شأنها تحقيق الآتي:
- أن تصبح المعرفة و العلم جزء اساسى من ثقافة و سلوك الإنسان المصرى بكافة فئاته.
- تخريج أجيال واعية بالدور التاريخي لأمتها، ومؤمنة بمهمتها ، تعتز بتراثها، وتقدس قيمها الروحية، ومسلحة بأعلى مستويات القيم وأخلاقيات التعامل.
- القضاء علي الأمية كتابة وقراءة وكذلك أمية الكمبيوتر
- توفير مناخ مناسب للإبداع والابتكار من خلال التعلم النشط .
- بناء الشخصية القادرة على التفاعل مع متطلبات التنمية المتكاملة، ودفعها لإحداث الطفرات المطلوبة
- إنتاج المواهب فى مرحلة التعلم التمهيدى و الأساسى، العلماء فى كافة المجالات فى مرحلة التعلم ما قبل الجامعى، البحوث التى تخدم منظومة مصر فى مرحلة التعليم الجامعى.
- إنتاج البحوث الفائقة التى تخدم كافة المجالات المتقدمة عالمياً فى مرحلة التعليم بعد الجامعى.
- إستعادة الريادة في كافة العلوم و خاصاً (الطب، الزراعة، الهندسة، الفلك، الطاقة)
- التميز العالمى فى التعلم الحرفى، و خاصة الحرف و العمالة المصرية الاصيلة.
- جذب العلماء والباحثين المصريين والعقول المهاجرة بالخارج للمشاركة في منظومة التنمية