بسم الله الرحمن الرحيم
نسبة ..
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن الشافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منافجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف. وكان لعبد مناف خمسة أولاد: هاشم بن عبد مناف جد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والمطلب بن عبد مناف جدالشافعي - رَحِمَهُ اللَّهُ -، وعبد شمس بن عبد مناف جد بني أمية، وعثمان بن عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - منهم، ونوفل بن عبد منافجد بني نوفل، وجبير بن مطعم منهم، وأبو عمرو بن عبد مناف ولا عقب له.
مولده ونشأته العلمية ..
وُلد الشَّافعي بغزة بفلسطين، سنة خمسين ومائةٍ من الهجرة، وهو العام الذي توفِّي فيه أبو حنيفة (رحمه الله)
نشأته : مات أبوه إدريس شابًّا، فنشأ محمَّدٌ يتيمًا في حجر أمه، فخافت عليه الضَّيعة، فتحولت به إلى محتِدِه وهو ابن عامين،فنشأ بمكة، وأقبل على الرمي، حتى فاق فيه الأقران، وصار يُصيب من عشَرة أسهمٍ تسعةً، ثم أقبل على العربية والشرع، فبرعفي ذلك، وتقدم، ثم حُبِّب إليه الفقه، فساد أهل زمانه
رحلة الشيخ وطلبه للعلم ..
قال إسماعيل بن الحبال الحميري: كان محمَّد بن إدريس الشَّافعي رجلًا شريفًا، وكان يطلب اللغة والعربية والفصاحة والشعرفي صغره، وكان كثيرًا ما يخرج إلى البدو ويحمل ما فيه من الأدب، فبينما هو ذات يومٍ في حي من أحياء العرب إذ جاء إليهرجلٌ بدوي، فقال له: ما تقول في امرأةٍ تحيض يومًا، وتطهر يومًا؟ فقال: "لا أدري"،فقال له: يا بن أخي، الفضيلةُ أولى بك منالنافلة، فقال له: "إنما أريد هذا لذاك، وعليه قد عزمت، وبالله التوفيق، وبه أستعين"، ثم خرج إلى مالك بن أنسٍ، وكان مالكٌصدوقًا في حديثه، صادقًا في مجلسه، وحيدًا في جلوسه، فدخل عليه، وارتفع على أصحابه، فنهره مالكٌ، فوجده موقرًا فيالأدب، فرفعه على أصحابه، وقدمه عليهم، وقرَّبه من نفسه، فلم يزل مع مالكٍ إلى أن توفي مالكٌ رحمه الله، ثم خرج إلى اليمن؛ليكمل مسيرة طلب العلم؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 9 صـ 81).
قال الشَّافعي: "كنت يتيمًا في حجر أمي، ولم يكن معها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي مني أخلفه إذا قام، فلما ختمتُالقرآن دخلت المسجد، فكنت أجالس العلماء، فأحفظ الحديث، أو المسألة، وكان منزلنا بمكة في شعب الخيف، فكنت أنظر إلىالعظم يلوح فأكتب فيه الحديث والمسألة، وكانت لنا جرةٌ قديمةٌ، فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيمالأصبهاني جـ 9 صـ 73).
قال إسماعيل بن يحيى: سمعت الشَّافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عَشْر سنين؛(تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 2 صـ: 63).
عقيدة الإمام الشَّافعي ..
1) قال الشَّافعي: الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 10 صـ 32).
(2) قال الشَّافعي: القرآن كلام الله، مَن قال: مخلوقٌ، فقد كفر؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 10 صـ 18).
(3) قال البويطي: سألت الشَّافعي: أصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تُصلِّ خلف الرافضي، ولا القدري، ولا المرجئ، قلت: صِفْهم لنا،قال: من قال: الإيمان قولٌ، فهو مرجئٌ، ومن قال: إن أبا بكرٍ وعمر ليسا بإمامين، فهو رافضي، ومن جعل المشيئةإلى نفسه، فهو قدري؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 10 صـ 31).
(4) قال الحسن بن محمَّد الزعفراني: سمعت الشَّافعي يقول: حُكمي في أصحاب الكلام أن يُضرَبوا بالجريد، ويُحمَلوا علىالإبل، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، يقال: هذا جزاءُ مَن ترك الكتاب والسنَّة، وأخذ في الكلام؛ (الانتقاء في فضائل الثلاثةالأئمة الفقهاء لابن عبدالبر صـ 79).
(5) قال محمَّد بن عبدالله بن عبدالحكم: سمعت الشَّافعي يقول: "لو علِم الناس ما في الكلام والأهواء، لفرُّوا منه كما يفرُّونمن الأسد"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 9 صـ 111).
(6) قال الربيع بن سليمان: قال الشَّافعي: يا ربيعُ، اقبل مني ثلاثةً: لا تخوضن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛فإنَّ خَصمَك النبيُّ صلى الله عليه وسلم غدًا،ولا تشتغل بالكلام؛ فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل،ولا تشتغلبالنجوم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 10 صـ 28).
(7) قال الربيع بن سليمان: سمعت الشَّافعي يقول: لم أرَ أحدًا أشهَدَ بالزور مِن الرافضة (الشيعة)؛ (سير أعلام النبلاءللذهبي جـ 10 صـ 89).
مؤلفاته..
- كتاب الرسالة القديمة (كتبه في بغداد)
- كتاب الرسالة الجديدة (كتبه في مصر)
- كتاب اختلاف الحديث
- كتاب جمَّاع العلم
- كتاب إبطال الاستحسان
- كتاب أحكام القرآن
- كتاب بيان فرض الله عز وجل
- كتاب صفة الأمر والنهي
- كتاب اختلاف مالك والشافعي
- كتاب اختلاف العراقيين
- كتاب الرد على محمد بن الحسن
- كتاب علي وعبد الله
وفاته ..
توفي الإمام الشافعي سنة مئتين وأربعة، وتحديداً بعد العشاء من ليلة الجمعة من شهر رجب، وكان آخر يومٍ من الشهر، وعاشأربعاً وخمسين سنةً، ودفن يوم الجمعة، وورد أنّه قال في مرض موته: (أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوءعملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، ما أدري روحي تصير إلى جنةٍ فأهنِّيها، أو إلى نارٍ فأعزِّيها).