بعيدا عن الموضوع . هناك سؤال دائما يخطر على بالي..
لماذا اجدادنا لم يقطعوا البحار ابان الاكتشافات الجديدة في عهد كولومبس؟؟
يعني القارتين الامريكيتين فيها برتغال واسبان وفرنسيين وانجليز ..
لماذا لم يقم العرب واليابانيون (الاقرب) منا استيطان العالم الجديد.. رغم ان ما ندرسه اننا كنا اباطرة في البحرية واعتقد ان هذه تراهة.. فلا نملك اسما بحارا واحدا سوى سندباد الشخصية الخيالية..
خلونا من كان فلان وعرتلان اكتشفها قبل كولومبوس وعلومبس؟؟
استسمح الخروج على الموضوع لكن السؤال محيرني صراحة
صحيح سؤال رائع وجزاك الله خير عليه
الأسباب كثيرة جدا لكن سأسردها باختصار
أولا
ليس صحيح أن المسلمون آنذاك لم يكن لهم تأثير فقد كان المحيط الهندي بحيرة إسلامية قبل عهد الإمبراطورية البرتغالية وأيضا البحر الأبيض المتوسط بدرجة أقل
والمدعو فاسكوا دي جاما اكتسف رأس الرجاء الصالح للأوروبيين بمساعدة بحارة مسلمون كانوا يستعملونه
وأيضا الدول الشرقية كالصين مثلا لديها إسهامات بحرية عديدة وأيضا هناك وثائق أن بحار صيني مسلم استطاع الوصول إلى الأمريكتين قبل كولوبوس ولا أعلم عن اليابانيين شيء في هذا
وأيضا الأتراك لهم انجازات بحرية عديدة فهم أول من أدخل المدافع في السفن وأيضا هناك خريطة عجيبة اكتشفت مؤخرا في اسطنبول لأمير البحر العثماني بيري ريّس تحتوي على تفاصيل دقيقة جدا للأمريكتين والأنهار فيها وبعض الحيوانات وأيضا تحتوي على علامة للقارة القطبية الجنوبية وانصحك بالقراءة عنها
ثانيا
مع كل ما ذكر إلا إن التخلف البحري والصناعي كلن واضحا جدا ويرجع لأسباب أبرزها
انهار اقتصاد العالم الإسلامي بعد الحروب الصليبية وغرو المغول (اعقب الغزو المغولي دول لهم استمرت حتى قدوم اسماعيل الصفوي)
ودمار معظم المدن الإسلامية في تلك الحقبة وحدوث هجرات عظيمة جدا في كل انحاء العالم الإسلامي مما أدّى لضعف الحركة العلمية جدا وتسخير كل الإمكانيات لصد العدوان
(كانت مصر والشام والجزيرة وكذا الأناضول ومعظم بلاد المغرب مسرح عمليات عسكرية شبه دائمة مما أدى لضعف تلك الدول والتاريخ يشهد)
عدم استثمار المنجزات العلمية ونشرها
خلافا للإعتقاد السائد لم يكن العالم الإسلامي متخلفا عن الغرب إلا في بداية القرن الثامن عشر فما بعده
فقد كانت الحركة العلمية مع العوامل المذكورة مستمرة مع ضعفها بل متقدمة في كثير من الجوانب عن الغرب بما أن حركة انتقال العلوم بيننا وبينهم في اوجها آنذاك
التقدم في الجوانب المدنية دون العسكرية
قد كانت الحواضر الإسلامية في القرون الثلاث التي سبقت الثورة الفرنسية متقدمة جدا عن مثيلاتها في الغرب او اقصى الشرق
كانت الحمامات وتنظيم السوق وشبكة الصرف الصحي وتهوية المباني شائعة جدا وكان علم الطب قويا في البلدان الإسلامية
حتى في الشق العسكري كانت المدافع منتشرة جدا وبمختلف العيارات لكن لم تكن منتشرة بل مقتصرة في نواحي محددة
لذا الأسباب التي أراها سياسية أكثر من أنها اجتماعية وإدارات الدول هي التي تتحمل الجانب الأكبر في عدم نشر المنجزات في نواحي البلدان
والشرح يطول جدا لكن من ابتغى العلم وجده