اكتشف علماء آثار في الجزائر سنة 2018 أدوات حجرية وعظام حيوانات كانت تستخدم في القطع ربما يصل عمرها إلى 2.4 مليون سنة، مما يثير تساؤلات عن كون شرق أفريقيا مهدا للإنسانية كما كان يعتقد.
واكتشف فريق من باحثين جزائريين وباحثين دوليين هذه الأدوات- التي تعد أقدم ما اكتُشِف في المنطقة حتى الآن- في سطيف التي تقع على بعد 200 ميل (300 كيلومتر) شرق الجزائر العاصمة.
وتجعل النتائج الجديدة "عين بوشريط" أقدم موقع أثري في شمال أفريقيا، حيث يوجد بالموقع دليل على استخدام اللحوم في الطعام، وأدوات حجرية مستخدمة في تقطيعها، وتوحي بإمكانية اكتشاف مواقع قديمة أخرى في مناطق غير شرق أفريقيا".
حيوانات مختلفة
وتشبه الأدوات المكتشفة بالجزائر بشدة الأدوات "الأولدوانية"، التي وجدت حتى الآن في شرق أفريقيا بشكل رئيسي، وعثر عليها شمال تنزانيا في عام 1931 وتنتمي للعصر الحجري القديم.
وقد عُثِر على الأدوات بجوار عشرات من عظام الحيوانات التي تحولت لحفريات واحتوت على علامات قطع، كما لو كانت آثار جزارين من عصور ما قبل التاريخ. وتعود العظام إلى حيوانات مختلفة تتضمن أسلاف التماسيح والأفيال وأفراس النهر.
بعض الأدوات الحجرية التي اكتشفت في الموقع وبينها النوى والرقائق الحجرية (الجزيرة)
وذكر التقرير الذي نشر في مجلة Science يوم الخميس أن "منطقة شرق أفريقيا تعد إلى حد بعيد موطن استخدام الأدوات الحجرية من قِبَل أجدادنا البشر القدامى، والتي يعود تاريخ أقدم الأمثلة عليها إلى 2.6 مليون سنة مضت".
وأشاد وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي بفريق البحث الجزائري الذي قام بالحفر والاكتشاف بمساعدة خبراء من مؤسسات بحثية في إسبانيا وأستراليا وفرنسا.
أين ذهب أسلافنا؟
هناك فرضية تقول إن الأسلاف المبكرين لبشر اليوم قد حملوا سريعا معهم أدوات حجرية إلى خارج منطقة شرق أفريقيا، واتجهوا نحو مناطق أخرى من القارة.
وهناك فرضية أخرى هي "سيناريو تعدُّد الأصول"، وهو أن يكون البشر الأوائل قد صنعوا الأدوات واستخدموها في كل من شرق أفريقيا وشمالها في وقت واحد.
يقول الباحث الرئيسي محمد سحنوني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "موقع عين الحنش (عين لحنش) بولاية سطيف هو ثاني أقدم موقع في العالم بعد موقع غونا في إثيوبيا، الذي يعود تاريخه إلى 2.6 مليون سنة ويعد مهد الإنسانية".
وقد عُثر على الاكتشافات في طبقتين؛ يعود تاريخ الأولى إلى 2.4 مليون سنة مضت، والثانية يعود تاريخها إلى 1.9 مليون سنة.
وتشير النتائج إلى أن أجداد البشر الحاليين كانوا موجودين في شمال أفريقيا قبل 600 ألف عام على الأقل مما اعتقد العلماء سابقا.
وكانت أقدم أدوات معروفة اكتُشفت حتى الآن في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى 1.8 مليون سنة، وعُثر عليها في موقع قريب.
قلب ثمرة أولدواني سحبت من موقع عين بوشريط
ولم يعثر على بقايا بشرية. ومن ثَمَّ فإن العلماء لا يعرفون نوع أشباه البشر الذين تواجدوا في الموقع، أو أجداد الجنس البشري الذين استخدموا تلك الأدوات وظهروا بعد ذلك بكثير.
وقالت الدراسة "والآن بعدما ظهرت آثار تنتمي للعصر الحجري القديم والحقبة الأولدوانية يقدر عمرها بـ 2.4 مليون سنة منطقة عين بوشريط، فقد تكون منطقة شمال أفريقيا والصحراء مستودعا للمزيد من المواد الأثرية".
اعلان
وأضافت "بناء على ما وجدناه في عين بوشريط والأحواض الرسوبية المجاورة لها، نتوقع أن من الممكن أيضا اكتشاف حفريات لأشباه البشر وأدوات شبيهة في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى نفس عمر تلك الموثقة في شرق أفريقيا".
واكتشف فريق من باحثين جزائريين وباحثين دوليين هذه الأدوات- التي تعد أقدم ما اكتُشِف في المنطقة حتى الآن- في سطيف التي تقع على بعد 200 ميل (300 كيلومتر) شرق الجزائر العاصمة.
وتجعل النتائج الجديدة "عين بوشريط" أقدم موقع أثري في شمال أفريقيا، حيث يوجد بالموقع دليل على استخدام اللحوم في الطعام، وأدوات حجرية مستخدمة في تقطيعها، وتوحي بإمكانية اكتشاف مواقع قديمة أخرى في مناطق غير شرق أفريقيا".
|
حيوانات مختلفة
وتشبه الأدوات المكتشفة بالجزائر بشدة الأدوات "الأولدوانية"، التي وجدت حتى الآن في شرق أفريقيا بشكل رئيسي، وعثر عليها شمال تنزانيا في عام 1931 وتنتمي للعصر الحجري القديم.
وقد عُثِر على الأدوات بجوار عشرات من عظام الحيوانات التي تحولت لحفريات واحتوت على علامات قطع، كما لو كانت آثار جزارين من عصور ما قبل التاريخ. وتعود العظام إلى حيوانات مختلفة تتضمن أسلاف التماسيح والأفيال وأفراس النهر.
وذكر التقرير الذي نشر في مجلة Science يوم الخميس أن "منطقة شرق أفريقيا تعد إلى حد بعيد موطن استخدام الأدوات الحجرية من قِبَل أجدادنا البشر القدامى، والتي يعود تاريخ أقدم الأمثلة عليها إلى 2.6 مليون سنة مضت".
وأشاد وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي بفريق البحث الجزائري الذي قام بالحفر والاكتشاف بمساعدة خبراء من مؤسسات بحثية في إسبانيا وأستراليا وفرنسا.
أين ذهب أسلافنا؟
هناك فرضية تقول إن الأسلاف المبكرين لبشر اليوم قد حملوا سريعا معهم أدوات حجرية إلى خارج منطقة شرق أفريقيا، واتجهوا نحو مناطق أخرى من القارة.
وهناك فرضية أخرى هي "سيناريو تعدُّد الأصول"، وهو أن يكون البشر الأوائل قد صنعوا الأدوات واستخدموها في كل من شرق أفريقيا وشمالها في وقت واحد.
يقول الباحث الرئيسي محمد سحنوني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "موقع عين الحنش (عين لحنش) بولاية سطيف هو ثاني أقدم موقع في العالم بعد موقع غونا في إثيوبيا، الذي يعود تاريخه إلى 2.6 مليون سنة ويعد مهد الإنسانية".
وقد عُثر على الاكتشافات في طبقتين؛ يعود تاريخ الأولى إلى 2.4 مليون سنة مضت، والثانية يعود تاريخها إلى 1.9 مليون سنة.
|
وكانت أقدم أدوات معروفة اكتُشفت حتى الآن في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى 1.8 مليون سنة، وعُثر عليها في موقع قريب.
ولم يعثر على بقايا بشرية. ومن ثَمَّ فإن العلماء لا يعرفون نوع أشباه البشر الذين تواجدوا في الموقع، أو أجداد الجنس البشري الذين استخدموا تلك الأدوات وظهروا بعد ذلك بكثير.
وقالت الدراسة "والآن بعدما ظهرت آثار تنتمي للعصر الحجري القديم والحقبة الأولدوانية يقدر عمرها بـ 2.4 مليون سنة منطقة عين بوشريط، فقد تكون منطقة شمال أفريقيا والصحراء مستودعا للمزيد من المواد الأثرية".
اعلان
وأضافت "بناء على ما وجدناه في عين بوشريط والأحواض الرسوبية المجاورة لها، نتوقع أن من الممكن أيضا اكتشاف حفريات لأشباه البشر وأدوات شبيهة في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى نفس عمر تلك الموثقة في شرق أفريقيا".