أبرز السيناريوهات العسكرية المطروحة لضرب إيران
بعد مطالعة عميقة و متابعة دقيقة لمراكز الدراسات الأمريكية و الاعلام الغربي والعربي بالاضافة الى المنشورات الرسمية الأمريكية فيما يتعلّق بالمعضلة النووية الايرانية و الخيار العسكري توصلت الى ابرز السيناريوهات المطروحة و التي من الممكن ان يتم اللجوء الى أحداها عند تنفيذ أي ضربة عسكرية لإيران و هي على الشكل التالي:
سيناريو TIRANNT الخاص بالبنتاغون
TIRANNT هو الاسم الكودي الذي يرمز الى العملية المعروفة باسم " Theater Iran Near Term", و هي عبارة عن خطّة وضعها البنتاغون في ايار من العام 2003, حيث أعدّ جنرالات ورجال استخبارات متقاعدون هذه الخطّة تحسبا لامكانية مواجهة ايران. فقد شرع الجيش الأميركي حينها في إجراء تحليل حول إمكانية الدخول في حرب شاملة مع إيران أطلق عليه TIRANNT، وتعني "المسرح الإيراني على المدى القصير"،و ترافق التحليل المذكور مع وضع سيناريو تجريبي لغزو تقوم به فيالق من "المارينز" لإيران، فضلا عن وضع نموذج يحاكي قوة إيران الصاروخية.
و تقوم هذه الخطّة بالاساس و التي كانت مجلّة "أتلانتك" اوّل من نشر معلومات دقيقة عنها في كانون اول من العام 2004, على ثلاث مراحل اساسية المرحلة هي
1- الاولى تتمثل في ضرب معسكرات الحرس الثوري التي قالت الاستخبارات الاميركية انها تعرف مواقعهم, يليه اصدار بيان تبريري "لتدخّل الحرس الثوري في الشؤون العراقية".
2- المرحلة الثانية تتمثل في ضرب المفاعلات النووية عبر القصوف الجوي بطائرات "ستيلث" الشبح, و بصواريخ كرزو من البحر لتشمل 300 موقع، منها 125 موقعا لها صلة بالاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. على ان يتم ذلك بعد الاعلان عن انّ ايران تحدت الرأي العام العالمي فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و لم تنفذ مطالب المجتمع الدولي.
3- المرحلة الثالثة تتمثل في ارسال قوات من الخليج والعراق واذربيجان وجورجيا و افغانستان لتحويل انظار الايرانيين وتطويقهم. ثم الزحف نحو ضواحي العاصمة طهران الذي قدر المسؤولون انه قد يستغرق نحو اسبوعين, على ان لا تتضمن الخطة دخول طهران.وقد تم تجريب الخطة من خلال المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والبريطانية على ضفاف بحر قزوين آنذاك. وخلال تلك المناورات لعب بوش دور القائد الأعلى للقوات الذي سيأمر بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.و بما انّ هذه الخطّة تقوم اساسا على عملية غزو برّي, فانّه يتم تحديثها بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات الحاصلة في المنطقة, و قد قام البنتاغون بآخر تحديث لها في العام 2006 مركّزا على جانب القصف الجوي و العمليات الهجومية غير البريّة.
يقول "وليام آركين" المتخصص في الشؤون العسكرية في تقرير له نشر في الواشنطن بوست في نيسان من العام 2006: " ومنذ العام 2003 و الخطة تخضع لمراجعة دورية وتعديلات أساسية في ضوء المعلومات الجديدة حول أداء القوات الأميركية بعد الحرب على العراق. وبينما عكف مخططو القوات الجوية على صياغة خطط لغارات جوية تنفذ ضد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، قام المخططون في البحرية الأميركية بتقييم الدفاعات الساحلية لإيران ووضع السيناريوهات اللازمة للسيطرة على مضيق هرمز في الخليج العربي. وقد تم وضع تقييمات دقيقة للسيناريوهات المختلفة التي تضمنتها الخطة العسكرية ضد إيران الرامية إلى تحديد الخيارات المحتملة للقوات الأميركية في حال شن حرب على إيران. وحسب مصادر عسكرية فقد عهد بهذه المهمة إلى الجنرال جون أبي زيد.
و من جانبها ركزت قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" اهتمامها على تخصصها الأصيل المتمثل في "الاجتياح عن طريق البحر". ففي أبريل 2003 نشرت قوات "المارينز" وثيقة سميت بـ"مفهوم العمليات" تشرح تفاصيل مناورة عسكرية ضد دولة وهمية، وتهدف أيضا إلى دراسة إمكانية نقل القوات من السفن والبوارج الحربية إلى السواحل لمواجهة عدو ما دون إقامة قواعد على السواحل. ورغم أن المناورات لم تسمِّ الدولة العدو بالتحديد واقتصرت على نعتها بدولة دينية ثورية اسمها "كارونا" تمتلك أسلحة دمار شامل، فإن الدولة المقصودة بدون شك هي إيران. بالإضافة إلى ذلك تم وضع دراسة أخرى ترمي إلى تقييم القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ انطلقت في 2004 وتعرف باسم BMD-I. وفي هذه الدراسة قام مركز التحليل التابع للجيش الأميركي بتقييم أداء أنظمة الصواريخ الإيرانية و الأميركية وتحديد عدد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها في حالة المواجهة العسكرية.
السيناريو الذي قدمه الخبراء الروس والصينيون
الولايات المتحدة الأمريكية ستبدأ ضرباتها بصواريخ كروز (TOMAHAWK)، من السفن الحربية و الغواصة الأمريكية في الخليج ومن على متن القاذفات القنبلة الثقيلة من نوع (B-52) و(B-2)، من المحيط الهندي ضد أنظمة الدفاع الجوى الإيرانية والمطارات والمواني ومواقع صواريخ شهاب، بعد ذلك ستقوم أسراب من المقاتلات الإسرائيلية بعبور الأجواء العراقية تساندها أسراب طائرات أمريكية من حاملات الطائرات في الخليج للقيام بعملية قصف كبيرة للمنشآت النووية والمصانع والقواعد العسكرية وآية أهداف عسكرية أخرى ، وأيضاُ سيشمل القصف منشآت مدنية كمحطات الكهرباء والمياه بهدف الضغط على الشعب الإيراني وملخص السيناريو الذي قدمه الخبراء الروس والصينيون أن تقوم المقاتلات الإسرائيلية F-15 F-16 بتنفيذ هجمات أولية ضد أكثر من ستين هدفا، منها وحدات الصواريخ شهاب التي نشرها الإيرانيون في مناطق عديدة ويغيرون مواقعها يوميا تحسبا لضربة مفاجئة. ويتوقع هذا السيناريو ألا تنجح الهجمات الجوية الإسرائيلية والأمريكية في تدمير كل البرنامج النووي الإيراني وجميع مواقع الصواريخ شهاب، حيث أخفت إيران معظم هذه الأهداف في أنفاق تحت الأرض. لذلك يتوقع أن يقوم الحرس الثوري بتنفيذ عمليات ثأرية واستخدام ما تبقى من مواقع صواريخ في قصف أهداف إسرائيلية وإغلاق مضيق هرمز وتدمير السفن الحربية وناقلات النفط إلى جانب القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في العراق.
وفى حالة استخدام الإيرانيين رؤوسا كيماوية أو بيولوجية لصواريخهم شهاب، فإن الرد الأمريكي المتوقع سيكون باستخدام قنابل نووية تكتيكية M61-11 لتدمير كل البني العسكرية والصناعية الإيرانية وإحراق أجزاء كبيرة من إيران تؤدى إلى عشرات آلاف القتلى. وإذا ما تمادى الإيرانيون في رد فعلهم الصاروخي والهجومي بالحرس الثوري في مياه الخليج، فمن المتوقع أن تستمر غارات الحرب الجوية والصاروخية بالقنابل الثقيلة طوال أسبوعين أو 3 ألي 4 (كما حصل في يوغوسلافيا عام 1999) ليلا ونهاراً بما يمهد للقوات الأمريكية والبريطانية باحتلال إقليم عربستان (خوزستان) المحاذي للعراق، حيث تنشر الغالبية الكبرى من حقول ومصافي النفط الإيراني التي تشكل عصب الاقتصاد الإيراني. يتواكب ذلك مع إطلاق حزب الله لعمليات كوماندوز ضد أهداف إسرائيلية فى شمال ووسط إسرائيل مصحوبة بقصف صاروخي، وذلك بدعم سوري التزاما بالتحالف القائم مع إيران، ونشاط واسع لمنظمة الإرهابية ضد أهداف منتقاة في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد ترد إسرائيل باجتياح جنوب لبنان وأجزاء من سوريا وصولا إلى دمشق.
ومع اعتماد الخطة الأمريكية البريطانية على عرب الأهواز المعارضين لنظام حكم الملالي في مساندة الأمريكيين والبريطانيين عند غزوهم لإقليمهم
سيناريو جورج الكبير
هو سيناريو عسكري نشر مؤخرا (منذ عدة أيام)، وقام بطرحه "توم ماكلنيرني" الفريق المتقاعد في سلاح الجو للجيش الأمريكي, والذي ساعد في التخطيط لعمليات القصف الجوي التي طالت العراق في العام 1991. السيناريو المطروح يقترح قيام الولايات المتحدة باستهداف 1000 موقع في إيران عبر 15 طائرة B2 Stealth، القاذفة للقنابل المتمركزة في الولايات المتحدة، يساندها 45 طائرة أخرى من نوع F117 وF-22 ، المتمركزة في المنطقة، لتقوم بالهجمات الأولى لتدمير الرادارات الإيرانية البعيدة المدى والدفاعات الإيرانية الإستراتيجية.
بعد ذلك يتم شن موجات متعددة من الغارات عبر طائرات F-18 التي تنطلق من حاملات الطائرات, وعبر طائرات F-15 وF-16التي تنطلق من القواعد الأرضيّة في العراق, الكويت, الإمارات, قطر, البحرين وأفغانستان لقصف مواقع المنشآت النووية الإيرانية المعروفة.
بالإضافة إلى ذلك, ينص سيناريو "جورج الكبير" على استهداف مراكز القيادة والتحكم الإيرانية, مراكز وقواعد الحرس الثوري الإيراني, مواقع بعض آيات الله الرئيسيين, وبعض المواقع الحساسة الأخرى للنظام الإيراني، على أمل أن يؤدي ذلك إلى ثورة ضد النظام أو إلى قيام مجموعة معارضات داخلية قوية.
بالنسبة إلى المدة الزمنية التي سيستغرقها هذا الهجوم والنتائج التي سيحققها, يقول "توم ماكلنيرني" إنه يمكن تنفيذ هذا السيناريو وهذه الضربة الهائلة خلال يومين فقط, ويؤكد قدرتها على تدمير إمكانيات إيران النووية لحوالي 5 سنوات قادمة, وهو يعتبر أن القاذفات والطائرات المقاتلة الأمريكية المجهّزة بقنابل خارقة للتحصينات، ستكون أكثر من كافية "لمحو" منشآت إيران النووية والصاروخية.
يقترح "توم ماكلنيرني" أيضا, أنه وفي حال كان تركيز الإدارة الأمريكية على استهداف منشآت ومواقع إيران النووية والصاروخية فقط, فإنه يجب إتباع سيناريو آخر وخطة بديلة يسميها "Big Rummy". ووفقا لهذه الخطة البديلة, فإنه سيتم تخفيض عدد المواقع المستهدفة إلى 500 هدف عالي القيمة، على أن تتم هذه الهجمات في يوم واحد فقط.
ثانيا: سيناريو مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية
قام "انتوني كوردسمان" الخبير في الشؤون الإستراتيجية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بطرح سيناريوهات متعددة لضربة أمريكية محتملة لإيران، في حال فشل الحلول الدبلوماسية ووجود نية لدى الإدارة الأمريكية بحسم المسألة عسكريا، وذلك في دراسة من 53 صفحة، وتم نشرها في 7 نيسان 2006 بعنوان "أسلحة إيران النووية؟ الخيارات المتاحة إذا فشلت الدبلوماسية"، ومن بين الخمس سيناريوهات التي طرحها سنختار عرض سيناريو الضربة الأمريكية المحدودة لإيران.
يفترض هذا السيناريو أن يتم استخدام من 150 إلى 200 صاروخ كروز، بالإضافة إلى حوالي 100 غارة قد تتم عبر الجمع بين طائرات B-2S والطائرات المتمركزة على حاملات الطائرات في المنطقة، إلى جانب صواريخ كروز المنطلقة من البحر, على أن تكون هناك ضرورة لاستخدام القواعد الأرضية في الخليج من اجل إعادة تنظيم الهجمات, التزود بالوقود والانطلاق. ووفقا لهذا السيناريو, سيتم استهداف:
1- اثنان من أصل ثلاثة على الأقل من المنشآت الرئيسية والحيوية الأكثر قيمة، من أجل تدميرهم وإلحاق الضرر بهم بشكل كبير.
2- ضرب أهداف ذات قيمة عالية، تم الاطلاع على أنشطتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والثلاثي الأوروبي, وذلك لإظهار الجدية في التعامل للجانب الإيراني ولتقليل الانتقاد الدولي.
3- إمكانية ضرب بعض المواقع والنشاطات الجديدة، وذلك لإعلام إيران أنه لا يمكنها مواصلة جهودها سرا، أو توسيع نطاقها متجاهلة الثلاثي الأوروبي والأمم المتحدة.
الاستهداف المباشر يجب أن يحتوي على قوة هجومية كبيرة، بالإضافة إلى غارات متعددة ومتتالية لتكون فعالة. ومن الواضح أن حجم الضرر ونتئاجه سيعتمد بشكل أساسي على نوعية الأسلحة المستخدمة ودقة الإصابات في ضرب الأهداف وقوتها.
لا شكك أن مثل هذه الضربة سيكون الهدف منها توجيه رسائل أكثر منه تدمير قدرات إيران وشلها، لأن القاعدة التكنولوجية الإيرانية ستتمكن من النجاة، كما بالنسبة للعديد من التجهيزات ذات الشأن, نظرا لنوع الضربة الاستعراضي.
بعد مطالعة عميقة و متابعة دقيقة لمراكز الدراسات الأمريكية و الاعلام الغربي والعربي بالاضافة الى المنشورات الرسمية الأمريكية فيما يتعلّق بالمعضلة النووية الايرانية و الخيار العسكري توصلت الى ابرز السيناريوهات المطروحة و التي من الممكن ان يتم اللجوء الى أحداها عند تنفيذ أي ضربة عسكرية لإيران و هي على الشكل التالي:
سيناريو TIRANNT الخاص بالبنتاغون
TIRANNT هو الاسم الكودي الذي يرمز الى العملية المعروفة باسم " Theater Iran Near Term", و هي عبارة عن خطّة وضعها البنتاغون في ايار من العام 2003, حيث أعدّ جنرالات ورجال استخبارات متقاعدون هذه الخطّة تحسبا لامكانية مواجهة ايران. فقد شرع الجيش الأميركي حينها في إجراء تحليل حول إمكانية الدخول في حرب شاملة مع إيران أطلق عليه TIRANNT، وتعني "المسرح الإيراني على المدى القصير"،و ترافق التحليل المذكور مع وضع سيناريو تجريبي لغزو تقوم به فيالق من "المارينز" لإيران، فضلا عن وضع نموذج يحاكي قوة إيران الصاروخية.
و تقوم هذه الخطّة بالاساس و التي كانت مجلّة "أتلانتك" اوّل من نشر معلومات دقيقة عنها في كانون اول من العام 2004, على ثلاث مراحل اساسية المرحلة هي
1- الاولى تتمثل في ضرب معسكرات الحرس الثوري التي قالت الاستخبارات الاميركية انها تعرف مواقعهم, يليه اصدار بيان تبريري "لتدخّل الحرس الثوري في الشؤون العراقية".
2- المرحلة الثانية تتمثل في ضرب المفاعلات النووية عبر القصوف الجوي بطائرات "ستيلث" الشبح, و بصواريخ كرزو من البحر لتشمل 300 موقع، منها 125 موقعا لها صلة بالاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. على ان يتم ذلك بعد الاعلان عن انّ ايران تحدت الرأي العام العالمي فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و لم تنفذ مطالب المجتمع الدولي.
3- المرحلة الثالثة تتمثل في ارسال قوات من الخليج والعراق واذربيجان وجورجيا و افغانستان لتحويل انظار الايرانيين وتطويقهم. ثم الزحف نحو ضواحي العاصمة طهران الذي قدر المسؤولون انه قد يستغرق نحو اسبوعين, على ان لا تتضمن الخطة دخول طهران.وقد تم تجريب الخطة من خلال المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والبريطانية على ضفاف بحر قزوين آنذاك. وخلال تلك المناورات لعب بوش دور القائد الأعلى للقوات الذي سيأمر بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.و بما انّ هذه الخطّة تقوم اساسا على عملية غزو برّي, فانّه يتم تحديثها بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات الحاصلة في المنطقة, و قد قام البنتاغون بآخر تحديث لها في العام 2006 مركّزا على جانب القصف الجوي و العمليات الهجومية غير البريّة.
يقول "وليام آركين" المتخصص في الشؤون العسكرية في تقرير له نشر في الواشنطن بوست في نيسان من العام 2006: " ومنذ العام 2003 و الخطة تخضع لمراجعة دورية وتعديلات أساسية في ضوء المعلومات الجديدة حول أداء القوات الأميركية بعد الحرب على العراق. وبينما عكف مخططو القوات الجوية على صياغة خطط لغارات جوية تنفذ ضد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، قام المخططون في البحرية الأميركية بتقييم الدفاعات الساحلية لإيران ووضع السيناريوهات اللازمة للسيطرة على مضيق هرمز في الخليج العربي. وقد تم وضع تقييمات دقيقة للسيناريوهات المختلفة التي تضمنتها الخطة العسكرية ضد إيران الرامية إلى تحديد الخيارات المحتملة للقوات الأميركية في حال شن حرب على إيران. وحسب مصادر عسكرية فقد عهد بهذه المهمة إلى الجنرال جون أبي زيد.
و من جانبها ركزت قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" اهتمامها على تخصصها الأصيل المتمثل في "الاجتياح عن طريق البحر". ففي أبريل 2003 نشرت قوات "المارينز" وثيقة سميت بـ"مفهوم العمليات" تشرح تفاصيل مناورة عسكرية ضد دولة وهمية، وتهدف أيضا إلى دراسة إمكانية نقل القوات من السفن والبوارج الحربية إلى السواحل لمواجهة عدو ما دون إقامة قواعد على السواحل. ورغم أن المناورات لم تسمِّ الدولة العدو بالتحديد واقتصرت على نعتها بدولة دينية ثورية اسمها "كارونا" تمتلك أسلحة دمار شامل، فإن الدولة المقصودة بدون شك هي إيران. بالإضافة إلى ذلك تم وضع دراسة أخرى ترمي إلى تقييم القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ انطلقت في 2004 وتعرف باسم BMD-I. وفي هذه الدراسة قام مركز التحليل التابع للجيش الأميركي بتقييم أداء أنظمة الصواريخ الإيرانية و الأميركية وتحديد عدد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها في حالة المواجهة العسكرية.
السيناريو الذي قدمه الخبراء الروس والصينيون
الولايات المتحدة الأمريكية ستبدأ ضرباتها بصواريخ كروز (TOMAHAWK)، من السفن الحربية و الغواصة الأمريكية في الخليج ومن على متن القاذفات القنبلة الثقيلة من نوع (B-52) و(B-2)، من المحيط الهندي ضد أنظمة الدفاع الجوى الإيرانية والمطارات والمواني ومواقع صواريخ شهاب، بعد ذلك ستقوم أسراب من المقاتلات الإسرائيلية بعبور الأجواء العراقية تساندها أسراب طائرات أمريكية من حاملات الطائرات في الخليج للقيام بعملية قصف كبيرة للمنشآت النووية والمصانع والقواعد العسكرية وآية أهداف عسكرية أخرى ، وأيضاُ سيشمل القصف منشآت مدنية كمحطات الكهرباء والمياه بهدف الضغط على الشعب الإيراني وملخص السيناريو الذي قدمه الخبراء الروس والصينيون أن تقوم المقاتلات الإسرائيلية F-15 F-16 بتنفيذ هجمات أولية ضد أكثر من ستين هدفا، منها وحدات الصواريخ شهاب التي نشرها الإيرانيون في مناطق عديدة ويغيرون مواقعها يوميا تحسبا لضربة مفاجئة. ويتوقع هذا السيناريو ألا تنجح الهجمات الجوية الإسرائيلية والأمريكية في تدمير كل البرنامج النووي الإيراني وجميع مواقع الصواريخ شهاب، حيث أخفت إيران معظم هذه الأهداف في أنفاق تحت الأرض. لذلك يتوقع أن يقوم الحرس الثوري بتنفيذ عمليات ثأرية واستخدام ما تبقى من مواقع صواريخ في قصف أهداف إسرائيلية وإغلاق مضيق هرمز وتدمير السفن الحربية وناقلات النفط إلى جانب القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في العراق.
وفى حالة استخدام الإيرانيين رؤوسا كيماوية أو بيولوجية لصواريخهم شهاب، فإن الرد الأمريكي المتوقع سيكون باستخدام قنابل نووية تكتيكية M61-11 لتدمير كل البني العسكرية والصناعية الإيرانية وإحراق أجزاء كبيرة من إيران تؤدى إلى عشرات آلاف القتلى. وإذا ما تمادى الإيرانيون في رد فعلهم الصاروخي والهجومي بالحرس الثوري في مياه الخليج، فمن المتوقع أن تستمر غارات الحرب الجوية والصاروخية بالقنابل الثقيلة طوال أسبوعين أو 3 ألي 4 (كما حصل في يوغوسلافيا عام 1999) ليلا ونهاراً بما يمهد للقوات الأمريكية والبريطانية باحتلال إقليم عربستان (خوزستان) المحاذي للعراق، حيث تنشر الغالبية الكبرى من حقول ومصافي النفط الإيراني التي تشكل عصب الاقتصاد الإيراني. يتواكب ذلك مع إطلاق حزب الله لعمليات كوماندوز ضد أهداف إسرائيلية فى شمال ووسط إسرائيل مصحوبة بقصف صاروخي، وذلك بدعم سوري التزاما بالتحالف القائم مع إيران، ونشاط واسع لمنظمة الإرهابية ضد أهداف منتقاة في الولايات المتحدة وأوروبا. وقد ترد إسرائيل باجتياح جنوب لبنان وأجزاء من سوريا وصولا إلى دمشق.
ومع اعتماد الخطة الأمريكية البريطانية على عرب الأهواز المعارضين لنظام حكم الملالي في مساندة الأمريكيين والبريطانيين عند غزوهم لإقليمهم
سيناريو جورج الكبير
هو سيناريو عسكري نشر مؤخرا (منذ عدة أيام)، وقام بطرحه "توم ماكلنيرني" الفريق المتقاعد في سلاح الجو للجيش الأمريكي, والذي ساعد في التخطيط لعمليات القصف الجوي التي طالت العراق في العام 1991. السيناريو المطروح يقترح قيام الولايات المتحدة باستهداف 1000 موقع في إيران عبر 15 طائرة B2 Stealth، القاذفة للقنابل المتمركزة في الولايات المتحدة، يساندها 45 طائرة أخرى من نوع F117 وF-22 ، المتمركزة في المنطقة، لتقوم بالهجمات الأولى لتدمير الرادارات الإيرانية البعيدة المدى والدفاعات الإيرانية الإستراتيجية.
بعد ذلك يتم شن موجات متعددة من الغارات عبر طائرات F-18 التي تنطلق من حاملات الطائرات, وعبر طائرات F-15 وF-16التي تنطلق من القواعد الأرضيّة في العراق, الكويت, الإمارات, قطر, البحرين وأفغانستان لقصف مواقع المنشآت النووية الإيرانية المعروفة.
بالإضافة إلى ذلك, ينص سيناريو "جورج الكبير" على استهداف مراكز القيادة والتحكم الإيرانية, مراكز وقواعد الحرس الثوري الإيراني, مواقع بعض آيات الله الرئيسيين, وبعض المواقع الحساسة الأخرى للنظام الإيراني، على أمل أن يؤدي ذلك إلى ثورة ضد النظام أو إلى قيام مجموعة معارضات داخلية قوية.
بالنسبة إلى المدة الزمنية التي سيستغرقها هذا الهجوم والنتائج التي سيحققها, يقول "توم ماكلنيرني" إنه يمكن تنفيذ هذا السيناريو وهذه الضربة الهائلة خلال يومين فقط, ويؤكد قدرتها على تدمير إمكانيات إيران النووية لحوالي 5 سنوات قادمة, وهو يعتبر أن القاذفات والطائرات المقاتلة الأمريكية المجهّزة بقنابل خارقة للتحصينات، ستكون أكثر من كافية "لمحو" منشآت إيران النووية والصاروخية.
يقترح "توم ماكلنيرني" أيضا, أنه وفي حال كان تركيز الإدارة الأمريكية على استهداف منشآت ومواقع إيران النووية والصاروخية فقط, فإنه يجب إتباع سيناريو آخر وخطة بديلة يسميها "Big Rummy". ووفقا لهذه الخطة البديلة, فإنه سيتم تخفيض عدد المواقع المستهدفة إلى 500 هدف عالي القيمة، على أن تتم هذه الهجمات في يوم واحد فقط.
ثانيا: سيناريو مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية
قام "انتوني كوردسمان" الخبير في الشؤون الإستراتيجية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بطرح سيناريوهات متعددة لضربة أمريكية محتملة لإيران، في حال فشل الحلول الدبلوماسية ووجود نية لدى الإدارة الأمريكية بحسم المسألة عسكريا، وذلك في دراسة من 53 صفحة، وتم نشرها في 7 نيسان 2006 بعنوان "أسلحة إيران النووية؟ الخيارات المتاحة إذا فشلت الدبلوماسية"، ومن بين الخمس سيناريوهات التي طرحها سنختار عرض سيناريو الضربة الأمريكية المحدودة لإيران.
يفترض هذا السيناريو أن يتم استخدام من 150 إلى 200 صاروخ كروز، بالإضافة إلى حوالي 100 غارة قد تتم عبر الجمع بين طائرات B-2S والطائرات المتمركزة على حاملات الطائرات في المنطقة، إلى جانب صواريخ كروز المنطلقة من البحر, على أن تكون هناك ضرورة لاستخدام القواعد الأرضية في الخليج من اجل إعادة تنظيم الهجمات, التزود بالوقود والانطلاق. ووفقا لهذا السيناريو, سيتم استهداف:
1- اثنان من أصل ثلاثة على الأقل من المنشآت الرئيسية والحيوية الأكثر قيمة، من أجل تدميرهم وإلحاق الضرر بهم بشكل كبير.
2- ضرب أهداف ذات قيمة عالية، تم الاطلاع على أنشطتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والثلاثي الأوروبي, وذلك لإظهار الجدية في التعامل للجانب الإيراني ولتقليل الانتقاد الدولي.
3- إمكانية ضرب بعض المواقع والنشاطات الجديدة، وذلك لإعلام إيران أنه لا يمكنها مواصلة جهودها سرا، أو توسيع نطاقها متجاهلة الثلاثي الأوروبي والأمم المتحدة.
الاستهداف المباشر يجب أن يحتوي على قوة هجومية كبيرة، بالإضافة إلى غارات متعددة ومتتالية لتكون فعالة. ومن الواضح أن حجم الضرر ونتئاجه سيعتمد بشكل أساسي على نوعية الأسلحة المستخدمة ودقة الإصابات في ضرب الأهداف وقوتها.
لا شكك أن مثل هذه الضربة سيكون الهدف منها توجيه رسائل أكثر منه تدمير قدرات إيران وشلها، لأن القاعدة التكنولوجية الإيرانية ستتمكن من النجاة، كما بالنسبة للعديد من التجهيزات ذات الشأن, نظرا لنوع الضربة الاستعراضي.