الأسد الصهيوني الصاعد على ما يبدو أحدث مع إيران خلاف متصاعد
منذ استلم الخميني مقاليد الحكم في إيران وكل ما يفعله هذا الحاكم يصب في مصلحة الكيان وصار في أكثر الشعوب العربية يعي ذلك القاصي والداني، والصغير والكبير، والمتعلم والجاهل، والمتخصص السياسي والعامي.
حتى دعم عملية طوفان الأقصى كانت الغاية منها كسر شوكة المقاومة الفلسطينية في غزة وتدمير قاعدته الشعبية وقد حصل!
ومن هنا يأتي السؤال كيف نشأ الخلاف والاختلاف بين الصهاينة وخدامهم الصفويين؟!
والحقيقة بدأ ذلك مع بدء قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني بالتفكير بتقليص سلطة الفقيه وأعنى الملالي والآيات الحاكمة، وفصلهم عن رجال الثورة الإيرانية، ومحاولة استعاده هيبة فارس من جديد!
أي تحويل المد الصفوي الفارسي بمنطقة الهلال الشيعي، من مد واحتلال بالوكالة عن الصهيونية، وتأمين المحيط للكيان الصهيوني، إلى ملكية ومد صفوي فارسي!
ويؤكد ذلك الضربات الجوية الجراحية الصهيونية، لتشكيلات حراس الثورة وفيلق القدس بشكل جدي واغتيال رأس هذا التمرد الكامن على يد المخابرات الأمريكية بالوكالة.
ومحاولة إنشاء بديل سني متترف وإرهابي بمساعدة آنجلو أمريكية تمثل في بتنظيم داعش كاد أن ينجح هذا التنظيم، لولا التدخل الروسي الصارم!
وتوسعت وزادت الضربات الجوية الصهيونية، ضد ضباط الثورة الإيرانية الكبيرة، حتى جاءت ضربة السفارة الإيرانية في دمشق، والتي كان مخطط لها ألا تظهر أنها ضربة جوية لولا أن فضحتها الصحف الأمريكية!
وكان في فضحها مس صارخ للسيادة الإيرانية، وأجبر إيران على توجيه ضربة انتقامية صورية كضرب قاعدة الأسد الأمريكية في العراق رداً على اغيال الحاج فاسم سليماني!
إلا أنه نجم ردة فغل صهيونية وكان أول اختراق لأراضي ولو كان محدود ومصغر.
وتكرر الوعد الصادق الإيراني كما نعلم جميعاً، واشتدت ردة الفعل الصهيوني!
إلا أن الصهاينة اليوم هم من بدأوا الفعل بشكل أكثر إلام وجدية، فما الجديد؟
الجديد على ما يبدو أن ضباط حراس الثورة نجحوا بالضغط على المرشد الأعلى خامنئي للسماح لهم بإنتاج عدد من الرؤوس النووية التكتيكية، لردع الكيان الصهيوني، بعد أن كان انتاج هذا السلاح محرم عند الملالي!
وان هذا السلاح يمكن انتاجه خلال فترة قصيرة بعد أن وصل العلماء الإيرانيين لدرجة التخصيب بنسبة 60%، والوصول إلى 90% النسبة المطلوبة، خاصة وأن المراقبين النوويين وجدوا آثار ليورانيوم مخصب لنسبة 83%! في مفاعل فوردو، وهو ما جعل الصهاينة يركزون على اغتيال رؤوس الحرس الثوري وعلماء الطاقة النووية الإيرانية، في بداية عملية الصهاينة العسكرية المسماه الأسد الصاعد.
وهناك معلومات تحتاج إلى تأكيد، حول حدوث هزة أرضية قرب مفاعل فوردو يوحي إلى تجربة نووية إيرانية! فإن صح هذا الأمر، فهذا يعني أن إيران امتلكت القنبلة النووية!
ورغم أن الصهاينة يدعون أنهم لا يمتلكون القنبلة النووية إلا أن دلائل كثيرة تؤكد امتلاكهم من 90 إلى 300 قنبلة نووية أكثرها تكتيكية، إلا أن امتلاك إيران لقنبلة نووية حرارية واحدة فقط تكفي لتهديد وجود الكيان، ولأن آليات الضبط لإيران ضعيفة، بينما الكيان من المؤكد أن القنابل لديها مشفرة بشفرات تشغيل أمريكية.
والأن وبعد هذه المقدمة الطويلة نسبياً، نعود إلى عملية الأسد الصاعد الصهيونية.
وفق التصريحات الصهيونية، فإن العملية كان يعد لها بعناية منذ ثمانية أشهر، وجوهر النجاح فيها حجم العملاء المعارضين لنظام الملالي الإيراني! لأن من يراقب من الأرض أفضل من مراقبة السماء التي يمكن خدعاها.
والذين سهلوا لقوات العمليات الخاصة الصهيونية، التسلل داخل الأراضي لإدارة العملية العسكرية الخاصة الأرضية.
عملية الرد على عملية الوعد الصادق الثانية، تم تحديد أكثر منصات ومكونات منظومة اس300 فافوريت الروسية المضادة للجو الصاروخية، بواسطة عملاء سريين مدربين لأن هذه المنظومة كانت الأخطر على المقاتلات الجوية الصهيونية.
وهو ما انعكس على سرعة نجاح السيطرة الجوية الصهيونية في المرحلة الحالية! وقد كان العامل الأكبر على نجاح الصدمة الصهيونية الأولى في عملية الأسد الصاعد، هو حجم العملاء السريين المدربين واتقان عملهم.
فقد استغل الصهاينة تكتيك الإيرانيين بإطفاء منصات الصواريخ والرادارات الدفاعية الفرعية والتي كان لا يعمل بها إلا الاتصالات لاستقبال موجات رادارات الإنذار المبكر، حيث تم تعطيل المستقبلات بطريقة إلكترونية صامتة وتم استهدف أكثر منصات الدفاع المتنوعة بطريقة قاسية عن طريق العملاء بدرونات فردية كميكازية ذكية، كالتي استهدفت القاذفات الروسية وانطلاق صواريخ على نمط آلية عمل صواريخ جافلين الأمريكية بمدى أطول وطريفة إطلاق آلية.
وأكمل العمل مقاتلات أدير (ف-35 اس) الشبحية الصهيونيةـ بقنابل الأمريكية والصهيونية سبايس 250 التي يتأخر رصدها كتأخر رصد طائرات أدير التسللية التي شارك منها 39 طائرة نفاثة من أصل 42 إجمالي ما يمتلكه الكيان.
ثم جاء دور طائرات راعام (ف-15اس) التي بلغ عددها 50 طائرة نفاثة واكتمل عدد مجموع الطائرات المشاركة حتى 200 بطائرة صوفا (ف-16اس).
وبتقديري صوفا الصاعقة وراعام الرعد هي التي ضربت باقي الأهداف المتمثلة بقواعد إطلاق الصواريخ البالستية ومخازنها ومعامل وقودها وقامت بعزل مداخل مفاعل ناتنز وفتحات التهويته أبنيته السطحية، وأول اغتيالات بذخائر صعبة الرصد والتتبع أهمها صواريخ كروز آيسبريكر التي يبلغ ماها 300 كم وقنابل القطر الصغير الأمريكية، التي يزيد مداها عن 100 كم.
ويبدو أن هذه الصدمة المتمثلة بالضربة الجوية الأولى أضعفت ردة الفعل والفعل الإيراني.
بل ومكنت الطائرات الصهيونية من السيطرة على أجواء غرب إيران، وهو ما يفسر عجز إيران عن أول ردة الفعل إلا بواسطة 150 مسيرة كميكازية أسقطت قبل أن تدخل أجواء دولة الكيان، وذلك لأن هذه الدرونات من طراز شاهد 136 ربما لأنها ام تحدث أثر حراري كالذي يحدثه انطلاق الصاروخ البالستي إلا أنه لم يعد يتم إطلاق صواريخ بالستية بمناطق السيطرة الجوية الصهيونية، لسبين؛ الأول حتمية تدمير المنصات بعد إطلاقها الصواريخ البالستية قبل تحركها أو أثناء تحركها للعودة لأنها ضمن القبضة الجوية، مع إمكانية كبيرة لتدمير الصاروخ بعد إطلاقه أي بمرحلة التعزيز قبل الوصول إلى سرعة كبيرة تعجز بها الصواريخ المضادة الجوية، وما يدل أنها أطلقت خارج مناطق السيطرة الصهيونية، أن كان من يصل منها كان برؤوس حربية صغيرة التفجير أو التأثير لزيادة مداها مع زيادة نسبة الوقود الدافع وزيادة ربما السرعة أيضاً.
وعودة إطلاق الصواريخ من مناطق السيطرة الجوية الصهيونية بسبب فعل ذلك ليلاً وغالباً بوسائط إطلاق مقنعة مدنية!
وفي بداية الأمر وصل عدد الصواريخ البالستية في الدفعة الواحدة إلى 100 صاروخ ثم نصف هذا العدد ثم ربع ولكن زاد عدد الصواريخ التي تصل إلى أهدافها، لظهور الصواريخ الفرط صوتية التي لا تصد ولا ترد، وتطلق في وضح النهار! من نوع فتاح 1 وخيبر شيكن وأخرى مناورة ومتعددة التوجيه مثل صواريخ عماد والحاج قاسم (14 ماخ)، واليوم ومع تضاؤل عدد صواريخ الطبقات الدفاعية الصهيونية، عاد الإيرانيين لاستخدام صواريخها المتقادمة من عائلة شهاب وسجيل1 (7 ماخ) وقدر وقيام وغيرها.
وظهر في وضح النهار صاروخ سجيل 2 المعتمد على مرحلتين بالوقود الصلب الأولى حتى سرعة 5 ماخ والثانية والأخيرة حتى 7 ماخ وبراس حربي يتزايد مع تقليص المدى من 650 كغ حتى 1500 كغ! وقد أحدث بتل أبيب دمار كبير، وتم ذلك مصباح يوم الخميس 19/5/2025، أي بسرعة 14 ماخ ام بمرحلة الانقضاض، ولأن الصهاينة عدوا برد رادع كبير جداً يوم الجمعة.
وفي مساء هذا اليوم ضربت إيران مجموعة كبيرة من صواريخ سجيل وخيبر وقدر وأكثر هذه الصواريخ وربما جميعها فرط صوتية، استهدفت سبعة قواعد جوية وخاصة نيفاتيم قاعدة طائرات أدير الشبحية وهناك معلومات أولية تشير على تدمير فيها طائرة أدير مخبأة! وطائرة صوفا في قاعدة أخرى، وهذا يصدق أن الصهاينة أخلوا قواعدهم الجوية إلى قبرص واليونان.
واليوم تدرس أمريكا طريقة عسكرية تتبعها طريقة دبلوماسية لوقف أسباب هذه الحرب!
فالأمن القومي الأمريكي، بين لترامب أن الأمر كله ينتهي بتدمير مفاعل فوردو الذي يحوي 1500 جهاز طرد مركزي حديث، بعد تأكيد الصهاينة أنهم تمكنوا من تدمير مفاعل ناتنز! الذي لا يتمتع بتحصينات مفاعل فوردو الذي يقع على عمق 90 متر من الإسمنت المسلح والصخر، وهو ما يجعلها عصية حتى على أم القنابل الاختراقية موب التي تزن 30000 رطل برأس فائق التفجير من الباريوم الحراري الضغطي الحراري بزنة 6000 رطل، وتخترق 60 متر بالإسمنت المسلح أو 40 متر بالصخر.
ومن هنا يأتي السؤال المهم، لماذا تخوض دولة الكيان بهده المغامرة الخطيرة وهل حسبت لنفسها خط الرجعة؟!
وللإجابة على ذلك بتقديري، هو أن هذه الضربة الصهيونية هي ضمن استراتيجيات الدفاعية لدولة الكيان، وهو ما يعرف بالضربة الوقائية أو الاستباقية!
وكانت الغاية منها تحيد الخطر النووي الإيراني الذي بدء يتسارع، فقد كانت غاية الضربة الرئيسية، وقف تسريع إنتاج إيران لقنبلتها النووية بتحييد عمل مفاعلات التخصيب النووي وليس تدميرها، ومحاولة فرض السيطرة الجوية كما حصل مع سوريا من قبل، أما تمديد العملية لأسبوعين، كان وقائياً في محاولة كسر قدرة الصواريخ البالستية الإيرانية على الانطلاق نحو أراضي الكيان، ورغم إعلان الصهاينة أنهم دمروا 40% من منصات وقواعد إطلاق هذه الصواريخ وتدمير نصف هذه الترسانة الصاروخية، إلا أن هذا لم يمنع صواريخ إيران من الوصول لأراضي الكيان!
وكان لابد من هذا الإجراء لإن صد الصواريخ بالمضادات الجوية والفضائية فيه مغامرة كما نرى اليوم وتسبب باستنفاذ الدفاعات الصاروخية التي يصعب تعويضها بسبب بطؤ انتاجها وارتقاع كلفتها التي تصل إلى 13 مليون دولار لصاروخ ثاد واحد! وحتى 5 مليون لصاروخ أرو (حيتس) بينما أغلى صاروخ إيراني بالستي إيراني لا يتجاوز بضعة مئات آلاف الدولارات!
كما أن هذه الضربة، كان الغاية منها دفع الإيرانيين قبول شروط التفاوض الأميركية القاهرة! إلا أن الظاهر أنه انقلب السحر على الساحر مع وجود الدعم الصيني شبه الخفي.