من ذكريات حرب الاستنزاف..
عندما أبلغ العدو الإسرائيلى قواتة
(أطلقوا الذئاب).
بقلم محارب قديم/ عبدالحميد شرارة
كانت حرب الاستنزاف احد الحروب الطويلة التى خاضتها قواتنا بعد حرب عام ١٩٦٧ مباشرة واستمرت حتى يوليو ١٩٧٠ عندما قبلت مصر وإسرائيل إيقاف اطلاق النار طبقا لمقترحات وليم روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية و ذكرياتى التى اقصها عليكم كانت فى صيف عام ١٩٦٨ الذى كان عاما مشهودا بالاشتباكات العنيفة شبة المستمرة يوميا بين قواتنا و القوات الإسرائيلية المعادية شرق القناة ومع ذلك وفى فترات توقف النيران كانوا وكنا نذيد التحصينات ونرفع السواتر الترابية و بدؤا فى بناء خط بارليف و استغلوا قضبان وفلنكات خط السكة الحديد الذى كان يربط القاهرة بالعريش وغزة... كنا اشبة بحرب من القرون الوسطى قلعة للعدو ثم أرض حرام ثم قلعة لقواتنا وتمثل قناة السويس التى كان عرضها حوالى ٢٠٠ متر الارض الحرام..
فى احد ايام صيف عام ١٩٦٨ الحارة بدا اشتباك من أصعب الاشتباكات صبت مدفعيتنا نيرانها بقسوة على النقطة القوية للعدو أمامنا شرق القناة مما اجبرة على دخول الملاجئ والبقاء بها لمدة طويلة و الاشتباك معنا بالمدفعية من العمق والدبابات من مسافات كبيرة و الرشاشات النصف بوصة بدفعات طويلة...
ونحن ايضا اشتبكنا معهم بجميع انواع الاسلحة واشتركت معنا سرية الهاون عيار ١٦٠ مم الملحقة على كتيبتنا وكانت هاوناتها ضخمة ويتم تعميره من الخلف وليس من فوهة الماسورة كباقى الهاونات وكان وزنة البمبة ( الدانة) ٤٠ كجم يحملها فردين من أفراد الطاقم و تسقط من ارتفاع حوالى ٤ كم بزاوية حوالى ٨٥ درجة ولك أن تتخيل كمية التدمير التى تحديثها لو سقطت على دبابة معادية او بقربها يطير البرج فى الحال ولو سقطت على دشمة للعدو تخترقها بالاضافة الى الموجة الانفجار ية الرهيبة التى تحديثها..
اشتبكت ايضا دباباتنا من طراز تى ٥٤ بدفعها عيار ١٠٠ مم والتى استلمناها حديثا بعد ان كانت لدينا دبابات تى ٣٤ عيار ٨٥ مم التى اشتركت فى الحرب العالمية الثانية..
كما اشتبكت المدافع عديمة الارتداد من طراز B11 عيار ١٠٧ مم و طراز B10 عيار ٨٢ مم و استخدموا الدانات ذات الحشوة الجوفاء المضادة للدبابات و الدانات الشديدة الانفجار ضد المزاغل والدشم..
واخيرا الرشاشات بجميع انواعها عيار ١٢،٧ من و الرشاش المتوسط و البنادق الالية...
انا شخصيا كان لدى عهدة هاون صغير عيار ٦٠ مم من مخلفات الحروب السابقة ويتم التنشين بة بالتوجية قمت بتجربة الضرب بة على دشم العدو ببمب شديد الانفجار و بمب دخان لاوجة بة اطقم المدافع عديمة الارتداد الى اماكن مزاغل اسلحة العدو رغم تاثيرة المحدود..
استمر الاشتباك وتبادل التراشق بالنيران مدة طويلة حتى وصلتنا إشارة هامة و عاجلة جدا من القيادات العليا تفيد بان قيادة المنطقة الجنوبية تبلغ نقطة الدفرسوار المعادية أمامنا ( أطلقوا الذئاب ) وأن القيادة تظن ان العدو سوف يستخدم الاسلحة الكيماوية والغازات السامة ضدنا فاسرعنا جميعا بارتداء كمامات الوقاية من الغازات السامة و استمرينا فى الاشتباك فقد تدربنا على ذلك مرارا...
فجأة سمعنا اصوات عالية جدا تشبة صراخ الذئاب ( عووووووووووو) كأنها طائرات نفاثة تطير وراينا صواريخ فى قطر البرميل وطول يذيد عن برميلين و تنطلق من شرق النقطة القوية المعادية وتصعد فى منحنى يسمح لها باجتياز قناة السويس وتسقط غرب القناة مباشرة محدثة انفجار رهيب بصوت عالى جدا جدا يصم الاذان وكانت الارض بدون مبالغة تهتز تحتنا كأنها زلزال..
وكانت من الشدة بانها اخلفت حفر بقطر ٦/٥ امتار وعمق يذيد عن ١،٥ متر ونتج عن الانفجار ان خرجت الالغام المضادة للدبابات من تحت الارض و انفجر بعضها من تأثير الموجة الانفجار ية القوية جدا الصواريخ حتى الالغام المضادة للافراد انفجرت ايضا..
راقبنا خلال الاشتباك المستمر ومعنا نقط الملاحظة الكيميائية باجهزتها لكشف الغازات السامة ولكننا لم نلاحظ اى دليل على استخدامها ولكننا لاحظنا ان جميع جنود العدو أمامنا الذين يظهرون ويختفوا بسرعة كانوا يرتدوا هم ايضا الكمامات الواقعية من الغازات السامة والظاهر انهم رؤنا فخافوا ان نستخدم نحن الغازات السامة ضدهم..
بدأت كثافة النيران تقل من ناحيتنا اما من ناحيتهم فقط توقفت تماما...
وقبل اخر ضوء بقليل توقف الاشتباك تماما..
وكانت خسائرنا لاشئ سوى استهلاك الذخيرة..
هذا نموذج لاحد الاشتباكات الشبة يومية خلال حرب الاستنزاف
عندما أبلغ العدو الإسرائيلى قواتة
(أطلقوا الذئاب).
بقلم محارب قديم/ عبدالحميد شرارة
كانت حرب الاستنزاف احد الحروب الطويلة التى خاضتها قواتنا بعد حرب عام ١٩٦٧ مباشرة واستمرت حتى يوليو ١٩٧٠ عندما قبلت مصر وإسرائيل إيقاف اطلاق النار طبقا لمقترحات وليم روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية و ذكرياتى التى اقصها عليكم كانت فى صيف عام ١٩٦٨ الذى كان عاما مشهودا بالاشتباكات العنيفة شبة المستمرة يوميا بين قواتنا و القوات الإسرائيلية المعادية شرق القناة ومع ذلك وفى فترات توقف النيران كانوا وكنا نذيد التحصينات ونرفع السواتر الترابية و بدؤا فى بناء خط بارليف و استغلوا قضبان وفلنكات خط السكة الحديد الذى كان يربط القاهرة بالعريش وغزة... كنا اشبة بحرب من القرون الوسطى قلعة للعدو ثم أرض حرام ثم قلعة لقواتنا وتمثل قناة السويس التى كان عرضها حوالى ٢٠٠ متر الارض الحرام..
فى احد ايام صيف عام ١٩٦٨ الحارة بدا اشتباك من أصعب الاشتباكات صبت مدفعيتنا نيرانها بقسوة على النقطة القوية للعدو أمامنا شرق القناة مما اجبرة على دخول الملاجئ والبقاء بها لمدة طويلة و الاشتباك معنا بالمدفعية من العمق والدبابات من مسافات كبيرة و الرشاشات النصف بوصة بدفعات طويلة...
ونحن ايضا اشتبكنا معهم بجميع انواع الاسلحة واشتركت معنا سرية الهاون عيار ١٦٠ مم الملحقة على كتيبتنا وكانت هاوناتها ضخمة ويتم تعميره من الخلف وليس من فوهة الماسورة كباقى الهاونات وكان وزنة البمبة ( الدانة) ٤٠ كجم يحملها فردين من أفراد الطاقم و تسقط من ارتفاع حوالى ٤ كم بزاوية حوالى ٨٥ درجة ولك أن تتخيل كمية التدمير التى تحديثها لو سقطت على دبابة معادية او بقربها يطير البرج فى الحال ولو سقطت على دشمة للعدو تخترقها بالاضافة الى الموجة الانفجار ية الرهيبة التى تحديثها..
اشتبكت ايضا دباباتنا من طراز تى ٥٤ بدفعها عيار ١٠٠ مم والتى استلمناها حديثا بعد ان كانت لدينا دبابات تى ٣٤ عيار ٨٥ مم التى اشتركت فى الحرب العالمية الثانية..
كما اشتبكت المدافع عديمة الارتداد من طراز B11 عيار ١٠٧ مم و طراز B10 عيار ٨٢ مم و استخدموا الدانات ذات الحشوة الجوفاء المضادة للدبابات و الدانات الشديدة الانفجار ضد المزاغل والدشم..
واخيرا الرشاشات بجميع انواعها عيار ١٢،٧ من و الرشاش المتوسط و البنادق الالية...
انا شخصيا كان لدى عهدة هاون صغير عيار ٦٠ مم من مخلفات الحروب السابقة ويتم التنشين بة بالتوجية قمت بتجربة الضرب بة على دشم العدو ببمب شديد الانفجار و بمب دخان لاوجة بة اطقم المدافع عديمة الارتداد الى اماكن مزاغل اسلحة العدو رغم تاثيرة المحدود..
استمر الاشتباك وتبادل التراشق بالنيران مدة طويلة حتى وصلتنا إشارة هامة و عاجلة جدا من القيادات العليا تفيد بان قيادة المنطقة الجنوبية تبلغ نقطة الدفرسوار المعادية أمامنا ( أطلقوا الذئاب ) وأن القيادة تظن ان العدو سوف يستخدم الاسلحة الكيماوية والغازات السامة ضدنا فاسرعنا جميعا بارتداء كمامات الوقاية من الغازات السامة و استمرينا فى الاشتباك فقد تدربنا على ذلك مرارا...
فجأة سمعنا اصوات عالية جدا تشبة صراخ الذئاب ( عووووووووووو) كأنها طائرات نفاثة تطير وراينا صواريخ فى قطر البرميل وطول يذيد عن برميلين و تنطلق من شرق النقطة القوية المعادية وتصعد فى منحنى يسمح لها باجتياز قناة السويس وتسقط غرب القناة مباشرة محدثة انفجار رهيب بصوت عالى جدا جدا يصم الاذان وكانت الارض بدون مبالغة تهتز تحتنا كأنها زلزال..
وكانت من الشدة بانها اخلفت حفر بقطر ٦/٥ امتار وعمق يذيد عن ١،٥ متر ونتج عن الانفجار ان خرجت الالغام المضادة للدبابات من تحت الارض و انفجر بعضها من تأثير الموجة الانفجار ية القوية جدا الصواريخ حتى الالغام المضادة للافراد انفجرت ايضا..
راقبنا خلال الاشتباك المستمر ومعنا نقط الملاحظة الكيميائية باجهزتها لكشف الغازات السامة ولكننا لم نلاحظ اى دليل على استخدامها ولكننا لاحظنا ان جميع جنود العدو أمامنا الذين يظهرون ويختفوا بسرعة كانوا يرتدوا هم ايضا الكمامات الواقعية من الغازات السامة والظاهر انهم رؤنا فخافوا ان نستخدم نحن الغازات السامة ضدهم..
بدأت كثافة النيران تقل من ناحيتنا اما من ناحيتهم فقط توقفت تماما...
وقبل اخر ضوء بقليل توقف الاشتباك تماما..
وكانت خسائرنا لاشئ سوى استهلاك الذخيرة..
هذا نموذج لاحد الاشتباكات الشبة يومية خلال حرب الاستنزاف