منشور من صفحة دكتور كريم كسيبة، ابن الدكتور الغزالي كسيبة أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة والاستشاري العام لمشروع المتحف القومي للحضارة المصرية
———
المتحف القومي للحضارة المصرية
ايام من الذاكرة..
١٩٨٣، عمري ٥ سنوات، بابا بياخدني من المدرسة كالعادة و مروحين، طلعلي هدية مسدس ساقية فضي تقيل بماسورة قصيرة في علبة بلاستيك شفافة، بصيت له و بصيت لبابا و قلتله ايه ده؟ قال لي انا طلعت في الخمسة الأوائل في مسابق المتحف و هيدخلونا المرحلة النهائية
١٩٨٣، قاعد على الشاسية (فوق الشاسية نفسه) ماسك قلم رابيدو بنقط و ببكلل الشجر و اللاندسكيب بعفرت لبابا شاسيهات التسليمة النهائية
١٩٨٤، قاعد عند خالتي مستني نشرة الاخبار علشان نعرف مين اللي كسب، التليفون رن و ماما كلمتنا قالت لنا بابا اللي كسب
١٩٨٥ الي ١٩٨٧، بيتنا تحول الي مكتي هندسي لتجهيز اللوحات التنفيذية، لمّينا كل الفرش في غرف النوم و نقلنا المهندسين عندنا في البيت و كنا عايشين بالكامل في غرفتين بدون مطبخ علشان كان في الجزء اللي فيه المهندسين
١٩٨٦، سفر لأول مره في حياتي، روحنا فرنسا و انجلترا و كندا لمقابلة الexhibit designers علشان بابا يختار منهم و في النهاية اختار arata isozaki اللي جه بنفسه قابلنا في مصر
١٩٨٩، ايقاف المشروع لأجل غير مسمى نتيجة تغير في التوجهات للوزارة
١٩٩٦، في اولى عمارة، بفرج صحابي شاسيه من المشروع فطلعته من المخزن و جبته اوضتي و سندته على المكتب، تاني يوم الصبح معدي من الطرقة و ببص على الاوضة لقيت بابا قاعد على الارض قدام الشاسيه بيتفرج عليه و سرحان، صعب عليا و قلت يارب
١٩٩٨، اعادة احياء المشروع في ارض جديدة هي ارضه الحالية ايضا لاسباب تتعلق بتغير
توجهات الوزارة
١٩٩٨، مؤتمر موسع في ماريوت المطار لا انساه، ما لا يقل عن ٥٠ خبير من خبراء اليونسكو بيقطعوا الفكرة و المشروع و الموقع و من الطرف الاخر مفيش اي حد بيدافع عن المشروع او توجه الدولة او وجهة نظرها الا بابا و انا، اليوم ده كنت نفسي الارض تتشق و تبلعني
١٩٩٨-٢٠٠٢، ٦ سفريات الى باريس الى مقر اليونسكو + عدد مماثل من اللقاءات في القاهرة مليئة بالصراعات و الافتراءات و المؤامرتا التي تعددت فيها جهات المصالح، اعددت فيها ٤ تقارير اشبه بالمعارك الكلامية و الفكرية و المنطقية مع مجموعة من الخبراء الدوليين jean wilmott, udo brunoni, goadi ricci, anna paolini، لا انسى اسماءهم
٢٠٠٢، اجتماع اخير في القاهرة، مكنتش هحضره علشان كنت بسلم مسابقة خاصة بي، و قلت لبابا لو الامور احتدمت كلمني اجي، و عمره ما عملها لكن اليوم ده اتصل، رحتله لقيت الدنيا والعة، شاركت في المعركة، و الحمد لله في نهاية اليوم ده صدرت التوصية من اليونسكو باعتماد و قبول كل ما قمنا به من اراء و اقتراحات و تعديلات كانت ضرورية و انهينا فترة سوداء من حياتى بالنجاح و الانتصار
٢٠٠٤، وضع حجر الاساس
٢٠٠٥، قمت باعداد مشروع عمراني متكامل لتطوير كامل منطقة الفسطاط شامل البحيرة و منطقة الحفريات و حديقة الفسطاط و كايرو لاند و العشوائيات الملاصقة لجامع عمرو، و تم عرضه على رئاسة الوزراء و تم اعتماده ليمثل مصر في منتدى داڤوس الاقتصادي و قمت بتجهيز كتاب عن المشروع و تم طباعته في الوزارة، الا ان وفاة حفيد رئيس الجمهورية وقتها الغى الزيارة
٢٠٠٩، الوزارة اقترحت تغيير السيناريو
٢٠١٠ تعديلات بالجملة في السيناريو، تعيين مدير جديد للمتحف اراد القيام بدور المالك و الاستشاري و مصمم العرض المتحفي
٢٠١١ الثورة و التوقف التام، مع سرعة تجهيز بوابات مدرعة لحماية مخازن المتحف التي تعتبر مخازن هي الاكبر في مصر من السرقة و النهب الذي تعرضت له الكثير من مخازن الاثار في مصر في تلك الفترة
٢٠١٤ استئناف الاعمال
٢٠١٦ او ٢٠١٧ معوقات بالجملة بعد التعويم
٢٠١٥ تركنا المشروع رسميا للتخبط الاداري الذي بدأ يؤثر على سير العمل و اجراءات الموافقة و الاعتماد و اثر بالتبعية على الحالة النفسية لبابا
اخر ٢٠١٦ تم عودتنا رسميا بناء على طلب بعض القائمين على الأمر
٢٠٢١ موكب المومياوات و الافتتاح الجزئي.
انظر الي اليوم لأري مشروع ظل على الورق و على الموائد و في العقل و النفس يتحول الي واقع كجبل الجليد، بكل الامه و صعوباته و نجاحاته اقول الحمد لله
مشروع بدأ و انا عمري ٥ سنوات، و الان انا على اعتاب ٤٤ سنة
و انا بفتكر احداثه كأني استرجع تاريخ حياتى.