"رموز دينية" مصطلح conceptual يختلف من شخص لشخص.. انت مثلا ترى ان الأنبياء والصحابة رموز دينية كلهم في سلة واحدة..وانا لا ارى حرج ان ينظر لهم كشخصيات تاريخية ساهمت في نشأة حضارة عظيمة بنيت على اساس ديني لا يمكن إغفاله ويسري عليهم ما يسري على يوليوس قيصر والإسكندر الأكبر ونابليون من نقد ودراسة وتحليل..وهنا انا اتحدث عن الدراسات النقدية الجادة - مش رسوم كاريكاتورية ولا تفاهات من هنا ولا من هناك-
ناتي للقرآن الكريم كونه نص مقدس ، تعال نرجع للخلف ونتذكر سوا الحكاية من البداية...القرآن فى مكة كان أكثر جدالاته العقدية على التوحيد ونفى الشرك ورجس الأوثان مع التأسيس للأخلاق العامة..ثم انتقال فى المرحلة المدنية للحوار مع الكتابيين وتعامل اليهود مع الأنبياء وموضوع التحريف وألوهة عيسى بشكل مكثف وكمان بدأ يضع تنظيمات مجتمعية لأن مثلا موضوع الغنايم والفىء مش حينظم الا بعد اباحة القتال اصلا. حتى على مستوى النظم انتقل من الجُمل القصيرة المكثفة المشحونة لشكل اهدأ وجُمل أطول واصلاح مجتمعى أدق. كل التغير ده بسبب انتقاله من قرية لأخرى يجمعهما ثقافة وحضارة ولغة وزمنية واحدة. الآن بعد 1400 سنة وانتقال حضاري وثقافي هائل وظهور عشرات الثقافات والفلسفات والسياسات وبناء دولة حديثة لها اجراءات سياسية وقانونية واقتصادية معينة هل نتوقع نجاح نفس الوسائل الى كانت متاحة؟ او نجد حلول لمشاكلنا مذكورة بالنص او حتى تنظيم مجتمع قبلي بما يلائمه حيفلح مع مجتمعات حداثية. الإجابة الواقعية لا طبعا..
طيب، حتقول لي وايه علاقة كلامك بموضوعنا؟
اجاوبك بأمثلة معاصرة واذكرك بمحمد عبده الى كان مفتي الديار المصرية.. عاش فى عصر قمة المادية فابتكر تفسير عقلانى يتلائم مع علوم وثقافة زمنه حتى يمنح مثقفي عصره بديل عن الإلحاد حورب واستقال من وراء جماعة "حُراس العقيدة" والحجة: الدفاع عن القرآن الكريم وقدسية النص..
على عبد الرازق كان من هيئة كبار العلماء لما قال بفصل الدين عن الشئون السياسية طرد واتبهدل لنفس السبب..كذلك نصر حامد أبو زيد كان له أطروحة لغوية يجدد بيها الفكر الدينى كفروه وطلقوه من زوجته باسم المقدس والدفاع عنه.