إيميلات "هيلاري" بتبدأ برسالة منها بتطلب فيها من الطرف الآخر انه يستخدم إيميلها الشخصي لما ييجي يراسلها من الآن فصاعدًا.. بتتجاهل السيرفر المؤمن لوزارة الخارجية وبتبدأ استخدام تليفونها.
د. علاءحمودة
فضلت صاحي من ساعة اكتشاف موقع الرسائل بقراها.. الرسائل حيقف لها شعر رأسك.. ومش حتصدق إن في شر زي كده ممكن يكون موجود في قلب بشري، من أيام ما كانوا بيقدموا الأطفال عشان يحـرقـوها كقـرابـين.
- رسالة من الرسائل بتكشف أنه بعد مرور شهرين من "الثورة" في ليبيا.. أن المخابرات البريطانية، بتقدم معلومات للثوار في ليبيا حول أجهزة القذافي الأمنية.. وفي نفس اللحظة بتقدم معلومات لنظام القذافي حول الثوار! هدف "لندن" كان أنها تشوف مين اللي حينتصر في النهاية فتخطب وده باعتبارها ساعدته.. ولو محدش انتصر، فالطرفين بيحـرقوا بعض طيلة الوقت، وهو المطلوب.
في نفس الرسالة حوار عن أن ليبيا بتجاهد في استمرار تصدير النفط، لأن دا حيجيبلها نقود سائلة تساعدها في الحرب، وهنا بتتكلم الرسالة عن تدخل قـطر، وعرقلتها لدا، وتقديم ما يلزم من مال ونفط "للثوار"...
الرسالة دي بتتكلم عن أن مصر بتحاول تنقذ ليبيا في استماتة، وبتنأى بنفسها عن مساندة أي قوى "استعمارية" أوروبية في عمل عسكري في ليبيا.. وأن مصر بتحاول ديبلوماسيًا تنقذ الشعب الليبي من نيران النظام.. وفي الآن نفسه، بتدعو لجعل ليبيا منطقة حظر طيران، لمحاولة الحفاظ على النظام في ليبيا ومنع ضربات الناتو أو وصول مدد للمتـطرفـين.. مصر حسب الرسالة حاولت تعتمد على اشقائها العرب، لكن الجــزائـر واليـمن خذلوها واعترضوا على القرار.. الرسالة بتقول صراحة أن دا بسبب رعب النظامين من اللي كان ممكن يحصل لهم لاحقًا.. لو كانوا وافقوا، وسقط نظام القذافي.
نفس الرسالة بتتكلم عن أن المتـطرفين ضروري جدًا يقللوا من ظهورهم في المشهد الحالي قدر الإمكان في الوقت الراهن.. وإلا فإن ظهورهم حيمنح مصداقية لكلام "معمر القذافي".. ويخلي الناس تصدقه وتقف في صفه.
- بالمناسبة في رسائل خاصة، تودي "مصطفى عبد الجليل" الرئيس الانتقالي لليبيا للمشنـقة عدة مرات.. لأن البيه كان بيتخابر مع الولايات المتحدة بانتظام، ويبعت لهم تفاصيل اجتماعاته أول بأول، وبينبئهم بكل ما يرغبون في معرفته حول الشأن الليبي.
- في رسائل حول "مذبحة مدرسة بيشاور 2014 Peshawar school massacre" في باكـسـتان على يد عناصر من طـالـبان، واضح فيها تمامًا أن الهجوم كان معروف أنه حيحصل، ودا حيمنح مصداقية للتعاون الباكـستـاني الأميركي ضد الإرهاب.. وكان واضح أن معروف أن في عدة هجمات جديدة لطـالـبان بعدها، المذبحة دي بالمناسبة مات فيها 141 طفل.
دلوقتي دعم باكـسـتان لـ"مرسي" مبقاش سببه خافي على حد.
- "هيلاري" بعتت رسالة لأستاذ جامعي أمريكي.. خبير علاقات دولية، بتطلب رأيه حول التطورات في مصر، فالرجل أخبرها نصًا "أن مصر في كابوس حقيقي"، مع سيطرة الإسـلاميين على البرلمان.. وأنهم مش حيحترموا التزاماتهم الدولية، وأنهم ممكن يشعلوا حرب في المنطقة، وأنهم مش حيحترموا الأقليات المسـيحيـة أو العلمـانية.. وأن دا بيهدد الشراكة المصرية الأمريكية اللي عمرها 30 سنة في المنطقة.. وأن مصر على وشك الدخول في مذابح بسببهم....
طبعًا كلنا عارفين أن هو دا اللي كان مطلوب.. وأن رأيه طمأن "هيلاري" إلى أقصى حد.. لأنها خرجت بعدها في تصريح في 2012 بيقول "مصر على الطريق الصحيح للديموقراطية".. كان وقتها عناصر الإخوان محاصرين المحكمة الدستورية العليا في مصر.
- لما كنا بنقول "مصر بتأثر في العالم أجمع" كنتوا بتسخروا مننا بجهل.. في رسالة بتقول: أن الثورة المصرية، اللي بتتناقلها كل شاشات العالم، حتبدأ تغير طريقة تفكير الشعب الصيني.. اللي حكومته طوال الوقت بتوضح له أن الديموقراطية ماتصلحش لكل وأي شعب.. ولما بتثار أحاديث حول الديموقراطية في الصين، بيعرض التلفاز لقطات من مشاجرات البرلمان. لكن الآن مع الثورة في مصر، واعتقاد الناس انها سلمية - خد بالك من الجملة التالية - "من وجهة نظرهم على الأقل".. دا ممكن يغير طريقة تفكير الشعب الصيني، ويبدأ يتناسي فكرة "انسوا الديموقراطية ودعونا نستقر ونحقق نمو".
الرسالة دي بعنوان "مصر والصين - موضوع يستحق القراءة EGYPT AND CHINA SOMETHING WORTH READING"
- رسائل حول لقاءات مع "مرسي"، لقاءات مع "خيرت الشاطر" أكدوا فيها لأمريكا أنهم مش ناويين يراجعوا اتفاق السلام مع إسـرائـيل مطلقًا.. دا كلام بيقولوه بس "لإرضاء الجموع".. وأنهم حريصين على العلاقات الأمريكية أشد الحرص، لكن بيطلبوا نقود في المقابل.. تساعدهم على تحقيق بعضًا من وعود "مرسي" عشان الشارع يلتف حوله. دا بيفكرني هنا بهراء الإخوان السابق "مصر فيها 35 تريليون طن ذهب وماس وتنزانايت ومناجم كريبتونايت وإلخ".
اللهجة دي بدا واضحًا أنها اتغيرت من بعد عزل "مرسي".. الرسائل بتتكلم عن إن الإدارة المصرية من 2013 إلى 2015، بدأت تتحدى الإدارة الأمريكية وتعتبر ملاحظاتها وانتقاداتها "تدخّل".
- تواصل إدارة "أوباما" مع المرحوم الملك "عبد الله بن عبد العزيز" خادم الحرمين الشريفين.. وإدراكه لمؤامرة مخيفة، بتحيكها إدارة "أوباما" لمصر وبتطلب من السعودية معاونتها فيها، مما حدا بالملك السعودي وقتئذ إلى أنه يراسل الإدارة المصرية بقبس من تلك المعلومات ثم امتناعه عن تقديم بقيتها عبر وسائل الاتصال المعروفة.. حفاظًا عن السرية.. ثم شاءت عناية الله أن ترسل لنا ببقية المعلومات من المملكة، مع مبعوث خاص، فائق الأهمية والخطورة.
وكان هذا المبعوث هو الملك "عبد الله" نفسه، رغم حالته الصحية المتدهورة، اللي منعته من النزول حتى من الطائرة، لكنه رحمه الله، رفض أن يسلم المعلومات غير للرئيس المصري وجهًا لوجه.
- رسائل بتتكلم عن أن إدارة "أوباما" هي الأب الروحي للثورة المصرية، بالتلوث الفكري والدعم والتمويل.. اسم "جين شارب" بيتكرر مرارًا في القصة دي.
- رسائل حول تدخلهم في إعداد دستور الإخوان.. في تشكيل مجلس الشورى.. الطريف أن بينهم وبين الإخوان حوار طويل ورسائل متبادلة.. تشكل 500 قضية تخابر مش قضية واحدة.. لاحظ هنا أننا بنتكلم عن تواصل على مستوى "جماعة" وأفراد زي "خيرت الشاطر" و"بديع".. مش أجهزة شرعية...
- مش بس الإخوان. "حزب النور" اسمه ظهر مرارًا، وحوارات ودردشة ووعود.. وذكرت أسماء مباشرة، زي متحدثهم الرسمي "أحمد خليل خير الله".. اللي بلغهم أن حزبه بيرغب في حكومة إئتلافية.. يكون لهم جزء منها.
حوارات حزب النور والإخوة السـلـفيين كتير جدًا في الرسائل.. وتكفي لاعتقال ناس كتير بتهم مشينة يندي لها الجبين.. زي التجسس والتخابر لدولة أجنبية.
اللي مش فاهمه هنا.. هو مش في "ولاء وبراء" برضه يا مولانا بتمنعونا بموجبه نهني الناس في الكريسماس؟ وللا وقتها الولاء والبراء لإدارة "كلينتون" كان حلو وحلال؟
- المصيبة أن في رسالة مضحكة للغاية، بعنوان "محادثة مرسي السرية اليوم H: MORSI'S PRIVATE CONVERSATIONS TODAY. SID".. بيتكلم فيها مرسي عن أن المظاهرات في الشارع دي مش مظاهرات ضده، دي ضد الإدارة الأمريكية والغرب.. وأن الضالعين فيها هم منافسيه من السلفيين "حزب النور"...!
يعني "مرسي" كان بيحصل على دعم "حزب النور" وبعدين يروح يبيعهم لـ"هيلاري" باعتبارهم دعاة فوضى ضد المصالح الأميركية...!
"مرسي" قال للأمريكيين أن السلفيين بيكرهوه لأنهم شايفينه "معتدل" في التعامل مع قضايا الشـريعة والإسـرائـيليين وغير المسلـمـين بشكل عام. "مرسي" كذلك بمنتهى الأريحية نقل رسائل ومحادثات سرية بينه وبين وزير الدفاع - وقتئذ - "عبد الفتاح السيسي" حول قضية مكافحة الإرهاب. وكان متضايق أن المعونة الأمريكية بتروح للقوات المسلحة، وعايز المعونة تروح لحكومة الإخوان.. "مرسي" هدد الإدارة الأمريكية أن لو مظاهرات خصومه السلفيين استمرت.. دا حيؤدي إلى أنه يفقد السيطرة، وقد يسقط ضحايا من الدبلوماسيين الأمريكيين في مصر.
- الأكثر مرحًا، هو أن مش بس الإخوان كانوا بيضربوا حزب النور تحت الحزام.. لا.. كانوا بيضربوا بعض كذلك تحت الحزام.. تجسيد حقيقي للآية الكريمة "بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى؛ ذلك بأنهم قوم لا يعقلون"...
"محمد بديع" مرشدهم العام في رسالة خاصة، بيشتكي للأمريكيين أنه هو الجماعة أخطأوا في تقدير "محمد مرسي".. وأنه مش سهل الانقياد كما توقعوا.. وأنه طموح للغاية وبيحاول يتجاوز الجميع ويقدم نفسه باعتباره الرجل الأقوى في مصر.. وأنه خاض المناقشة دي مع "الكتاتني" وابدى الأخير قلقًا مماثلًا.
"مرسي" كان أقسم لـ"بديع" على اتباع تعليماته وما يراه بعد استشارته في الأمور السياسية الكبرى.. لكن "بديع" فوجيء بـ"مرسي" بيتواصل مع المجلس العسكري سرًا.. وأن له مراسلات سرية مع إسـرائـيل. "بديع" ذكر أن "مرسي" تقرب من "السيسي" كي يبيع الشعب ويشتريه، ويحميه من غضب الناس وقت اللزوم.
- رسائل حول عمليات إرهابية كانت معروفة مقدمًا.. رسائل عن دور الجزيرة في التلاعب بالعقول في العالم العربي "حتى لو أدى ذلك لوقوع ضحايا في سبيل النفع العام" نفس كلمة "مرسي" اللي يبدو أنه كان بيغازل بها الأمريكيين في رسالة مستترة "نضحي بشوية عشان الوطن يمشي".
- معلومات لدى "هيلاري" عن مذبـحة رفح الأولي من قبل أن تحدث.. بعدما "شنطة الأسرار" راحت لقطر.. وزار "حمد" القطـري حركة حماس قبل العملية بيومين للترتيب لها.
- رسائل حول التآمر على "ترامب" ومحاولة تدبيسه في قضية تجسس لصالح الروس.. محاولة لجعله أضحوكة عن طريق الميديا.
- ضغط على منظمات دولية زي منظمة الصحة العالمية، عشان تنفذ أجندة "أوباما".. اللي بيعترض حنعمل له فيلم وثائقي عن التجاوزات.. حنسلط عليه الميديا.. حنمنع عنه أي دعم ممكن يوصله. حتى المنظمات اللي بتساعد الأطفال الضعفاء في كافة أرجاء العالم زي اليونسيف.. ماسلمتش من أذى إدارة "أوباما"
- معلومات تدير العقول ويشيب لها شعر رأسك وتخليك تسترجع مشاهد وأحداث كأنه فيلم بيدور بالفلاش باك.. وتفهم هي ليه حصلت بالضبط.. وليه الجملة دي اتقالت في الخطاب دا.. وليه الصحيفة دي نشرت الخبر ده في التوقيت ده.. الميديا والإعلام ومين مع مين.. مين حنحـرقـه حي عشان "نلفت الانتباه" ونثير الشارع.. مين بيشتغل معانا ومين ضدنا.. وإزاي إدارة "أوباما" قررت قتـل سفيرها نفسه مع ثلاثة من موظفي السفارة في طـرابـلس.. لإمساك ذريعة للتدخل العسكري.. وقدر مذهل من الشر يخجل منه إبليس.
طبعًا مستحيل نلخص الرسائل كلها هنا، لأنهم حوالي 27 ألف رسالة ولسه مخلصتش قراءتهم كلهم طبعًا.. اللي فوق دا ملخص لتقريبًا 50 رسالة من 110 رسالة قرأتهم فقط. القراءة بتاخد وقت لأنك بتسرح وتفتكر أحداث وتبحث عن أمور حصلت بالفعل ومذكورة في المراسلات.. وتكتشف أنها حقيقية تمامًا.. حقيقية لدرجة مرعبة.
أما الرسائل حول بقية تفاصيل الإخوان واتصالات السلفيين والنشطاء ودعم "باسم" والنشطاء لـ"أوباما" وانكارهم المستميت لأي مؤامرة، وقصص تـركـيا وقـطـر وإفـريقيـة، وتنسيقات داعـش وبـوكـو حـرام والقـاعـدة.. فدي عايزة تفرغ تام، وأيام.. وربما اسابيع.. تطول.. فاعتقد حيكون شبه مستحيل أننا نغطي الموضوع كله، لكن ممكن نكمل قبس بسيط منها في وقت آخر.. ويبقى بإذن الله لحديثنا بقية.
د. علاءحمودة
#الأفوكاتو