من كتابات السادات
اتضح لى أن القمر الصناعي الأمريكي الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد.. وأقر هنا للتاريخ أن روسيا التي تدعى وقوفها مع الحق العربي لم تبلغنا بشيء بواسطة أقمارها الصناعية التي تتابع المعركة، ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات.. لقد استخدم الجسر الجوي الأمريكي لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة، والعريش تقع خلف الجبهة.
بدأت ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها، كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدًا من الدبابات، لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور أنقذوا إسرائيل فى اليوم الرابع، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصري الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار، وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية.
أما التطور الثالث والخطير، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا، وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمى القنبلة التلفزيونية، وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا، فأرسلته لنجدة إسرائيل.. لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الاختبار، وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى، وأنا أعرف إمكانياتي وأعرف حدودي، لن أحارب أمريكا، ولذلك بعد عودتي من غرفة القيادة.. كتبت للرئيس الأسد شريكي فى القرار برقية أخطره فيها أنني قررت الموافقة على وقف إطلاق النار، وسجلت فى هذه البرقية موقفي، وهو أنى لا أخاف من مواجهة إسرائيل، ولكني أرفض مواجهة أمريكا، وأني لن أسمح أن تُدمّر القوات المصرية مرة أخرى، وأنني مستعد أن أحاسب أمام شعبي فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار.