أشرف مروان لم يكن الوحيد".. تقرير يكشف عن "عميل موساد" مصري قلب موازين حرب أكتوبر
منقول للأمانة ..
منقول للأمانة ..
بالتزامن مع ذكرى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 نشر موقع " اسرائيل هيوم " تقريرا زعم فيه أن ضابطا "غير معروف" بالجيش المصري ساعد إسرائيل على التقدم في معارك سيناء، عبر معلومة أسفرت عن خسائر الجيش الثالث الميداني المصري، فيما يعرف بـ"ثغرة الدفرسوار".
وذكر الموقع أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية جندت الضابط، الذي أعطى الموساد لاحقا أحد أهم "النصائح الذهبية" في حرب "يوم كيبور".
ولم يكشف الموقع عن هوية الضابط المصري، قائلا إنها "سرية للغاية"، لكن مصادر استخباراتية كبيرة تقول إن مساهمته أسفرت عن ثغرة الدفرسوار، حينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني المصري.
وكانت "المعلومة الذهبية"، كما وصفها مدير الموساد حينها تسفي زامير، تفيد باستعداد الجيش المصري لهجوم مظلي على ممر ميتلا الذي يبتعد 50 كم عن قناة السويس، في غضون يوم أو يومين.
وفهم الجيش الإسرائيلي من المعلومة، التي أرسلت بتاريخ 12 أكتوبر، أن نظيره المصري سيقوم بهجوم بري عبر الفرق المدرعة.
وبناء على هذه المعلومة، علق الجيش الإسرائيلي خططه لعبور قناة السويس، وانخرط في تنظيم معركة دفاعية، منتظرا القوات المصرية، ليحتد الهجوم بينهما ثم يبدأ جيش إسرائيل بعبور قناة السويس.
ويقول الموقع إن الموساد جند الضابط المصري. لكن المخابرات الإسرائيلية تتخوف من كشف تفاصيل عنه أو حتى نشر اسمه الرمزي.
ويتابع موقع "إسرائيل هيوم" إن هذه المعلومة التي قدمها الضابط المصري أدت إلى تحول في الحرب. فالجيش الإسرائيلي، الذي كان يخسر حينذاك على الجبهة الجنوبية، أصبح الآن قادرا على السيطرة على الوضع.
وأضاف: "على عكس أشرف مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، والذي تلقبه إسرائيل بالملاك، فإن مساهمة هذا المصدر الذهبي تم نسيانها ولم يعترف بها الجمهور والصحافة في إسرائيل".
وحتى الآن، يظل أشرف مروان مثارا للجدل بين إسرائيل ومصر، فبعض المؤرخين والمسؤولين المصريين يردون الطرح الإسرائيلي الرسمي بأن مروان كان أهم عميل للموساد، ويقولون إنه كان عميلا مزدوجا لصالح القاهرة.
صديق مصري:
ويقول الباحث في حرب 73، موشيه شيفاردي: "الجميع يتحدث عن مروان، ولا أحد يتحدث عن المصدر الذهبي الذي يستحق أن يُطلق عليه أفضل جاسوس لإسرائيل (..) قبل اندلاع الحرب وفي أكثر مراحلها حرجا، لم ينقل معلومة واحدة بل معلومتين ذهبيتين".
وأشار شيفاردي إلى أن الرسالة الحاسمة التي أرسلها الضابط المصري في 12 أكتوبر لم تكن الأولى له. فقبل أسبوعين، في 30 سبتمبر، أبلغ المخابرات الإسرائيلية أن مصر وسوريا على وشك شن هجوم مشترك على إسرائيل.
ونقل الموقع عن الضابط السابق في المخابرات الإسرائيلية، أهارون ليفران (88 عاما) قوله إنه قام بتجنيد الضابط المصري كجاسوس لصالح إسرائيل، مضيفا: "عندما التقيته لأول مرة لم أكن متأكدا من أنه سيوافق على العمل مع إسرائيل، بسبب وضعه في الجيش. أردت فقط صداقته حتى أطلب مساعدته في فهم الجانب المصري".
وتابع "لقد خدعته، ولن أتوسع في نقاش ذلك، ولحسن الحظ تطوع ليصبح مصدرا. تعاملت معه لعدة سنوات. كنت على اتصال به، وكان يرسل لي موادا".
وفي عام 1970، أصر الموساد على التعامل المنفرد مع العميل المصري، وأن ينفصل ليفران عن الصورة.
يقول ليفران: "هناك حدود واضحة للغاية داخل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي. الشاباك يعمل داخل الأراضي الإسرائيلية، جهاز المخابرات في الجيش الإسرائيلي يلتقي بعملائه عند نقاط التفتيش الحدودية، والموساد يعمل مع عملاء في الخارج".
المعلومة الذهبية
وأضاف ليفران: "كانت معلومته عن هبوط وحدات المظليين في منطقة ممر ميتلا والجدي. ومعنى ذلك، كما يعرف كل قائد عسكري كبير، هو أن القوات المدرعة فقط هي التي يمكنها الانضمام إلى المظليين".
وبعد يومين من تلقي معلومته، وفي صباح يوم 14 أكتوبر، شن الجيش المصري الهجوم المخطط له في ٦ نقاط أساسية، مستخدما القوات المدرعة والمشاة ووحدات المدفعية والقصف الجوي وغارات جوية.
وعلى عكس المعلومات التي نقلها "المصدر الذهبي"، لم يشارك أي من المظليين في الهجوم.
ومع ذلك، كان الجيش الإسرائيلي مستعدا للهجوم المصري، مما تسبب في خسائر فادحة للجيش المصري. واتضح فيما بعد أن الرئيس المصري أنور السادات، بضغط من سوريا، دعا الجيش لشن العملية، خلافا لرأي كبار ضباطه.
يقول الموقع: "كان هذا أول انتصار إسرائيلي في معارك حرب سيناء، وهو الذي شكل بداية التحول على طول الجبهة الجنوبية بأكملها"، فيما عرف باسم ثغرة الدفرسوار.
وتابع: "تعرض الخط الأمامي للجيش المصري لهجمات جوية. في البداية، أقرت مصر بتدمير 100 من دباباتها في ذلك اليوم، لكن فيما بعد اعترف القائد العام للجيش، سعد الدين الشاذلي، بتدمير 250 دبابة".
وشغل الشاذلي منصب رئيس أركان حرب الجيش المصري في الفترة من مايو 1971 وديسمبر 1973، ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي (بارليف) في حرب 1973.
وفيما يتعلق بهجوم 14 أكتوبر، كتب الشاذلي في مذكراته أنه كان يرى سحب بعض القوات من سيناء لتطويق ثغرة الدفرسوار وإنهائها قبل توسعها، لكن السادات ووزير الحربية أحمد إسماعيل لم يوافقا على ذلك.
واتهم السادات "باتخاذ قرارات خاطئة رغما عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة، أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر"، حسبما كتب في مذكراته عن الحرب.
وكان الخلاف حول مواجهة ثغرة الدفرسوار بداية خلاف بين السادات والشاذلي، تفاقم بعد ذلك بسبب معارضة الأخير لمعاهدة السلام مع إسرائيل. واضطر الشاذلي لطلب استمد اللجوء السياسي للجزائر، قبل أن يعود إلى مصر مطلع التسعينات، وبقي فيها حتى وفاته في ٢٠١١.